بدأت فضيحة المراهنات والتلاعب بنتائج المباريات التي عصفت بكرة القدم الألمانية في الأسبوعين الأخيرين تتحول إلى قصة بوليسية شيقة، بعد كشف النيابة الألمانية العامة في العاصمة برلين عن علاقة مفترضة بين "خلية برلين" المتورطة فيها وشبكات أجنبية. ووفقا لمعلومات يومية "زود دويتشه " الواسعة الاطلاع فإن السلطات الألمانية المختصة عثرت في بيوت ومكاتب الأخوة الكرواتيين الثلاثة ميلان وفيليب وآنته (س) على استمارات خاصة بمراهنات على مباريات من الدوريين الإيطالي والبريطاني. وقالت الصحيفة إن الجهات الألمانية المختصة باشرت بإجراء تحريات في هذا الاتجاه وإنها قيد مقارنة حوالات بنكية بإستمارات المراهنات.

تعقب الآثار في أوساط العالم السفلي

في غضون ذلك، ذكرت النيابة الألمانية العامة إنها تتعقب آثار القضية في أوساط العالم السفلي (بيوت الدعارة). واكتفت السلطات الألمانية بالقول إن بعض الحكام كانوا ضيوفا دائمين في بعض من هذه البيوت بمدينة فرانكفورت. علاوة على ذلك لا يستبعد المحققون الألمان وجود علاقة بين بعض اللاعبين وأوساط مضاربات في كرواتيا ورومانيا. في هذا السياق كُشف النقاب عن تفاصيل قصة غريبة بخصوص ملف لاعب فريق كوتبوس الذي انتقل مؤخرا إلى فريق آخين ريغكامب. وقالت السلطات إنها ضبطت اللاعب روماني الأصل في تمام الساعة السادسة والنصف صباحا من يوم الأربعاء في فندق "كويلن هوف" في مدينة آخين وهو يحاول إتلاف وثائق ممزقة.

هويزر يخرج عن صمته

من جانب آخر، خرج الحكم الألماني المخلوع روبرت هويزر عن صمته وبدأ يذكر المزيد من التفاصيل بخصوص فضيحة التلاعب في نتائج المباريات التي هزت كرة القدم الألمانية قبل عام ونصف من استضافة الملاعب الألمانية في صيف عام 2006 بطولة العالم الثامنة عشرة لكرة القدم. واعترف الحكم الشاب أمام النيابة الألمانية العامة أنه حصل على مبلغ 67 ألف يورو وجهاز تلفاز مسطح مقابل موافقته على التلاعب في نتائج ثماني مباريات في الدرجة الثانية والدوري المحلي. في الوقت ذاته وجه هويزر اتهامات شديدة ضد الأخوة الثلاثة كرواتيي الأصل ميلان وفيليب وأنته (س)، قائلا إنهم رافقوه في جميع المباريات التي قادها. وحسب اعترافاته فإن أنته (س) زاره في فندقه في اليوم الذي نظمت فيه مباراة هامبورغ ـ بادربون التي فجرت الفضيحة لإعطائه آخر التعليمات بخصوص التلاعب في نتائجها. وبعد المباراة نقله الكرواتي إلى برلين في سيارته الخاصة بغرض الحصول على 20 ألف يورو. ووفقا لمعلومات مجلة "دير شبيغل" الألمانية فإن الحكم حصل عبر رسالة هاتفية قصيرة SMS على أوامر بالتحكم في نتيجة إحدى المباريات. وسردت المجلة "القصة البوليسية" قائلة إن هويزر حصل قبل انطلاق مباراة فريق أنترأخينغ ضد زاربروكين على 35 ألف يورو. وخلال الاستراحة بين الشوطين حصل الحكم على الرسالة الهاتفية التي اخبره الأخوة الثلاثة فيها أن حصته سترتفع إلى 50 ألف يورو إذا ما انتهت المباراة لصالح فريق أنترأخينغ.

مداهمات وتفتيشات

إلى ذلك، دهمت قوات من الشرطة الألمانية في اليومين الماضيين بيوت 19 متورطا في عدة ولايات ألمانية على خلفية الفضيحة التي بدأت تمتد إلى أوساط الدرجة الأولى في الدوري الألماني "بوندسليغا"، ومن بين هؤلاء حكم الدرجة الأولى يورغين يانسين والدرجة الثانية دومينيك ماركس وفيلاند تسيلر. وقالت النيابة الألمانية العامة في برلين إن التفتيشات شملت كذلك منزل حارس مرمى فريق كوتبوس توميسلاف تيبليتسا وإن رقعة التحريات توسعت لتشمل حسب آخر المعلومات 25 شخصا متورطا في القضية. أما فريق دينامو دريسدن الذي اعترف رسميا بتورطه في الفضيحة فقد شملت التفتيشات خمسة من لاعبيه.

محامي: دائرة الفضيحة ستتوسع

في حين نفى الحكمان يانسين وتسيلر الاتهامات الموجهة إليهما، أكد محامي الحكم هويزر على أن دائرة الفضيحة ستتوسع. وقال المحامي إن "الجميع اعتقد في البداية أن القصة ستنتهي فور إغلاق قضية موكلي هويزر، ولكنني لا اعتقد ذلك بتاتا". وأكد أن أوساط مخابراتية من دول أوروبية شرقية من بين الأشخاص الذين يقفون وراء الكواليس في القضية. وتابع " بعض الشخصيات التي عملت سابقا في أجهزة مخابرات أوروبية شرقية بدأت بالبحث عن عمل أضافي بعد تسريحها، حسب ما قاله لأسبوعية "دي تسايت" الألمانية. وأضاف إنه نصح موكله الشاب (25 عاما) بالكشف عن جميع المعلومات والأسماء المتوفرة لديه مهما كلف الأمر.

ناصر جبارة