ارتفعت حدة السجال بين تركيا وألمانيا على خلفية تصريحات الرئيس التركي أردوغان حول الانتخابات الألمانية وكذلك حول واقعة توقيف كاتب ألماني من أصل تركي. منافس ميركل على منصب المستشار مارتن شولتس دعا إلى التشدد مع أردوغان.
إعلان
دعا مارتن شولتس منافس المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل على المستشارية، إلى تشديد النبرة تجاه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على خلفية تصريحاته الأخيرة وتدخله في الانتخابات الألمانية. وكان أردوغان قد دعا الألمان من أصول تركية إلى عدم التصويت لحزبي الائتلاف الحاكم في برلين وكذلك لحزب الخضر المعارض.
وقال شولتس، رئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي ومرشحه لمنصب المستشار في الانتخابات البرلمانية المنتظرة الشهر القادم، في تصريحات لصحيفة "راينيشه بوست" الألمانية في عددها الصادر اليوم الاثنين (21 ىب/ أغسطس 2017): "من الجيد أن وزير الخارجية الاتحادي (زيغمار غابريل المنتمي لحزب شولتس) صرح بعبارات واضحة تجاه السيد أردوغان".
وتابع قائلا: "كنت أتمنى أن تصدر بالمثل بعبارات واضحة من المستشارة (أنغيلا ميركل) أيضا". وأضاف شولتس قائلا: "كلما مضى أردوغان بعيدا في تصريحاته، تعيّن علينا التوضيح بشكل أكبر: أن أردوغان ليس تركيا".
ميركل تنتقد موقف أنقرة في قضية الكاتب أخانلي
في غضون ذلك أشاد محامي الكاتب الألماني التركي الأصل، دوغان أخانلي، بالتصريحات التي أدلت بها المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عقب توقيف موكله في إسبانيا بناء على طلب اعتقال تركي. وقال المحامي إلياس أويار في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ): "على عكس الصحفي (الألماني-التركي) المعتقل في تركيا دينيز يوجيل، اتخذت ميركل موقفا واضحا أسعدني".
وكانت ميركل قد انتقدت دور تركيا في اعتقال أخانلي، ولم تستبعد تشديد السياسة الألمانية تجاه أنقرة. وقالت المستشارة أمس الأحد في تصريحات لقناة "RTL" الألمانية الخاصة ردا على سؤال حول تشديد السياسة الألمانية تجاه تركيا: "يتعين علينا الاحتفاظ بالخطوات المتاحة".
وتسببت هذه الواقعة في زيادة حدة التوترات مجددا بين الحكومة الألمانية والرئيس التركي رجب طيب أردوغان. ورجح المحامي تجسس تركيا على موكله قبل توقيفه في إسبانيا، وقال في تصريحات لإذاعة بافاريا الألمانية اليوم: "كان اعتقالا موجها وليس بمحض الصدفة".
أ.ح/ف.ي (د ب أ)
لهذه الأسباب تحافظ برلين على خط تواصل مفتوح مع أنقرة
التوترات المتصاعدة في العلاقات الألمانية التركية دخلت فصلا جديدا بالإجراءات التي اتخذتها برلين مؤخرا ضد أنقرة. مراقبون يرون إنه كان بوسع برلين الرد بشكل أقوى على تصرفات أردوغان، فما هي الأسباب التي تحول دون ذلك؟
صورة من: picture-alliance/dpa/Bildfunk/P. Zinken
تعد تركيا أحد أكثر الوجهات السياحية المحببة للألمان. وتتضمن الإجراءات الجديدة تشديد تعليمات السفر لتركيا ومطالبة المواطنين الألمان بتوخي الحذر، لكن مثل هذه التعليمات لا تمثل أقسى إجراء دبلوماسي يمكن أن تتخذه ألمانيا، التي كان من الممكن أن تصدر تحذيرا من السفر إلى تركيا.
صورة من: picture alliance/DUMONT Bildarchiv/M. Tueremis
تتمتع تركيا بأهمية خاصة كنقطة ربط بين أوروبا وآسيا علاوة على أهميتها الإستراتيجية كجارة لليونان وبلغاريا من ناحية، وسوريا والعراق وإيران من ناحية أخرى؛ أي أنها تقع على الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي وفي الوقت نفسه جوار مناطق مشتعلة في الشرق الأوسط.
صورة من: picture alliance/DUMONT Bildarchiv/M. Tueremis
اتخاذ إجراءات أكثر صرامة ضد تركيا، من الممكن أن يؤثر على التواصل مع الألمان المحتجزين هناك وعددهم تسعة أشخاص، وفقا لوكالة الأنباء الألمانية.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Altan
يرجع انضمام تركيا لحلف شمال الأطلسي (الناتو) إلى عام 1952، كما أن الجيش التركي يعد من أكبر جيوش العالم إذ يبلغ قوامه نحو 640 ألف جندي وموظف،وفقا لتقرير لوكالة الأنباء الألمانية، وبالتالي فهو يحمل أهمية في التصدي لـ"تنظيم الدولة الإسلامية" المعروف إعلاميا بـ"داعش".
صورة من: picture-alliance/AP Photo/F. Augstein
أقر البرلمان الألماني سحب الجنود الألمان من قاعدة "إنغرليك" ونقلهم إلى الأردن بعد أن منعت تركيا نوابا ألمان من زيارة القاعدة، الأمر الذي أزعج برلين بشدة. في الوقت نفسه مازال جنودا ألمان يتمركزون في قاعدة تابعة للناتو في كونيا.
صورة من: Imago
بدأت مفاوضات انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي عام 2005 إلى أن تجمدت خريف عام 2016. ورغم أن انضمام تركيا للاتحاد مسألة غير مطروحة في الوقت الراهن، إلا أنه في حال انضمامها فستكون ثاني الأعضاء من حيث عدد السكان.
صورة من: picture-alliance/Joker/est&ost/M. Fejer
ثقل سياسي جديد أضيف لتركيا بعد الاتفاقية الخاصة باللاجئين مع الاتحاد الأوروبي. ووفقا لأنقرة فإن تركيا استقبلت نحو 7ر2 مليون لاجئ منذ بداية الأزمة السورية. وتهدد تركيا بين الحين والآخر، بوقف التعاون مع الاتحاد الأوروبي وهو أمر لا يصب بالتأكيد في صالح ألمانيا ولا ترغب المستشارة ميركل في حدوثه، لاسيما قبل الحملة الانتخابية. ا.ف (وكالات)