1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

Sanaa Forum

٢٧ مايو ٢٠٠٩

اتسم النقاش في ملتقى الحوار الإعلامي الألماني اليمني الذي عقد في صنعاء خلال اليومين الماضيين بالشفافية والجرأة العاليتين، لاسيما من جانب المشاركين اليمنيين، إلى حد أنه تحول إلى ما يشبه المحاكمة العلنية للنظام في صنعاء.

ينطلق الملتقى الاعلامي من انطلق من فرضية وجود قواسم مشتركة بين البلدين ووجود تحديات متشابهة أمامهماصورة من: DW-Montage

استضافت العاصمة اليمنية صنعاء خلال يومي 25 و 26 مايو/أيار ملتقى للحوار الإعلامي الألماني ـ اليمني بعنوان "الخيارات الوطنية والدولية: التحديات الآنية أمام اليمن وألمانيا"، نظمه معهد العلاقات الخارجية التابع لوزارة الخارجية الألمانية بالتعاون مع سفارة جمهورية ألمانيا الاتحادية بصنعاء.

شارك في هذا الملتقى، الذي يأتي في إطار احتفاء اليمن وألمانيا بالذكرى الأربعين لإعادة العلاقات اليمنية الألمانية، صحفيون وأساتذة جامعة ومحامون وناشطون في منظمات المجتمع المدني، جلهم يعملون في مجال الصحافة.

وتضمن جدول أعمال الملتقى عدة محاور أهمها حصاد إعادة وحدة شطري البلدين، باعتبارها إحدى نقاط التشابه بين الدولتين، وكذلك طريقة تعامل الدولة مع الإرهاب في كل من اليمن وألمانيا وانعكاسات ذلك على الحريات المدنية والديمقراطية، وقضايا التنمية والديموغرافيا السكانية، علاوة على انعكاسات السياسات الأمريكية على كل من ألمانيا وأوروبا من جهة وعلى اليمن والعالم العربي من جهة أخرى.

تحديات وقواسم مشتركة

اعلاميون المان مشاركون في الملتقىصورة من: DW/Abdo Al-Mikhlafy

وهدف هذا اللقاء، الذي انطلق من فرضية وجود قواسم مشتركة بين البلدين وأمامهما تحديات متشابهة، إلى بحث ومناقشة كيفية مواجهة البلدين لهذه التحديات، والتي من أهمها بالنسبة لليمن: النزاعات المحلية المتفجرة في أكثر من منطقة، والتردي المستمر للوضع الاقتصادي، وتسارع عملية النمو السكاني في مقابل محدودية الموارد، وارتفاع معدلات البطالة لاسيما بين الشباب مما قد يساهم مع ظروف أخرى إلى زعزعة الأمن والسلم الاجتماعي والاستقرار وربما يحول البلد إلى "منجم" لتفريغ الإرهابيين.

أما ألمانيا فقد حرصت على مناقشة تداعيات الأزمة المالية والاقتصادية التي قد تقود إلى مزيد من البطالة وربما تتسبب ـ كما يتوقع بعض الخبراء ـ في اضطرابات اجتماعية. علاوة على طرح قضية وجود مشاعر تذمر في اليمن وألمانيا من جراء عملية إعادة توحيد شطري البلدين، والذي وصل في اليمن إلى حد المواجهات المسلحة بين الدولة وما يسمى بـ"الحراك الجنوبي"، راح ضحيتها عدد من المواطنين.

شفافية عالية وجراءة في محاكمة النظام اليمني

واتسم النقاش بشفافية عالية أظهر من خلالها المشاركون اليمنيون جرأة في نقد الأوضاع في بلدهم أبهرت الجانب الألماني، الذي على ما يبدو لم يكن يتوقع أن يتم التطرق إلى قضايا تعد في دولة مثل اليمن، حساسة بل وخطيرة. فقد تحولت الجلسات إلى ما يشبه المحاكمات العلنية للنظام السياسي اليمني، لاسيما طريقة إدارته للحرب على الإرهاب التي رافقتها، في نظر الكثير من المشاركين، انتهاكات خطيرة للحقوق والحريات واستخدام الحرب على الإرهاب ذريعة لتضييق حرية الصحافة والتعبير والرأي وتصفية الحسابات مع الخصوم السياسيين. كما انتقد بعض المشاركين طريقة إدارة هذا النظام للأزمات السياسية والاقتصادية الداخلية.

ورغم أن هدف الملتقى الرئيسي تمثل في عقد مقارنة بين اليمن وألمانيا، إلا أن الكثير من المداخلات، وأغلبها من قبل المشاركين اليمنيين، كانت ترفض بل وتسخر من مثل هذه المقارنة "الظالمة"، في رأي أصحابها.

"اليمن في طريقه إلى الأفغنة أو الصوملة"

جانب من المشاركة اليمنية في ملتقى الحوار الاعلامي اليمني الالمانيصورة من: DW/Abdo Al-Mikhlafy

ولعل المقارنة بين ظروف الوحدة الألمانية والوحدة الألمانية قد حظيت بالكثير من النقاش الساخن، إلى حد أن بعض المتداخلين طالب علناً أو ضمناً بانفصال جنوب اليمن عن شماله أو في أفضل الأحوال إقامة كونفدرالية بدلا من الوحدة الاندماجية الكاملة أو ما أطلق عليها البعض مصطلح "الضم والإلحاق"، فيما دافع البعض الآخر عن الوحدة، مشيرين إلى أن "الظلم الواقع على الجنوبيين يعاني منه أيضا الشماليون"، وبالتالي فإن الحل يكمن في مقاومة هذا الظلم وليس في إعادة تقسيم الوطن.

وكان هناك بطبيعة الحال أراء تدافع عن النظام السياسي اليمني، معترفة بـ"بعض الأخطاء والتجاوزات"، التي رافقت إعادة تحقيق الوحدة اليمنية، ومتهمة في الوقت نفسه المعارضة بعدم امتلاكها مشروعا وطنيا بديلاً. وقد بدا واضحا أن هناك شبه إجماع على رفض الحرب كوسيلة لحل الصراعات السياسية الداخلية.

وهناك من طرح تصورات مخيفة لما قد تؤول إليها الأوضاع في اليمن إذا ظل الوضع السياسي والاقتصادي الحالي على ما هو عليه. من هذه التصورات إن اليمن في طريقه إلى "الأفغنة" أو "الصوملة"، في إشارة إلى الأوضاع في أفغانستان والصومال.


عبده جميل المخلافي ـ صنعاء

تحرير: هيثم عبد العظيم

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW