قال مصدر مسؤول إن المغرب سيعقد جلسة تمهيدية الشهر المقبل في محاكمة سليمان الريسوني رئيس تحرير صحيفة "أخبار اليوم" بتهمة الاعتداء جنسيا على رجل. تأتي المحاكمة بعد محاكمة صحفيين بنفس الصحيفة في قضيتين كبيرتين العام الماضي.
إعلان
قرر القضاء المغربي الاثنين (25 مايو/ أيار 2020) ملاحقة رئيس تحرير صحيفة "أخبار اليوم" الصحفي المغربي البارز سليمان الريسوني رهن الاعتقال للاشتباه في ارتكابه اعتداء جنسيا، بحسب ما أفاد دفاعه لوكالة فرانس برس.
وقال المحامي سعيد بنحماني إن قاضي التحقيق في محكمة الاستئناف بالدار البيضاء قرر إيداع موكله السجن الاحتياطي على ذمة التحقيق في قضية "هتك عرض شخص باستعمال العنف والاحتجاز".
وأوقف الريسوني (48 عاما) مساء الجمعة على خلفية اتهامات نشرها شاب على موقع فيسبوك بالاعتداء عليه جنسيا، وذلك بعدما استمعت الشرطة للأخير. وأكد دفاع الريسوني أنه "ينفي نفيا قاطعا هذه الأفعال".
من جهته، فضل صاحب الشكوى عدم التعليق على الموضوع. وهو ناشط في ائتلاف مغربي يدافع عن حقوق أفراد "مجتمع الميم"، أي المثليين والمثليات ومزدوجي الميول الجنسية ومتحولي النوع الاجتماعي. ويعاقب القانون المغربي على المثلية الجنسية. وحدد موعد الاستماع إلى الريسوني، المعروف بآرائه النقدية، في جلسة تحقيق تفصيلي يوم 11 حزيران/ يونيو المقبل.
وأثار توقيفه ردود فعل مختلفة على مواقع التواصل الاجتماعي أكد بعضها التضامن معه محذرا من أن يكون ذلك مرتبطا بآرائه، بينما شددت أخرى على ضرورة أخذ رواية الضحية المفترضة بعين الاعتبار وحماية ضحايا الاعتداءات الجنسية.
وقالت خديجة الرياضي الناشطة بالجمعية المغربية لحقوق الإنسان "لدينا تخوفات من أن يكون للقضية طابع سياسي نظرا لحملة التشهير التي تعرض لها الريسوني في وسائل إعلام تابعة للسلطة بسبب افتتاحياته القوية".
وعبر الأمين العام لمنظمة "مراسلون بلا حدود" كريستوف دولوار في تدوينة على تويتر عن "تضامنه التام" مع الريسوني، بينما نددت الناشطة المدافعة عن الحريات الفردية ابتسام لشكر بما اعتبرته "ثقافة الاغتصاب" و"التشكيك في أقوال الضحايا". بدورها شددت النقابة الوطنية للصحافة المغربية من جهتها على "احترام قرينة البراءة"، منددة "بقوة بحملة التشهير التي يتعرض لها أطراف هذه القضية".
وسبق أن دين مؤسس ومدير صحيفة أخبار اليوم توفيق بوعشرين "بالاتجار في البشر" و"اعتداءات جنسيّة" بحق ثماني ضحايا، في قضية قسمت الرأي العام. وظل بوعشرين ينفي هذه التهم في حين أكدت السلطات سلامة إجراءات المحاكمة.
في وقت تمر فيه عدة دول عربية ذات نظام جمهوري بأزمات واضطرابات، تشهد الدول العربية ذات الأنظمة الملكية استقراراً نسبياً. فهل يوظف الملوك العرب نظام الحكم الملكي للقيام بالإصلاح أم لتعزيز سلطاتهم الفردية؟
محمد السادس.. خطوات إصلاحية
قام ملك المغرب، محمد السادس، بخطوات إصلاحية. فقد جعل قانون الأسرة أكثر انفتاحاً، وأصبحت اللغة الأمازيغية في عهده لغة رسمية في البلاد. كما أنشأ "هيئة الإنصاف والمصالحة" بعد الحكم الاستبدادي في عهد أبيه، الحسن الثاني. وقد جاءت كثير من خطواته الإصلاحية بعد احتجاجات "الربيع العربي" التي بدأت في عام 2011. ويتهمه معارضون بأنه يعمل على تحويل الدولة إلى ملكية عائلية استبدادية.
