تستخدم الأدوية المنشطة للدماغ لعلاج اضطرابات وأمراض مرتبطة بالجهاز العصبي، كما تستخدم أيضا من قبل العديد من الأشخاص كمنشط ذهني لزيادة التركيز. لكن ما يجهله الكثيرون، أن هذه العقاقير قد تحول حياة مستهلكها إلى كابوس!
إعلان
تتنوع أسباب اللجوء للحبوب المنشطة للدماغ حيث يلجأ إليها البعض من أجل زيادة التركيز وخفض ساعات النوم قبيل اجتياز الامتحانات أو لمسايرة ضغوطات العمل والحياة اليومية، فيما يناولها البعض الآخر من أجل سهرة طويلة أو بدافع الفضول. ويعتمد عمل هذه الأقراص عن طريق التدخل في التوازن الكيميائي، إذ تقوي النشاط بين الخلايا العصبية التي تقود عملية التحفيز وذلك عن طريق زيادة إنتاج الناقلات العصبية.
شركة باير للأدوية.. 150 عاماً من النجاح
مئة وخمسون عاما مرت على تأسيس شركة باير . قصة باير بدأت من غرفة صغيرة في شقة بمدينة فوبرتال لتصبح بعد 150 عاما واحدة من اكبر شركات الدواء في العالم، والتي يرتبط اسمها أساسا بمادة الأسبرين السحرية.
صورة من: Bayer AG
فريدريش باير
بالتعاون مع صديقه يوهان فيسكوت، أنشأ فريرديش باير في مدينة فوبرتال مصنعا صغيراً لإنتاج الأصباغ، تحول مع مرور الزمن إلى واحد من أكبر مصانع الأدوية في العالم.
صورة من: Bayer AG
من غرفة إلى مصنع
شقة فريدريش باير الصغيرة في فوربرتال تحولت إلى مكتب لإدارة عمله. الصورة تعود إلى منتصف عام 1870. الشقة كانت واقعة بجانب مصنع الأصباغ الصغير.
صورة من: Bayer AG
ثلاثة صباّغين
وفّر المصنع في سنواته الأولى عملا لثلاثة عمال. توضح الصورة أول عامل في المصنع، هايرنيش ريتر. بعد عشرين عاما عمل 300 شخص في المصنع. واليوم يعمل 110 آلاف موظف وعامل في مصنع باير.
صورة من: Bayer AG
الفيناستين
صنّع المعمل أول مادة ضد الصداع وهي مادة الفيناستين، والتي كانت تخرج كمنتج ثانوي من صناعة الأصباغ. أسيئ استخدام هذه المادة وتم منع بيعها في السوق الألمانية.
صورة من: Bayer AG
معمل الاليزارين
الصورة بالأبيض والأسود. لكن الصورة الطبيعية تشير إلى أول معمل لصناعة مادة الاليزارين ذات الصبغة الحمراء الغامقة. في نهاية القرن التاسع عشر بدأت الشركة تفتح لها فروعا أخرى. وقبل الحرب العالمية الأولى، أصبح للشركة فروع في كل قارات العالم.
صورة من: Bayer AG
الهيروين المضاد للسعال
قبل الحرب العالمية الأولى قامت الشركة أيضا بتثبيت براءة اختراع مادة ثنائي أسيتيل المورفين. التي استخدمت حينها كمضاد لارتفاع الحرارة وضغط الدم، وأمراض الرئة، بالإضافة إلى مسكن لآلام جرحى الحرب العالمية. بعد الحرب العالمية الثانية منعت المادة التي تعرف اليوم بالهيروين.
صورة من: public domain
تزيكلون بي
منذ عام 1925 أضحت شركة باير جزءا من معامل IG لصناعة الأصباغ. المنتجة لصناعة مادة تزيلكون بي المبيدة للحشرات. والتي استعملت لقتل سجناء معتقل آوشفيتس السيئ الصيت في بولندا. وفي مصانع باير عام 1944 عمل أكثر من 4300 سجين في مدينة ليفركوزن فقط.
صورة من: picture-alliance/ ZB
البنسلين المضاد للأوبئة
بعد التأسيس الجديد للشركة في خمسينات القرن الماضي، بدأت بإنتاج مادة البنسلين المضادة لالتهابات البكتيرية، والتي اكتشفت من قبل الاسكتلندي الكسندر فليمنغ. استخدمت المادة ضد الطاعون والزهري والسل. وأصبحت بذلك متوفرة للعامة بأسعار رخيصة.
صورة من: Bayer AG
درالون: "فتاة صغيرة بعينين كبيرتين"
بعد الحرب العالمية الثانية دخلت شركة باير مجال إنتاج النسيج، لتظهر على صفحات مجلات الأزياء، مثل مجلة "الخيط الفضي" في عام 1959.
صورة من: Bayer AG
أسبرين .. المادة السحرية
عندما أقلعت مركبة الفضاء ابولو 11 عام 1969، حمل رواد الفضاء معهم علبة أسبرين المضادة للآلام والصداع. تباع سنويا أكثر من 11 مليار حبة منها في سبعين بلدا.
صورة من: Bayer AG
من غرفة في شقة
في عام 2013 يمر على قصة باير 150 عاما، انتقلت فيها قصة النجاح من غرفة صغيرة إلى شركة ترتبط بها حياة ملايين الأشخاص. يصل دخل الشركة السنوي إلى 40 مليار يورو.
صورة من: picture-alliance/dpa
11 صورة1 | 11
وتشتهر أقراص الريتالين على سبيل المثال في أوساط الباحثين بكونها تزيد القدرة التركيز، وتم تطوير المادة الفعالة في هذه الأقراص بالأساس لزيادة تركيز الأطفال الذين يعانون من مشكلة النشاط المفرط. ويمكن أيضا استخدام العقاقير الطبية المضادة لخرف الشيخوخة ومضادات الاكتئاب وبعض علاجات اضطراب النوم، كوسيلة لزيادة التركيز وتحسين أداء الدماغ. بيد أن الأطباء يحذرون من الآثار الجانبية لهذه الأدوية. وفي هذا السياق يحذر الدكتور عمر كمال الدين أخصائي الأمراض العصبية في حوار مع DW، من الآثار الجانبية لهذه الأدوية لاسيما وأنها تستخدم لأهداف غير التي رخصت لها. مشيرا إلى تأثير هذه الأدوية على القلب والنشاط الدماغي والسلوكي بشكل عام.
ويشكل تعاطي هذه الأدوية خطورة كبيرة حيث يمكنها أن تسبب الإدمان. فبعد أسابيع قليلة لا يستطيع الشخص الذي يتعاطى هذه الأقراص القيام بنشاطه اليومي دون أخذ هذه الأدوية ليدخل بذلك مرحلة الإدمان. كما ينقلب "الحل السحري" لمشاكل التركز في المراحل الأولى من تناول هذه الأقراص، كابوس لاسيما مع بداية ظهور الأعراض الجانبية لها عند وقف تعاطيها كاضطرابات النوم وتقلب المزاج وخلل التركيز. ولا يمكن الحصول على هذه الأقراص غالبا إلا بوصفة طبية، إلا أنه يسهل في غالب الأحيان الحصول عليها السوق سوداء الأمر الذي يزيد من صعوبة مراقبة تعاطيها.