مكتب مكافحة الجريمة يحذر من تنامي الهجمات ضد الاجئين
٢٢ أكتوبر ٢٠١٥
نشرت وسائل إعلام ألمانية نتائج بحث تقيمي قام به المكتب الاتحادي لمكافحة الجريمة لتقييم الوضع الداخلي في ظل تنامي الاعتداءات ضد اللاجئين، حذر من تطور مأساوي للوضع قد تتعدد ضحاياه.
إعلان
حذر المكتب الاتحادي لمكافحة الجريمة بألمانيا (Bundeskriminalamt) وبقوة، من تزايد الهجمات ضد اللاجئين والمساعدين لهم. وتوصل المكتب إلى هذه النتيجة بعد بحث أعد في الأيام الأخيرة لتقيم الوضع الداخلي عقب تعرض السياسية هنريت ريكر الفائزة في انتخابات عمدة كولونيا لطعن بسكين من قبل رجل أربيعي لم يخف معاداته للأجانب ورفضه لسياسية اللجوء التي تنتهجها الحكومة الألمانية. وريكر كانت تعمل أيضا منسقة لشؤون اللاجئين في المدينة.
وأشارت تقارير إعلامية نشرتها صحيفة "زوددويتشه تسايتونغ" ومحطتا NDR و WDRالإذاعيتين أن التقييم خلص إلى أن جميع العاملين في مجال الخدمات الاجتماعية واللوجيستية المتعلقة باللاجئين بما في ذلك مسيري مراكز إيواء اللاجئين، إلى جانب ممثلي الأحزاب والسياسيين، "أيضا أصبحوا هدفا محتملا لهجمات بدواعي الكراهية".
انطلقت في ألمانيا مبادرة "شكرا ألمانيا" التي ينظمها سوريون تقديرا لدور ألمانيا في استقبال أعداد كبيرة من اللاجئين. وامتلأت شوارع مدن ألمانية بسوريين يقدمون ورودا للمواطنين الألمان مقرونة بعبارات رقيقة.
صورة من: DW/A. Juma
الورود كانت الهدية الأمثل ليعبر اللاجئون السوريون عن شكرهم للشعب الألماني. حيث نزل مئات اللاجئين السوريين للشوارع للمشاركة في حملة "شكرا ألمانيا".
صورة من: Ahmad Alrifaee
المدون السوري ومؤسس البيت السوري في ألمانيا مؤنس بخاري (في الصورة) هو صاحب مبادرة "شكرا ألمانيا" ويقول: "أرغب في أن أهدي وردة لشعب ألمانيا الذي ساندني، آملا أيضا في تعاطف من لا يرغب بوجودي في ألمانيا."
صورة من: Monis Bukhari
الورود ترافقها عبارات الشكر كرمز بسيط على الاعتراف بجميل ألمانيا. وقال بخاري لـ DW عربية إن اللاجئين السوريين يشكلون نحو 40 بالمائة من السوريين المقيمين في ألمانيا. والسوريون بشكل عام يريدون شكر ألمانيا على ما قدمته لأبناء سوريا.
صورة من: DW/A. Juma
وارتدى بعض الشباب المشارك ملابس موحدة، وطبعوا على ملابسهم كلمات تعريفية باللغة الألمانية. في الصورة هنا مكتوب على قميص أحد المشاركين "نحن لاجئون قدمنا من سوريا، ونقول شكرا ألمانيا.
صورة من: Ahmad Alrifaee
الألمان الذين كانوا متفاجئين من هذا النشاط، وماهيته، تجاوبوا معه بسرعة، وارتسمت الابتسامات على وجوه الصغار والكبار، الألمان والسوريين.
صورة من: Ahmad Alrifaee
من خلال مبادرة "شكرا ألمانيا" يحاول اللاجئون السوريون كسر الحواجز بينهم وبين الألمان، الذين يشكك بعضهم في وجود اللاجئين أصلا في بلده. و تقبل ألمان الورد بداية، مع الشكر، ليتملكهم الفضول بعدها عن أسباب هذه الحملة.
صورة من: Ahmad Alrifaee
النشاطات المختلفة للسوريين استمرت طيلة يوم السبت (10 أكتوبر/ تشرين الأول)، الذي انطلقت فيه مبادرة شكرا ألمانيا، وحاول المشاركون تنويع الهدايا المقدمة، فاختار البعض الورود، وآخرون اختاروا توزيع الشيكولاتة.
صورة من: Ahmad Alrifaee
بعض السوريون قاموا بتحضير صناديق هدايا صغيرة، ووضعوا بها بعضا من الحلويات المنزلية، وغلفوها بطريقة جميلة ووزعوها على الألمان.
صورة من: DW/A. Juma
تشابكت أيادي سوريين مع أيادي ألمان في الشوراع والمنتزهات، وارتفعت أصوات الموسيقى الفلكلورية العربية في بعض المدن، ورقص اللاجؤون "الدبكة" السورية مع الألمان، في مشهد أضفى البهجة على وجوه الجميع.
صورة من: DW/A. Juma
وشارك الأطفال السوريون في الحملة، ورفع بعضهم شعارات شكر وتقدير لما قدمته ألمانيا، كما شاركوا أهاليهم في توزيع الورود.
صورة من: DW/A. Juma
وشهدت مدن ألمانية تجاوبا كبيرا للأشتراك في الحملة، وذلك بعد تأسيس صفحة على الفيسبوك للتنسيق لهذا الغرض. وامتلأت الشوراع بمئات من الشباب السوري، الذين تطوعوا للانضمام إلى المبادرة. (إعداد : علاءجمعة)
صورة من: DW/A. Juma
11 صورة1 | 11
ويتوقع مكتب مكافحة الجريمة أن الوضع سيسوء مع زيادة أعداد اللاجئين في البلاد. وأقر المكتب أن أدوات الجريمة التي استخدمت من قبل منفذي الاعتداءات أصبحت أكثر خطورة إذ يستعين المتطرفون بالهراوات وكرات الصلب إضافة إلى الأسلحة الحمضية. وتتخوف السلطات من أن يقوم المتطرفون بإغلاق الشوارع وشل حركة القطارات، لكي لا يتم نقل اللاجئين إلى مراكز الإيواء.
واستهدفت الهجمات المسجلة إلى غاية اللحظة مراكز للاجئين سواء كانت مأهولة بالنزلاء أو لا زالت في مرحلة التشييد. وفي الأشهر التسعة الأخيرة تمّ توثيق 461 حالة اعتداء في مختلف أنحاء ألمانيا بدواعي الكراهية. وهي نسبة تفوق ضعف ما سجل العام الماضي. ورفع وزير الداخلية توماس دي ميزير يوم الاثنين الماضي، الأرقام إلى 520 حالة استهدفت جميعها مراكز إيواء اللاجئين، فيما جرح 43 شخصا في الشهر الجاري فقط، وفق أرقام الوزير.