منظمات إنقاذ المهاجرين في المتوسط تبحث عن مصادر للتمويل
٥ مايو ٢٠١٧
حوالي 9 آلاف مهاجر تم إنقاذهم أثناء محاولتهم عبور المتوسط في قوارب غير صالحة للإبحار خلال الأسبوع الثاني من الشهر الماضي فقط، ولعبت المنظمات غير الحكومية دورا كبيرا في عمليات الإنقاذ، إلا أنها بحاجة للمزيد من الدعم.
إعلان
يشجع البحر الهادئ والطقس المعتدل مع قدوم الربيع آلاف الأشخاص على خوض مغامرة عبور البحر المتوسط طمعاً بالوصول إلى أوروبا، هاربين من الحرب أو القمع أو الفقر. ولهذا وخلال عطلة عيد الفصح الماضي وحدها أنقذ خفر السواحل الأوروبيون والمنظمات غير الحكومية 8360 شخصاً من الغرق.
المتحدثة باسم المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة، شارلوتا سامي، غردت عبر حسابها على تويتر بأن “عمال الإنقاذ عملوا بشكل مستمر خلال عطلة نهاية الأسبوع لإنقاذ مهاجرين من نيجيريا والسنغال وبعضهم من بنغلاديش. فيما لم يتمكنوا من إنقاذ ثمانية بينهم إمرأة حامل، كما نُقل الذين تم إنقاذهم إلى السفن التي تبحر باتجاه جنوب إيطاليا”.
غياب طرق قانونية للوصول إلى أوروبا يجبر الناس على اللجوء إلى الاستعانة بالمهربين لنقلهم من الأماكن التي يعلقون فيها، بحسب ما يرى المتحدث باسم المنظمة الدولية للهجرة ليونارد دويل، ويقول “من الواضح أن الطقس الأفضل مع قدوم الربيع شجع المهربين على نقل المهاجرين” لافتاً إلى أن “المهربين أخذوا المهاجرين بشكل مقصود إلى البحر ودفعوا بهم إلى القوارب على أمل انه سيتم إنقاذهم “.
المنظمة الدولية للهجرة قالت إن حوالي 20 ألف شخص تحتجزهم العصابات الإجرامية في مراكز الاحتجاز غير النظامية في ليبيا، واضطر هؤلاء إلى الدفع للمهربين من أجل تأمين ركوبهم الزوارق، التي عادة ما تكون مزدحمة جداً او مصنوعة من المطاط وغير قادرة على الإبحار لمدة كافية لعبور المتوسط، وكل ذلك أملاً في بدء حياة جديدة بأوروبا.
دوريات المنظمات غير الحكومية في المتوسط
أكثر من 35 سفينة، بما في ذلك قوارب خيرية خاصة، وقوارب تابعة لوكالة الحدود الأوروبية “فرونتكس”، وحرس السواحل الإيطاليون والليبيون، و 12 سفينة تجارية، تعاونت خلال عطلة عيد الفصح لمنع غرق المزيد من المهاجرين وعملت على إنقاذهم.
وشملت المنظمات غير الحكومية المجموعة المالطية، وهي محطة المعونة الخارجية للمهاجرين، التي بدأت عملها عام 2014 ومستمرة حتى الآن، وقد أنقذت المجموعة ما يقارب 30 ألف مهاجر كانوا يعبرون البحر المتوسط إلى أوروبا، كما شاركت منظمات غير حكومية أخرى في عمليات الإنقاذ خلال عطلة عيد الفصح منها المنظمات الألمانية “سي واتش” Sea Watch و”سي إي” Sea Eye و”يوغند ريتيت” Jugend Rettet والمنظمات غير الحكومية الإسبانية” برو-أكتيفا أوبين أرمز”Pro-Activa Open Arms ، وغيرها من المجموعات مثل “إنقاذ الطفولة”Save the Children و إس أو إس مديتراني”SOS Mediterranee. وتعمل هذه المنظمات على مسافة ما بين 20 و 50 كيلومترا قبالة سواحل ليبيا، بناء على إذن من المركز الإيطالي لتنسيق الإنقاذ البحري.
