1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

منتخب قطر للكرة النسائية المتوقف يتابع بحسرة مونديال الرجال

١٨ ديسمبر ٢٠٢٢

لم يخض منتخب قطر النسائي أي مباراة في بطولة منذ 2014. ورغم ذلك، يأمل الفريق في أن يدفع نجاح منتخب المغرب النسائي بوصوله نهائيات كأس العالم العام المقبل، نحو تعزيز كرة القدم النسائية في قطر والعالم العربي.

لم تشهد كرة القدم النسائية في قطر تقدما كبيرا رغم استضافة الدوحة مونديال كأس العالم
لم تشهد كرة القدم النسائية في قطر تقدما كبيرا رغم استضافة الدوحة مونديال كأس العالمصورة من: Marko Djurica/REUTERS

في أكتوبر/ تشرين الأول عام 2010، خسر منتخب قطر لكرة القدم للسيدات أولى مبارياته على الإطلاق. كانت تلك المباراة أمام سيدات منتخب البحرين، وكانت النتيجة هزيمة ثقيلة، حيث فاز منتخب البحرين 17- صفر. ومع ذلك، كان هناك جانب إيجابي فرغم الخسارة وسوء أداء المنتخب، واصل الفريق النسائي لقطر بعدها خوض مبارياته، بيد أن لاعباته يشعرن الآن بالحسرة، إذ إن المنتخب القطري للسيدات لم يلعب أي مباراة تنافسية في أي بطولة منذ عام 2014.

ويأتي ذلك، رغم زخم استضافة قطر بطولة كأس العالم الحالية 2022. لكن منتخب قطر النسائي يحدوه الأمل في أن يدفع المونديال ونجاح منتخب المغرب للسيدات وتحقيقه انجازا كبيرا بالصعود إلى كأس العالم العام المقبل، المسؤولين في قطر والعالم العربي إلى تشجيع كرة القدم  النسائية.

لكن حالة الإحباط تسود القائمين على الكرة النسائية في قطر إذ لم يطرأ الكثير من التغيير رغم أن فوز قطر باستضافة كأس العالم كان في عام 2010، وتضمن قرار منح الدوحة تنظيم البطولة التزام الدولة الخليجية بتطوير كرة القدم النسائية.

وفي ذلك، قالت هاجر صالح، مدافعة منتخب قطر الوطني للسيدات: "نشعر بالحزن ونريد أن نشارك ونخوض مباريات". وفي مقابلة مع DW أضافت "لا أعتقد أن منتخبنا النسائي ضمن التصنيف لأننا لم نلعب مباراة مناسبة منذ فترة طويلة. إذا لم نخض أي مباراة، فكيف يمكن أن يتحسن أداء الفريق".

ولم يكن التواصل مع اللاعبات بالأمر السهل حيث كان يساور البعض قلق من التحدث حتى عبر تطبيقات المراسلة المشفرة.

الكرة النسائية .. لا تحظى بالدعم 

ومنذ خسارة منتخب قطر للسيدات أمام البحرين بهزيمة قاسية 8-2 في بطولة اتحاد غرب آسيا لكرة القدم للسيدات عام 2014، لم يخض المنتخب سوى عدد قليل من المباريات الودية، بما في ذلك رحلة إلى الولايات المتحدة للتعرف على منافسات كرة القدم النسائية في أمريكا. لكن الشيء الغريب هو أن الفريق منذ عام 2014 لم يخض أي مباراة تنافسية.

وترعى "لجنة رياضة المرأة القطرية" الفريق، فيما تعد هذه الرعاية تقدما في قطر التي تعتبر دولة خليجية محافظة.

