يشارك العديد من الشباب في الاحتجاجات المرافقة لمنتدى دافوس الاقتصادي في سويسرا، والذي يشارك فيها الآلاف من مختلف أنحاء العالم، بينهم ساسة ورجال أعمال، وشباب أيضا يريدون المشاركة في اتخاذ القرار.
صحيح أن الاحتجاجات ضد منتدى دافوس الاقتصادي العالمي في سويسرا ليست كبيرة لكنها فعالة وصوت المحتجين مسموعصورة من: Michael Buholzer/KEYSTONE/picture alliance
إعلان
حجم الاحتجاج صغير ولكنه صاخب، حيث تجمع بضع مئات من الشباب في "ساحة البريد/ Postplatz" في بلدة دافوس السويسرية، وسيارات فارهة سوداء تعبر متجهة إلى المنتدى. هذه المنطقة المعروفة والمفضلة لدى المتزلجين، مختلفة هذه الأيام، خلال انعقاد المنتدى الاقتصادي العالمي. حيث تتحول المخابز والمقاهي والمحلات التجارية إلى مقرات للبنوك والشركات والدول. فالحانة أصبحت الآن "البيت البلجيكي"، حيث تم تبديل الأثاث القديم، بأثاث أنيق وملصقات دعائية كبيرة.
"افترسوا الأغنياء" و"افرضوا الضرائب على الأغنياء" هذه بعض الشعارات التي يرددها المحتجون الذي يغلقون بعض الشوارع.
احتجاج وغضب الشباب موجه ضد المشاركين في المنتدى الاقتصادي العالمي، ويرون أن المنتدى هو عبارة عن هدر للمال والوقت. "نحن نحتج ضد اجتماع لوبي الأغنياء والأقوياء في دافوس. الأمر واضح، إنهم مسؤولون عن أزمات هذا العصر"، تقول ميريام هوستيتمان، من منظمة الشباب الاشتراكيين السويسرية المشاركة في تنظم الاحتجاج تحت شعار "إضراب المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس/ Strike WEF"
الناشطة البيروفية إينس يابار تتفهم احتجاجات الشباب وتريد خوض نقاشات جادة والتحدث بوضوح مع الأقوياء والأثرياء المشاركين في المنتدىصورة من: CEEW India
الوضوح في منتدى دافوس
الشابة إينس يابار، القادمة من البيرو، تنظر إلى المنتدى من زاوية أخرى، وقد تم توجيه دعوة رسمية لها للمشاركة في المنتدى. في ليما عاصمة بلدها البيرو، تناضل يابار مع غيرها من أجل حماية البيئة، وبحث المشاكل الاجتماعية، وهي معروفة كناشطة ضمن شبكة "غلوبال شيبر/ Global Shaper"، وهي شبكة عالمية تضم شباب نشطاء ملتزمين في سن 20 إلى 30 عاما وتتلقى المشورة من منتدى دافوس، ولكنها تنظم نفسها بشكل مستقل، فهي مستقلة غير تابعة للمنتدى.
إعلان
الشابة البيروفية، إينس يابار، تريد خوض نقاشات مع الأقوياء في المنتدى. إنها تريد بناء جسور، ولكن التحدث بلغة واضحة وصريحة أيضا. وهي تتفهم الاحتجاجات ضد المنتدى في دافوس، وتقول "أعتقد أن هذا يظهر مدى اهتمام الشباب. سنحتج، لأننا نريد أن نرفع صوتنا من أجل الأشياء التي نتحمس لها. نحن ممثلون في أماكن يمكننا التحدث فيها بعمق مع هؤلاء الذين يتخذون القرارات التي تتعلق بمستقبلنا".
الناشطة النيجيرية أولاجوموك أديكي تريد بحث "زرع الأفكار، وكيف يمكن تشجيع وتقوية الشباب ليستطيعوا تحمل مسؤوليات أكبر" من خلال مشاركتها في دافوس 2025صورة من: World Economic Forum
لا يمكن الاستمرار هكذا
يشارك 50 ناشطا من شبكة "Global Shaper" من مختلف أنحاء العالم في منتدى دافوس 2025. فالأمر يتعلق بالعدالة الاجتماعيةوتغير المناخ والذكاء الاصطناعي والعديد من المواضيع. والحضور في المنتدى فرصة، فالكثير من الشباب غير راضين، إذ لا يمكن الاستمرار هكذا، حسب رأي الشابة النيجيرية أولاجوموك أديكي.
