منتدى DW.. لماذا لا تحظى موضوعات حساسة بتغطية إعلامية كافية؟
٢١ يونيو ٢٠٢٣
خلال النسخة الـ16 من منتدى الإعلام الذي تنظمه (DW) أقيمت ندوة حول بعض الموضوعات الحساسة التي لا تحظى بتغطية إعلامية كافية. وناقش فريق من الخبراء خلال الندوة تقريراً يتناول بعضا منها والأسباب التي تحول دون الاهتمام بها.
إعلان
على هامش المنتدى الدولي للإعلام والذي تنظمه مؤسسة دويتشه فيله (DW) في مدينة بون الألمانية، أقيمت ندوة حوارية بعنوان "فضح الإهمال المتعمد لتغطية أخبار وموضوعات حساسة".
أدار الندوة الدكتور هكتور هاركورتر أستاذ علوم الاتصال والمشارك في المشروع. تناول الحضور بالنقاش تقريراً أنتجه "مشروع المراقبة" والذي تشرف عليه جامعة "بون راين سيج" للعلوم التطبيقية ويشارك فيه عدد من أساتذة الإعلام والصحافة والباحثين والمتخصصين في الشؤون السياسية الدولية.
وتقوم فكرة "مشروع المراقبة" على متابعة ما يُنشر في الإعلام الدولي من تغطيات تتناول عدداً من الموضوعات الحساسية ومدى قوة وعمق هذه التغطيات وما إذا كانت بالفعل على مستوى الحدث أم لا وما هي أسباب عدم تغطية هذه الموضوعات بما يتناسب مع أهميتها.
موضوعات سقطت سهواً أو عمداً من التغطية
خلال الندوة، عرض بعض المشاركين في المشروع أمثلة لتلك الموضوعات والتي تم اختيارها من جانب لجنة تحكيم دولية، ومنها موضوع تحت عنوان "كيماويات باقية إلى الأبد" ويتناول قصة عن تلوث مياه الأمطار بمواد كيميائية شديدة الخطورة لا تتحلل إلا بعد قرون وتسبب الكثير من الأمراض والضرر للإنسان والحيوان والنبات.
وقال فريق العمل إن هذه القصة على مدى أهميتها وانتشار الضرر الناجم عن هذا التلوث في عدد غير قليل من دول العالم إلا أنها لم تحصل على تغطية ملائمة إلا في صحيفة وول ستريت جورنال وشبكة سي ان بي سي الأمريكية فيما تجاهلتها وسائل إعلامية أخرى.
وأشار الفريق البحثي أيضاً إلى موضوع آخر وهو مخاطر الذكاء الاصطناعي على الوظائف. وبحسب التقرير الصادر عن المشروع والذي عرض الفريق البحثي نتائجه خلال الندوة فإنه على الرغم من أن قضية تطور الذكاء الاصطناعي مثارة على مستوى دولي فيما يتعلق بأمن المعلومات وتنظيم العمل في هذا القطاع الحيوي.
إلا أن التقرير يشير إلى أن مسألة تأثير الذكاء الاصطناعي بالسلب على عدد الوظائف المتاحة للبشر لا تحظى بتغطية كافية رغم ما يمكن أن ينتج من مشكلات اقتصادية واجتماعية نتيجة فقدان آلاف الأشخاص وظائف ومصادر دخلهم بسبب ميل الشركات والمؤسسات إلى خفض النفقات وتقليل التكلفة الناتجة عن تشغيل العنصر البشري.
برنامج بيغاسوس وقضايا بيئوية
ومن ضمن الموضوعات الهامة التي يرى الباحثون أنها لم تحصل على قدر كاف من التغطية قضية مقتل ناشطين بيئيين وصحافيين متخصصين في البيئة حول العالم.
وكشفت التقارير المستقلة في خريف 2022 أنه بين عامي 2012 و2021 ، قُتل ما لا يقل عن 1733 ناشطًا بيئيًا - وهو ما يصل في المتوسط إلى قتيل واحد كل يومين على مدار عشر سنوات.
ويشير الباحثون إلى أن هذا الرقم المأخوذ من دراسة منظمة جلوبال ويتنس "يكاد يكون أقل من الواقع" لأن "الصراع والقيود المفروضة على حرية الصحافة والمجتمع المدني والافتقار إلى المراقبة المستقلة للهجمات على المدافعين عن البيئة يمكن أن تؤدي إلى نقص في التغطية الصحافية" ، كما أشارت جلوبال ويتنس.
التقرير أشار أيضاً إلى موضوع آخر وهو برنامج بيغاسوس الذي أثار جدلاً كبيراً حول العالم والذي أنتجته شركة NSO الإسرائيلية وكان الهدف منه هو تتبع الأنشطة الإرهابية حول العالم من خلال الحكومات دون التعرض لأمن وسلامة الأشخاص العاديين، لكنه وجد سبيله إلى أيدي حكومات قمعية استخدمته لملاحقة المعارضين والصحفيين ما يهدد أمن وحياة الكثيرين منهم حالياً.
ويقول التقرير إنه على الرغم من التهديد الخطير الذي يمثله البرنامج على الديمقراطيات الليبرالية والمعارضين في الدول الاستبدادية، إلا أن بيغاسوس وبرامج التجسس ذات الصلة لم تحصل على تغطية مستمرة من قبل وسائل الإعلام العالمية وتم التوقف عن تغطية القضية بعد فترة قصيرة.
أسباب ذاتية أيضا
وخلال الندوة النقاشية قال فريق الباحثين في مبادرة "مشروع المراقبة" إن من أهم أسباب عدم تغطية هذه الموضوعات بالشكل المناسب هو أن الكثير من وسائل الإعلام تفتقر إلى العدد الكافي من الصحافيين المتخصصين في مثل هذه القضايا.
ومن بين الأسباب أيضا أنّ المؤسسات الصحفية تختلف أولوياتها من وقت لآخر، إضافة إلى أن بعض هذه الموضوعات قد لايمثل عنصر جذب للقراء ولا يحصل على قدر مناسب من اهتمامهم سواء لتعقيد القضية أو بسبب طبيعة الكتابة الصحفية التي قد تكون جافة في بعض الأحيان.
وأضاف الخبراء إلى أن هناك بعض المعوقات التي قد تظهر خلال التغطيات الصحافية مثل الدور الذي تلعبه بعض الشركات الدولية الكبرى التي تخرج نواتج أنشطتها الصناعية إلى البيئة وتسبب ضرراً شديداً للمناخ. ويختم هؤلاء بأن قوة الشركات العملاقة تكفي لتقليل الأثر الناجم عن التغطيات الصحفية المتعلقة بهذا الأمر.
عماد حسن
حرية الصحافة.. الصورة أقوى وأكثر بلاغة من الكلمة
قد تقف الكلمات عاجزة عن التعبير أمام قوة الصورة وتأثيرها. هذا ما تعكسه هذه الصور التي نشرت ضمن كتاب "صور لأجل حرية الصحافة 2021" الذي أصدرته منظمة مراسلون بلا حدود في اليوم العالمي لحرية الصحافة.
صورة من: Ivor Prickett/Panos Pictures
فستان الزفاف ضد العنف
هل هي الأميرة ليا وهي متأهبة للمعركة ضد جيش دارث فيدر؟ للوهلة الأولى يبدو المشهد وكأنه من سلسة أفلام "حرب النجوم”. لكن الصورة من روسيا البيضاء، حيث احتج عشرات الآلاف بشكل سلمي ضد رئيس البلاد ألكسندر لوكاشينكو عام 2020 .ارتدى كثير من المتظاهرين والمتظاهرات ملابس بيضاء، مثل هذه الفتاة التي اختارت فستان الزفاف كرمز للاحتجاج ضد القمع والعنف.
صورة من: Violetta Savchits
التشبث بالحرية
سواء أكان المتظاهرون يرتدون الأبيض أو الأحمر، فإنهم يتحدون قوات الأمن البيلاروسية التي ترتدي الزي العسكري. هذه الشابة أيضا تحتج ضد لوكاشينكو، لكنها بدلاً من فستان الزفاف، اختارت احتضان هذا الجندي الشاب. بينما تتظاهر بكل جوارحها وجسدها من أجل السلام والحرية، يبدو الجندي في حيرة من أمره ولا يعرف كيف يتعامل مع الموقف. نجحت المصورة البيلاروسية فيوليتا سافشيتس في التقاط صورتين قويتين رمزياً.
صورة من: Violetta Savchits
صور القمع
متظاهرون يعبرون عن رغبتهم في تغيير البلاد ويحتجون ضد قوات الأمن التركية في اسطنبول من أجل حقوقهم. وضع المتظاهرون أيديهم على دروع ومصدات شرطة مكافحة الشغب. لا يتعرض المتظاهرون وحدهم للضغط السياسي في تركيا، بل الكثير من الصحفيين أيضاً. المصور الصحفي ياسين أكغول نجح في التقاط صور رائعة وقوية مثل هذه.
صورة من: Yasin Akgül/AFP/Getty Images
الجانب السلبي للصورة!
