مكة - الحجاج يتجمعون في صعيد عرفات عشية عيد الأضحى
٢٠ أغسطس ٢٠١٨
ما زال الحجاج يتوافدون إلى صعيد عرفة لأداء أهم أركان مناسك الحج عشية عيد الأضحى، حيث أعلنت السعودية أنها قدمت الكثير من التسهيلات لحسن سيره من خلال مبادرة "حج ذكي" في ظل تدابير أمنية مشددة.
إعلان
يتوافد الحجاج المسلمون صباح الاثنين (20 آب/ أغسطس 2018) إلى صعيد عرفات عشية عيد الأضحى لأداء أهم أركان مناسك الحج.
وبدأ الحجاج ليلاً بالتوجه إلى عرفات من مشعر منى الذي يبعد نحو عشرة كيلومترات، بعدما أدوا الطواف حول الكعبة مع بداية الشعائر ثم قاموا بالسعي بين الصفا والمروى. وبعد أمطار غزيرة مساء الأحد، يبدو الطقس حارا مع رياح.
ويؤدي أكثر من مليوني مسلم، بحسب الأرقام الرسمية، وصلوا من مختلف بقاع الأرض مناسك الحج في مكة بغرب السعودية، في أحد أكبر التجمعات الدينية في العالم يجري في أجواء من الحر الشديد.
وبعد الوقوف في عرفة، ينزل الحجاج إلى منطقة مزدلفة في ما يعرف بالنفرة، ويجمعون الحصى فيها لاستخدامها في شعيرة رمي الجمرات. وفي اليوم الأول من عيد الأضحى، يقدم الحجاج الأضاحي ويبدأون شعيرة رمي الجمرات في منى.
وأمام لوحة صفراء كتب عليها بالإنكليزية والعربية "عرفات يبدأ هنا"، يقوم عمال بجمع قوارير مياه فارغة. ويشكل الحج تحدياً لوجستياً كبيراً للسلطات التي أعلنت الجمعة أنها مستعدة لتأمين حسن سيره.
وأطلقت السلطات السعودية هذا العام مبادرة "حج ذكي" يتمثّل بتطبيقات هاتفية تساعد الحجاج في كل شيء من الترجمة إلى الخدمات الطبية مروراً بمناسك الحج.
ووضع الهلال الأحمر السعودي تطبيق "أسعفني" لمساعدة الحجاج الذين يحتاجون إلى مساعدة طبية عاجلة. وبإمكان السلطات تحديد مكان الحجاج باستخدام التطبيق.
كما أطلقت وزارة الحج والعمرة تطبيق "مناسكنا" للترجمة للحجاج الذين لا يتكلمون العربية ولا الإنكليزية. في حين قال وزير الصحة السعودي إنه لا توجد مؤشرات على تفشي أي أمراض بين الحجاج. وأضاف وزير الصحة السعودي توفيق الربيعة أن السلطات تستعد منذ أشهر لضمان سلامة الحجاج، من خلال أكثر من 30 ألف ممارس صحي يعملون في 25 مستشفى، وتقديم خدمات طبية مجانية بما في ذلك العمليات المعقدة مثل عملية القلب المفتوح.
ويترافق الحج عادة مع تدابير أمنية مشددة، ففي الماضي شهد أكبر تجمع سنوي للمسلمين في العالم تدافعات مميتة وحرائق وأعمال شغب، وأحياناً ما تواجه السلطات صعوبة في التعامل معها.
وفي عام 2015 لقي ما يقرب من 800 حاج حتفهم وفقاً للأرقام الصادرة من الرياض، لكن الإحصاءات التي أجرتها الدول للجثث التي تسلمتها تشير إلى أن أكثر من ألفي شخص ربما لاقوا حتفهم، من بينهم أكثر من 400 إيراني.
وقال متحدث باسم وزارة الداخلية إن الوزارة اتخذت إجراءات لمواجهة أي تهديد أمني من هجمات المتشددين إلى الاحتجاجات السياسية، لكن لم يتم رصد تهديدات بعينها.