وتعمل هذه المنظمات غير الحكومية وفق نظامين مختلفين أثناء عمليات الإنقاذ، فمنظمات مثل إس أو إس-مديتراني لديها سفن كبيرة وبالتالي فهي قادرة على إجراء عمليات إنقاذ كاملة، حيث تقوم هذه المنظمات بإنقاذ مهاجرين من البحر ونقلهم إلى الموانئ الإيطالية، بينما يتركز عمل المنظمات الأصغر مثل سي واتش أو برو-أكتيفا أوبين أرمز، على إنقاذ وتوزيع سترات النجاة والرعاية الطبية الطارئة أثناء انتظار سفينة أكبر لنقل المهاجرين إلى ميناء إيطالي.
العمل تحت الضغط
البحر الأبيض المتوسط أصبح رمزاً لسياسة العزلة الأوروبية. حيث أن طريق الهجرة المميت هو خيار محفوف بالمخاطر للأشخاص الذين يحاولون الوصول إلى أوروبا عبر البحر، وعلى الرغم من هذه المخاطر على حياة الناس إلا أنه لا يوجد حتى اللحظة برنامج إنقاذ حكومي يركز على تأمين الحدود ومكافحة الاتجار بالبشر.
ويتم تمويل معظم المنظمات غير الحكومية التي تساعد على تخفيف الخسائر في الأرواح عبر عمليات الإنقاذ في البحر، من خلال التبرعات الصغيرة بالدرجة الأولى، وتحدد نفقات المنظمات غير الحكومية قدراتها. حيث تنفق “إس أو إس مديتراني”، وهي منظمة أوروبية لإنقاذ الأشخاص في البحر الأبيض المتوسط، حوالي 11 ألف يورو يوميا لعملية إنقاذ وتدعو الناس للتبرع لدعم أنشطتها.
أما “أوبن آرمز” أو “الأيادي المفتوحة” فهي منظمة غير حكومية أصغر تعمل على مساعدة المهاجرين، وتستخدم هاشتاغ/ وسم #HelpOpenArms لتعزيز حملة التبرع الخاصة بها، وتنفق المجموعة حوالي 5453 يورو باليوم الواحد في البحر، ويستخدم معظم هذا المبلغ في موارد الطاقة.
ومع ذلك، فإن التمويل لا يزال منخفضا للغاية، وهذا سبب أساسي يجعل هذه المنظمات غير قادرة على إنقاذ أعدادٍ كبيرة من المهاجرين. كابتن سفينة الإنقاذ الخاصة “سي اي” قال لإذاعة “بايريشر روندفونك” الألمانية “في الوقت الراهن، لدينا وللأسف دعم قليل جداً من قبل الدولة، وهذا الدعم لا يكفي لإنقاذ جميع الأرواح”.
خلال عطلة نهاية الأسبوع، تم تحميل سفينتين تابعتين للمنظمة غير الحكومية الألمانية “يوغند ريتيت” بعدد كبير من الناس أثناء محاولة إغاثتهم من الغرق، ما استدعى طاقميهما إلى إرسال إشارات استغاثة، وطلب المساعدة من السفن الأخرى في المنطقة المجاورة.
تلعب سفن المنظمات غير الحكومية التي تقوم بدوريات في البحر الأبيض المتوسط دوراً هاماً في مساعدة العالقين في البحر. وقد لقي ما لا يقل عن 900 مهاجر مصرعهم أو فُقدوا أثناء محاولتهم الوصول إلى أوروبا عبر البحر الأبيض المتوسط هذا العام، فيما يعد 97 شخصاً في عداد المفقودين في آخر الحوادث بين الخميس والأحد خلال عطلة عيد الفصح.
ر.ز/ ر.ج – مهاجر نيوز
مآسي المتوسط.. مقبرة الأحلام والهاربين بحثاً عن الحياة
يعرّف البحر الأبيض المتوسط بمقبرة الأحلام، حيث ابتلع المتوسط المئات من المهاجرين الحالمين بالوصول إلى شواطئ أوروبا عبر قوارب الموت. معرض صور يوثق لأكثر حوادث الغرق مأساوية منذ حادثة لامبيدوزا عام 2013.
صورة من: picture-alliance/dpa
في 21 شباط/ فبراير 2017 عُثر على 74 جثة لمهاجرين جُرفت إلى الشواطئ الليبية شمالي غربي مدينة الزاوية، حيث لقوا حتفهم بعد غرق المركب الذي كانوا يحاولون العبور به إلى أوروبا. وظهر صف طويل من أكياس الجثامين البيضاء والسوداء على الشاطئ، في صور نشرها فرع الزاوية للهلال الأحمر الليبي على صفحته على فيسبوك.
