1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW
سياسةروسيا الاتحادية

مكافحة الإرهاب.. لماذا تتعاون استخبارات الدول المتعادية؟

٢٧ مارس ٢٠٢٤

حذرت الولايات المتحدة روسيا قبل أسابيع من مغبة وقوع هجوم كالذي وقع قبل أيام وأسفر عن مئات القتلى والجرحى. فعندما يتعلق الأمر بمكافحة الإرهاب تتعاون أجهزة الاستخبارات مع بعضها البعض حتى في أوقات الحروب وتوتر العلاقات.

أعضاء من قوات العمليات الخاصة الروسية بعد الهجوم الذي أسفر عن مقتل أكثر من 139 شخص (22.03.2024).
في هجوم يوم الجمعة الماضي في موسكو، حدث أمر غير عادي، حيث تم تبادل المعلومات مع دولة لا تعتبر بالتأكيد حليفة.صورة من: Sergei Vedyashkin/Moscow News Agency/REUTERS

حذرت الولايات المتحدة روسيا قبل أسابيع من مغبة استهدافها بهجوم إرهابي كالذي وقع على حفل موسيقي مكتظ في "كروكوس سيتي هول" بالقرب من موسكو وأسفر عن 139 قتيلاً على الأقل وأكثر من 180 جريحاً.

تعمل أجهزة المخابرات بسرية تامة؛ فهي تجمع المعلومات التي تفيد الأمن القومي أو التي تهدف إلى منح حكوماتها ميزة معلوماتية عند اتخاذ القرارات السياسية.

وقد يصل الأمر بأجهزة الاستخبارات إلى التجسس على الحلفاء، إذ راقبت وكالة الأمن القومي الأمريكية  الهاتف الخليوي للمستشارة الألمانية السابقة أنغيلا ميركل على مدار سنوات.

ولكن في حالات أخرى، تتقاسم أجهزة الاستخبارات ما بحوزتها من معلومات سرية. فعلى سبيل المثال، في 23 شباط/فبراير 2022، أبلغت الولايات المتحدة ألمانيا وشركاء أوروبيين آخرين بعلمها بأن روسيا ستبدأ غزوها لأوكرانيا في الليلة التالية.

حداد وطني على ضحايا هجوم موسكو

02:26

This browser does not support the video element.

ما هي المعلومات التي قدمتها الولايات المتحدة لروسيا؟

في هجوم يوم الجمعة الماضي في موسكو، حدث أمر غير عادي، حيث تم تبادل المعلومات مع دولة لا تعتبر بالتأكيد حليفة. في 7 آذار/مارس، حذرت السفارة الأمريكية في موسكو مواطنيها قائلة: "يعد متطرفون العدة لشن هجمات على تجمعات حاشدة في موسكو، بما في ذلك الحفلات الموسيقية. يجب تجنب الفعاليات الجماعية لمدة 48 ساعة".

في الواقع، قام الإسلامويون المشتبه بهم بالهجوم بعد 15 يوماً من التحذير.

وبعد ساعات قليلة من الهجوم، أشارت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، أدريان واتسون، إلى تحذير 7 مارس/آذار: "نقلت الحكومة الأمريكية هذه المعلومات إلى المسؤولين الروس".

وقالت أدريان واتسون: "لا يوجد أي تورط أوكراني على الإطلاق". وعبر مسؤولون روس عن غضبهم من التعليقات العلنية الأمريكية بشأن الهجوم وقالوا إنه يتعين ترك الأمر للمحققين الروس ليتوصلوا إلى نتائج بأنفسهم.

كيف تعاملت موسكو مع التحذير؟

يعتقد بيتر نيومان، الباحث في شؤون الإرهاب في كينغز كوليدج في لندن، أن التحذير لم يؤخذ على محمل الجد بما فيه الكفاية على ما يبدو: "قبل خمسة أيام من الهجوم رفض فلاديمير بوتين علناً هذا التحذير باعتباره دعاية أمريكية في سياق الحرب النفسية". كلام بيتر نيومان جاء في مقابلة مع محطة الإذاعة الألمانية العامة "دويتشلاندفونك".

