1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

مليارات لدعم السودان والبرهان يستبعد الحرب مع إثيوبيا

١٧ مايو ٢٠٢١

وافقت ألمانيا وفرنسا ودول أخرى على شطب ديون للسودان وتسوية ديونه. ورئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان يستبعد لجوء السودان لسيناريو الحرب مع إثيوبيا، مؤكداً سعي بلاده لنيل حقوقه من خلال التفاوض.

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك خلال مؤتمر باريس لدعم السودانصورة من: Ludovic Marin/AFP

أعلنت ألمانيا الاثنين (17 أيار/مايو 2021) عن مساعدة بملايين اليورو لتخفيف ديون السودان بمناسبة مؤتمر دولي نظمته باريس لدعم هذا البلد الذي أطلق عملية للانتقال الديموقراطي. وبحسب نص خطاب صادر عن وزارة الخارجية، قال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس إن جمهورية ألمانيا الاتحادية ستشطب 360 مليون يورو من الديون الثنائية مع الدولة الأفريقية. بالإضافة إلى ذلك، ستقدم برلين ما يصل إلى 90 مليون يورو لمساعدة السودان على تسوية متأخرات ديونه مع صندوق النقد الدولي.

وبحسب نص الخطاب قال ماس إن "الحكومة السودانية بحاجة إلى الهامش المالي اللازم لتنفيذ الإصلاحات السياسية والاقتصادية. وتخفيف عبء الديون وتنفيذ السودان لبرنامج المراقبة لصندوق النقد الدولي يلعبان دوراً محورياً". وشدد الوزير الألماني على أن عملية الإصلاح السياسي والاقتصادي التي بدأت في السودان كانت "شاقة لكنها توفر فرصة تاريخية لمزيد من السلام والآفاق الاقتصادية والحرية للشعب".

واستقبل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في إطار القمة التي نظمها في باريس الاثنين كلا من رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان والرؤساء المصري والإثيوبي والرواندي. كما حضر أيضا رؤساء صندوق النقد الدولي والبنك الدولي والاتحاد الأفريقي ووزراء خارجية إيطاليا وألمانيا والمملكة العربية السعودية والكويت وممثلو الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي.

وقال ماكرون إن دولا تحضر مؤتمرا، من بينها الولايات المتحدة وبريطانيا، وافقت على تسوية متأخرات السودان المستحقة لصندوق النقد الدولي، مضيفا أنه يتوقع أن يؤكد صندوق النقد هذا في يونيو/ حزيران. وقال ماركون إنه يؤيد إلغاء كاملا لخمسة مليارات دولار من ديون السودان. وأبلغ الرئيس الفرنسي مؤتمرا صحفيا "نحن نؤيد إلغاء كاملا لدين السودان الذي كما تعلمون هو الأهم بين نادي باريس". وأعلنت فرنسا عن قرض بقيمة 1,5 مليار دولار للسودان للسماح له بتسديد متأخراته تجاه صندوق النقد الدولي.

ولدى افتتاح القمة قال ماكرون "الحرية والسلام والعدالة. ثلاث كلمات رددها ممثلو الثورة السودانية" مشيدا بالعملية الانتقالية  التي وصفها بأنها أول انتصار في المنطقة ضد الإسلام السياسي. وأضاف أن "ثورتكم فريدة لأنها تأتي بعد حقبة الإسلاميين، لأنها وضعت حداً لأول مرة في المنطقة كلها لنظام يستخدم سلاح الإسلام السياسي للتستر على أخطائه وتقسيم شعبه".

وقال "من المهم للوصول إلى هذا الأفق أن يتم تنفيذ اتفاقيات السلام بأسرع وقت من قبل جميع الأطراف". ودعا قادة السودان إلى مواصلة "إصلاحاتهم الاقتصادية الشجاعة". وخلص إلى أن "تخفيف الدين السوداني الذي سنبدأه قريبًا هو النتيجة الأولى لهذه الإصلاحات ويجب تعزيز مسار عودة السودان إلى عصبة الأمم".

وكتب فولكر بيرثس الموفد الخاص للسودان في تغريدة بعد إعلان التعهد الفرنسي "قرار صائب في الوقت المناسب. على السودان الآن والمجتمع الدولي إظهار أن السودان الجديد هو فرصة للمستثمرين ولم يعد حالة ميؤوسا منها. الأمم المتحدة على استعداد لتقديم الدعم".

