ملك هولندا: الاعتذار عن حقبة العبودية "بداية طريق طويل"
٢٥ ديسمبر ٢٠٢٢
رحب ملك هولندا فيليم-ألكسندر باعتذار حكومة بلاده عن سنوات العبودية إبان الحقبة الاستعمارية، فيما تعتزم الحكومة التعاون مع أحفاد الضحايا في معالجة هذه المعاناة والتصدي لكل أشكال التمييز والاستغلال والظلم.
إعلان
رحّب ملك هولندا في خطابه بمناسبة عيد الميلاد باعتذار الحكومة هذا الأسبوع عن دور الدولة الهولندية في 250 عاما من العبودية، معتبرا أنّ ذلك يمثّل "بداية طريق طويل". وقال الملك فيليم-ألكسندر من قصر تن بوش في لاهاي اليوم الأحد (25 ديسمبر/ كانون الأول 2022): "لا أحد يتحمّل اليوم المسؤولية عن الأعمال غير الإنسانيّة التي لحقت بحياة أولئك الرجال والنساء والأطفال". وأضاف الملك في خطابه: "لكن من خلال مواجهة ماضينا المشترك بصدق والاعتراف بالعبودية جريمة ضد الإنسانية، فإننا نضع الأسس لمستقبل مشترك". وتابع بالقول: "مستقبل نقف فيه ضدّ كلّ أشكال التمييز والاستغلال والظّلم المعاصرة".
كما وعد فيليم ألكسندر أن الموضوع "سيحظى باهتمام" أعضاء العائلة الملكيّة "في العام التذكاري القادم"، وأن يظلوا "معنيّين" به. وأردف "اعتذار الحكومة هو بداية طريق طويل".
يُذكر أن العبودية ساهمت في تمويل "القرن الذهبي" الهولندي، وهي فترة ازدهار من خلال التجارة البحرية في القرنين السادس عشر والسابع عشر. وقامت البلاد بالاتجار بنحو 600 ألف إفريقي خصوصا نحو أمريكا الجنوبية والكاريبي، وذلك قبل أن تنهي العبودية رسميا في مطلع تموز/يوليو 1863 لتكون من بين أواخر الدول الأوروبية التي تتخذ هذه الخطوة.
وأثار اختيار 19 كانون الأول/ ديسمبر الجاري موعدًا للاعتذار جدلاً في هولندا وخارجها، فقد أرادت المنظمات المختصة في بحث تاريخ العبودية وإرثها أن يتم تقديم الاعتذار في الأول من تموز/ يوليو، وهو التاريخ الذي يوافق 150 عامًا على انتهاء العبودية.
وخلال إلقائه بيان الحكومة في التاسع عشر من الشهر الجاري، قدم رئيس الوزراء الهولندي مارك روته اعتذاراً عن بلاده بسبب هذه الجرائم وذلك بعد مضي نحو 150 عاما على الإنهاء الرسمي للعبودية في المستعمرات الهولندية مشيراً إلى أن تداعيات هذه الجرائم لا يزال من الممكن الشعور بها حتى اليوم.
وأعربت رئيسة وزراء سان مارتن ورئيس سورينام عقب تقديم الاعتذار عن أسفهما لعدم وجود حوار من جانب هولندا. كما تم انتقاد عدم إعلان إجراءات ملموسة من جانب الحكومة في بعض المستعمرات السابقة، فيما طلب البعض تعويضات. ووعدت الحكومة بإقامة العديد من فعاليات إحياء الذكرى العام المقبل.
ع.غ/ و.ب (آ ف ب، د ب أ)
العبودية في موريتانيا: واقع مرير
ما تزال العبودية في موريتانيا حاضرة بقوة في المجتمع الموريتاني، فحوالي عشرين بالمئة من السكان البالغ عددهم ثلاث ملايين ونصف يعيشون تحت وطأة العبودية، في مجتمع تجذرت فيه التفرقة الإثنية والعنصرية.
