يحيي الشيعة في كل أنحاء العالم ذكرى عاشوراء التي تصادف اليوم الأحد (27 ديسمبر / كانون الأول). وتجري الاحتفالات بهذا اليوم في البلدان التي يعيش فيها عدد كبير من الشيعة، مثل العراق ولبنان والبحرين والسعودية وسوريا وإيران وباكستان وأفغانستان وأذربيجان. وفي العراق أنهى ملايين الشيعة اليوم الأيام العشرة الأولى من شهر الحرم في أجواء من الحزن الشديد لإحياء ذكرى عاشوراء، وسط إجراءات أمنية مشددة شارك فيها أكثر من 200 ألف من قوات الجيش والشرطة والأجهزة الأمنية.

وشارك الملايين من العراقيين الشيعة من الرجال والنساء والأطفال والشيوخ صباح اليوم في مواكب بدأت بالتطبير، وهي ضرب مقدمة الرأس بآلة جارحة حتى تسيل الدماء منها على وقع دق الطبول والهتافات والشعارات الحماسية الدينية. وتلتها مواكب أخرى للضرب بالسلاسل الحديدية على منطقة الظهر بقوة وأخرى للضرب على الصدور والوجوه بالأيادي في مشاهد حماسية طغت على معظم المدن والقرى العراقية ذات الأغلبية الشيعية.

3 ملايين شيعي ينهون في كربلاء مراسم ذكرى عاشوراء

­وبلغت الاحتفالات بذكرى إحياء يوم عاشوراء اليوم ذروتها في محافظة كربلاء، الواقعة 100 كيلومتر جنوبي بغداد، حيث مرقدي الإمام الحسين وأخيه العباس. وقدرت مصادر غير رسمية عدد المشاركين في مراسم إحياء ذكرى عاشوراء في محافظة كربلاء بنحو ثلاثة ملايين شخص، قدموا من مختلف مناطق العراق وكذلك من دول عربية وأجنبية معظمهم من إيران، فيما تقدر مصادر شيعية عدد المشاركين بستة ملايين. وشددت السلطات الأمنية العراقية في كربلاء أيضا الإجراءات الأمنية لحماية المشاركين في مراسم إحياء ذكرى عاشوراء.

وبحسب مصادر رسمية فقد تم نشر 25 ألف عنصر من الجيش والشرطة ورجال الأمن في مدينة كربلاء، التي قُسمت إلى تسعة أطواق أمنية تقوم بتفتيش المشاركين في مختلف مراحل الوصول إلى المدينة، فيما حلقت طائرات فوقها. وشوهد عشرات الالاف من المواطنين يسيرون مشيا على الأقدام وهم على بعد عشرات الكيلومترات من مدينة كربلاء، حيث يحظر على السيارات والحافلات الدخول إليها تحسبا لوقوع أعمال عنف وتفجيرات.

نصر الله يدعو مصر إلى وقف بناء الجدار على الحدود مع غزة

وشهدت معظم الأحياء الشيعية في كربلاء إعداد وجبات طعام توزع على الأهالي في الأحياء السكنية، فيما نحر آخرون الذبائح التي توزع هي الأخرى وتسمع أصوات مكبرات الصوت على مسافات بعيدة لأشهر قراء القصائد الدينية والمجالس الحسينية. وتزامنت مراسم إحياء ذكرى عاشوراء مع مقتل خمسة أشخاص وإصابة 27 بجروح في انفجار استهدف موكبا لشيعة تركمان جنوب مدينة كركوك. كما انتهزت أحزاب وتجمعات هذه الفرصة لانتقاد الحكومة وتقاعسها في تقديم الخدمات وتحقيق الأمن والرد على احتلال إيران لبئر نفطي في منطقة الفكة على الحدود العراقية الإيرانية في مدينة العمارة.

وفي لبنان ناشد الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله مصر وقف بناء جدار على طول الحدود مع غزة ووقف إغراق الأنفاق المؤدية للقطاع المحاصر، مهددا بالقول: "وإلا يجب أن تكون موضع إدانة كل العرب والمسلمين".

وفي إيران تزامنت مراسم إحياء ذكرى عاشوراء مع اليوم السابع التقليدي للحداد على رجل الدين المعارض البارز آية الله حسين علي منتظري الذي توفي قبل أسبوع عن 87 عاما في مدينة قم المقدسة لدى الشيعة. كما خيمت المظاهرات المناهضة للحكومة الإيرانية في بعض المدن هناك على أجواء إحياء ذكرى عاشوراء.

(ش.ع / د.ب.أ / أ.ف.ب / رويترز)

مراجعة: هيثم عبد العظيم