لولا الرجل بالزي العسكري، قد تبدو مثل صورة زوجين أمام فندق والموظف ينتظر حمل أمتعتهما. لكنها للصحفي قادري غورسل عند إطلاق سراحه واستقبال زوجته له أمام بوابة السجن. أثرت الصورة على الكثيرين في تركيا، حتى على الحكومة. يقول المصور ياسين أكغول: "منذ ذلك الحين، لم يعد يتم الإفراج عن السجناء أمام بوابة السجن (...) ولكن في محطات الخدمة على الطريق السريع وهذا هو الجانب السلبي لهذه الصورة الناجحة".
صورة من: Yasin Akgül/AFP/Getty Images
رحيل بلا وداع
لقي أكثر من 400 ألف شخص حتفهم بسبب وباء كورونا في البرازيل.هذا ما جعلها الدولة الأكثر تسجيلاً للوفيات بعد الولايات المتحدة الأمريكية. ورغم ذلك يقلل الرئيس البرازيلي جاير بولسونارو من شأن الجائحة، ويتحدث عن أنفلونزا خفيفة ولا يتخذ أي إجراءات لحماية السكان. والنتيجة مقابر جماعية مثل مقبرة ساو لويز في ضواحي ساو باولو. تغيرت طقوس الجنازات ولم يعد لدى الناس الحزينين فرصة لإلقاء نظرة الوداع على أحبائهم.
صورة من: Lalo de Almeida/Panos Pictures
جسر فوق الرأس
حتى هؤلاء الأشخاص الذين لا مأوى لهم في ساو باولو لا يستطيعون حماية أنفسهم من كورونا. فقط بطانية رقيقة تفصلهم عن الرصيف الصلب والسيارات تمر من حولهم، لكن هناك "جسر" فوق رؤوسهم. الصورة للمصور لالو دي ألميدا الذي أراد استخدام صوره للفت الانتباه إلى الأزمة في بلد يبلغ عدد سكانه 200 مليون نسمة. إنه يصور أشخاصا لا تعتبر وقاية الفم والنظافة أكبر مشاكلهم، بل العثور على ما يكفي من الطعام لهم ولأطفالهم.
صورة من: Lalo de Almeida/Panos Pictures
النوم في أخطر الأماكن
بدلاً من تحت الجسر، ينام الناس هنا تحت مضخة الغاز. كان مخيم موريا في جزيرة ليسبوس اليونانية أكبر مخيم للاجئين في الاتحاد الأوروبي قبل الحريق الهائل الذي دمره في سبتمبر/ أيلول 2020. كان اللاجئون يعيشون في ظروف صعبة "لا إنسانية" في المخيم المكتظ، لكن بعد الحريق، بات هؤلاء بلا مأوى واضطروا للنوم في الشارع، أو تحت سقف محطة الوقود كما في هذه الصورة.
صورة من: Louisa Gouliamaki/AFP/Getty Images
خطوات صغيرة نحو حياة أفضل
حريق مخيم موريا والأوضاع السيئة للاجئين في جزيرة ليسبوس تزامن مع تفشي وباء كورونا، مما دفع بعض الدول الأوروبية إلى استقبال بعض اللاجئين من بين 12 ألف لاجئ ممن كانوا في المخيم. كذلك الأمر بالنسبة للفتاة الصغيرة في الصورة والتي تسير نحو الحافلة في ميناء بيرايوس بالقرب من أثينا. التقطت المصورة لويزا جولياماكي الصورتين للاجئين.
صورة من: Louisa Gouliamaki/AFP/Getty Images
العيش وسط الدمار
هذه البنايات كانت في السابق مبان سكنية قبل الحرب. من الصعب اليوم تخيل أن الناس ما زالوا يعيشون هنا. تقع هذه المباني في مدينة بنغازي القديمة شرقي ليبيا. أعقبت الإطاحة بالقذافي في عام 2011 تسع سنوات من الحرب الأهلية. والبنية التحتية المدمرة التي يظهرها المصور الصحفي الأيرلندي إيفور بريكيت في صوره، شاهدة على الدمار الذي لحق بالبلاد.
صورة من: Ivor Prickett/Panos Pictures
الحلوى ضد مرارة الحرب
تقع عربة الحلوى هذه في ساحة الشهداء بوسط مدينة طرابلس الليبية. حلوى غزل البنات أم الفشار؟ هذا سؤال لا يثير اهتمام الناس في بلد ابتلي بحرب أهلية وبالموت والدمار، لكنه مازال يحتفظ ببعض أوجه الحياة. بعض الحلوى قد تنسي المآسي بعض الوقت. هذه الصورة أيضا للمصور الإيرلندي إيفور بريكيت الذي زار ليبيا الآن للمرة الثانية منذ عام 2011. إعداد: ماركو مولر/ إيمان ملوك