مليارا دولار سعودية للحكومة اليمنية لمنع الانهيار المالي
١٧ يناير ٢٠١٨
أمر ملكي سعودي بإيداع ملياري دولار في البنك المركزي اليمني لدعم العملة اليمنية، بعد أيام من مناشدة رئيس الوزراء اليمني بدعم الريال اليمني والمساعدة في إنقاذ البلد الذي تمزقه الحرب من الجوع.
إعلان
أعلنت السعودية إيداع ملياري دولار في المصرف المركزي اليمني، غداة مطالبة رئيس الحكومة اليمنية المعترف بها بمساعدات مالية عاجلة الى هذا البلد الغارق في نزاع مسلح. وقال بيان رسمي اليوم الأربعاء (17 يناير/ كانون الثاني 2018) إن وديعة الملياري دولار الجديدة ستضاف الى وديعة سابقة بقيمة مليار دولار، مشيرا الى أن هذه الخطوة تهدف إلى "تعزيز الوضع المالي والاقتصادي (...) لاسيما سعر صرف الريال اليمني".
وتقود السعودية منذ اذار/ مارس 2015 تحالفا عسكريا في البلد الفقير دعما لسلطة الرئيس المعترف به عبد ربه منصور هادي في مواجهة المتمردين الحوثيين الذين تتهمهم الرياض بتلقي الدعم من ايران.
ويسيطر المتمردون منذ أيلول / سبتمبر 2014 على العاصمة صنعاء، ما دفع بالسلطة المعترف بها الى اعتماد عدن مقرا مؤقتا لها. وقامت السلطة بنقل المصرف المركزي الى المدينة الجنوبية.
ومنذ التدخل السعودي، قتل في النزاع اكثر من 9200 يمني، بينما اصيب أكثر من 52 الف شخص اخر، بحسب احصائيات منظمة الصحة العالمية. لكن اليمن يواجه أيضا مصاعب مالية سواء في صنعاء أو في عدن، وأزمة انسانية هي من بين الأكبر في العام.
وتأتي الوديعة السعودية في وقت تواجه المملكة نفسها مصاعب اقتصادية مع تراجع أسعار النفط منذ 2014. وسجل الاقتصاد السعودي في 2017 انكماشا للمرة الأولى في ثماني سنوات بسبب تدابير التقشف الصارمة.
وقدمت السعودية ميزانية توسعية للعام 2018، متوقعة اكبر نفقات حكومية في تاريخها في مسعى لتحفيز الاقتصاد الراكد، لكنها قدرت في الوقت ذاته ان يبلغ العجز في الموازنة نحو 52 مليار دولار.
ح.ز/ و.ب (أ.ف.ب / رويترز)
السعودية والمستنقع اليمني - حرب مكلفة
رغم مرور 33 شهراً على بدء العمليات العسكرية السعودية ضد الحوثيين وحليفهم السابق علي عبد الله صالح، إلا أن تلك الحملة لم تحقق الكثير؛ فالكلفة الاقتصادية كبيرة والتنديد الدولي يتصاعد ومؤخراً أصبحت الرياض في مرمى الصواريخ.
صورة من: Reuters/K. Abdullah
تقود السعودية منذ 26 مارس/آذار 2015، تحالفاً عربياً في اليمن ضد الحوثيين وحليفهم السابق الرئيس المقتول علي عبدالله صالح. يقول المشاركون فيه إنه جاء استجابة لطلب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي بالتدخل عسكرياً لحماية اليمن. وذلك بعد بسط الحوثيين وقوات صالح نفوذها على مناطق واسعة.
صورة من: AFP/Getty Images/F. Nureldine
يرى مراقبون أن الكلفة الباهظة مالياً وبشرياً في ظل الفشل في تحقيق انتصارات على أرض المعركة أدخل المملكة السعودية في مأزق، لا سيما مع انخفاض واردات النفط وهو ما تجسد في تفاقم العجز في الموازنة العامة للمملكة.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Pain
أعلن وزير المالية السعودي، محمد بن عبد الله الجدعان، أن العجز في الميزانية السعودية خلال الربع الثالث من العام الجاري 2017 بلغ 7.48 مليار ريال، وبلغ الدين العام بنهاية الربع الثالث من السنة المالية الحالية 8,375 مليار ريال سعودي.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/Hasan Jamali
وبعد مرور ما يقرب من 33 شهراً على بدء هذه الحملة العسكرية تتزايد الصعوبات على المملكة بشأن التدخل العسكري في اليمن، إذ ان التفهم الدولي الذي قوبل به التدخل العسكري في بدايته اختفى وحل بدلاً منه انتقادات دولية لا سيما على الصعيد الإنساني.
صورة من: picture-alliance/abaca/Balkis Press
أكدت "منظمة هيومن رايتس ووتش" أن التحالف العربي بقيادة السعودية استخدم صواريخ عنقودية في عدة هجمات بمحافظة حجة شمال غرب اليمن ممّا أدى إلى سقوط قتلى وجرحى بين المدنيين. ودعت المنظمة إلى تشكيل لجنة دولية لتقصي الحقائق.
صورة من: DW/M. al-Haidari
وخلّفت هذه الحرب أوضاعاً إنسانية وصحية صعبة، وجعلت نحو 80% من سكان البلاد، البالغ عددهم حوالي 27 مليون نسمة، بحاجة إلى المساعدات. وتسبب النزاع في اليمن بمقتل أكثر من 8750 شخصاً منذ آذار/مارس 2015 وإصابة عشرات الآلاف من المدنيين والمقاتلين بجروح ونزوح مئات الآلاف، بينما غرق البلد الفقير بأزمة غذائية وصحية كبرى.
صورة من: obs/UNO-Flüchtlingshilfe/UNHCR/M. Hamoud
ووفقاً لإحصاءات الأمم المتحدة فقد "بلغ إجمالي الوفيات بسبب مرض الكوليرا 2230 حالة، في حين بلغ عدد وفيات وباء الديفتيريا أكثر من 300 حالة، كما تفشت الأمراض بسبب انعدام الأمصال الواقية.
صورة من: picture-alliance/dpa/H. Al-Ansi
شكل مقتل الرئيس السابق والحليف السابق للحوثيين، علي عبد الله صالح، في الرابع من ديسمبر/ كانون الأول على أيدي الحوثيين ضربة أخرى للجهود السعودية التي راهنت على قدرة صالح على حسم الوضع عسكرياً بعد أن انقلب على الحوثيين قبل أيام من مصرعه.
صورة من: Reuters/Houthi Security Services Media
في 19 ديسمبر/ كانون الأول أعلنت السعودية تصديها لصاروخ باليستي أطلقه الحوثيون باتجاه الرياض، في حين أعلن التحالف العربي اعتراض صاروخ أطلقه مسلحو جماعة الحوثي في 4 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي. وعلى خلفية ذلك، وجهت السعودية هجوماً حاداً على إيران، واتهمتها بتزويد الحوثيين بمثل هذا الصواريخ.
صورة من: Reuters
أكد بهنام بن طاليبل المحلل في مؤسسة الدفاع عن الديموقراطيات لفرانس برس أن هذه الصواريخ تعتبر "استنزاف إيراني لأموال السعودية، والهدف هو إطالة أمد الحرب". وقال إن رغبة إيران الواضحة في المخاطرة بنقل صواريخ إلى الحوثيين تشير إلى أن ساحة المواجهة في اليمن "ربما ليست هامشية لإيران كما كان يعتقد من قبل".
صورة من: Getty Images/AFP/S. al-Obeidi
فرضت السعودية حصاراً خانقاً على منافذ اليمن البحرية والجوية بعد إطلاق الصاروخ في اتجاه الرياض، بسبب مخاوفها من تهريب الأسلحة إلى داخل اليمن، ما أدى إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية في اليمن، وأدى إلى زيادة الضغوط الدولية على الرياض. إعداد: علاء جمعة