أديكي، غاضبة لأن فقط 2,8 بالمئة من النواب البرلمانيين في العالم دون سن الثلاثين. وفي أفريقيا جنوب الصحراء جزء كبير من السكان تحت سن 25 عاما، لكن عندما يتعلق الأمر باتخاذ القرار بشأن مستقبل هؤلاء الشباب، لا يتم الاستماع إليهم، وهي هنا من أجل تغيير هذا الوضع.
في الأيام القادمة خلال المنتدى ستنام أديكي قليلا، جدول مواعيدها مزدحم، فماذا لديها؟ تجيب "زرع الأفكار، وكيف يمكن تشجيع وتقوية الشباب ليستطيعوا تحمل مسؤوليات أكبر. معا، يمكن للشباب هنا والمحتجين في الخارج، بعث رسائل قوية بأنه يمكن إحداث تغيير".
رجل الأعمال الاجتماعي الهندي الشاب أكشاي ساكسينا يدعم مع منظمته "Avanti Fellows" المواهب الشابة. ويركز على أطفال الأسر الفقيرةصورة من: AvantiFellows
تحمل المسؤولية الاجتماعية!
أكشاي ساكسينا أيضا يؤمن بقوة الشباب، وهو يتمنى حدوث تغيير، ويقول "الكثير من القرارات التي تتعلق بالأغلبية، تتخذها مجموعة صغيرة جدا". هذا الشاب الهندي يدعم مع منظمته "Avanti Fellows" المواهب الشابة. ويركز على أطفال الأسر الفقيرة، الذين لا يستطيعون الوصول إلى النظام التعليمي. ويقول "هناك الكثير من الأطفال الأذكياء، أناس غير عاديين، غالبا ما تضيع مواهبهم".
في منتدى دافوس 2025، تم اختيار وتكريم ساكسينا، كرجل أعمال اجتماعي لهذا العام، ويقول "إذا كان ينبغي للرأسمالية أن تنجح، فإنه يجب على الذين يملكون الكثير، التبرع بجزء من ثروتهم. هذه مسؤوليتهم الاجتماعية". يشارك حوالي 70 ألف شابة وشاب هندي في دورات أونلاين التي تقدمها منظمة Avanti Fellows" في الرياضيات والتكنولوجيا والعلوم. وآخرون يتلقون دعما مستهدفا في المدارس من خلال برامج المنظمة.
يتحدث أكشاي ساكسينا بفخر عن هؤلاء الذين حصلوا عن دعم من منظمته وتخرجوا من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا المرموق في الولايات المتحدة. ويقول "أسلوبي يركز على النتيجة" ويضيف وهو يجول بنظره على جبال سويسرا، "يجب حل المشاكل من قبل هؤلاء الذين يتأثرون بها أكثر. وبالتأكيد هناك شيء من الحقيقة في ذلك".
أعده للعربية: عارف جابو
منتدى دافوس- ملفات ساخنة وسط ثلوج المنتجع السويسري
انطلقت أعمال المؤتمر السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي بدافوس وسط أزمات تهز عدة مناطق من العالم. وهيمنت أزمة اللاجئين واحتمال خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي إضافة إلى الإرهاب وأزمة سوريا على أشغال دورة عام 2016.
صورة من: dapd
ألقى الرئيس الألماني يوآخيم غاوك الكلمة الافتتاحية لفعاليات المنتدى الاقتصادي العالمي السنوي بدافوس، بمشاركة نحو 2500 شخصية من كبار الساسة والمدراء التنفيذيين والخبراء. وانتقد غاوك عدم رغبة دول شرق أوروبا مثل تشيكيا وبولندا وغيرهما في المساعدة في أزمة اللاجئين، وقال كلاما مفاده لقد حصلتم على المساعدة من قبل ومن فضلكم قدموا الآن يد المساعدة.