60 مليار دولار قيمة ديون السودان 

ويرزخ السودان الغني بموارد النفط والتعدين، تحت دين خارجي يبلغ 60 مليار دولار (أكثر من 49 مليار يورو). وضربت جائحة كوفيد-19 اقتصادًا كان في حالة ركود منذ ثلاث سنوات، مع تضخم متسارع ونقص حاد في السلع الأساسية.

وسبق لرئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك، وهو خبير اقتصادي مخضرم، أن خفف الديون مع البنك الدولي بفضل مساعدة أميركية بقيمة 1,15 مليار دولار بعد أن شطبت واشنطن في كانون الأول/ديسمبر السودان من قائمة الدول الممولة للإرهاب ما وضع حدا للعقوبات الاقتصادية التي وضعته في عزلة من المجتمع الدولي.

ومطلع أيار/مايو الحالي أعلنت الخرطوم أنها حصلت على قرض بقيمة 425 مليون دولار ممول من السويد وبريطانيا وإيرلندا لتسديد متأخراته لدى البنك الافريقي للتنمية.

وتبقى مسألة الديون الثنائية. ومن المقرر عقد جلسة عمل "للمضي قدما نحو تخفيف عبء ديون السودان" لنادي باريس أكبر دائنيه بنسبة 38%. وإعادة جدولة الديون، من خلال استعادة الثقة، قد تمهد الطريق للاستثمارات الأجنبية في قطاعات استراتيجية كالبنى التحتية والزراعة والطاقة والمعادن والاتصالات.

البرهان يستبعد سيناريو الحرب مع اثيوبيا

على صعيد آخر، استبعد رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان لجوء السودان لسيناريو الحرب مع إثيوبيا ، مؤكداً سعي بلاده لنيل حقوقه من خلال التفاوض والتراضي مع جيرانه وشدد على ضرورة التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم بشأن قضية سد النهضة، مبينا أنه لابد من اتفاق يحفظ حق الأجيال القادمة في المياه.

وقال البرهان في مقابلة مع تلفزيون قناة فرنسا 24- الفرنسية "علاقتنا مع إثيوبيا تحتم التوصل لاتفاق مرض وقانوني وليس لدينا رغبة في حدوث صدام وتصعيد مع الجارة إثيوبيا ولكن حقنا في السيادة على أراضينا لن يقف أمامه أي عائق". كما أكد البرهان أن مؤتمر باريس لدعم الانتقال الديمقراطي في السودان الذي انطلقت أعماله اليوم بباريس يعتبر فرصة لأن ينفذ السودان من خلال بوابته للمجتمع الدولي وأن تعود له ريادته وقيادته في الإقليم وإنعاش اقتصاده.

وأوضح رئيس مجلس السيادة السوداني، في التصريحات التي أوردتها وكالة الأنباء السودانية (سونا) أن هذا المؤتمر يعتبر خطوة مهمة في أن يطرق السودان أبواب المستقبل، مشيرا إلى أن ديون السودان تبلغ حوالي 60 مليار دولار وأن أصل الديون قليل وجزء كبير منها فوائد، مضيفاً أن المنظمات قدمت مساعدات قيمة. وحول العلاقة مع الولايات المتحدة الأمريكية، أكد البرهان أنه من الطبيعي بعد التغيير أن ينفتح السودان على العالم فالتغيير يحتم على العالم أن ينظر له نظرة إيجابية.

وحول المبادرة الإماراتية لحل مشكلة سد النهضة: قال البرهان "بالنسبة لنا نسعى أن تكون كل المبادرات متكاملة وتحت رعاية الاتحاد الأفريقي، وأضاف نؤمن بالحل الأفريقي ونثق في قدرة الاتحاد الأفريقي"، لكنه طالب بوجود ضمانات تعزز الحل الأفريقي". وحول القضية الفلسطينية، أكد ضرورة قيام الحل المبني على الدولتين والقرارات الشرعية بين فلسطين وإسرائيل، وعبر عن أسفه لما يحدث في غزة في حق المدنيين العزل، مشيرا إلى أن التطبيع مع إسرائيل  ليس له علاقة بحق الفلسطينيين بإقامة دولتهم وأن قضية التطبيع تحكمها مؤسسات الدولة.

ز.أ.ب/ص.ش (د ب أ، أ ف ب)

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW