وجهت دعوات لعشرات الشباب للمشاركة في منتدى دافوس لهذا العام. ومن بين من وجهت لهم الدعوات أعضاء في شبكة "غلوبال شيبرز" التي تضم الآلاف. هؤلاء الشباب يريدون إسماع أصواتهم والتعبير عن تعطشهم للتغيير في هذا المنتدى العالمي.
إعلان
"رأيت رجلا يسير صوب مدرستي مرتديا فردة حذاءٍ واحدة فقط. ثم عرفت أنه والدي وشعرت بالفخر لأني أدركت أنه أنفق جميع أمواله من أجل تعليمي". هكذا تصف الفتاة الكينية وانجوهي نجوروج اليوم الذي كان والدها ينتظرها فيه أمام مدرستها. هذا اليوم مازال عالقا في مخيلتها رغم مرور الأعوام.
وخلال مشاركتها في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس تروي الفتاة السبب وراء ذلك. وانجوهي نجوروج تروي قصتها وهي تجلس في أحد فنادق دافوس فيما كانت مرتدية معطفا سميكا نظرا لبرودة الطقس وسقوط الثلوج في سويسرا.
وتعد الفتاة الكينية ناشطة في مجال البيئة والتعليم فيما كان والدها يعمل مزارعا ووالدتها معلمة. وانجوهي ليست ناشطة فحسب، وإنما أيضا عضوة ما تُعرف بـ "شبكة غلوبال شيبرز" أو "شبكة صائغي العالمية" التي تضم قرابة عشرة آلاف شاب وشابة من مختلف دول العالم.
التكنولوجيا في قرى كينيا
تقول وانجوهي إن حصولها على تعليم جيد كان أولوية لأسرتها، لكنها ورغم ذلك لم تتمكن من تعلم كيفية استخدام الكمبيوتر إلا في المرحلة الثانوية لتدرك في وقت مبكر أن تعلم التكنولوجيا يعد جزءا من توفير التعليم.
وعلى وقع ذلك، تنشط وانجوهي من أجل توفير تعليم التكنولوجيا في القرى الكينية وحصول المزيد من الشباب في المناطق الريفية على فرص لاستخدام أجهزة الحاسوب. وتشدد أنها ترغب في أن تتاح لأقرانها في القرى الفقيرة في كينيا فرص تعلم التكنولوجيا في وقت مبكر مقارنة بها.
لكن لا يتوقف نشاط وانجوهي على في مجال توفير التعليم لصغار السن في القرى الكينية فحسب، وإنما يشمل أيضا الدفاع عن البيئة خاصة الحفاظ على الأشجار الأصلية ودعم إعادة تشجير الغابات.
وفي هذا الصدد، أطلقت الفتاة الكينية حملة تحت شعار "أنقذوا غاباتنا" على منصات التواصل الاجتماعي عام 2018، فيما تؤكد أن الحملة آتت أكلها بعد وقت قصيرة.
وفي ذلك تقول: "لقد أدى ذلك إلى حظر كامل لعمليات قطع أشجار الغابات" في كينيا. ورغم سعادتها بذلك، إلا أنها قالت إن رؤية الغابات المدمرة أتاحت لها فرصة "رصد تأثير تغير المناخ."
لقاءات مع قادة العالم
وقد يطرح كثيرون تساؤلات حيال العلاقة بين الحفاظ على الغابات في كينيا ومنتدى دافوس. بدورها، ترى وانجوهي أن منتدى دافوس يعد منصة فريدة للنقاش وتبادل الآراء ما يعني إمكانية مناقشة المشاريع وتبادل الخبرات والتوصل إلى خطط عمل.
وتضيف أن المنتدى يوفر فرصة لأعضاء شبكة "غلوبال شيبرز" للاجتماع وإجراء لقاءات مع زعماء العالم ورؤساء الحكومات وصانعي القرار الذين يحضرون المنتدى.
وتتابع الفتاة الكينية كلمها بالقول: "لقد التقيت في دافوس بعدد من رؤساء دولة أفارقة وكان من الصعب حدوث ذلك لولا تواجدي في المنتدى"، مضيفة أنها ترغب من خلال مشاركتها في المنتدى العالمي المطالبة بإحداث تغيير من أجل مكافحة ظاهرة تغير المناخ.
وتشدد على أنها عازمة على جعل قضية الحفاظ على المناخ وحماية البيئة تحتل أولويات زعماء العالم.
شباب أوكرانيا والحرب
أما بالنسبة للشاب رومان سمولينتس، فقد جاء من بلده أوكرانيا وهو يحمل في جعبته هدفا آخر، فيما استغرق وصوله إلى دافوس يومين نظرا لحرب والقتال الدائر هناك منذ بدء الغزو الروسي أواخر فبراير/ شباط الماضي.
يعيش الشاب الأوكراني البالغ من العمر 24 عاما، الذي يعمل طبيب تخدير في أكبر مستشفى في غرب أوكرانيا، في مدينة لفيف.
ولا يستطيع سمولينتس تحديد عدد الضحايا الذين سقطوا خلال الحرب الروسية وعاصر معاناتهم داخل غرفة العمليات في المستشفى التي يعمل فيه في لفيف.
ورغم ذلك، فإن هناك بعض الصور ما زالت عالقة في مخيلته لا سيما الطفلة ذات الست سنوات التي فقدت ساقيها في هجوم صاروخي. وفي نبرة يعتصرها الأسى، يقول: "لقد رأيت أشياء فظيعة أثناء عملي".
وبالتوازي مع عمله كطبيب تخدير، ينخرط سمولينتس في مجال جمع التبرعات الخاصة بالإمدادات الطبية التي تحتاجها المستشفيات الأوكرانية.
وكحال وانجوهي نجوروج، يعد سمولينتس عضوا في "شبكة غلوبال شيبرز" فيما يعمل في الوقت الحالي ضمن مشروع دشنته الشبكة في أوكرانيا يحمل اسم "ادعموا أوكرانيا الآن".
وخلال تواجده في منتدى دافوس، يرغب سمولينتس في عودة تصدر الحرب الروسية في أوكرانيا وعواقبها، أجندة المنتدى الاقتصادي العالمي. وفي ذلك، يقول: "أريد أن أكون صوت أوكرانيا هنا"، مضيفا أنه يخطط للمشاركة في أكبر عدد ممكن من المناقشات في دافوس خلال الأيام القليلة المقبلة.
وأعرب عن قلقه إزاء إمكانية تضاؤل اهتمام العالم بالحرب ما قد ينذر بتراجع الدعم لأوكرانيا، قائلا: "لدينا حرب في أوروبا، لذا فلا مجال للشعور بالتعب".
وأضاف العليمي، وهو عضو في "شبكة غلوبال شيبرز"، "نحن قادة العالم المقبلون ونهدف إلى تعزيز التنوع ونحتاج إلى إجراء المزيد من المحادثات الجذرية والشاملة".
----
مانويلا كاسبير كلاريدج – دافوس، سويسرا / م.ع
عربيا ودوليا.. تداعيات حرب بوتين على الأسعار ومعيشة الناس
تداعيات غزو روسيا لأوكرانيا لم تقتصر على دول الجوار، وإنما امتد تأثير الحرب إلى جميع أنحاء العالم. فمع ارتفاع أسعار الطعام والوقود إلى معدلات غير مسبوقة، شهدت بعض الدول مظاهرات وأعمال شغب.
صورة من: Dong Jianghui/dpa/XinHua/picture alliance
ألمانيا.. التسوق بات مكلفا
أدت الحرب في أوكرانيا والعقوبات المفروضة على روسيا إلى ارتفاع تكلفة المعيشة في ألمانيا وهو ما أثر على المستهلكين. ففي مارس/ آذار، ارتفع معدل التضخم في ألمانيا إلى أعلى مستوى له منذ عام 1981. وبالنسبة للعقوبات، تبدي الحكومة الألمانية حرصا على المضي قدما في فرض حظر على الفحم الروسي، لكنها لم تتخذ قرارا بعد حيال حظر الغاز والنفط الروسي.
صورة من: Moritz Frankenberg/dpa/picture alliance
كينيا.. ازدحام أمام محطات الوقود
شهدت محطات الوقود في العاصمة الكينية نيروبي ازدحاما كبيرا مع شعور الناس بارتفاع سعر الوقود بشكل كبير، مع عدم توفره جراء الحرب فضلا عن تداعياتها على أزمة الغذاء في هذا البلد الفقير. وقد أعرب سفير كينيا لدى الأمم المتحدة، مارتن كيماني، عن بالغ قلقه إزاء الأمر أمام مجلس الأمن، إذ أجرى مقارنة بين الوضع في شرق أوكرانيا والأحداث التي شهدتها أفريقيا عقب الحقبة الاستعمارية.
صورة من: SIMON MAINA/AFP via Getty Images
تركيا.. تأمين إمدادات القمح
تعد روسيا من أكبر منتجي القمح في العالم. وبسبب الحظر على الصادرات الروسية، ارتفع سعر الخبز في دول عدة ومنها تركيا. كما أدت العقوبات الدولية إلى تعطيل سلاسل التوريد. وتعد أوكرانيا واحدة من أكبر خمس دول مصدرة للقمح في العالم، لكن بسبب الغزو الروسي لا تستطيع كييف شحن الإمدادات من موانئها المطلة على البحر الأسود.
صورة من: Burak Kara/Getty Images
العراق.. ارتفاع كبير في أسعار القمح
يعمل هذا العامل في سوق جميلة، أحد أسواق الجملة في بغداد. ارتفعت أسعار القمح في العراق إلى معدلات قياسية منذ غزو روسيا لأوكرانيا. وبما أن روسيا وأوكرانيا تستحوذان على نسبة 30 بالمائة من تجارة القمح في العالم، فلم يكن العراق بمنأى عن تأثير العقوبات. ورغم أن الحكومة العراقية اتخذت موقفا محايدا من الأزمة الأوكرانية، إلا أن الملصقات المؤيدة لبوتين باتت محظورة في البلاد.
