مكانك راوح.. مجلس النواب الأمريكي يفشل في انتخاب رئيس له
٥ يناير ٢٠٢٣
لليوم الثالث وخلال عشر جولات انتخابية فشل مجلس النواب الأمريكي في انتخاب رئيس له في سابقة لم تحدث إلا قبل قرن. مجموعة صغيرة من النواب المحافظين المتشددين تعارض انتخاب مرشح حزبهم كيفن مكارثي ما يحول دون فوزه.
إعلان
انهمك الجمهوريون الخميس (الخامس من يناير/ كانون الثاني 2023) وراء الكواليس في انتخاب رئيس لمجلس النواب الأميركي ووضع حد لشلل ناتج عن معارضة مجموعة تتكون من حوالي عشرين نائبا من الجناح اليميني في الحزب.
وكان المرشح الجمهوري كيفن مكارثي، وهو الأوفر حظاً للحلول مكان نانسي بيلوسي، قدّم تنازلات كبيرة لهذه المجموعة من النواب المؤيدة للرئيس السابق دونالد ترامب، والتي تصوت ضد انتخابه. ولكن ذلك لم يأت بأي نتيجة. فقد استمر هؤلاء النواب بالمعارضة بعد تصويت عاشر، في سيناريو غير مسبوق منذ قرن من الزمن.
ويشل هذا الوضع المؤسسة برمتها، إذ من دون رئيس لا يمكن للنواب أن يؤدوا اليمين وبالتالي تمرير أي مشروع قانون.
وقال زعيم الأقلية الديموقراطية في المجلس حكيم جيفريز "آمل اليوم أن يوقف الجمهوريون المشاحنات والطعن في الظهر حتى نتمكن من العمل في خدمة الشعب الأميركي".
ولا يثق هؤلاء النواب المنتمون إلى التيار المحافظ المتشدد في الحزب، بمكارثي، ويستغلون الغالبية الجمهورية الضئيلة التي حققوها في انتخابات منتصف الولاية في تشرين الثاني/نوفمبر لكي يفرضوا شروطهم.
ومن دون دعمهم لن يتمكن مكارثي من الوصول إلى المنصب، وقد وافق على أحد طلباتهم بتسهيل إجراءات عزل رئيس المجلس، بحسب وسائل إعلام أميركية. مع ذلك يبدو أن المعارضة بوجه ترشّحه تتبلور.
وقال النائب عن كارولينا الشمالية دان بيشوب "نحن مصممون على إحداث تغيير عميق في هذه المؤسسة التي تسير في المسار الخطأ".
وثائق ترامب".. ما المعروف عنها حتى الآن؟
15:16
مكارثي بعيد عن الرقم السحري 218
ويتطلّب انتخاب رئيس مجلس النواب، ثالث أهم شخصية في السياسة الأميركية بعد الرئيس ونائبه، غالبية من 218 صوتا. ولم يتمكّن مكارثي من تجاوز عتبة الـ201 صوت. لكن السؤال يبقى إلى أي مدى سيستطيع مكارثي الاستمرار في ترشحه؟ ليس لدى النائب عن كاليفورنيا منافس حقيقي، ويجري فقط تداول اسم رئيس كتلة الجمهوريين ستيف سكاليس كبديل محتمل، إلا أن فرصه لا تبدو كبيرة.
وسيواصل النواب التصويت الى حين انتخاب رئيس لمجلس النواب. هذا يمكن أن يستغرق ساعات أو أسابيع: ففي العام 1856 لم يتفق أعضاء الكونغرس على رئيس إلا بعد شهرين و133 دورة.
وقال النائب جون جيمس "لا شك في أن المشكلات التي ننقسم عليها اليوم أقل خطورة بكثير مما كانت عليه سنة 1856"، داعياً زملاءه للمسارعة إلى تأييد كيفن مكارثي. وتحدث المرشح الديموقراطي خلال مؤتمر صحافي قبل اليوم الثالث من التصويت.