صورة من: picture-alliance/abaca/L. Christian
عبدالله الثاني: ملك على دولة فقيرة
يقود ملك الأردن، الملك عبدالله الثاني، بلده -الذي يعتبر من أفقر البلدان العربية- في وقت تواجه فيه المملكة تحديات كبيرة. فخزائن الدولة فارغة وأزمة اللاجئين القادمين من الدول المجاورة تثقل كاهل ميزانية الدولة وقطاعاتها الخدمية. ويعمل الملك عبدالله الثاني من خلال أسلوبه المرن في الحوار على مواجهة الأصولية الدينية في المملكة.
صورة من: picture-alliance/dpa/I. Fassbender
سلمان بن عبدالعزيز وابنه: استبداديون
بعد أن عين الملك سلمان بن عبدالعزيز ابنه محمد ولياً للعهد، يحكم محمد بن سلمان المملكة العربية السعودية بيد من حديد. ورغم أن بن سلمان يعمل على انفتاح المملكة، على الأقل ثقافياً واجتماعياً، لكن هذا الانفتاح لا يشمل الجانب السياسي. وفي وقت يحاول فيه ولي العهد الشاب تحديث اقتصاد المملكة، إلا أنه يتمسك بقوة بالهيكل التقليدي للسلطة، وتوجه إليه اتهامات في قضية مقتل الصحفي خاشقجي.
صورة من: picture-alliance/abaca/B. Press
محمد بن زايد: رجل الإمارات القوي
رغم أن أخاه خليفة بن زايد هو رئيس دولة الإمارات، إلا أن ولي العهد محمد بن زايد هو الحاكم الفعلي لأبو ظبي.
ويعمل رجل الإمارات القوي إلى جانب السعودية ومصر، على محاربة الإسلام السياسي الذي يرونه تهديداً وجودياً لبلدانهم والمنطقة. وتُتهم الإمارات وحلفاؤها بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان في اليمن، بالإضافة إلى دعم قوات المشير حفتر في ليبيا، والمجلس العسكري في السودان.
صورة من: picture alliance/Photoshot
تميم بن حمد: أمير يحاصره الجيران
يقود أمير قطر، تميم بن حمد آل ثاني، إمارته الصغيرة في أوقات عصيبة، حيث يقاطعها جيرانها الخليجيون بسبب علاقاتها الجيدة مع إيران، كما يتهمونها بـ"دعم الإرهاب" في الشرق الأوسط. وتتمتع قطر بعلاقات وثيقة مع تركيا، كما أن لديها اتصالات مع حركة حماس في قطاع غزة.
صورة من: Getty Images/S. Gallup
البحرين.. الأولوية لحماية الملكية
تولى ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة الحكم بعد وفاة والده عام 1999، بعد أن أصبح ولياً للعهد عام 1964 وعمره كان حينها 14 عاماً. في أوج أحداث "الربيع العربي" شهدت مملكة البحرين أحداثاً سياسية كادت أن تعصف بالأسرة المالكة لولا تدخل قوات درع الجزيرة. تأزم العلاقة مع المعارضة الشيعية وقمعها الشديد بالسجن والإعدامات، يضع الإصلاحات الموعودة على المحك في بلد يعيش تحت "عباءة" الشقيقة الكبرى: السعودية.
صورة من: picture alliance/dpa/R. Jensen
التوازن الصعب
أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح عمل وزيراً للخارجية لمدة 40 عاماً قبل أن يتولى السلطة عام 2006، بعد وفاة الشيخ جابر الأحمد الصباح. نُقل إليه العرش بسبب مرض الشيخ سعد العبد الله الصباح، الذي لم يتول العرش سوى لأسبوعين فقط. يقود الشيخ صباح الإمارة الصغيرة وسط عدم استقرار حكومي، وخارجياً بسياسة أقرب ما تتصف بـ "التوازن الصعب" في جوار مضطرب بسبب الصراع الإيراني السعودي.
صورة من: Getty Images/M. Wilson
السلطان بن قابوس: رجل التوازنات
منذ عام 1970 والسلطان قابوس بن سعيد يحكم سلطنة عمان بهدوء. وقد عمل على تطوير البلد الذي كان متخلفاً في السابق وجعله في حالة من الرخاء النسبي. وتوصف سلطنة عمان بأنها ليبرالية نسبياً، كما أنها تتوسط لحل العديد من الأزمات، مثل الأزمة الحالية بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران.
كرستين كنيب/ م.ع.ح