تولت الألمانية مونيكا ستاب مسؤولية تدريب منتخب قطر في عام 2013 لمدة عام، لكنها انتقلت إلى تدريب منتخب السعودية للسيدات.صورة من: FAYEZ NURELDINE/AFP

لكن المشكلة تكمن في أن لجنة رياضة المرأة القطرية  ليست مرتبطة بالاتحاد القطري لكرة القدم، إذ إنها تابعة للجنة الأولمبية القطرية، التي تعد كيانا كبيرا يتعامل مع كافة الألعاب الرياضية، وليس مقصورا على رياضة كرة القدم وحدها.

في الفترة بين عام 2013 وعام 2014 تولت الألمانية مونيكا ستاب مسؤولية تدريب منتخب قطر النسائي ولم يفز الفريق تحت قيادتها في أي مباراة رسمية. وفي مقابلة مع DW، لم تذهب ستاب إلى توجيه انتقادات صريحة للسلطات القطرية، بينما تتولى الآن تدريب منتخب السعودية للسيدات، حيث قالت إن التقدم يسير "بشكل هائل".

وأوضحت مونيكا ستاب أن المنتخب القطري للسيدات "في حاجة إلى خبرة من الخارج. لم يصل الأمر إلى زوال كل شيء، لكن هناك حاجة إلى وجود أشخاص مناسبين لتوفير الدعم وقد حالفني الحظ هنا في السعودية".

تقدم ببطء

وتزخر قطر في الوقت الحالي بالعديد من الأكاديميات الكروية وبنى تحتية رياضية ضخمة، فيما يرجع ذلك إلى استضافتها كأس العالم وأيضا كون قطر باتت الآن وجهة أندية أوروبية مثل بايرن ميونيخ للتدريب على أراضيها بفضل الطقس الدافئ في الشتاء.

وقد ذكرت شركة "بي دي بي باترن" (BDP Pattern)، التي صممت ملعب المدينة التعليمية، الذي استضاف ثماني مباريات في كأس العالم، أن الملعب سوف يكون "مركزا لكرة القدم النسائية في قطر".

وتعد أكاديمية أسباير أشهر منشأة رياضية في قطر منذ جرى تأسيسها من قبل السلطات القطرية في عام 2004 بهدف تأهيل الرياضيين القطريين للمشاركة في العديد من المسابقات الدولية وأيضا بهدف أن تصبح الأكاديمية مركزا للتميز في العالم بأسره.

لكن الأكاديمية لم تقدم أي برنامج لكرة القدم النسائية رغم كل هذه الأعوام.

وفي مقابلة مع DW، قال تيم كاهيل، النجم السابق بمنتخب أستراليا للرجال، والذي يعد الآن كبير مسؤولي الرياضة في أكاديمية أسباير، إن ابنته "تلعب هنا مع لوسيل، لذا هناك الكثير من التقدم في مجال كرة القدم النسائية في قطر".

جماهير قطرية كبيرة خلال مباريات كأس العالمصورة من: Frank Hoermann/SvenSimon/picture alliance

وأضاف "لكي تسير كرة القدم في طور العملية، يجب أن تمر خلال عناصر منها إنشاء منظمات مختلفة. هناك حديث دائم عن كرة القدم النسائية [في أسباير]. في الوقت الحالي، إنها عملية تسير ببطء وبحذر".

يشار إلى أن  أكاديمية باريس سان جيرمان الكروية  في قطر تضم برنامجا للفتيات والنساء.

وتعود ملكية نادي باريس سان جيرمان لشركة قطر للاستثمارات الرياضية التابعة لجهاز قطر للاستثمار وهو صندوق الثروة السيادية لدولة قطر. وهو ناد يضم فريقا نسائيا من الطراز الأول، فضلا عن فريق الرجال، الذي يضم كوكبة من أشهر لاعبي العالم مثل ليونيل ميسي ونيمار وكيليان مبابي. 

ولكن رغم وجود صلات مع الحكومة القطرية، لا يوجد تعاون حقيقي مع المنتخب القطري للسيدات.

وفي ذلك، قالت آية جردي، لاعبة لبنانية سابقة ومدربة حاليا في أكاديمية باريس سان جيرمان، إن مسؤولي الأكاديمية عرضوا تقديم مساعدة لتطوير منتخب قطر للسيدات، لكن الطلب قُوبل بالرفض.

وفي مقابلة مع DW، أضافت "حاولنا تقديم فكرة لهم، ولكن لم يحدث شيء من جانبهم. هناك عدد لا بأس به من اللاعبات والأندية، لكن لا توجد إدارة مناسبة إذ أنهم غير مهتمين بعد بالاستثمار في كرة القدم النسائية. لو كانوا منحوا حرية [للمدربة السابقة مونيكا ستاب] مثلما تفعل معها السعودية الآن، لكان الوضع أفضل حاليا".

المغرب ..مثال يحتذى به

وترى الجردي أن هناك عقبات ثقافية تعيق تقدم قطر في مجال كرة القدم النسائية، مضيفة "يوجد دوري للفتيات والنساء لكن اللعب خلف الأبواب المغلقة. يوجد في باريس سان جيرمان مدربون ذكور إذ أن الأمر مفتوح للجميع".

ورغم المحاولات المتكررة للحصول على تعليق من لجنة رياضة المرأة القطرية، إلا أنها لم تقم بالرد، لكن موقع اللجنة الأولمبية القطرية يحتوى على بيان يتطرق إلى مسار كرة القدم النسائية في قطر.

ويذكر البيان أن "لجنة رياضة المرأة القطرية ساهمت خلال السنوات الماضية إلى حد كبير في تعزيز مشاركة المرأة القطرية ومشاركتها في عدة رياضات".

منتخب المغرب للسيدات هو أول منتخب عربي للسيدات يتأهل لكأس العالم لكرة القدمصورة من: Gavin Barker/empics/picture alliance

يشار إلى أن عالم كرة القدم في العالم العربي يشعر حاليا بنشوة مع الأداء الرائع الذي قدمه منتخب المغرب في مونديال قطر بوصوله إلى دور نصف النهائي كأول فريق عربي وأفريقي يحقق هذا الإنجاز.

ولا يتوقف الأمر على منتخب المغرب للرجال، بل حقق منتخب المغرب للسيدات إنجازا تاريخيا يتمثل في الوصول للمرة الأولى إلى كاس العالم للسيدات التي تقام في أستراليا ونيوزيلندا العام المقبل.

وفي ذلك، قالت ستاب التي يحدوها الأمل في أن تقام إحدى بطولات كأس العالم للسيدات قريبا في المنطقة العربية، إن وصول منتخب المغرب للسيدات إلى نهائيات كاس العالم يعد "أمرا  مذهلا."

وأضافت "المغرب سيصبح أفضل مثال للعالم العربي، خاصة في عالم كرة القدم النسائية، ليس فقط خلال العشرين عاما المقبلة، لكن أعتقد أن الأمر سيكون في القريب".

بدوره، يرى صنداي أوليسيه، الذي يعد واحد من أساطير الكرة في نيجيريا، أن الإنجاز الذي حققه منتخب المغرب للسيدات سوف يصب في صالح كرة القدم النسائية.

وأضاف أوليسيه، وهو عضو في مجموعة الدراسات الفنية لكأس العالم 2022، لقد حقق "المنتخب المغربي فوزا على منتخب نيجيريا منذ وقت ليس ببعيد. إن نجاح منتخب المغرب  في قطر سوف يساعد (كرة القدم الأفريقية والعربية) فلا يوجد شيء يضاهي النجاح".

من جانبها، تأمل هاجر صالح، مدافعة منتخب قطر الوطني للسيدات، في حدوث تقدم في عالم كرة القدم النسائية في قطر. وقالت: "لقد حصلنا على وعود بأن العام المقبل سوف يشهد تنظيم العديد من الأحداث الكروية".

مارك ميدوز / م ع

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW