مكافحة التطرف.. استراتيجية ألمانية جديدة لتعزيز الديموقراطية
٢٢ مايو ٢٠٢٤
تبنًت الحكومة الألمانية استراتيجية جديدة لمحاربة التطرف وتعزيز الديمقراطية بالبلاد وذلك بانتهاج أساليب التثقيف السياسي في منصات الإنترنت وغيرها، إضافة مواجهة أساليب التضليل والأخبار الكاذبة التي تقف وراءها قوى خارجية.
إعلان
أقر مجلس الوزراء الألماني في جلسته الأسبوعية اليوم الأربعاء (22 مايو/ أيار 2024) استراتيجية جديدة لمكافحة التطرف. وجاء في الورقة التي تم اعتمادها والمؤلفة من 50 صفحة تحت عنوان "معا من أجل الديمقراطية وضد التطرف" القول إنه " يجب أن يركز التثقيف السياسي بشكل متزايد على الفئات المستهدفة التي لم يتم الوصول إليها بشكل كاف بعد"، مشيرة إلى أن هذه الفئات يأتي من ضمنها الأشخاص الذين لديهم تاريخ هجرة (أو ينحدرون من عائلات مهاجرة).
ونصت الورقة أيضا على ضرورة الترويج للمواقف والإجراءات الديمقراطية بين عامة السكان. وجاء أيضا في الاستراتيجية التي أعدتها وزارة الداخلية الاتحادية القول إن "برامج التنمية السابقة للحكومة الاتحادية تصل بشكل رئيسي في أغلب الأحوال إلى الأشخاص الذين ينخرطون بالفعل في الأنشطة الديمقراطية أو لديهم استعداد واضح لذلك"، ولفتت إلى ضرورة التركيز بشكل خاص على مجموعتين وهما: الأشخاص الذين لم يتمكنوا من الانخراط في الأنشطة الديمقراطية بشكل كاف حتى الآن، والأشخاص الذين يتخذون موقفا متشككا أو رافضا تجاه الديمقراطية.
تأكيد حكم إبقاء حزب "البديل" تحت شبهة التطرف في ألمانيا.. ماذا بعد؟
08:06
وذكرت الورقة أن من الضروري بالنسبة لألمانيا تعزيز "العروض منخفضة العتبة والاستباقية وكذلك العروض متعددة اللغات والتي تعتمد على المجتمع المحلي في المكان الذي يعيش ويعمل فيه هؤلاء الأشخاص، بالإضافة إلى استخدام لغة جذابة وميسرة". علاوة على ذلك، ينبغي تعزيز عروض الوقاية عبر الإنترنت وتوسيع نطاق قدرات الأفراد في مجال التعامل مع وسائل الإعلام.
ونصت الورقة أيضا على أن المعلومات المضللة الأجنبية بالتحديد تعد تهديدا كبيرا. وتابعت الورقة "لا يزال التطرف اليميني والإرهاب اليميني يمثلان أكبر تهديد" للمجتمع الديمقراطي. وأشارت الورقة أيضا إلى أن التطرف اليساري العنيف ينطوي أيضا على خطر كبير وذكرت أن هذا الخطر يتجلى في تزايد العنف الوحشي ضد متطرفين يمينيين فعليين أو مفترضين.
وفيما يتعلق بالتيار الاسلاموي، ذكرت الوزارة في الورقة أن الأمر لم يعد يتعلق أساسا بأفراد منفردين لديهم دوافع جهادية يستخدمون وسائل يسهل الحصول عليها لارتكاب جرائم، وأضافت: " بدلا من ذلك صرنا نلاحظ تزايدا في عدد التحقيقات والاعتقالات المرتبطة بخطط هجوم معقدة ولها صلات واضحة بتنظيمات معينة".
ح.ز/ ع.غ (د.ب.أ)
السلفيون في ألمانيا... أنشطة مختلفة والهدف واحد
يبدو المشهد السلفي في ألمانيا في صور مختلفة، فهو يضم العديد من المتطرفين المستعدين للقيام بأعمال عنف. كما يستغل هؤلاء كل فرصة لنشر مواقفهم المتشددة، من خلال القيام بأنشطة أو تظاهرات لجذب الشباب للتنظيمات المتطرفة.
صورة من: picture-alliance/dpa/J. Stratenschulte
استغلال المساجد لأهداف إيديولوجية
تقدر السلطات الأمنية عدد السلفيين المتشددين في ألمانيا بنحو 6500 ولكن ليسو جميعا مستعدين لاستخدام العنف. ويستغل هؤلاء المساجد لجذب الشبان ونشر التطرف بين المسلمين مثل مسجد النور في برلين الذي قامت السلطات الأمنية بإغلاقه، حيث كان يعتبر معقلا لسلفيين متشددين حسب هيئة حماية الدستور.
صورة من: picture-alliance/dpa/P. Zinken
توزيع القرآن بالمجان
بغرض نشر دعايتهم والتواصل مع الراي العام يستغل سلفيون حملة توزيع القرآن بالمجان في العديد من المدن الألمانية، أطلقوا عليها اسم "إقرأ"!
صورة من: picture-alliance/dpa/I. Fassbender
صلاة وسط شارع عمومي
يحاول السلفيون استغلال كل فرصة ومكان لنشر فكرهم واكتساب المزيد من المؤيدين. في الصورة مجموعة من السلفيين الذي تجمعوا في شارع قرب أكاديمية الملك فهد بمدينة بون لأداء الصلاة. تم ذلك بالقرب من تجمع لحزب "Pro NRW" اليميني المناهض للمهاجرين والإسلام، والذي اعتبر ذلك استفزازا له فحصل اشتباك بين أنصاره والمصلين في الشارع.
صورة من: dapd
"شرطة الشريعة"
عام 2015 قام سلفيون بدوريات عبر شوارع مدينة فوبرتال في ولاية شمال الراين فيستفاليا وكأنهم أفراد شرطة لحماية الشريعة، وتسبب ذلك في استياء عام على مستوى ألمانيا بأكملها.
صورة من: picture-alliance/dpa/O. Berg
الرأس المدبر لشبكة تجنيد الشبان
هناك بين السلفيين جهاديون يتعاونون مع تنظيمات إرهابية مثل تنظيم "الدولة الإسلامية"، حيث يجندون الشباب في ألمانيا لخدمة تلك التنظيمات. ومن ابرز هؤلاء أبو ولاء العراقي الذي اعتقلته الأجهزة الأمنية في نوفمبر/ تشرين الثاني 2016 . وقال المدعي العام الاتحادي، فرانك بيتر، بأنه يشكل "الرأس المدبر لشبكة تجنيد الشبان للقتال في صفوف تنظيم الدولة الإسلامية".
صورة من: picture alliance/dpa/Al Manhaj Media
استعداد للقيام بأعمال عنف
ينظم السلفيون مظاهرات لحشد مؤيديهم واستعراض قوتهم. أثناء تلك المظاهرات غالبا ما تقع اشتباكات بينهم وبين الشرطة التي تحاول تفريقهم، بسبب ما يقومون به من أعمال عنف وتخريب.
صورة من: picture-alliance/dpa
جماعات مناهضة للسلفيين
مقابل السلفيين المتشددين هناك جماعات يمينية متطرفة مناهضة مثل مجموعات "هوليغانز ضد السلفيين" التي تنظم مظاهرات رافضة للسلفيين. وأحيانا تحدث اشتباكات بينهم وبين السلفيين، كما حصل في إحدى المظاهرات بمدينة كولونيا في تشرين الأول/ اكتوبر، شارك فيها الآلاف.
صورة من: picture-alliance/dpa/Roberto Pfeil
مشاركة نسائية في التحركات السلفية
المشهد السلفي لا يقتصر على الرجال فقط، بل إن هناك نساء منهم يشاركن في النشاطات والتجمعات السلفية، كما في الصورة خلال تجمع لأحد أبرز زعماء السلفيين في ألمانيا بيير فوغل بمدينة أوفينباخ عام 2014.
صورة من: picture-alliance/dpa/B. Roessler
مداهمة مقرات السلفيين وجمعياتهم
تقوم الشرطة بين الحين والآخر بمداهمة مساجد ومقرات جميعات سلفية وبيوت مسؤوليها وتعتقل المطلوبين منهم، كما تُغلق المكاتب والمقرات التي تعود إلى تلك الجمعيات التي يشتبه قيامها بنشاطات غير قانونية.
صورة من: picture-alliance/dpa/C. Gossmann
حظر جميعة سلفية متشددة
يسعى السلفيون من خلال نشاطاتهم إلى نشر الفكر الإسلامي المتشدد وتقديم "الإسلام على أنه دين العنف والكراهية والزواج القسري والإرهاب"، كما جاء في أحد مقاطع الفيديو على الإنترنت للجمعية السلفية "الدين الحق" التي تم حظرها من قبل السلطات الألمانية واعتُقل أحد مؤسسيها وأبرز وجوهها ابراهيم أبو ناجي.
صورة من: picture-alliance/Geisler-Fotopress/R. Harde
محاكمة مشتبه به
من يلجأ إلى العنف من بين السلفيين يقبض عليهم وتتم محاكمته مع حفظ حقه في محاكمة عادلة بوجود محامي الدفاع. في الصورة: السلفي مراد ك. بجانب المحامي أثناء جلسة المحاكمة في بون بتهمة الإيذاء الجسدي ومقاومة موظف عام أثناء القيام بمهامه.