منتجات الحيوانات المستنسخة.. خطر على صحة الإنسان؟
٩ سبتمبر ٢٠١٥ حتى الآن يحظر استهلاك منتجات الحيوانات المستنسخة في دول الاتحاد الأوروبي، لكن يتم استيراد البيض والحيوانات المنوية والحليب من حيوانات مستنسخة، خاصة من الولايات المتحدة الأمريكية. يتم إخصاب إناث الحيوانات بالحيوانات المنوية المستوردة، وحتى الآن لا توجد أي شروط لوضع علامات مميزة على لحوم نسل الحيوانات المستنسخة. ويمكن بالتالي للمرء أن يشتري لحوم الحيوانات المستنسخة دون علم المستهلك. لكن هل هناك مخاطر صحية لهذه المنتجات؟
هل تختلف اللحوم المستنسخة عن بقية اللحوم؟
اللحوم المستنسخة تنتج من حيوانات حية، وهي نسخ طبق الأصل من حيوانات أخرى، ولا يجب خلطها مع اللحوم الناتجة من خلايا عضلية، والتي تنمو في وسائط غذائية، كما لا يجب خلطها مع اللحوم المعدلة وراثياً. فالاستنساخ يعني إنتاج تؤأم لحيوان ما بطريقة اصطناعية، ويكون لهذا الحيوان المستنسخ نفس الخريطة الجينية للحيوان الأصلي.
ويتم الاستنساخ عن طريق نقل نواة الحيوان المانح داخل بويضة منزوعة النواة من الأنثى، ويزرع هذا البيض باعتباره الجنين لدى أم مانحة. ولا يحصل المرء على لحوم الحيوانات المستنسخة في السوبرماركت، فهي مكلفة للغاية، لكن ما تحصل عليه هي لحوم نسل الحيوانات المستنسخة.
ووفقاً للأبحاث الحالية، فإن هذه اللحوم مطابقة تماماً للحوم التقليدية، وبالنسبة للمستهلك فلا توجد أي مخاطر معروفة. لكن كريستوف تين، من معهد تست بويتك المستقل للأبحاث الحيوية يحذر من أننا "نعرف القليل عن اللحوم المستنسخة" ويدعو إلى انتظار نتائج جديدة للأبحاث قبل البدء في أكل هذه اللحوم.
هل هناك مخاطر على الحيوانات؟
نعم، هناك مخاطر على الحيوانات، فالحيوانات المستنسخة أكثر عرضة للأمراض، وغالباً ما تكون هناك مضاعفات في الولادة والعديد من التشوهات. منتقدو الاستنساخ مثل كريستوف تين لديهم أيضاً تحفظات أخلاقية على استهلاك اللحوم المستنسخة، لكن وفقاً لأبحاث المعهد الاتحادي لصحة الحيوان لا يعاني نسل الحيوانات المستنسخة من مشاكل صحية معينة. وتبقى المسألة الأخلاقية مفتوحة: هل يجوز لنا القيام بهذه العملية؟
لماذا يشترط وضع علامات مميزة؟
بوصول أعداد متزايدة من الحيوانات المنوية المستوردة الناتجة من حيوانات مستنسخة، تزيد تربية نسل الحيوانات المستنسخة في الاتحاد الأوروبي. فإذا لم توضع علامات مميزة للحيوانات المستنسخة، لا يمكن تتبع أصل اللحوم بالضبط، وفي غضون سنوات قليلة، لن يمكن أن تكون على يقين ما إذا كانت قطعة اللحم التي تأكلها مستنسخة أم لا.
لكن بيورن بترسين من المعهد الاتحادي لبحوث الصحة الحيوانية يرفض وضع علامات مميزة، قائلاً: "لا معنى لوضع علامات لشيء ما، مع عدم وجود إمكانية للتأكد منه. لا يمكنني أبداً التحقق من إذا كان العجل مولوداً من أم تم تخصيبها من حيوان طبيعي أو مستنسخ. إذا كنا غير قادرين على استبعاد التلاعب، فالعلامات المميزة لا معنى لها". ولأنه ليست هناك مخاطر صحية معروفة، فلا يرى المعهد الاتحادي ضرورة لاتخاذ خطوات في هذا الاتجاه.
لماذا الاستنساخ؟
الاستنساخ ليس مربحاً بعد، وحتى الآن تعد هذه العملية غير فعالة إطلاقاً. والتكلفة التقنية للاستنساخ أعلى كثيراً من تكلفة تربية الحيوانات بشكل طبيعي، لذلك فاللحوم الناتجة عن حيوانات مستنسخة لن تجد طريقاً للثلاجات قريباً. مع ذلك هناك أسواق متخصصة كما يوضح بيترسين: "هناك مربون يريدون مثلاً نسخا احتياطية من أفضل ثيرانهم، أو يريدون تغطية احتياجات السوق من الحيوانات المنوية".
توفر التقنية أيضاً فرصة إحداث طفرة مستحدثة بشكل انتقائي لتوفير حيوانات ذات كمية أكبر من اللحوم مثلاً. ورغم أن هذه المزارع محظورة في الاتحاد الأوروبي، لكن من الصعب تتبع الأمر، ومعرفة ما الذي يتم تربيته بشكل تقليدي أو عن طريق التدخلات المستهدفة في الجينوم. ويعلق بيترسين على هذا الأمر قائلاً: "يقوم الباحثون من حيث المبدأ بنفس ما يقوم به المربون التقليديون منذ مئات السنين، لكن بشكل أسرع". وفي المستقبل، يجب على المرء أن يشغل نفسه بكيفية التعامل مع هذه الحيوانات، وما إذا كانت لحومها سيسمح باستهلاكها أم لا. وإذا ما قامت المفوضية الأوروبية باتخاذ قرار ضد استهلاك هذه اللحوم، فسيكون من الصعب منع سيل الحيوانات المستنسخة القادمة من الولايات المتحدة الأمريكية والصين من الوصول إلى أطباق الأوروبيين.
ما الذي يجب القيام به؟
البرلمان الأوروبي والمفوضية الأوروبية يجب عليهم الاتفاق، فبينما يطالب البرلمان بحظر واسع النطاق على منتجات الحيوانات المستنسخة وذريبتها، والحيوانات المنوية والبويضات الناتجة منها، لا تريد المفوضية الأوروبية الحظر. وإذا ترك الأمر للشعب، فستكون النتيجة واضحة. وفقاً لمسح أجرته أوروبارومتر، هناك أغلبية واضحة لصالح وضع علامات إلزامية على اللحوم المستنسخة. بهذا لن تكون اللحوم المستنسخة محظورة، لكن سيصبح بإمكان كل فرد أن يقرر ما إذا كان يريد أم لا تناول طعام ناتج من حيوانات مستنسخة.