مناشدة أممية لحماية مطار صنعاء خلال الصراع الإسرائيلي الحوثي
٢٨ ديسمبر ٢٠٢٤
أكدت الأمم المتحدة على ضرورة حماية مطار صنعاء باعتباره موقعًا "مدنيا وحيويا" لإيصال المساعدات الإنسانية إلى اليمن وسط تصاعد التوتر بين إسرائيل وميليشيا الحوثي في اليمن. الجيش الإسرائيلي تعلن اعتراض صاروخ حوثي جديد.
إعلان
ندد منسق الأمم المتحدة للمساعدات الإنسانية في اليمن، جوليان هارنيس، باستهداف مطار صنعاء الدولي، مؤكدا أن المرفق يعد موقعا "مدنيا وحيويا للغاية" لإيصال المساعدات الإنسانية إلى اليمن.
وقال المسؤول الأممي إنه كان موجودا في مطار صنعاء الخميس (26 ديسمبر/كانون الأول) بجانب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، و18 عضوا آخر من الأمم المتحدة، حين قصفته إسرائيل.
وأعلنت إسرائيل شن غارات جوية على "أهداف عسكرية" في اليمن تابعة للحوثيين، بما في ذلك المطار، ردا على "هجمات متكررة" يشنها الحوثيون الموالون لإيران تحت زعم "دعم" قطاع غزة.
وقال هارنيس خلال مؤتمر صحفي عبر الفيديو من اليمن إن مطار صنعاء "موقع مدني تستخدمه اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ويُستخدم لرحلات جوية مدنية، وهذه هي وظيفته".
وشدد على أن "أطراف النزاع عليها واجب ضمان عدم ضرب أهداف مدنية. الواجب يقع على عاتقهم، وليس علينا. ليس علينا أن نثبت أننا مدنيون".
تحذير أممي
وفيما يتعلق بقصف الخميس، قال هارنيس إن "غارة جوية وقعت على بُعد حوالي 300 متر إلى الجنوب من حيث كنا، وأخرى على بُعد حوالي 300 متر شمالنا. الواقعة كانت مرعبة، حدثت الضربات بينما كانت طائرة تابعة للخطوط الجوية اليمنية، على متنها مئات اليمنيين، تستعد للهبوط".
وأشار إلى أن هذه الطائرة "كانت تهبط وتتحرك عندما تم تدمير برج المراقبة الجوية"، مضيفًا "كان من الممكن أن يكون الأمر أسوأ بكثير".
وأصيب أحد أعضاء الأمم المتحدة بجروح جراء تلك الغارات، في حين تمكن بقية أفراد فريق الأمم المتحدة من العثور على ملجأ آمن داخل عربات مصفحة.
ولم يُجب الجيش الإسرائيلي على طلب للتعليق بشأن ما إذا كان يعرف بأنّ غيبريسوس كان في المطار.
وحذر المسؤول الأممي هارنيس من أنه "إذا توقف هذا المطار عن العمل، فستشل العمليات الإنسانية".
وفي سياق متصل، قال الجيش الإسرائيلي إن الدفاعات الجوية الإسرائيلية اعترضت صاروخًا أطلق من اليمن في ساعة مبكرة من صباح السبت (28 ديسمبر/كانون الأول 2024).
وذكر الجيش على تطبيق تليغرام أن الصاروخ أسقط قبل أن يصل إلى الأراضي الإسرائيلية.
وينفذ الحوثيون منذ نحو عام عمليات عسكرية بالصواريخ والمسيرات تستهدف إسرائيل. ووسعت جماعة الحوثي عملياتها لتشمل استهداف السفن الاسرائيلية والأمريكية والبريطانية أو السفن التابعة لهم، في البحرين الأحمر والعربي وخليج عدن.
م ف (أ ف ب)
الحوثيون - من هم وماذا يريدون؟
بدأ الحوثيون كحركة تطالب بالحقوق وتظاهروا نصرة للديمقراطية مع اليمنيين ضد الرئيس الراحل علي عبد الله صالح، ثم استولوا على العاصمة صنعاء ويخوضون حربا مع الحكومة والتحالف العربي بقيادة السعودية. فما هو هدف الحوثيين؟
صورة من: Getty Images/AFP/G. Noman
انبثقوا من صعدة
الحوثيون، هم جماعة سياسية - دينية (شيعية) مسلحة يطلق على تنظيمهم السياسي والعسكري "حركة أنصار الله". يرتبط اسمهم بمؤسس الحركة حسين الحوثي الذي قتلته القوات اليمنية في عام 2004. تأسست الحركة عام 1992 واتخذت من منطقة صعدة شمال اليمن مركزا لها. خاضت الحركة مواجهات مسلحة على مدى سنوات ضد نظام الرئيس السابق علي عبدالله صالح راح ضحيتها الآلاف.
صورة من: Gamal Noman/AFP/Getty Images
المذهب الزيدي
ينتمي الحوثيون إلى المذهب الزيدي الشيعي القريب من المذاهب السنية. يعيش أغلب الزيديين في شمال اليمن، أي في معقلهم؛ محافظة صعدة قرب السعودية. لكن الحوثيين زحفوا اليوم إلى مناطق جنوب اليمن. وقد مثل سقوط حكم صالح عام 2012 فرصة ثمينة للحوثيين لتعزيز موقعهم ونفوذهم في اليمن، حتى أنهم بسطوا سيطرتهم عام 2014 على العاصمة صنعاء.
صورة من: Getty Images/AFP/STR
مطالب اجتماعية وسياسية
حين اندلعت الثورة في اليمن عام 2011، شارك الحوثيون بقوة في الانتفاضة الشعبية وتبنوا مطالب الشعب اليمني، مما جعلهم يظهرون كحركة ديمقراطية مناهضة للديكتاتورية. بيَن الحوثيون منذ البداية أن غرضهم هو الدفاع عن حقوق أبناء منطقة صعدة، ليشمل تقديم خدمات اجتماعية وتعليمية، وتحول إلى مطالبة بإشراك المكون الحوثي في أجهزة الدولة.
صورة من: DW
اسم على مسمى
يعتبر حسين بدر الدين الحوثي الزعيم الأول للحركة. وقد ارتبط ابن رجل دين زيدي بارز، في بداية مسيرته السياسية بحزب سياسي صغير كان يعرف باسم "الحق". فاز هذا الحزب بمقعدين في برلمان اليمن في انتخابات 1993، وشغل حسين أحدهما خلال الفترة ما بين 1993 و1997. بعد مقتله في عام 2004 تولى شقيقه عبد الملك الحوثي قيادة الحركة.
صورة من: picture-alliance/dpa/Yahya Arhab
الحروب الست
خاض الحوثيين صراعا مسلحا مع حكومة صالح. كما حضروا في الحروب الست التي دارت بين عامي 2004 و2010 في الشمال اليمني. غير أن الحوثيين تحالفوا فيما يعد مع قوات صالح في الحرب الدائرة ضد التحالف الذي تقوده السعودية دعما للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي الذي اتخذ من الرياض مقرا له بعد هروبه من صنعاء.
صورة من: Reuters/Abdullah
الأسلحة والذخائر!
يعتقد أن الحوثيين يمتلكون ترسانة ضخمة من الأسلحة والذخائر. ويظن أن إيران المزود الرئيس للحوثيين بالأسلحة. ويرى بعض المراقبين أن الحوثيين استولوا على أسلحة كثيرة من الجيش اليمني وعملوا على تطويرها. وترجح الفرضية الأخرى تعاطف تجار السلاح، الذين قد يمدونهم بالأسلحة والمدخرات نظرا للارتباط القبلي بهم (زيديين) أو انتقاما من الجيش الذي حل بمنطقتهم.
صورة من: Reuters/Houthi War Media
انتقادات
توجه للحوثيين انتقادات كثيرة، أبرزها: استغلال الأطفال وتجنيدهم. ولا يرى الحوثيون حرجا في تجنيد مراهقين، وذلك بمباركة من القبائل المناصرة لهم. ولا تستثننى قوات الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي من تهمة تجنيد الأطفال أيضا (في الصورة مراهقون مناصرون للرئيس اليمني).
صورة من: Getty Images/N.Hassan
ماذا يريدون بالضبط؟
بعد فشل محادثات جنيف للسلام يوم السبت الثامن من سبتمبر/ أيلول 2018، وتغيب وفد الحوثيين بذريعة عدم حصولهم على ضمانات لعودتهم إلى صنعاء. يتساءل عديدون عن الهدف الذي تسعى إليه الحركة، خاصة أمام تنامي عدد ضحايا الحرب في اليمن نتيجة الصراع المستمر بين الحوثيين والحكومة اليمنية. إعداد: مريم مرغيش