Lübecker Literaturtreffen
١٢ أكتوبر ٢٠٠٨في تقليد سنوي دعا الأديب الألماني المعروف غونتر غراس نخبة من الأدباء والكُتاب الشبان إلى "ملتقى لوبيك للأدب"، الذي ينظم للمرة الرابعة على التوالي في مدينة لوبيك الواقعة في أقصى شمال ألمانيا.
وشارك في ملتقى العام الحالي تسعة أدباء ألمان معروفون؛ منهم على سبيل المثال لا الحصر، الأدباء ميشائيل كومبفمولر، وبينيامين ليبرت وإيفا ميناسه، الذين شاركوا في نقاشات مطولة مع أربعين طالباً وطالبة حول دور الأدب في عالم اليوم ومسئولية الأديب الأخلاقية تجاه محيطه الاجتماعي.
ونظم هذا الملتقى لأول مرة في عام 2005 بمبادرة شخصية من غونتر غراس، أحد أهم الروائيين الألمان المعاصرين والفائز في عام 1999 بجائزة نوبل للآداب عن دوره في إثراء الأدب العالمي وخصوصا في ثلاثيته الشهيرة "ثلاثية داينتسيغ".
حنين إلى "مجموعة 47"
وعلى الرغم من تأكيد غونتر غراس على أن ملتقى لوبيك الرابع للأدب، الذي أطلق عليه النقاد الألمان اسم "منتدى غونتر غراس الخاص"، لا يسعى بالضرورة إلى إحياء "مجموعة 47"، التي تعد أهم اتحاد أدبي في ألمانيا وتجسد تقاليد الأدب الألماني "الملتزم" بعد الحرب العالمية الثانية، إلا أن هالة غراس المتعدد المواهب وحضوره الأدبي والإعلامي ومواقفه السياسية المعروفة تهيمن بقوة على هذا اللقاء.
وكانت "مجموعة 47" الأدبية قد شكلت بؤرة نشاط نخبة أدبية ألمانية شابة نمت وتطورت في عهد المستشار كونراد أديناور، الذي ساهم بشكل فعال في إعادة إعمار ألمانيا وتمهيد الطريق للمعجزة الاقتصادية في ستينيات القرن الماضي. "مجموعة 47" أخذت على عاتقها آنذاك العمل على "تغيير ذهنية الشعب الألماني وإعادة صياغة التاريخ الألماني من أجل دعم الديمقراطية الألمانية حديثة العهد".
ملتقى لوبيك الرابع للأدب ـ "منتدى غراس" الخاص؟
ومن أجل العمل على "تجديد المجتمع الألماني أخلاقيا"، على حد تعبير غراس، قلم الكاتب الشاب غونتر غراس بلعب دور محوري في دعم الحزب الاشتراكي الألماني وقائده فيلي براندت، الذي أصبح مستشارا لألمانيا فيما بعد.
وشكلت الملاحق الثقافية لصحيفة "دي تسايت" الأسبوعية و"دي فيلت" اليومية لساناً يتحدث باسم هذه الجماعة، التي أصرت على ضرورة "التزام الأديب الأخلاقي"، ورفضت حياديته الأخلاقية بشكل "حوله من أديب إلى ناشط سياسي، على حد تعبير الناقد الشهير مارسيل رايش راينسكي.
لكن ملتقى لوبيك للأدب لا يشكل في الواقع محاولة لإعادة إحياء تقاليد الأدب الألماني "الملتزم"، الذي تجسده "مجموعة 47"، بل يمثل منتديا يلتقي فيه أدباء يمثلون اتجاهات أدبية متنوعة بهدف تبادل الآراء حول "صناعة الأدب والثقافة". كما أن حقبة تسييس الأدب الألماني انتهت بعد تغير بنية المجتمع الألماني وتكريس الديمقراطية والتعددية الفكرية والسياسية فيه.