أفادت منظمتان غير حكوميتان ان أكثر من مليون سوري يعيشون تحت الحصار بعد خمس سنوات من الحرب، مشيرة إلى أن الأزمة "أسوأ بكثير" مما وصفته الأمم المتحدة. وفي الأثناء، أُعلن عن استهداف الطيران الروسي مستشفى في طفس جنوب سوريا.
صورة من: Imago/Zuma
إعلان
أفادت منظمتان غير حكوميتان الثلاثاء (التاسع من فبراير/ شباط 2016) أن أكثر من مليون سوري يعيشون تحت الحصار بعد خمس سنوات من الحرب، مشيرة إلى أن الأزمة "أسوأ بكثير" مما تحدث عنه مسؤولو الأمم المتحدة. وخلص مشروع مشترك يجمع معلومات من شبكة تنتشر في عمق المجتمعات السورية المحاصرة إلى نتيجة قاتمة بأن نقص تقارير الأمم المتحدة بشأن الحصار قد "يشجع دون قصد على توسيع استراتيجية الحكومة السورية بالاستسلام أو التجويع".
وساقت جمعية "باكس" الهولندية و"معهد سوريا" الأمريكي، حسبما نقلته وكالة فرانس برس، مثالاً على ذلك بلدة مضايا التي قضى فيها 46 شخصاً بسبب الجوع منذ كانون الأول/ ديسمبر، وحذرت من أن الحجم الحقيقي للازمة يغطي عليه ما وصفته بـ"نقص تقارير" الأمم المتحدة عن الوضع على الأرض.
وفي أواخر العام الماضي، ظهرت صور لبالغين وأطفال مصابين بالنحول الشديد نتيجة الجوع في مضايا أثارت غضباً عالمياً. ومؤخراً سُمح بدخول بعض المساعدات الإنسانية إلى تلك البلدة.
مخيم اليرموك - جوع وحصار وبراميل متفجرة
يشهد مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في سوريا منذ أيام اشتباكات عنيفة بين مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية" وفصائل المعارضة وقوات النظام السوري. وهو ما ضاعف معاناة المدنيين المحاصرين وسط مخيم يفتقد لأبسط الحاجيات اليومية.
صورة من: picture-alliance/dpa
يشهد مخيم اليرموك منذ أول مايو/ آيار اشتباكات بين الفصائل الفلسطينية المسلحة وتنظيم "الدولة الإسلامية" الإرهابي (داعش). كما يتعرض لغارات جوية تشنها قوات النظام السوري.
صورة من: Rami al-Sayed for unrwa.org
بعد دخول "داعش" مخيم اليرموك، هربت منه حوالي 500 عائلة، وفق مصادر فلسطينية، وتوزع أفرادها في أحياء مجاورة للمخيم خاضعة لسيطرة قوات النظام السوري.
صورة من: picture-alliance/dpa
تراجع عدد سكان مخيم اليرموك من نحو 160 ألف شخص قبل اندلاع الثورة السورية في 2011 إلى نحو 18 ألفا يعيشون منذ عامين تقريبا في ظل حصار خانق تفرضه قوات الأسد.
قتل في هجوم "داعش" الأربعاء الماضي على المخيم 38 شخصا بينهم ثمانية مدنيين، بحسب المرصد السوري. وحتى الحيوانات لم تسلم من تداعيات القتال، الذي يزيد مأساة سكان المخيم.
صورة من: Rami al-Sayed for unrwa.org
أدى هجوم تنظيم "داعش" في الأسبوع الماضي إلى نزوح نحو 2500 من السكان إلى الاحياء المجاورة فيما لا يزال الآلاف محاصرين داخله وبحاجة إلى إغاثة ومساعدات إنسانية عاجلة.
صورة من: Rami al-Sayed for unrwa.org
مخيم اليرموك، الذي أضحى رمزا للمعاناة والحرمان في النزاع السوري، أغرقه هجوم "داعش" عليه في مأساة جديدة، من أبرز ما فيها سوء التغذية ونقص الأدوية.
صورة من: Rami al-Sayed for unrwa.org
لا يزال يعيش في مخيم اليرموك حوالي 18 ألف شخص بينهم 3500 طفل، في أوضاع إنسانية صعبة. كما أنهم بحاجة ماسة إلى الطعام والدواء والخدمات الصحية.
صورة من: Rami al-Sayed for unrwa.org
"حفرة جحيم" هكذا وصف متحدث باسم وكالة "أونروا" مخيم اليرموك. وتطالب منظمات مساعدة إنسانية بوقف فوري للقتال حتى تتمكن من إيصال مساعداتها لسكان المخيم.
صورة من: Reuters
يعتمد سكان المخيم بشكل أساسي على المساعدات الإنسانية، لكن منظمات المساعدة لم تعد قادرة على الدخول إلى اليرموك بسبب استمرار القتال والغارات الجوية للنظام السوري.
صورة من: picture-alliance/dpa
غادر العديد من الأطباء ومنظمات الرعاية الصحية المخيم بعد احتدام المعارك. وهو ما ينذر بكارثة خطيرة وسط تردي الوضع الإنساني في المخيم، الذي يبعد عن العاصمة دمشق بثمانية كيلومترات فقط.
صورة من: picture-alliance/dpa
10 صورة1 | 10
وتضمنت بيانات جديدة جمعتها منظمات غير حكومية 46 بلدة محاصرة في أنحاء سوريا يقطنها أكثر من مليون نسمة محاصرين بمعظمهم من قبل قوات النظام، بحسب التقرير. وأضاف التقرير أن الأرقام يمكن أن تكون أعلى من ذلك لأن جمع البيانات بدأ في تشرين الثاني/ نوفمبر. وأفاد أن المحاصرين معرضون "لمخاطر كبيرة بالوفاة" بسبب نقص المواد الغذائية والكهرباء ومياه الشرب.
وقال التقرير إن "المعلومات التي جمعتها حديثاً مبادرة "سيج ووتش" (مراقبة الحصار) تبين أن هناك أكثر بكثير من مليون سوري يخضعون للحصار في مناطق داخل دمشق وفي محافظات ريف دمشق وفي حمص ودير الزور ومحافظة إدلب"، مؤكداً أن أزمة البلدات المحاصرة في سوريا "أخطر بكثير" مما قدره مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة.
في غضون ذلك، أعلنت منظمة "أطباء بلا حدود" الثلاثاء مقتل ثلاثة أشخاص وجرح ستة آخرين على الأقل في قصف جوي لمستشفى تدعمه في بلدة طفس بمحافظة درعا جنوب سوريا. وقالت المنظمة إن المستشفى هو "المرفق الصحي الأخير الذي تعرض للقصف في سلسلة الغارات الجوية في جنوب سوريا". وأدى القصف إلى "أضرار جزئية في مبنى المستشفى ووضع سيارة الإسعاف المستخدمة بكثافة خارج الخدمة".