ملف إنقاذ اللاجئين: هل يبصر "تحالف الراغبين" النور في باريس؟
٢١ يوليو ٢٠١٩
تشهد العاصمة الفرنسية اجتماعا لوزراء خارجية وداخلية دول الاتحاد الأوروبي لمناقشة ملف إنقاذ المهاجرين وآلية توزيعهم على الدول المستعدة لاستقبالهم أو ما بات يعرف بـ "تحالف الراغبين". بيد أن إيطاليا تعارض ذلك بشدة.
إعلان
تحتضن العاصمة الفرنسية باريس يوم الاثنين (22 تموز/ يوليو 2019) اجتماع أزمة يشارك فيه وزراء داخلية وخارجية دول الاتحاد الأوروبي لمناقشة ملف إنقاذ اللاجئين المهددين بالغرق وسط البحر المتوسط أثناء محاولة عبور البحر إلى أوروبا بقوارب بالية.
وسيشارك وزير الخارجية الألماني هايكو ماس في الاجتماع، حيث من المرتقب أن يروج الوزير ماس لمقترح ألمانيا الذي يطالب بتحديد آلية لتوزيع عدد محدد من اللاجئين الذين يتم إنقاذهم عبر منظمات غير حكومية على الدول الأوروبية الراغبة في المشاركة في مساعدة اللاجئين. وقالت دوائر مقربة من وزير الداخلية الإيطالي ماتيو سالفيني إن السياسي اليميني الشعبوي المعادي للمهاجرين لن يحضر الاجتماع.
يذكر أن المستشارة انغلا ميركل قد وصفت عمليات إنقاذ اللاجئين من الغرق في البحر بـ"الواجب الإنساني". ويتوقع أن يطرح الوفد الألماني برئاسة ماس فكرة تشكيل تحالف لما يسمى بالدول الراغبة في المساعدة والتي يفترض بها أن تستقبل عددا ممن يتم إنقاذهم من الغرق وفق آلية تتم تحديدها من قبل المفوضية الأوروبية.
بيد أنه من المتوقع أن تستمر إيطاليا في رفض أي مقترح يتضمن استقبال لاجئين من على متن سفن الإنقاذ، كما فعلت ذلك في اجتماع في هلسنكي يوم الخميس الماضي، عندما رفضت روما مقترحا ألمانيا فرنسيا بهذا الخصوص وعطلت توصل الاجتماع لتسوية للأزمة.
وقال وزير الداخلية الإيطالي ماتيو سالفيني في رسالة وجهها إلى نظيره الفرنسي كريستوف كاستنير، إن فرنسا وألمانيا لا يمكنهما أن تحددا منفردتين سياسات الهجرة، "متجاهلتين طلبات الدول المعرضة أكثر" لاستقبال مهاجرين على غرار إيطاليا ومالطا.
وكتب سالفيني الأحد في تعليق على فيسبوك مرفقا بالرسالة الموجهة إلى نظيره الفرنسي "كفى الخيارات المقررة فقط من باريس وبرلين. إيطاليا لم تعد مستعدة لقبول جميع المهاجرين الذين يصلون إلى أوروبا".
ح.ع.ح/أ.ح(أ.ف.ب، د.ب.أ)
إنقاذ المهاجرين من الغرق في المتوسط لا ينهي مأساتهم
عام 2018 كان مأساويا للمهاجرين عبر المتوسط، إذا ارتفع عدد الضحايا بشكل مضطرد. لكن عام 2019 لا يدعو إلى التفاؤل، إذ باتت مهمة "صوفيا" لإنقاذ المهاجرين في المتوسط مهددة بالانتهاء والخلاف مستمر حول استقبال من يتم إنقاذهم.
صورة من: Getty Images/C. McGrath
ارتفاع كبير في عدد الغرقى
أعلنت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين أن عدد الضحايا على مسار الهجرة بين ليبيا والاتحاد الأوروبي ارتفع بأكثر من الضعف في عام 2018 ، إذ بلغ معدل الوفاة واحدا من بين كل 14 مهاجرا عبروا هذا الطريق وسط البحر المتوسط. وكان المعدل واحدا من بين كل 38 عام 2017 .
