ملعب ماراكانا الأسطوري..ساحة البرازيل للثأر من الألمان
و.ب١٨ أغسطس ٢٠١٦
حين هزّت ألمانيا عرش البرازيل في نصف نهائي مونديال 2014 بحصيلة تاريخية بلغت 7-1، كان نيمار مصابا. والآن وبعد وصول ألمانيا والبرازيل لنهائي الدورة الأوليمبية في ريو أمامه فرصة ذهبية للثأر ممن أذلوا التاريخ الكروي لبلده.
إعلان
لملعب ماراكانا بريو دي جانيرو مكانة خاصة لدى الألمان، فعلى عشب هذا الملعب الأسطوري توّج منتخب بلادهم بمونديال البرازيل 2014 عقب فوزه على الأرجنتين بهدف دون رد، حمل توقيع مهاجم دورتموند ماريو غوتسه. والآن سيشهد الملعب ذاته نهائي منافسات كرة القدم في دورة ريو دي جانيرو الأولمبية، حيث سيواجه منتخب ألمانيا منتخب البرازيل يوم السبت (20 أغسطس/ آب 2016).
وقد تأهل المنتخب الأولمبي الألماني للمباراة النهائية على حساب نظيره النيجري بهدفين دون رد. أما المنتخب البرازيلي فصعد للنهائي بعد فوز كاسح بسداسية نظيفة على منتخب هندوراس، ليصبح على بعد خطوة واحدة من تحقيق الحلم الذي انتظره طويلا، وهو التتويج بذهبية المسابقة للمرة الأولى في تاريخ مشاركاته بالدورات الأولمبية، بعد 12 محاولة فاشلة كانت آخرها أمام المكسيك في أولمبياد لندن 2012.
نهائي ريو 2016 يحيي الوجع البرازيلي حين انهزم منتخب "السيليساو" أمام "المانشافت" بسبعة أهداف مقابل هدف يتيم، في نصف نهائي مونديال 2014. حينها كان نيمار مصابا ولم يشارك في المباراة، لكن الجرح أصابه، وأصاب البلد بأسره، ولم يندمل إلى الآن ولن يندمل إلا بإنجاز كبير يرد اعتبار أكبر شعب كروي في العالم.
بعد الفوز على هندوراس رفض نجم برشلونة الإدلاء بأي تعليق حول المباراة المرتقبة أمام المنتخب الألماني. لكن نيمار يعي جيدا ثقل المسؤولية الملقاة على عاتقه للثأر أولا من الألمان، وثانيا لإهداء بلاده ذهبية غابت عن سجلها الكروي.
الضغط الشعبي كبير إذن، في ظل تخوفات من أن يخفق المنتخب الأولمبي في محو العار. ولهذا وقبل يومين من المباراة باتت الصحافة البرازيلية تشدد على كلمات أغنية أُعدت للمناسبة وتقول "انتظري يا ألمانيا..فوقتك قد حان!". وبالطبع ستكون هذه الكلمات هي الشعار الرئيسي الذي سيرفعه المشجعون أثناء النهائي المرتقب، في مدرجات ملعب ماراكانا، الذي يتسع لـ80 ألف متفرج.
وفي المقابل وداخل المعسكر الألماني، كانت مطالب مدرب المنتخب الألماني هورست روبيش واضحة: "أظهروا للبرازيل، من هي الأمة الكروية رقم واحد في العالم"، يقول الأخير موجها كلامه للاعبين.
وأصبحت ألمانيا أول دولة في تاريخ الأولمبياد، يتأهل منتخبها للرجال والنساء بشكل مواز إلى نهائي مسابقة كرة القدم في الدورة الأولمبية. فقد تأهلت سيدات ألمانيا على حساب نظيراتهن الكنديات بهدفين دون رد، وسيلعبن على الذهبية أمام المنتخب السويدي للسيدات يوم غد الجمعة، إثر فوز الأخير على البرازيل بضربات الترجيح (3-4).
ألمانيا في مواجهة البرازيل عبر التاريخ
وصل المنتخبان الألماني والبرازيلي إلى الأدوار النهائية في نهائيات كأس العالم أكثر من غيرهما من المنتخبات، وفي مونديال البرازيل 2014 يلتقيان في نصف النهائي!
صورة من: picture-alliance/dpa
البداية في ألمانيا
أول لقاء بين المنتخبين البرازيلي والألماني كان قبل انطلاق النسخة الأولى من الدوري الألماني عام 1963 في مدينة هامبورغ. انتهت المباراة التي جمعت المنتخبين بخسارة الألمان بهدفين مقابل هدف واحد. هدف الفوز سجله نجم المنتخب وأسطورة الكرة بيليه. بالمحصلة، تقابل المنتخبان في 21 مباراة، انتهت أربع منها لصالح ألمانيا و12 لصالح البرازيل، فيما انتهت الخمس مباريات المتبقية بالتعادل.