صورة من: Reuters/R. Sprich
أعمال المنتدى في دورته لعام 2016 انطلقت الأربعاء 20 يناير/ كانون الثاني. ودعا وزير المالية الألماني فولفغانغ شويبله إلى تمويل الدول التي ينحدر منها اللاجئون وفق "خطة مارشال" جديدة. وقال "نحتاج إلى خطة مارشال، لا لأوروبا، وإنما للمناطق التي دمرت"، مثل سوريا والعراق.
صورة من: Reuters/R. Sprich
مارك روته، رئيس الوزراء الهولندي، الذي كان قد حذر من انهيار الاتحاد الأوروبي بسبب أزمة الهجرة، قال في منتدى دافوس إن أمام أوروبا ما بين ستة وثمانية أسابيع فقط لإحكام السيطرة على تدفق اللاجئين من مناطق الحروب في الشرق الأوسط ومناطق أخرى.
صورة من: Reuters/R. Sprich
لكن رئيس البنك المركزي الأوروبي ماريو دراغي دعا خلال المنتدى إلى إعادة النظر في موجة الهجرة إلى أوروبا باعتبارها فرصة؛ لأن الإنفاق العام على المهاجرين؛ سيؤدي على الأرجح إلى تحفيز الاقتصاد في منطقة العملة الأوروبية الموحدة (اليورو).
صورة من: Reuters/R. Sprich
من جانبه دعا وزير الخارجية الأميركي جون كيري الجمعة (22 يناير/ كانون الثاني) في دافوس، إلى زيادة التمويل الدولي للمساعدات التي تقدمها الأمم المتحدة للاجئين بنسبة 30 في المائة هذه السنة، سعيا لحل أزمة اللاجئين. وقالت وزارة الخارجية الأميركية إن ذلك يمكن أن يزيد المساعدات الإنسانية الدولية للاجئين من 10 مليارات دولار خلال 2015 إلى 13 مليار دولار هذا العام.
صورة من: Reuters/R. Sprich
وقبيل توجهه للمشاركة في مؤتمر دافوس، التقى وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بنظيره الروسي سيرغي لافروس لثلاث ساعات بمطار زيورخ، وذلك للتباحث حول الأزمة السورية ومباحثات السلام بين الأطراف السورية، والمقررة في جنيف في 25 يناير/ كانون الثاني.
صورة من: Getty Images/AFP/J. Martin
رئيس الوزراء التونسي الحبيب الصيد، الذي شارك أيضا يوم الخميس 21 يناير/ كانون الثاني في مؤتمر دافوس اضطر إلى العودة سريعا إلى بلاده وقطع جولته الأوروبية بسبب تصاعد وتيرة الاحتجاجات في تونس بعد موت شاب عاطل عن العمل، صعقا بالكهرباء في ولاية القصرين.
صورة من: AFP/Getty Images/A. Soussi
وبالإضافة إلى أزمة اللاجئين، أرخى موضوع احتمال خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بظلاله على أشغال المنتدى الاقتصادي العالمي. فقد عبر قادة أوروبيون يشاركون في دافوس عن أملهم في أن يتجنب الاتحاد الأوروبي "كارثة" و"مأساة" خروج بريطانيا من الاتحاد.
صورة من: Getty Images/AFP/F. Coffrini
رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، المشارك في دافوس أيضا، بدأ في بلده الإعداد من أجل تنظيم استفتاء في الصيف بين المواطنين البريطانيين، لتحديد الموقف من البقاء في الاتحاد الأوروبي أو الخروج منه. ومازال هناك عدد من الملفات العالقة بين بريطانيا والاتحاد على رأسها موضوع اللاجئين.
صورة من: Reuters/R. Sprich
محمد جواد ظريف وزير خارجية إيران استغل فرصة تواجده في دافوس، لأول مرة بعد رفع العقوبات عن بلاده، ليقول للسعوديين إن إيران "لا ترى نفسها في عداء مع السعودية". جاء ذلك في تصريحات أدلى بها على هامش المنتدى، الذي يعقد في ظل توتر كبير تشهده العلاقات السعودية الإيرانية. الكاتبة: سهام أشطو