ملامح هوية المشتبهَين في تفجيري بوسطن تثير الجدل من أميركا إلى القوقاز
١٩ أبريل ٢٠١٣رفض وزير الخارجية الأمريكي جون كيري اليوم الجمعة (19 إبريل/ نيسان 2013) التكهن بشأن العلاقة بين المشتبه بهما في تفجيرات ماراثون بوسطن وانفصاليي الشيشان بعد أن تبين أن الشقيقين من أصل شيشاني. وقال كيري في واشنطن عقب لقائه مع نظيره المكسيكي:"الإرهاب هو الإرهاب، وهذا يؤكد على أهمية أن نظل جميعا يقظين ومتعاونين على الصعيد الدولي". وأضاف: "الإرهاب في أي مكان في العالم وضد أي بلد أمر غير مقبول... فنحن في حاجة إلى مواصلة الوقوف في وجهه ومحاربته بالطريقة التي نفعل بها ذلك الآن".
ومن جهته نأى رئيس الشيشان والمتمردون الإسلاميون في منطقة شمال القوقاز الروسية بأنفسهم الجمعة عن المشتبه بهما في تفجير بوسطن، في حين أكدت موسكو أن الرئيس قد أُبلِغَ فقط بتقارير مفادها أن الأخوين شيشانيان. وكتب الزعيم الشيشاني رمضان قديروف على موقع إنستاغرام: "أية محاولات لربط الشقيقين تزارناييف بالشيشان غير مجدية".
وقال إن الشقيقين تامرلان ودجوخار تزارناييف "نشأ في الولايات المتحدة" وشكلا وجهات نظرهما هناك ... يجب البحث عن جذور الشر في أمريكا". وأضاف قديروف: "من الواضح أن أجهزة استخبارات في الولايات المتحدة كانت في حاجة لنتيجة جديرة بالاهتمام لتهدئة جموع المواطنين".
والد المشتبه بهما يشدد على براءتهما
وشدَّدَ رجل قدم نفسه يوم الجمعة على أنه والد الشقيقين تسارناييف المشتبه بهما في تفجيري بوسطن واللذين قتل أحدهما، على أن ولديه بريئان واتهم أجهزة الاستخبارات بالإيقاع بهما. ونقلت وكالة انترفاكس الروسية للأنباء عن الوالد انزور تسارناييف من محج قلعة، عاصمة داغستان، قوله "برأيي أن أجهزة الاستخبارات أوقعت بولديّ لانهما مسلمان متدينان".
وأضاف "لماذا قتلوا تاميرلان؟ كان يمكن أن يقبضوا عليه حياً"، متحدثا عن ابنه البالغ من العمر 26 عاما والذي قتل ليل الخميس الجمعة. وتابع الرجل "الصغير يختبىء الآن. كنا ننتظر وصولهما لقضاء الإجازة" موضحا أن جوهر يدرس الطب في الولايات المتحدة. وقال "الآن لا أدري ماذا سيحدث".
فيما قال عم المشتبه بهما في تفجيرات ماراثون بوسطن إن احدهما اتصل به الخميس متوسلا من أجل تفهم موقفه ومسامحته والصفح عنه. وقال ألفي تزارني الذي يعيش في قرية مونتغمري، بولاية مريلاند لشبكة "سي بي اس" التلفزيونية إنه لم يتحدث منذ عدة سنوات إلى أي من الرجلين - تاميرلان تزارناييف.
لا علامات على نزعات متطرفة
و أمضى الشقيقان الشيشانيان المشتبه بهما في تفجيري بوسطن جزءا كبيرا من حياتهما بعيدا عن جمهورية الشيشان "الجمهورية الروسية الانفصالية" ولم تظهر عليهما علامات تذكر على تبني نزعة أصولية في الولايات المتحدة. ولم يعرف الكثير بعد عن كل من جوهر وتيمورلنك تسارناييف الذين قال مسؤول في الأمن القومي الأمريكي إنهما مشتبه بهما في تفجيري ماراثون بوسطن يوم الاثنين الذين أسفرا عن سقوط ثلاثة قتلى و176 مصابا".
وتيمورلنك (26 عاما) كان ملاكما هاويا وقُتِل في تبادل لإطلاق النار في ساعة متأخرة أمس الخميس. ووصف جوهر (19 عاما) بأنه طالب هاديء في مدرسة عليا وأصبح هدفا لعملية بحث موسعة اليوم الجمعة. وقال جوهر على صفحته على موقع في.كيه وهو موقع للتواصل الاجتماعي باللغة الروسية إنه التحق بمدرسة ابتدائية في ماخاتشكالا عاصمة داغستان وهي إقليم في روسيا الاتحادية متاخم للشيشان. وتخرج من إحدى المدارس الحكومية القريبة من جامعة هارفارد في كيمبردج بماساتشوستس في عام 2011 . وفي الخانة المخصصة لوجهة نظره تجاه العالم كتب "الإسلام" أما عن أولوياته الشخصية فكانت "الحياة المهنية والمال". والتحق بجامعة ماساتشوستس دارتماوث.
