قد يلجأ بعض الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم إلى تناول مكملات غذائية لدعم صحة القلب لديهم، ولكن ليست جميع المكملات الغذائية مناسبة لمرضى ارتفاع ضغط الدم، حتى لو كانت مصنوعة من الأعشاب، وفق خبراء.

يرتفع ضغط الدم عندما يضغط الدم بشدة على جدران الشرايين، مما يجبر القلب على بذل المزيد من الجهد لضخّ الدم عبر الجسم، وهذا العبء الإضافي قد يؤدي إلى تلف في الأوعية الدموية على المدى الطويل، مما يزيد من خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية.

ولتجنّب هذه المخاطر عليك أن تعرف المكملات الغذائية المناسبة لك من غيرها، وعموماً ينصح الأطباء بالابتعاد عما يلي.

مستخلص البرتقال المرّ

يدخل مستخلص البرتقال المرّ في صناعة المكملات الغذائية التي تسوّق لإنقاص الوزن، وتحسين الأداء الرياضي، ويُستخلص هذا المكوّن من قشور البرتقال المرّ المجففة. 

لكن تبيّن أنه من أبرز أعراض تناول مكملات البرتقال المرّ الغذائية ارتفاع ضغط الدم، فيقول الدكتور كولومبوس باتيست، طبيب القلب التداخلي لموقع "إيتنغ ويل" (Eating Well(: "تحتوي هذه العشبة على مادة السينفرين، التي قد ترفع ضغط الدم وتُسبب اضطرابات خطيرة في نظم القلب".

كما وجدت الدراسات أن تناول المكملات الغذائية التي تحتوي على البرتقال المر تسبب ارتفاع ضغط الدم الانقباضي بمقدار 6 مم زئبق، وضغط الدم الانبساطي بمقدار 4 مم زئبق، وقد يزيد هذا المكمل من خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية.

جذر عرق السوس

يُستخدم عرق السوس كعلاج لمشاكل الهضم ومكافحة الفيروسات والالتهابات بسبب خواصه المهدئة، ويدخل أيضاً بتركيبة بعض المكملات الغذائية.

يحتوي عرق السوس على حمض الغلسرهيزيك الذي قد يسبب احتباس الصوديوم في الجسم، مما يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم، حتى عند تناوله بكميات قليلة وفق أخصائية التغذية ميشيل روثينشتاين.

كما أن عرق السوس يقلل من مستويات البوتاسيوم، مما يؤدي إلى ضعف العضلات وعدم انتظام ضربات القلب، الأمر الذي يزيد من الضغط على القلب.

الكافيين

تحتوي بعض المكملات الغذائية على الكافيين، وخاصة التي تسوّق لزيادة النشاط وتعزيز الأداء البدني، ولكن هذا المكوّن يزيد من ارتفاع ضغط الدم الانقباضي والانبساطي بنسبة 2 مم زئبق، مما قد يؤثر على صحة القلب لدى الأشخاص الذين لديهم مخاطر مرتفعة.

ولهذا ينصح الأطباء مرضى ارتفاع ضغط الدم بخفض كميات الكافيين التي يتناولونها في الشاي والقهوة، ويُنصح أيضاً بالانتباه إلى مكونات المكملات الغذائية قبل شرائها.

اليوهيمبين

يُستخلص هذا المركب من لحاء شجرة اليوهيمبي، ويوجد في المكملات الغذائية التي تروّج لإنقاص الوزن، وتحسين الأداء الرياضي وتعزيز الصحة الجنسية، وتأتي غالباً على شكل أكياس شاي، ولكن يعتبر هذا المكون من المنشطات التي ترفع ضغط الدم بشكل خطير وفق دكتور باتيست.

وتضيف أخصائية التغذية روثينشتاين أن هذا المركب يرفع ضغط الدم عن طريق رفع مستويات هرمون وناقل عصبي يُسمى النورإبينفرين، ما يؤدي إلى ضيق الأوعية الدموية، وإعاقة تدفق الدم، وارتفاع ضغطه في النهاية.

الإفيدرا

استخدمت عشبة الإفيدرا في علاج نزلات البرد والصداع والسعال والحمى في الصين والهند، وتدخل في تركيبة بعض المكملات الغذائية التي تُروّج لفقدان الوزن، وتحسين الأداء البدني، وزيادة الطاقة.

فيقول الدكتور باتيست إن هذه العشبة تحتوي على قلويدات الإيفيدرين، وهي مركبات نشطة ترتبط بارتفاع ضغط الدم، وقد تزيد من خطر النوبات القلبية والسكتات الدماغية، بالإضافة إلى انها قد تتداخل مع بعض الأدوية فتقلل من فاعليتها.

هذه المخاطر دفعت بإدارة الغذاء والدواء الأمريكية إلى حظر استخدام هذه العشبة في المكملات الغذائية، ولكن يمكن العثور عليها أيضاً في أدوية الربو والحساسية.

وإلى جانب التأكد من مكونات المكملات الغذائية التي تتناولها عليك اتباع نمط حياة صحي، والابتعاد عن الممارسات والمأكولات التي تزيد من ارتفاع ضغط الدم، أهمها الابتعاد عن التدخين، وتناول غذاء صحي مليء بالألياف والفواكه والخضروات، وممارسة التمارين الرياضية، وتجنّب التوتر.