اجتمع اليوم في العاصمة البريطانية مديرو وزارات خارجية الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي وهي الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين بالإضافة إلى ألمانيا لبحث تطورات الملف النووي الإيراني وكيفية الرد على عدم احترام إيران للموعد النهائي الذي حددته الأمم المتحدة لوقف أنشطة تخصيب اليورانيوم. ولم تصدر عن هذا الاجتماع أي قرارات باتخاذ إجراءات بشأن إيران. وبدورها وصفت الخارجية البريطانية اللقاء بأنه "مباحثات أولية يٌتوخى منها بحث إجراءات إضافية بحق ايران".

ويأتي انعقاد هذا الاجتماع وسط أجواء من التوتر خاصة بعد إعلان الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أنه لا عودة إلى الوراء في البرنامج النووي الإيراني، مشبها إياه بـ"قطار بلا فرامل". ويذكر أن مجلس الامن الدولي أصدر في كانون الأول/ديسمبر 2006 قرارا بفرض عقوبات على إيران وأمهلها ستين يوما لتعليق عمليات تخصيب اليورانيوم.

إيران تعاني من أزمة المصداقية

وأكد المتحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني توني بلير أمس أن المجتمع الدولي مصمم على وقف البرنامج النووي الإيراني، وأضاف المتحدث قائلا: "لا ينبغي على إيران أن تخطئ بشأن وحدة المجتمع الدولي في التصدي للانتهاكات المستمرة" للالتزامات التي حددتها لها الأمم المتحدة.

ومن جهته قال المتحدث باسم الحكومة الإيرانية غلام حسين الهام إن مطالبة الغرب لبلاده بوقف أنشطة تخصيب اليورانيوم كشرط مسبق لإجراء المحادثات مطلب غير مشروع وغير منطقي ويمس بكرامة الشعب الإيراني على حد تعبيره. وطهران التي تصر على أحقيتها بموجب القوانين الدولية في تخصيب اليورانيوم لإنتاج الوقود النووي من أجل توليد الكهرباء مازالت تعاني من أزمة المصداقية، فالغرب يرى أن طهران لم تثبت بعد أن أهدافها سلمية. وأما الوكالة الدولية للطاقة الذرية فترى من جانبها أنها بحاجة لمزيد من المعلومات عن برنامج إيران النووي قبل أن تؤكد أن أهدافه سلمية.

قلق روسي من تصريحات تشيني عن إمكانية ضرب ايران

وأعربت روسيا التي انتقدت القادة الإيرانيين لعدم تقديمهم ردا مرضيا على أسئلة الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن قلقها تجاه التكهنات بشأن توجيه ضربة عسكرية أميريكية لإيران، وقد أثارت تصريحات نائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني خلال زيارة أخيرة إلى أستراليا التي تحدث فيها عن عدم استبعاده للخيار العسكري ضد إيران مخاوف المسؤولين الروس من عمل عسكري أمريكي، قد يقود إلى نتائج وخيمة على منطقة الشرق الأوسط. وفي هذا السياق أعرب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن "قلقه" من نية شن الولايات المتحدة ضربات على إيران، بعد التهديدات الضمنية التي صدرت عن نائب الرئيس الاميركي.

مخاوف عربية من تصعيد عسكري في الخليج

على صعيد آخر تزداد حدة القلق بين دول الخليج العربية إزاء احتمال تصادم عسكري بين الغرب وإيران بعد عدم التوصل إلى حلول دبلوماسية لهذه الأزمة في هذه اللحظة. وقد عبر وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثان عن هذه المخاطر لدى افتتاحه اليوم لمنتدى "فوربس" للمديرين التنفيذيين الذي ينظم في الدوحة على مدى ثلاثة أيام، تحت شعار "دفع النمو: المخاطر والمنافع في الشرق الأوسط"، حيث اعتبر أن الازمة النووية الإيرانية "باتت تؤثر على منطقة الخليج العربية بأسرها" كما أنها "ستؤثر على العالم بأسره".

كما أعرب المسؤول القطري عن أمله بأن يتم التوصل إلى حل دبلوماسي، مشيرا إلى أن المنطقة لا تحتمل أي نزاع آخر وأن التحلي بالحكمة سيساعد على الوصول إلى اتفاق سلمي بين الولايات المتحدة وإيران.