صورة من: Robert Asher
مولودة بالأغلال
ولدت شفيده في موريتانيا ووجدت نفسها تحت وطأة العبودية كما هو حال إخوتها. وبعد أن نجح أخوها معطى الله في تحرير نفسه، أنقذها مع أطفالها في مارس/ آذار 2013.
صورة من: Safa Faki
الفقر المدقع
بعد ربع قرن من الجفاف الذي شهدته موريتانيا تحول مجتمع البدو الرحل إلى مجتمع مستقر.غير أن هذا التحول المجتمعي كان صعبا، حيث أصبح معدل البطالة في البلاد 40 في المئة، والكثير من الناس اضطروا للعيش بأقل من دولار واحد في اليوم.
صورة من: Robert Asher
العيش في "غيتو"
على مشارف العاصمة نواكشوط توجد الأحياء الفقيرة، حيث يعيش عبيد سابقون، بالإضافة إلى سكان الأرياف الفقراء في غيتو على شاكلة أكواخ الصفيح.
صورة من: Robert Asher
مبادرات المجتمع المدني
العبودية في موريتانيا لا تشكل الاستثناء. فمباركة ولدت كأمة، وكانت مجبرة على خدمة إحدى العائلات الغنية في نواكشوط. في عام 2011 وبدعم من الناشط بيرام عبيد ومنظمته "مبادرة المقاومة من أجل الانعتاق في موريتانيا" استطاعت مباركة أن تتحرر.
صورة من: Robert Asher
النضال من أجل الحرية
مسعود ابوبكر (يسار) هو ناشط في منظمات غير حكومية لمناهضة العبودية، وهو الذي ساعد معطى الله (يمين) وأخته وأطفالها التسعة في الانعتاق من براثن العبودية. ينتمي الاثنان إلى أثنية الحراطين، أي الأفارقة السود، وهي الإثنية التي يتم استعبادها من قبل بعض البيض في موريتانيا سواء من العرب أو الأمازيغ.
صورة من: Robert Asher
أرقام مخيفة
يعيش الحراطين في أسف السلم الاجتماعي والاقتصادي ولا توجد إحصائيات موثقة حول توزيع السكان. ولكن المنظمات الحقوقية تقدر نسبة العبيد في المجتمع الموريتاني بين 10 إلى 20 بالمائة من إجمالي عدد السكان البالغ عددهم ثلاثة ملايين ونصف مليون نسمة.
صورة من: Robert Asher
مجتمع خال من الآباء
"في مجتمع العبودية لا يوجد آباء"، كما يقول مسعود أبو بكر الناشط في مجال مناهضة العبودية. يغيب دور الأب تماما، حيث أن المستعبِدين "يمتلكون" النساء، وعندما يصبحن حوامل ويصبح لديهن أطفال، يتم بيعهن أو يفعلون بهن ما يشاؤون.
صورة من: Safa Faki
العدالة الغائبة
في يمين الصورة يظهر الطفل يرق البالغ من العمر 11 عاما، وهو من العبيد القلائل الذين نجحوا في تقديم مستعبديهم إلى المحاكمة . تم الحكم على الرجل بسنتين سجنا، في جريمة من المفروض أن يكون أخف حكم فيها هو عشر سنوات سجنا.
صورة من: Robert Asher
الهوة بين الفقراء و الأغنياء
موريتانيا واحدة من أغنى بلدان غرب افريقيا، ومع ذلك فأن مداخيل الصيد البحري والموارد المعدنية لا تجد طريقها إلى كافة شرائح الشعب الموريتاني.
صورة من: Robert Asher
استعادة الكرامة
يعيش معطى الله اليوم رفقة زوجته وابنه في فقر مدقع، ولكن بالرغم من كل التحديات التي ينبغي أن يواجهها، إلا أنه استعاد كرامته الإنسانية والأمل في مستقبل أفضل.