وقال إريك ماكادو زميل جوهر في المدرسة العليا لشبكة (سي.إن.إن.) التلفزيونية إنه لم تظهر عليه "أية علامات تنذر بأي سلوك شرير". وأضاف "اشتركنا في حفلات.. قضينا معا وقتا طويلا. كنا صديقين مقربين في المدرسة العليا". وحكى ماكادو أن جوهر قال شيئا ما ذات مرة في حديث عن الإرهاب لكن "لم يكن هناك دليل على أن ذلك سيدفع أيا منا للاعتقاد بأنه سيكون قادرا على عمل هذا".
لكن بالرغم من أن زميل دراسة سابق لجوهر لم يذكر اسمه وصفه لمحطة تلفزيون بوسطن (دبليو.بي.زد) بأنه "مهرج الفصل" فقد ظهرت على صفحته على موقع (في.كيه) روابط لمواقع إسلامية ومواقع أخرى تدعو إلى استقلال الشيشان. وتلقى تيمورلنك تدريبا كملاكم عندما كان طالبا في كلية منطقة بانكر هيل. وبعد أن فاز بجائزة في لويل القريبة بولاية ماساتشوستس في عام 2004 قال لصحيفة محلية "أحب الولايات المتحدة الأمريكية... في أمريكا الكثير من الوظائف، "ذلك شيء غير موجود في روسيا. لديك فرصة لكسب المال هنا إذا كنت مستعدا للعمل".
ملاحقة أمنية
وكانت شبكة "إن.بي.سي.نيوز" الإخبارية الأمريكية قال الجمعة (19 أبريل/نيسان) إن المشتبه بهما في تفجيري ماراثون بوسطن شقيقان، 19 عاما و26 عاما. وقال أحد مسؤولى الشرطة في المدينة للشبكة إن الرجلين، اللذين قتل أحدهما في تبادل لإطلاق النار بينهما والشرطة، من جمهورية الشيشان، وإنهما كانا يقيمان بصفة دائمة وقانونية في الولايات المتحدة.
والرجل الذي قتل يعتبره مكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي آي) "المشبوه رقم واحد"، وكان يضع كما ظهر في الصور قبعة سوداء، فيما يضع المشبوه الثاني قبعة فاتحة اللون ولا يزال هاربا، كما أوضحت الشرطة التي نشرت صورا جديدة يظهر فيها وهو يرتدي كنزة رمادية مع قلنسوة.
من جهتها، أغلقت إدارة الطيران الاتحادية الأمريكية اليوم الجمعة المجال الجوي في منطقة مساحتها 11 كيلومترا في شمال غرب بوسطن لتوفير "أجواء آمنة لأنشطة إنفاذ القانون". يأتي ذلك بعد أن دعت الشرطة سكان ووترتاون صباح اليوم إلى البقاء في منازلهم وعدم الاقتراب من النوافذ.
وكان مكتب التحقيقات الفدرالي نشر الخميس صورا وأشرطة فيديو للرجلين المشتبه بهما في الاعتداء المزدوج الذي أسفر عن سقوط ثلاثة قتلى ونحو 180 جريحا الاثنين الماضي وصدم أمريكا معيدا إلى الأذهان ذكرى اعتداءات 11 أيلول/سبتمبر 2001.
وأعلنت الشرطة الأمريكية في وقت سابق اليوم أن أحد المشتبه بهمم في التفجيرين توفي في المستشفى متأثرا بجراحه، لافتة إلى أنها تقوم بتفتيش منازل لملاحقة مشتبه به ثان. وقال قائد شرطة بوسطن ايد ديفيس على حسابه على موقع تويتر إن "رجلا آخر مسلحا وخطيرا (...) فار".
ووفي وقت لاحق، قال طبيب يعمل في المستشفى الذي استقبل المشتبه به، إن الأخير توفي نتيجة إصابته بعدة جروح ناجمة عن طلقات رصاص وربما انفجار مادة ناسفة. وقال الطبيب، الذي يعمل في مركز بيث إسرائيل ديكونيس الطبي في بوسطن للصحفيين، إن الرجل وصل إلى المستشفى مصابا بتوقف في وظائف القلب. وقال الطبيب الذي لم يكشف عن اسمه "كانت هناك آثار إصابات أكثر من مجرد إصابات طلقات رصاص".
ع.م/ عم.س (أ.ف.ب، د.ب.أ، رويترز)