صورة من: picture-alliance/dpa
ألمانيا الشرقية - سجل خسارات أمام البرازيل
أول مباراة جمعت بين المنتخب البرازيلي ومنتخب ألمانيا الشرقية كانت ضمن مونديال عام 1974 في هانوفر، وانتهت بفوز نجوم السامبا بهدف مقابل لا شيء. في المجموع، التقى منتخب شرق ألمانيا نظيره البرازيلي أربع مرات، انتهت بخسارته ثلاث مرات، بينما انتهت المباراة الرابعة، التي أقيمت في ريو دي جانيرو قبيل توحيد شطري ألمانيا عام 1990، بالتعادل بثلاثة أهداف لكل منهما.
صورة من: picture-alliance/dpa
اللقاء الأول في "ماراكانا"
في المباراة التي أقيمت بين المنتخبين الألماني والبرازيلي عام 1977 على أرض ملعب "ماراكانا" الشهير في ريو دي جانيرو، والتي انتهت بالتعادل بهدف لكل منهما، حضر المباراة ما يقرب من 150 ألف متفرج. والمباراة الثانية بين المنتخبين في نفس الملعب ستقام يوم الثلاثاء (08 يوليو/ تموز 2014)، إلا أن الملعب لن يتسع سوى لـ77 ألف متفرج فقط هذه المرة.
صورة من: picture-alliance/dpa
صفعة في كأس القارات
بعد اثني عشر عاماً على مباراتهما الأولى في ريو دي جانيرو، تلقت ألمانيا أكبر خسارة لها أمام البرازيل، وذلك ضمن بطولة كأس القارات. آنذاك خسر المانشافت بقيادة إريش ريبيك بأربعة أهداف نظيفة. أداء المنتخب الألماني كان مخيباً للآمال في تلك البطولة، إذ خرجت ألمانيا خلال الأدوار الأولى، بينما بقيت البرازيل حتى المباراة النهائية، التي خسرتها أمام الدولة المضيفة المكسيك.
صورة من: Alexander Hassenstein/Bongarts/Getty Images
رونالدو يقود البرازيل إلى اللقب
في مونديال عام 2002 باليابان وكوريا الجنوبية، اهتزت شباك "العملاق" الألماني أوليفر كان مرتين بقدم نجم البرازيل رونالدو، الذي سجل ثمانية أهداف خلال المونديال وحصل على لقب أفضل لاعب "لاعب العام" في نفس السنة.
صورة من: picture-alliance/ASA
البرازيل تحطم الرقم القياسي
بفوزها على ألمانيا في مونديال 2002، حملت البرازيل لقب بطل العالم للمرة الخامسة، وبالتالي تربعت على عرش الدول التي ظفرت باللقب. في الصورة: كابتن المنتخب البرازيلي كافو يرفع الكأس عالياً، وهو لقبه الثاني، بعد أن فاز باللقب الأول عام 1994، ومباراته النهائية الثالثة ضمن منافسات كأس العالم.
صورة من: picture-alliance/dpa
فأل خير؟
في آخر مباراة بين المنتخبين، التي جرت بمدينة شتوتغارت، فاز المنتخب الألماني 3-2، وهو أول انتصار على نجوم السامبا منذ عام 1993. يأمل الألمان في أن يكون هذا اللقاء فأل خير على لاعبي المانشافت في مباراتهم المقبلة. الهدف الثاني للبرازيل في المباراة بشتوتغارت سجله نيمار، الذي سيغيب عن مباراة الثلاثاء بسبب كسر في العمود الفقري أثناء المباراة مع كولومبيا. كما سيغيب كابتن المنتخب تياغو سيلفا أيضا.
صورة من: picture-alliance/dpa
7 صورة1 | 7
ومن جهتها، تطمح ألمانيا لتصبح ثاني منتخب يتوج بطلا للعالم ثم بطلا للأولمبياد بعدها بعامين، وذلك إلى جانب ايطاليا التي أحرزت كأس العالم عام 1934 على أرضها ثمّ الذهبية الأولمبية عام 1936 في برلين، علما بأن ألمانيا الغربية أحرزت كأس العالم عام 1974 ثمّ توجت جارتها ألمانيا الشرقية بالذهبية الأولمبية عام 1976 في مونتريال بكندا.
كما أنه في حالة فوز ألمانيا يوم السبت فسيكون فريقها أول منتخب يتوج بطلا للعالم وبطلا أولمبيا في نفس البلد لأن البرازيل الدولة المنظمة للألعاب الصيفية الحالية احتضنت أيضا مونديال 2014.