بايدن: وضع محرج لأمريكا
ووصف الرئيس الديموقراطي جو بايدن هذا الوضع بأنه "محرج" مؤكداً أن "بقية العالم" يتابع هذه الفوضى.
وفي صفوف النواب الجمهوريين غير المتشددين والذين يشكلون غالبية، بدأت أصوات تعلو من أجل التوصل إلى تسوية. وقال النائب الجمهوري مايك غالاغر متأسفا "لدينا عمل يتعين علينا القيام به ولا يمكننا متابعته". وبالتالي لا يمكن للجمهوريين أن يفتحوا التحقيقات الكثيرة التي وعدوا بها في حق جو بايدن.
وخرج ترامب عن صمته أمس ودعا على شبكته للتواصل الاجتماعي، حزبه إلى بذل كل الجهود لتجنب "هزيمة". وقال "لقد آن الأوان حاليا لنوابنا الجمهوريين في مجلس النواب أن يصوتوا لصالح كيفن" مكارثي الذي سيقوم "بعمل جيد" أو حتى "عمل رائع". لكن دعوةترامب الذي باتت هيمنته على الحزب الجمهوري موضع شك في الأشهر الماضية، لم تكن كافية.
ويراقب الديموقراطيون هذا الوضع بشيء من المتعة، ويتكتلون خلف ترشيح حكيم جيفريز لكن النائب لا يتمتع بدعم عدد كاف من الأصوات لكي ينتخب رئيسا لمجلس النواب، إذ حصل في كل الجولات على 212 صوتا وهم إجمالي عدد النواب الديمقراطيين في المجلس.
خ.س/أ.ح (أ ف ب)
هل تعلم أين تبدأ سلطات الرئيس الأمريكي وأين تنتهي؟
يمثل سيد البيت الأبيض أعلى سلطة سياسية على المستوى العالمي، هذا ما يعتقده كثيرون. لكن الأمر ليس بهذه البساطة. فسلطات الرئيس الأمريكي ليست مطلقة، إذ هناك آخرون يشاركونه القرار.
صورة من: Klaus Aßmann
هذا ما ينص عليه الدستور
يُنتخب الرئيس لأربع سنوات يمكن تمديدها في أقصى حد لفترة ثانية. هو رئيس الدولة ورئيس الحكومة. وبذلك فهو يقود أيضاً الجهاز الحكومي المكون من نحو أربعة ملايين شخص تقريباً، بمن فيهم أعضاء القوات المسلحة. ومن واجبات الرئيس أن ينفذ القوانين التي يسنها الكونغرس. وبصفته أعلى رتبة دبلوماسية في الدولة يمكنه أن يستقبل سفراء الدول وبالتالي الاعتراف بتلك الدول.
صورة من: Klaus Aßmann
المراقبة من خلال " التحقق والتوازن"
تتداخل السلطات الثلاث فيما بينها، وهي بذلك تحد من صلاحيات بعضها البعض. ويحق للرئيس العفو عن محكوم عليهم بالإعدام، ويسمي قضاة المحكمة العليا شريطة موافقة مجلس الشيوخ. كما يضطلع بتسمية وزراء إدارته والسفراء ولكن أيضاً بعد التشاور مع مجلس الشيوخ وشريطة موافقته. وبهذا يتحقق للسلطة التشريعية أحد سبل مراقبة السلطة التنفيذية.
صورة من: Klaus Aßmann
القوة الكامنة في "دولة الاتحاد"
يجب على الرئيس أن يبلغ الكونغرس بشؤون الدولة. وهو ما يفعله مرة كل عام في ما يسمى بـ "خطاب حالة الأمة". لا يحق للرئيس أن يقدم مشاريع قوانين للكونغرس ولكن بوسعه أن يبرز أهم المواضيع كما يراها من خلال الخطاب. فيمارس نوعاً من الضغط على الكونغرس أمام الرأي العام. ولكن هذا أكثر ما يمكنه فعله.
صورة من: Klaus Aßmann
يمكنه أن يرفض
عندما يعيد الرئيس مشروع قانون إلى الكونغرس دون التوقيع عليه يكون قد مارس حقه باستخدام حق الفيتو لرفض المشروع. وليس من حق الكونغرس أن يبطل هذا الفيتو إلا بأكثرية الثلثين في مجلسيه. وحسب المعلومات المستقاة من مجلس الشيوخ حدث هذا في تاريخ الولايات المتحدة مئة وإحدى عشرة مرة في أكثر من ألف وخمسمائة مرة اُستخدم فيها حق النقض، أي بنسبة سبعة في المئة.
صورة من: Klaus Aßmann
مناطق رمادية في تحديد السلطة
لا يوضح الدستور ولا توضح قرارات المحكمة العليا مدى سلطة الرئيس بشكل نهائي، إذ يمكن للرئيس أن يستخدم حق الفيتو مرة ثانية من خلال خدعة، حيث يقوم الرئيس في ظروف معينة بـ "وضع مشروع القانون في جيبه"، ويعني بذلك أنه يستخدم ما يعرف بـ "فيتو الجيب" فيصبح المشروع بذلك لاغيا ولا يحق للكونغرس إسقاط هذا الفيتو وقد تم استخدام هذه الحيلة الدستورية أكثر من ألف مرة في تاريخ الولايات المتحدة.
صورة من: Klaus Aßmann
إرشادات بطعم الأوامر
بإمكان الرئيس أن يرشد موظفي الحكومة إلى طريقة القيام بواجباتهم. وتعامل هذه الأوامر المسماة بـ "الأوامر التنفيذية" معاملة القوانين. وليس ضرورياً أن توافق عليها أي هيئة دستورية. ومع ذلك ليس بوسع الرئيس أن يفعل ما يحلو له، إذ بإمكان المحاكم أن تبطل مفعول هذه الأوامر أو بإمكان الكونغرس أن يسن قوانين تبطل مفعولها. وبإمكان الرئيس التالي أن يلغيها بكل بساطة.
صورة من: Klaus Aßmann
التحايل على الكونغرس...
من حق الرئيس التفاوض على اتفاقيات مع حكومات أخرى ويتوجب أن تحصل هذه على موافقة مجلس الشيوخ بثلثي أعضائه. ولتفويت الفرصة على مجلس الشيوخ لرفض الاتفاقيات يقوم الرئيس بإبرام اتفاق حكومي يُسمَى "اتفاقية تنفيذية" ولا تحتاج إلى موافقة مجلس الشيوخ حينها. وتسري هذه الاتفاقيات ما دام الكونغرس لم يعترض عليها أو يسن قانوناً يبطل مفعولها.
صورة من: Klaus Aßmann
... حينها يجب التراجع
الرئيس هو القائد الأعلى للقوات المسلحة الأمريكية ولكن قرار الحرب يعلنه الكونغرس. وليس من الواضح ما مدى إمكانية أن يزج الرئيس بالقوات في مواجهة مسلحة دون الحصول على موافقة الكونغرس. في حرب فيتنام رأى الكونغرس أنه قد تم تجاوز خط أحمر بدخول هذه الحرب وتدخل إثر ذلك قانونياً. هذا يعني أن الرئيس قادر على الاضطلاع بهذه الصلاحيات إلى أن يتدخل الكونغرس.
صورة من: Klaus Aßmann
المراقبة النهائية
إذا ما استغل رئيس منصبه أو قام بعمل يعاقب عليه القانون، يمكن لمجلس النواب في هذه الحالة أن يشرع في إجراءات عزل الرئيس. وقد حدث ذلك حتى الآن ثلاث مرات دون أن تكلل أي منها بالنجاح. ولكن هناك إمكانية أقوى من ذلك لثني الرئيس عن قرار ما. الكونغرس هو المعني بالموافقة على الموازنة ويمكنه أيضاً أن يوقف تدفق المال. أوته شتاينفير/ و.أ