صورة من: Getty Images/AFP/A. Paduano
ستة غرقى كل يوم
حسب إحصائيات الأمم المتحدة بلغ إجمالي عدد المهاجرين الذين عبروا البحر المتوسط إلى أوروبا عام 2018 نحو 117 ألف شخص، وتوفي في البحر المتوسط 2275 على الأقل، مقارنة بـ 172 ألف مهاجر عبروا إلى أوروبا عام 2017 ووفاة 3139 شخصا. وحسب المفوضية، فإن البحر المتوسط شهد موت ستة أشخاص يوميا في المتوسط العام الماضي.
صورة من: picture-alliance/dpa/AP/Küstenwache Lybien
منع سفينة "سي ووتش 3" من الرسو
في آواخر عام 2018 أنقذت سفينة "سي ووتش 3"، التي تملكها منظمة إغاثة ألمانية وترفع علم هولندا، مهاجرين كانوا يستغيثون في البحر قبالة السواحل الليبية، لكن تم منعها من الرسو في إيطاليا أو مالطا.
صورة من: picture-alliance/dpa/Sea-Watch.org
البحث عن ملاذ آمن
بقيت "سي ووتش 3" مع المهاجرين على متنها تمخر عباب البحر بحثا عن ملاذ آمن، وتزامن ذلك مع استمرار الخلاف بين الدول الأوروبية حول استقبال هؤلاء المهاجرين، حيث رفضت إيطاليا استقبالهم مطالبة هولندا وألمانيا بذلك، لأن السفينة ترفع علم الأولى، بينما تتخذ المنظمة المالكة لها من برلين مقرا لها.
صورة من: Getty Images/AFP/F. Scoppa
توتر بين فرنسا وإيطاليا
في ظل الخلاف بين الدول الأوروبية حول استقبال المهاجرين الذين يتم إنقاذهم من الغرق في المتوسط، تصاعد التوتر بين فرنسا وإيطاليا، إذ تتهم روما باريس بأنها سبب الفوضى الحالية في ليبيا، وترى إيطاليا أن هذا الوضع غير المستقر يدفع المهاجرين إلى الهرب من ليبيا للوصول إلى الشواطئ الإيطالية عبر البحر المتوسط، وهو ما يشجع على تهريب البشر.
صورة من: picture alliance/CITYPRESS 24/f. Passolas
ألمانيا لن تستمر في مهمة "صوفيا"
مع تصاعد التوتر والخلاف الأوروبي حول ملف الهجرة واللاجئين، أعلنت ألمانيا أنها لن ترسل أي بديل للفرقاطة التي تنتهي مشاركتها في مهمة الاتحاد الأوروبي لإنقاذ المهاجرين في البحر المتوسط "صوفيا" في أوائل شباط/ فبراير المقبل.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Assanimoghaddam
مصير مجهول!
مهمة "صوفيا" لإنقاذ اللاجئين من الغرق باتت مهددة بالانتهاء، لأن الأمر متعلق بموقف دول الاتحاد الأوروبي مجتمعة، إذ يجب أن توافق عليها كل الدول الأعضاء في الاتحاد. وعلاوة على ذلك تطالب إيطاليا بتغيير قواعد وشروط المهمة. في هذا السياق صرح وزير الداخلية الإيطالية ماتيو سلفيني أن سفن المهاجرين التي كان يتم إنقاذها ترسو في الموانئ الإيطالية وبالتالي "إما يجب تغيير القواعد، أو إنهاء المهمة".
صورة من: picture-alliance/dpa/G. Lami
بارقة أمل
لكن رغم كل هذا الخلاف والتوتر، هناك بارقة أمل في تحسن الوضع خلال العام الجاري وتجاوز الدول الأوروبية لخلافاتها حول ملف الهجرة واللاجئين. فقد أعلن رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي أن اتفاق تقاسم مهاجرين مع ستّ دول أوروبية أخرى (فرنسا وألمانيا والبرتغال ومالطا ورومانيا ولوكسمبورغ) سيتيح إنزال وإنقاذ المهاجرين العالقين على متن سفينة"سي ووتش 3". إعداد: عارف جابو