ملف اللاجئين في صلب جدول أعمال زيارة ميركل للجزائر
٢٠ فبراير ٢٠١٧
العديد من الملفات على أجندة ميركل خلال اجتماعها بالمسؤولين الجزائريين في العاصمة الجزائر، لكن معضلة اللاجئين وعملية ترحيل الجزائريين المرفوضة طلباتهم للجوء سوف يشكلان حتما صلب هذه المشاورات.
إعلان
تتوجه المستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، مساء اليوم الاثنين (20 شباط/فبراير 2017) إلى الجزائر. ومن المنتظر أن تتصدر معضلة اللاجئين ملف المباحثات سواء ما يتعلق بملف تدفق اللاجئين عبر البحر المتوسط أو عملية ترحيل المواطنين الجزائريين غير الحاصلين على إقامات شرعية في ألمانيا أو رفضت طلبات لجوءهم من قبل السلطات الألمانية المختصة.
وتبدأ الزيارة التي تستغرق يومين مساء اليوم الاثنين في العاصمة الجزائر. وذكرت مصادر من الحكومة الألمانية أن الجزائر تعتبر فاعلاً مهماً للاستقرار والأمن في المنطقة.
وتسعى أكبر دولة إفريقية من حيث المساحة، أيضا إلى استقرار الأوضاع في جارتها ليبيا، حيث ينتقل من هناك نحو 90% من المهاجرين واللاجئين إلى أوروبا عبر البحر المتوسط. وكثّفت الجزائر خلال الأشهر الماضية من تصديها للإسلاميين.
من جهتها، ذكرت مصادر حكومية في برلين أن الجزائر تقوم بجهود فعالة في الرقابة على الحدود لمكافحة التهريب وتهريب البشر. تجدر الإشارة إلى أن الجزائر لها حدود مع مالي والنيجر، وهما دولتان عبور مهمتان للاجئين.
وعلى المستوى الداخلي تسعى ألمانيا إلى ترحيل اللاجئين المرفوضة طلبات لجوءهم إلى بلدانهم الأصلية وعلى رأسها تونس والمغرب والجزائر. وهي الدول المغاربية الثلاث التي تصرّ الحكومة الألمانية على تصنيفها على أنها دول آمنة رغم اعتراضات داخلية. وعلى هذا الأساس تسعى برلين إلى الحصول على تعهدات من قبل الدول الثلاثة لتسهيل عملية ترحيل اللاجئين المرفوضين. واتفاق مع الجزائر بهذا الخصوص من شأنه أن يساعد ميركل على تطبيق خطتها لـ"الترحيل"، التي شددت عليها في أكثر من مناسبة.
ومن المخطط أن تجري ميركل محادثات مع رئيس الوزراء الجزائري عبد المالك سلال والرئيس عبد العزيز بوتفليقة، الذي يحكم البلاد منذ عام 1999. كما تعتزم المستشارة إجراء محادثات مع ممثلين عن المجتمع المدني. وتراقب ألمانيا بقلق القيود المفروضة في الجزائر على حرية الصحافة والتجمهر على سبيل المثال. وذكرت مصادر حكومية في برلين أنه يمكن تحقيق توازن أفضل في الجزائر بين الأمن والحقوق المدنية.
وحسب تقارير إعلامية جزائرية فإن سبل تعزيز العلاقات الاقتصادية الثنائية بين البلدين من الموضوعات التي سيناقشها الجانبان. وتستفيد الجزائر اقتصادياً من احتياطها الكبير من النفط والغاز، وتشكل صادرات النفط والغاز نحو 98% من إيرادات النقد الأجنبي للبلاد. وتعد الجزائر من أهم الدول المستوردة للأسلحة الألمانية من خارج الاتحاد الأوروبي.
خ.س/و.ب (د ب أ، DW)
تونس والجزائر والمغرب في قائمة ألمانيا "للدول الآمنة"
بسبب الصعوبات التي تواجهها ألمانيا في احتواء جميع اللاجئين الذين دخلوا أراضيها، أقدمت الحكومة الألمانية على إدراج بعض الدول في قائمة "البلدان الآمنة"، مما يساعدها على ترحيل من رفض طلب لجوئهم إلى بلدانهم الأصلية بسرعة.
صورة من: picture alliance/dpa
عبرت جهات رسمية في المغرب عن استعدادها للتعاون مع ألمانيا واستقبال مواطنيها المرحلين، في حين انتقدت منظمات حقوقية مثل هيومن رايتس ووتش ذلك، .وزير الداخلية الألمانية توماس دي ميزير قال الاثنين (29 شباط/فبراير 2016) إن نظيره المغربي محمد حصاد تعهد بالنظر في طلبات إعادة اللاجئين المغاربة من ألمانيا في غضون 45 يوما.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/J. Bounhar
طالبت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل رئيس الوزراء الجزائري عبد المالك سلال أثناء زيارته لبرلين في يناير/كانون الثاني 2016 بتعاون السلطات الجزائرية في عملية ترحيل الجزائريين الذي رفضت ألمانيا منحهم حق اللجوء. وقال سلال حينها إن بلاده مستعدة للتعاون بخصوص ذلك، لكن قبل إبعاد أي شخص إلى الجزائر "يجب بالطبع التأكد من أنه جزائري".
صورة من: Getty Images/S. Gallup
تونس هي الأخرى، أبدت استعدادها لاستقبال مواطنيها المرفوضة طلبات لجوئهم في ألمانيا، كما أعلن ذلك وزير الخارجية التونسي خميس الجهيناوي خلال مؤتمر صحافي مع مضيفه الألماني فرانك ـ فالتر شتاينماير مطلع العام الجاري.
صورة من: Getty Images/AFP/J. Macdougall
إدراج تركيا ضمن "الدول الأمنة" حسب قانون اللجوء الألماني أثار مخاوف الأكراد من رفض طلبات لجوئهم. وتتهم منظمة العفو الدولية تركيا بفرض "عقاب جماعي" على الأكراد بسبب الإجراءات الأمنية في المناطق ذات الأغلبية الكردية في جنوب شرقي البلاد. بيد أن نائب المستشارة الألمانية زيغمار غابرييل أوضح أن بلاده ستستمر في منح اللجوء للأكراد متى استدعى الأمر ذلك.
صورة من: Reuters/S. Kayar
إدراج دول غرب البلقان في قائمة "الدول الآمنة" يعني احتمال ترحيل الآف من طالبي اللجوء من هذه المنطقة إلى بلدانهم. أغلب هؤلاء اللاجئين هم من أقلية الروما ويدعون تعرضهم للاضطهاد ولانتهاك حقوقهم في البلدان التي يعيشون فيها.
صورة من: Getty Images/AFP/R. Atanasovskia
ما ينطبق على الدول التي صنفتها ألمانيا باعتبارها "آمنة" ينطبق أيضا على اللاجئين القادمين من كوسوفو. فقد سبق لوزير الخارجية الألمانية فرانك فالتر شتاينماير أن شدد على أن غير الملاحقين سياسيا في كوسوفو لن يحصلوا على إقامة دائمة في ألمانيا وسيعودون إلى بلدهم.
صورة من: picture-alliance/dpa/D. Endlicher
بعد إدخال تعديلات مشددة على قانون اللجوء في ألمانيا في تشرين/ أكتوبر 2015 أصبحت ألبانيا أيضا ضمن قائمة "الدول الآمنة" ومنذ ذلك الحين تم ترحيل مئات الألبان إلى بلادهم لافتقادهم إلى سبب قانوني يمنحهم اللجوء. فمعظم الألبان الذين وصلوا إلى ألمانيا كان هدفهم تحسين أوضاعهم الاقتصادية بالدرجة الأولى.