صورة من: Ameer Al Mohammedaw/dpa/picture alliance
مصر.. رفوف ممتلئة وأسواق خالية
تضررت مصر بشدة من الارتفاع الراهن في أسعار السلع الأساسية بسبب الحرب في أوكرانيا فقد أصبحت بعض الأسواق خالية رغم أن الأسواق تكون مزدحمة عادة وتشهد رواجا في شهر رمضان. وبلغ معدل التضخّم في مصر 10 بالمائة على أساس سنوي في فبراير/ شباط في ارتفاع يعزوه الخبراء بشكل أساسي إلى زيادة أسعار المواد الغذائية بنسبة 20 بالمائة.
صورة من: Mohamed Farhan/DW
تونس ..مخاوف من أزمة هجرة
ارتفعت أسعار أسطوانة الغاز والخبز في تونس إلى معدلات مذهلة بسبب الحرب في أوكرانيا ليواجه مهد "الربيع العربي" حاليا أزمة حادة في توفير الغذاء للجميع. فهل ستتسبب الأزمة في موجة جديدة من الهجرة؟
صورة من: Chedly Ben Ibrahim/NurPhoto/picture alliance
اليمن.. السير على الأقدام
أدى ارتفاع أسعار الوقود إلى ارتفاع أجور النقل في اليمن، وهو ما دفع البعض إلى السير على الأقدام بدل ركوب السيارة. ففي الأسابيع الأولى للحرب، ارتفعت أسعار الوقود فتضاعف سعر التنقل من 100 ريال إلى 200 ريال يمني. وقد حذر برنامج الأغذية العالمي في مارس/ آذار الماضي من تدهور الأمن الغذائي الحاد وسوء التغذية في اليمن في ظل حاجة قرابة 17,4 مليون شخص إلى مساعدات فورية.
صورة من: Farouk Mokbel/DW
بيرو.. موجة احتجاجات
اندلعت مظاهرات ووقعت اشتباكات بين محتجين ورجال الشرطة في العاصمة ليما التي شهدت موجة من احتجاجات ضد ارتفاع أسعار المواد الغذائية وغيرها من السلع الأساسية، خاصة مع تفاقم الأزمة مع اندلاع حرب أوكرانيا. ومع اتساع رقعة الاحتجاجات وزيادة حدتها، فرض الرئيس بيدرو كاستيلو حظر تجول وأعلن حالة الطوارئ بشكل مؤقت. لكن مع انتهاء سريان حالة الطوارئ، خرجت مظاهرات جديدة في البلاد.
صورة من: ERNESTO BENAVIDES/AFP via Getty Images
سريلانكا.. حالة طوارئ
عصفت بسريلانكا أيضا موجة احتجاجات ضد ارتفاع أسعار المواد الغذائية، لكن تزايدت حدتها مع محاولة عدد من المتظاهرين اقتحام المقر الخاص للرئيس غوتابايا راجاباكسا. ومع اتساع رقعة الاحتجاجات ضد ارتفاع تكاليف المعيشة ونقص الوقود وانقطاع التيار الكهربائي، أعلن راجاباكسا حالة الطوارئ، داعيا في الوقت نفسه الهند والصين إلى مساعدة بلاده في تأمين احتياجاتها الغذائية.
صورة من: Pradeep Dambarage/Zumapress/picture alliance
اسكتلندا.. المظاهرات تصل أوروبا
شهدت اسكتلندا احتجاجات ضد ارتفاع أسعار المواد الغذائية والطاقة، كما نظمت النقابات العمالية في جميع أنحاء المملكة المتحدة مظاهرات ضد ارتفاع تكاليف المعيشة. وعقب انفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي، ارتفعت الأسعار، لكن الحرب في أوكرانيا زادت الوضع سوءً.
صورة من: Jeff J Mitchell/Getty Images
بريطانيا.. ارتفاع أسعار الأسماك
يعد طبق "السمك مع البطاطا المقلية" من الأطباق المفضلة والشعبية في بريطانيا، إذ يتم تناول حوالي 380 مليون حصة من السمك ورقائق البطاطس في المملكة المتحدة كل عام. بيد أن العقوبات الصارمة على روسيا أدت إلى ارتفاع أسعار السمك الأبيض المستورد من روسيا فضلا عن زيادة أسعار زيت الطهي والطاقة. وقد وصل معدل التضخم في المملكة المتحدة 6.2 بالمائة على أساس سنوي في فبراير/ شباط الماضي.
صورة من: ADRIAN DENNIS/AFP via Getty Images
نيجيريا.. اغتنام الفرصة
يقوم هذا التاجر بتعبئة الدقيق لإعادة بيعه في منطقة إيبافو بنيجيريا. وتسعى نيجيريا منذ زمن طويل لتقليل اعتمادها على استيراد المواد الغذائية. فهل يمكن أن توفر الحرب في أوكرانيا الفرصة لنيجيريا لتقليل استيرادها للمواد الغذائية؟ وفي هذا السياق، دشن أليكو دانغوت، أغنى رجل في نيجيريا وأحد أثرياء إفريقيا، مؤخرا أكبر مصنع للأسمدة في البلاد فيما يحدوه الأمل في سد حاجة نيجيريا من الأسمدة.