هل من الطبيعي تبادل المعلومات بين الأعداء؟

على الرغم من أن الولايات المتحدة ليست طرفاً في الحرب في أوكرانيا، إلا أنها تنظر إلى روسيا باعتبارها تهديداً لأمنها. ولا يتوانى بوتين في توجيه التهديدات العلنية باتجاه واشنطن.

يقول ميشائيل غوتشينبيرغ، الخبير الأمني ​​في القناة الأولى الألمانية ARD: "أفترض أن إعلان الأمريكيين لهذا التحذير على العلن يأتي من حقيقة عدم وجود أي تعاون واتصالات سرية مع أجهزة المخابرات الروسية".

ويتابع الخبير الأمني في تصريح لـ DW: "في الأساس، تحذر الدول بعضها البعض من الهجمات الإرهابية الوشيكة أو المخطط لها. وقد حدث مثل ذلك التعاون في الماضي مع الاستخبارات الروسية. لكنني أفترض أن الحرب أوصلت ذلك التعاون إلى طريق مسدود".

أدت هجمات 11 أيلول/سبتمبر الإرهابية إلى نقطة تحول في تعاون أجهزة الاستخبارات الدوليةصورة من: picture-alliance / dpa

تأثير هجمات 11 أيلول/سبتمبر الإرهابية

نشاط الجماعات الإرهابية كـ"داعش-خراسان"، أحد أفرع تنظيم "الدولة الإسلامية"، عابر للحدود. وهو ما برهنت عليه الهجمات الأخيرة في روسيا وإيران وأفغانستان. ومن هنا فلا بد أن تتعاون أجهزة الاستخبارات مع بعضها البعض للحفاظ على السلم والأمن.

وفق تقييم ميشائيل غوتشينبيرغ، يسير التعاون بشكل جيد عموما: "لا سيما بين الأجهزة الاستخباراتية الغربية، حيث يمرر جهاز استخبارات دولة ما معلومات ويقدم النصح، ومن ثم تقوم الدول المستقبلة بدراستها واتخاذ ما تراه مناسباً من قرارات".

تستند أجهزة الاستخبارات الأمريكية في "واجب التحذير" على قانون الخدمة السرية الصادر عام 1947 ومرسوم الرئيس رونالد ريغان الصادر عام 1981. ومن وجهة نظر ميشائيل غوتشينبيرغ، فقد زادت أهمية "واجب التحذير"، خاصة في السنوات الأخيرة: "في الأساس، لعبت أحداث 11 سبتمبر دوراً كبيراً، بحيث رغبت الدول في عدم السماح بتكرار الاعتداءات الإرهابية".

أجهزة المخابرات الألمانية و"داعش-خراسان"؟

من وجهة نظر الخبير في الإرهاب ميشائيل غوتشينبيرغ، قامت السلطات الألمانية بعمل جيد فيما يتعلق بـ"داعش-خراسان" في السنوات الأخيرة: "على مدى العامين الماضيين، اضطررنا مراراً وتكراراً إلى التعامل مع المواقف التي يشتبه فيها أن أنصار الجماعة يخططون لهجمات. وتم بالفعل إحباط هذه الخطط المشبوهة في مرحلة مبكرة".

في مدينة كولونيا (كولن) الألمانية، التي يبلغ عدد سكانها أكثر من مليون نسمة، كانت عين أعضاء بجماعة "داعش-خراسان" على الكاتدرائية، التي تحظى بشعبية لدى السياح، وعلى مهرجان شعبي كأهداف محتملة. وقبل أسبوع فقط، اعتقل المحققون في مدينة غيرا، وسط ألمانيا، رجلين بشبهة التخطيط لهجوم على البرلمان السويدي.

وأشار الباحث في شؤون الإرهاب بيتر نيومان في مقابلته مع محطة الإذاعة الألمانية العامة "دويتشلاندفونك" إلى أنه حسب الشرطة الأوروبية "يوروبول"، فإن عدد محاولات الهجمات قد ارتفع بشكل حاد منذ هجمات حماس الإرهابية على إسرائيل في 7 تشرين الأول/أكتوبر: "الحمد لله لم يحدث شيء، لكن الهجمات أصبحت أكثر تكراراً. في بعض الأحيان تبقى مسألة حظ ألا يحدث شيء".

أعده للعربية: خالد سلامة

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW