منتج فيلم "فتنة" يسخر من محاكمته بتهمة إهانة المسلمين وازدراء دينهم
١٤ يناير ٢٠١٠اتهم النائب الهولندي اليميني غيرت فيلدرز (Geert Wilders)، الذي عرف بتصريحاته المعادية للإسلام، القضاء في بلاده بأنه يجري محاكمة سياسية استعراضية ضده، جاء ذلك كردة فعل غاضبة على رفض محكمة هولندية إسقاط دعوى قضائية مرفوعة ضد منتج فيلم "فيتنة" المثير للجدل بتهمة إهانة المسلمين والإساءة إلى دينهم والتحريض ضدهم.
ونقلت تقارير إعلامية عن فيلدرز قوله في أمستردام اليوم الخميس (14 يناير/كانون الثاني) إن "النظام القانوني في كوريا الشمالية أفضل من النظام القانوني في هولندا". وذكرت صحيفة "دي فولكسكرانت" (de Volkskrant) الهولندية أن فيلدرز، الذي يتزعم "حزب الحرية" اليميني، وصف الظروف العامة للاستماع في قضيته بأنها "أسوأ من أرخبيل الغولاغ". يشار إلى أن "أرخبيل الغولاغ" هو عنوان رواية للكاتب الروسي الشهير ألكسندر سولجينتسين، والتي تدور حول الأوضاع في معسكرات السخرة السوفيتية لمعارضي النظام. ويرجع غضب فيلدرز إلى أن القضاة رفضوا الدعوى التي تقدم بها لإسقاط الدعوى ضده في قضية تكدير الصفو العام.
"تصريحات فيلدرز ناقدة للإسلام وليست إهانة له"
ومن المقرر أن تبدأ محاكمة فيلدرز في 20 من الشهر الجاري بجلسة مداولة حول مسائل تتعلق بإجراءات القضية، في حين من المستبعد أن تبدأ أولى جلسات المحاكمة الرئيسية المتعلقة بالنقاط المحورية للدعوى إلا عقب الانتخابات المحلية في هولندا، والمقررة في الثالث من آذار/مارس المقبل. من جهته، نفى محامي فيلدرز، برام موزكوفيتش، أن يكون انتقاد موكله للإسلام إهانة وتجريحا لفئة من الشعب، مشيرا إلى حق موكله في حرية التعبير.
ويتهم الادعاء العام فيلدرز (46 عاما) بإهانة المسلمين بصفتهم فئة من الشعب الهولندي وازدراء دينهم بالإضافة إلى التحريض على الكراهية والتمييز ضد المسلمين، وهي تهم إذا ما تثبتت فقد تصل العقوبة عليها إلى السجن لمدة سنتين. وتستند الدعوى المرفوعة على فيلدرز إلى خطبه، بالإضافة إلى مضمون الفيلم القصير المثير للجدل "فتنة"، الذي أنتجه ونشره على الإنترنت عام 2008. وتضمن الفيلم صورا لهجمات إرهابية مدمج معها آيات من القرآن تدور حول القتال، وذلك "بهدف وصف الإسلام كدين يحرض على الكراهية"، بحسب ما يقول مراقبون. ويعتبر فيلدرز من أشهر السياسيين الشعبويين في هولندا بسبب مطالبه بحظر القرآن، الذي يقارنه بكتاب "كفاحي" للزعيم النازي أدولف هتلر، ودعوته لحظر هجرة المسلمين إلى أوروبا وفرض ضريبة على الملابس التقليدية للمسلمين، مثل النقاب و الحجاب.
وتشير استطلاعات الرأي إلى أنه في حال إجراء انتخابات عامة الآن، قد يصبح حزب فيلدرز، الذي فاز بتسعة مقاعد من إجمالي 150 مقعد في البرلمان الهولندي عام 2006، ثاني أكبر قوة سياسية في البلاد، بعد حزب "النداء الديمقراطي المسيحي"، الحاكم حاليا والذي يتزعمه رئيس الوزراء الهولندي يان بيتر بالكينينده. يذكر أن المسلمين يشكلون 6 بالمائة من سكان هولندا، البالغ عددهم 16 مليونا و500 ألف نسمة، وينحدر معظمهم من المغرب أو تركيا.
(ش.ع / د.ب.أ / أ.ب)
مراجعة: عبده جميل المخلافي