ع.غ/ ح.ز (آ ف ب، رويترز)
الحج.. حوادث مأساوية تمتد تبعاتها إلى السياسة
الحوادث الكثيرة التي حصلت في مواسم الحج السابقة بين تدافعات وانهيارات وحرائق وأعمال عنف، والخلافات الناتجة بسببها، جعلت هذه الشعيرة الإسلامية تصبح ورقة سياسية في الخلافات بين السعودية وبعض الدول.
صورة من: picture-alliance/dpa
حادثة منى في 2015
حادثة التدافع المأساوية في منى في شهر أيلول/سبتمبر عام 2015 التي أودت بحياة نحو 2300 شخص بينهم 464 إيرانياً، فتحت باب الانتقادات الحادة الموجهة للسعودية مجدداً، وخاصة من إيران التي اتهمتها بعدم القدرة على تنظيم الحج، وتلاه أزمة دبلوماسية بين البلدين نتج عنها انقطاع الإيرانيين عن موسم الحج في عام 2016.
صورة من: picture-alliance/dpa
حادثة سقوط الرافعة
وماعدا حوادث التدافع، أودت حوادث الانهيارات وسقوط الرافعات أيضاً بحياة الحجاج، لعل آخرها كانت حادثة انهيار إحدى الرافعات في مشروع توسعة المسجد الحرام في 11 أيلول سبتمبر من العام 2015، والتي خلفت أكثر من مئة قتيل ومئتي جريح.
صورة من: picture alliance/dpa/N. Mounzer
انهيار فندق "لؤلؤة الخير" في 2006
ومن الحوادث المأساوية انهيار فندق "لؤلؤة الخير" في مكة المكرمة في بداية العام 2006 أودى بحياة 76 شخصاً.
صورة من: picture-alliance/dpa
الحرائق أحياناً تودي بحياة الحجاج
وتسببت بعض الحرائق أيضاً بفقدان الحجاج لحياتهم، ففي نيسان/أبريل من عام 1997، اندلع حريق كبير في إحدى مخيمات الحجاج أودى بحياة أكثر من 300 حاجاً وجرح أكثر من 1500 آخرين.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Nelson
حادثة نفق منى في 1990
حدث تدافع كبير في نفق منى جنوب مكة في تموز/يوليو 1990 إثر عطل في نظام التهوية، وأسفر عن مقتل 1426 حاجا اختناقاً، وكان معظم الضحايا من الماليزيين والاندونيسيين والباكستانيين.
صورة من: picture-alliance/Photoshot
إيران تدعو لتدويل الحج
الحوادث التي حصلت في الحرم المكي كانت منطلقاً لبعض الدول والأطراف للدعوة إلى تدويل الحج. وكانت إيران أولها، إذ تتكرر دعواتها منذ حادثة 1987 إلى تدويل الحرمين المقدسين.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Biber
بداية الأزمة مع إيران
وتعود جذور الأزمة بين البلدين إلى تموز/يوليو عام 1987، عندما خرج الحجاج الإيرانيون في مظاهرة "البراءة من المشركين" رافعين فيها شعارات مؤيدة لمؤسس الجمهورية الإسلامية الإيرانية روح الله الخميني. والتي وقع فيها نتيجة استخدام العنف من قبل قوات الأمن السعودية 402 قتيلا، بينهم 275 إيرانياً.
صورة من: picture-alliance/dpa
القذافي كان يدعو لـ"فاتيكان إسلامي"
وليست إيران وحدها من دعا لتدويل الحج، فقد طالب معمر القذافي سابقاً بإيجاد ما يمكن أن يطلق عليه "فاتيكان إسلامي" في مكة والمدينة بحيث يتم وضع الأراضي الإسلامية المقدسة في الأراضي الحجازية تحت وصاية هيئة إسلامية تكون هي المشرفة والوصية على البقاع المقدسة.
صورة من: picture-alliance/dpa
السعودية تعتبر دعوات التدويل إعلان حرب
وعاد الحديث عن هذه الدعوات إلى المقدمة حديثاً مع إعلان السعودية على لسان وزير خارجيتها عادل الجبير أن "تدويل المشاعر المقدسة عمل عدواني وإعلان حرب ضد المملكة". في إشارة إلى قطر. إلا أن قطر تنفي الموضوع برمته وتتهم السعودية بمحاولة تسييس الحج.