1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

مناورات جوية واستثمارات ضخمة .. رسائل من مصر والصين لترامب؟

٢٥ أبريل ٢٠٢٥

بدأت مصر والصين أول مناورات جوية مشتركة بينهما، مع ضخ بكين استثمارات ضخمة في مصر. فما هي رسائل القاهرة وبكين من وراء "العقد الذهبي" للشراكة بين البلدين؟

عرض جوي صيني في سماء الضبعة المصرية خلال فعاليت معرض مصر الدولي للطيران والفضاء لعام 2024 ، صورة من الأرشيف (4/9/2024)
مدير معهد الصين بجامعة لندن لـDW: كان من المفترض أن يُخطط لمثل هذه المناورات منذ زمن طويل، لتفادي أن تظهر وكأنها رد على حرب رسوم ترامب الجمركية التي شنّها على الصين.صورة من: Ahmed Gomaa/Xinhua/picture alliance

وسط تصاعد التوترات الإقليمية، تباهت مصر والصين، بشكل لافت، بالتدريب الجوي المشترك، ويحمل اسم "نسور الحضارة 2025". وانطلقت المناورات التدريبية في منتصف شهر أبريل/ نيسان الجاري وتستمر حتى مطلع مايو/أيار المقبل. ورغم كونه أول تدريب جوي مشترك بين مصر و الصين، إلا أنه قد سبقه تدريبات بحرية بين جيشي البلدين.

ويرى خبراء أن ثمة أهداف وراء المناورات الجوية تتجاوز الأهداف المعلنة "من إثقال وتبادل الخبرات بين جيشي البلدين"، حيث تسعى الصين إلى تأكيد حضورها العسكري في منطقة الشرق الأوسط.

وتمر المنطقة بحالة من عدم الاستقرار مع استمرار الحرب في غزة وتصاعد التوترات في البحر الأحمر، بينما يئن العالم تحت وطأة حرب اقتصادية عقب فرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رسوما جمركية على خصوم وحلفاء بلاده، لكنها كانت الأشرس على الصين، ثاني أكبر اقتصاد في العالم.

وفي ذلك، قال ستيف تسانغ، مدير "معهد الصين" في كلية الدراسات الشرقية والأفريقية بجامعة لندن، إن المناورات "تهدف إلى استعراض قدرة الصين الجديدة على نشر قواتها الجوية بعيدا عن أراضيها والتفاعل مع حليف رئيسي للولايات المتحدة في منطقة لطالما خضعت لهيمنة أمريكية واسعة". 

وفي مقابلة مع DW عربية، أضاف: "كان من المفترض أن يُخطط لمثل هذه المناورات منذ زمن طويل، لتفادي أن تظهر وكأنها ردا على حرب رسوم ترامب الجمركية التي شنّها على الصين، لكنّ الاعلان عنها يُبرز قدرة بكين على إثبات قدرتها على التواصل والتفاعل بفعالية مع حليف رئيسي للولايات المتحدة (مثل مصر) في منطقة لم تكن تُواجه فيها (الولايات المتحدة) سابقا أي منافس حقيقي".

رسائل مصر من وراء "العقد الذهبي"

وحتى قبل عودة ترامب إلى البيت الأبيض في مطلع العام الجاري، تعهد الرئيس الصيني شي جين بينغ في سبتمبر/أيلول العام الماضي بزيادة دعم الصين للقارة الأفريقية بتمويل يبلغ نحو 51 مليار دولار خلال السنوات الثلاث المقبلة.

وشهد مطلع عام 2025 اختتام ما عُرف باسم "العقد الذهبي"، وهي فترة عشر سنوات شهدت خلالها مصر والصين نموا في علاقاتهما الثنائية.

ومنذ توليه الرئاسة في مصر عام 2014، قصد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الصين ثماني مرات، في حين أن الرئيس الاسبق حسني مبارك زار العملاق الآسيوي ست مرات خلال فترة حكمه، الذي امتد إلى ثلاثين عاما.

الرئيس الصيني شي جين بينغ يستعرض حرس الشرف مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، خلال زيارة السيسي لبكين في 29 مايو/ أيار 2024. صورة من: Kyodo/picture alliance

 

في تقريرحديث تحت عنوان "ما وراء "العقد الذهبي" للشراكة بين مصر والصين؟"، اعتبر المجلس الأطلسي أن العلاقات المصرية-الصينية لم تشهد مثل هذا "الانخراط" في السابق. وأشار التقرير إلى أن رغبة مصر في توثيق العلاقات مع الصين "تلبي ضروريات سياسية واقتصادية".

ويعتقد الدكتور وائل عواد، الكاتب الصحفي المتخصص بالشؤون الآسيوية ومستشار مميز في "مؤسسة تيليتوما للدراسات الاستراتيجية"، أن القاهرة تسعى إلى بعث رسائل إلى حلفائها الغربيين عبر بوابة الصين.

وفي مقابلة مع DW عربية، أضاف عواد: "هذا التقارب يمثل رسالة واضحة إلى الدول الأوروبية و الولايات المتحدة بأن القاهرة تحتاج إلى استقلالية في قراراتها السياسية، وأيضا بحاجة إلى دور أكثر أهمية من قبل هذه الدول، التي تحاول أن تمارس ضغوطا على مصر، سواء فيما يتعلق بالوضع في غزة بما فد يضر بالمصالح الوطنية المصرية".

وتابع عواد: "بدأت مصر في تنويع مصادرها وتعزيز علاقاتها مع آسيا التي لم تكن بالمستوى المطلوب في السابق. يجب أن ترتقي الشراكة بين مصر وآسيا إلى مستوى شراكة إستراتيجية بمعنى الكلمة، حيث يجب على مصر أن تدرك أن امتدادها الطبيعي ليس فقط في منطقتي أوروبا وأفريقيا، ولكن أيضًا في منطقة آسيا، خاصة وأننا نعيش القرن الآسيوي".

ومنذ عقود، تعد مصر من أهم حلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، لكن العلاقات مع واشنطن شهدت الكثير من التوتر خلال السنوات الماضية.

وفي ظل مساعي مصر إلى تعزيز علاقاتها مع الصين، يرى محمد قواص، الباحث السياسي المقيم في لندن، أن هذه المساعي "تأتي دون المساس بعلاقات القاهرة مع الولايات المتحدة ودول غربية أخرى".

وفي حديث مع DW عربية، أضاف قواص: "مصر تلوح للحلفاء الغربيين بأنها تملك هامش مناورة واسع يبعدها عن الارتهان الحصري لأي طرف ويحررها من الضغوط التي قد تمارس عليها في هذا الملف أو ذاك".

ما هي رسائل الصين؟

وقبل تعزيز العلاقات الدفاعية، تركز التعاون بين مصر والصين على الشق الاقتصادي والتجاري، خاصة في الموانئ المصرية، حيث جرى إبرام صفقات استثمارية مع شركات صينية بمليارات في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس.

وبحسب تقديرات الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة في مصر العام الماضي، فإن السوق المصرية ضمت نحو 2066 شركة صينية باستثمارات تتجاوز 8 مليارات دولار.

وفي نهاية الشهر الماضي، ذكرت وزارة التجارة والصناعة المصرية أنها وقعت عقدا مع شركة "شين فينغ" الصينية لإنشاء مشروع مجمع متكامل للصناعات المعدنية باستثمارات 1.65 مليار دولار.

ورغم تصاعد حرب الجمارك بين القوتين الاقتصاديتين في العالم، فقد تمكنت مصر، حتى الآن، من تجنب تعريفات ترامب الجمركية، حيث كانت مصر من الدول التي فُرض عليها أقل نسب رسوم جمركية، بلغت 10 بالمئة.

وإزاء ذلك، يطرح خبراء تساؤلات حيال رسائل الصين من وراء تعزيز علاقاتها مع مصر في ضوء مناوراتها الجوية الأولى مع القاهرة.

وفي تعليقه، قال الكاتب الصحفي المتخصص بالشؤون الآسيوية، وائل عواد، إن مصر قد تكون "بوابة الصين إلى أوروبا".

وأضاف: "الولايات المتحدة تعتبر الصين العدو الرئيسي والمنافس الرئيسي لها، وهي ترى أن الحرب المقبلة ستكون ضد الصين، حيث ركزت الحكومات المتعاقبة في البيت الأبيض على أن الصين هي المنافس الرئيسي للولايات المتحدة في هيمنتها الاقتصادية والعسكرية، إن لم تكن العدو".

ويعتقد خبراء أن سياسة ترامب التجارية قد توفر لبكين فرصًا للتفاوض بشأن اتفاقيات للتجارة الحرة مع دول أخرى، وأداء دور محوري في أي محاولات لإقامة نظام جديد يحل محل منظمة التجارة العالمية.

ففي تقرير حديث، قال موقع المعهد الملكي البريطاني للشؤون الدولية "تشاتام هاوس" إن استراتيجية "أمريكا أولا" التي يتبناها ترامب في السياسة الخارجية يمكن أن تؤدي إلى انسحاب الولايات المتحدة "كليا أو جزئيا من منظمات دولية شكلت أحجار زاوية في هيمنتها العالمية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية".

طبيعة التحالف الصيني مع مصر 

وأضاف التقريرأن "هذا الانسحاب سيخلق فراغًا لن تتردد الصين في السعي لملئه. وستسعى بكينوراء الحصول على مساحة حركة أوسع لضمان دور قيادي في العالم وصياغة نظام دولي متعدد الأطراف يخدم مصالحها".

ورغم تلك الرغبة واشتداد التنافس الصيني مع الولايات المتحدة، إلا أن بكين في تقاربها مع مصر "تدرك جيدا حسابات القاهرة مع الغرب والولايات المتحدة"، بحسب ما ذكر الباحث والكاتب الصحفي محمد قواص في حديثه إلى DW عربية.

وأضاف "رسالة الصين هي أن تحالفاتها مع مصر ليست سياسية أيديولوجية، بل تلبية لمصالح مشتركة. الصين تنتقل من مرحلة التحرك الساكن تحت عناوين التنمية والتجارة إلى عناوين جديدة في الدفاع والأمن داخل منطقة لطالما كانت جزءًا من نفوذ الولايات المتحدة وحلفائها".

تحرير صلاح شرارة

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW