طالبت نحو 40 منظمة غير حكومية الأمم المتحدة بضمان أمن وحماية الأشخاص الذين يقررون مغادرة المناطق المحاصرة في شرق حلب السورية. واعتبرت عرض النظام السوري لما يسمى "ممرات آمنة" غير ملائم على الصعيد الإنساني.
إعلان
نددت حوالي أربعين منظمة غير حكومية اليوم الأربعاء (الثالث من آب/ أغسطس 2016) بما وصفتها بـ "بالممرات الإنسانية المزعومة"، التي أقامها النظام السوري وحليفته روسيا في محيط الأحياء الخاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة والمحاصرة في حلب، في عرض اعتبرته "غير ملائم".
وقالت 39 منظمة سورية وإقليمية ودولية في بيان وصلت نسخة منه إلى وكالة فرانس برس إن "الاقتراح المشترك من روسيا وسوريا الهادف إلى إقامة ممرات إنسانية في شرق حلب، غير ملائم على الإطلاق على الصعيد الإنساني". واعتبرت هذه المنظمات وبينها عدة هيئات ناشطة في مجال المساعدة الإنسانية أن هذا العرض "يسبب صدمة. إن عملية إنسانية حقيقية لا ترغم سكان حلب على الاختيار بين الفرار نحو مهاجميهم أو البقاء في منطقة محاصرة تتعرض لقصف مستمر".
وأضاف بيان المنظمات الـ39 "مادام القصف والمعارك مستمرة وفي ظل غياب إجراءات لإعادة الثقة، فإنه ليس من سبب مشروع يجعل المدنيين يصدقون بأن هذه "الممرات الإنسانية" آمنة". وتابع "نطالب الأمم المتحدة باتخاذ إجراءات لضمان أمن وحماية الأشخاص الذين يقررون مغادرة المنطقة".
وقالت هذه المنظمات "إذا كانت روسيا صادقة في نواياها، فعليها دعم نداء الأمم المتحدة من أجل تطبيق فوري لهدنة إنسانية من 48 ساعة في الأسبوع بهدف السماح بوصول المساعدات الإنسانية بدون عراقيل وبشكل آمن"، داعية إلى "وقف فوري للهجمات المخزية وغير المقبولة على مستشفيات وأهداف مدنية" ما يستخدم كـ "تكتيك حرب".
الصليب الأحمر الألماني يطالب بإدخال المواد الإغاثية إلى حلب
في غضون ذلك طالب الصليب الأحمر الألماني أطراف النزاع في سوريا بالسماح بإدخال المواد الإغاثية دون قيود إلى مدينة حلب المحاصرة. وقال رئيس المنظمة رودولف زايترز: "يتعين توفير طرق فرار آمنة وإمدادات".
هل يحول حصار حلب المدينة إلى "سربرينتسا" الشرق الأوسط؟
حذر عدد من المنظمات غير الحكومية والإنسانية في واشنطن من أن نية قوات النظام السوري ومليشيات تابعة لها فرض حصار مطبق على مدينة حلب قد يعني أن تتعرض لما تعرضت له مدينة سربرنيتسا البوسنية عام 1995.
صورة من: picture-alliance/AP Photo
منظمات غير حكومية وإنسانية في واشنطن تحذر من أن مدينة حلب السورية قد تعاني نفس مصير مدينة سربرينتسا البوسنية إذا ما طوقتها قوات النظام والمليشيات الكردية التابعة لها. ويقطن المدينة حالياً 300 ألف نسمة، كلهم معرضون لخطر الجوع، في ظل عدم قدرة الأمم المتحدة إلى توصيل المساعدات الإنسانية إلى المدينة.
صورة من: Reuters/A. Abdullah
شهدت مدينة سربرينتسا البوسنية في يوليو/ تموز عام 1995 مذبحة راح ضحيتها نحو ثمانية آلاف مسلم، قتلوا على يد مليشيات صرب البوسنة، وتحت مرأى ومسمع من قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة.
صورة من: Reuters/D. Ruvic
حلب ليست المدينة الوحيدة المهددة بالحصار في سوريا. سياسة محاصرة المدن والبلدات في سوريا بهدف "تركيعها" ليست حكراً على طرف من أطراف هذه الحرب الأهلية الممتدة منذ خمس سنوات. نبل والزهراء، مثلاً، منطقتان تقعان في محافظة حلب وتقطنهما نحو 40 ألف نسمة، وتتعرضان لحصار من فصائل المعارضة المسلحة. النظام حاول فك الحصار بالقصف الجوي، ولكنه لم ينجح حتى اللحظة.
صورة من: picture-alliance/dpa
حي الوعر في مدينة حمص يتعرض لحصار شديد من قوات النظام السوري والمليشيات المتحالفة معه. يسكن في هذا الحي حوالي 15 ألف نسمة، ويشترط النظام انسحاب المقاتلين المعارضين منه قبل رفع الحصار أو السماح بدخول أي مساعدات إنسانية.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/H. Ammar
بقيت الفوعا وكفريا من آخر المناطق التي لا يسيطر عليها "جيش الفتح"، وهو فصيل مسلح معارض، في محافظة إدلب. ولذلك، فإن المنطقتين تتعرضان لحصار منذ عدة أشهر من قبل هذا الفصيل وهو ما يؤثر على نحو 13 آلف من السكان المدنيين. وبينما نجحت الأمم المتحدة في إدخال مساعدات إليهما، إلا أنها لم تفلح بعد في فك الحصار.
صورة من: Reuters/Thaer Al Khalidiya
الغوطة الشرقية يحاصرها النظام منذ ثلاث سنوات تقريباً. يقطن هذه المنطقة حوالي 180 ألف شخص، وفي الأشهر الماضية لم تتمكن الأمم المتحدة من إيصال مساعدات إليها، ما يصعب التكهن بوضع ساكنيها.
صورة من: Getty Images/AFP/ Abd Doumy
مدينة دير الزور، التي تسكنها نحو 200 ألف نسمة، تتعرض لحصار شرس من قبل تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش). كما أن القتال بين قوات النظام وقوات المعارضة و"داعش" على المطار العسكري قرب المدينة منع وصول أي مساعدات بشكل دوري، سواء تلك التي تقدمها الأمم المتحدة أو تلك القادمة من منظمات إغاثة محلية.
صورة من: picture-alliance/AP Photo
7 صورة1 | 7
وذكر زايترز أن الوضع الإنساني في حلب مروع، وقال: "تم استهداف المستودعات وشبكات المياه والمباني العامة والمساكن. هناك أحياء بأكملها منقطع عنها الإمداد الطبي بسبب تدمير المستشفيات". وتطالب المنظمة كافة أطراف النزاع بتوفير ممرات إنسانية يمكن من خلالها أن يغادر سكان حلب المدينة المدمرة.
وكانت قوات النظام السوري قد فتحت الأسبوع الماضي ثلاثة معابر أمام المدنيين الراغبين في الخروج من الأحياء الشرقية المحاصرة في مدينة حلب والمسلحين الراغبين بتسليم أنفسهم، بعد إعلان وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو بدء "عملية إنسانية واسعة النطاق" في حلب. ونددت المعارضة السورية بما أسمته "ممرات الموت" فيما جازفت بضع عائلات فقط بالخروج من هذه الأحياء.