صورة من: picture alliance/AP Photo/IFRC/M. Karima
اعتبر في 27 تشرين الأول/ أكتوبر 2016 حوالي 100 شخصا في عداد المفقودين بعد يوم من غرق قارب يحمل مهاجرين غير شرعيين قبالة السواحل الليبية، وفي 11 تشرين الثاني/ نوفمبر أعلنت مجموعات إنسانية دولية ما يقارب 250 شخصاً في عداد المفقودين ويخشى أنهم ماتوا غرقاً وذلك إثر تحطم سفينة جديدة في المتوسط. وفي 17 تشرين الثاني/نوفمبر وخلال حوالي 48 ساعة تحطمت أربع سفن ما أدى لغرق 340 مهاجراً.
صورة من: Reuters/Marina Militare
تم العثور على جثث 26 مهاجراً قبالة السواحل الليبية في الثالث والعشرين من شهر حزيران/يوليو 2016، وفي 21 أيلول/سبتمبر من العام نفسه انقلب قارب يحمل مئات المهاجرين قبالة مدينة رشيد الساحلية المصرية، حيث بلغ عدد القتلى 164 شخصاً وهم عدد الذين تمكنت فرق الإنقاذ من انتشالهم خلال الأيام التالية.
صورة من: Getty Images/AFP/M. El Shahed
كانون الثاني/يناير 2016 شهد غرق أكثر من 30 مهاجراً في حادثتي انقلاب زورقين بشكل منفصل، وفي 26 أيار/مايو تم فقدان 20-30 شخص يعتقد أنهم لقوا حتفهم غرقاً قرب السواحل الليبية، وفي 31 أيار/مايو تم العثور على حطام إحدى السفن التي تقل مهاجرين وسط المتوسط بين شمال أفريقيا وإيطاليا، والتي تعود لأحد السفن الثلاثة التي تحطمت وأودت بحياة حوالي 1000 مهاجر، خلال أسبوع تقريباً.
صورة من: AP
العاشر من حزيران/يوليو 2015 شهد غرق أكثر من 20 مهاجراً بعد أن انقلب قاربهم وتحطم أثناء توجهه من تركيا إلى اليونان. وفي 14 من الشهر نفسه تم العثور على ما يقارب 100 جثة لمهاجرين قرب سواحل مدينة تاجوراء الليبية، بحسب وسائل الإعلام. في السادس والعشرين من آب/أغسطس تم العثور على جثث 50 مهاجرا قبالة سواحل ليبيا، في حادثتين منفصلتين، وفقا لتقارير مجموعة تعنى بشؤون المهاجرين مقرها جزيرة مالطة.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Solaro
شهر أيار/مايو 2015 شهد إعلان نهاية عمليات البحث التي استمرت لمدة 34 أسبوع وتم من خلالها إنقاذ حياة حوالي 7000 مهاجر، كما تم الإعلان في نفس اليوم عن غرق 10 مهاجرين على الأقل، فيما أفادت منظمة "أنقذوا الطفولة" بعد يومين أن عدد الذين لقوا حتفهم يزيد عن 40 في ذلك اليوم.
صورة من: Reuters/Y. Behrakis
وفي 19 نيسان/أبريل 2015 تم الإعلان عن اختفاء ما يقارب 700-950 شخص، ويخشى أنهم لقوا حتفهم غرقاً على بعد 200 إلى الجنوب من جزيرة لامبيدوزا الإيطالية، فيما تم إنقاذ 28 شخصاً فقط، وانتشال 24 جثة بعد ما يقارب 24 ساعة. وبعد يوم واحد أي في العشرين من نيسان/أبريل تمكنت عناصر خفر السواحل اليونانية من إنقاذ 83 شخصاً وانتشال 3 جثث إثر انقلاب قارب للمهاجرين وتحطمه قرب جزيرة رودس اليونانية.
صورة من: Getty Images/A. Koerner
في 11 شباط/فبراير 2015 أعلنت وكالة اللاجئين في الأمم المتحدة أن أكثر من 330 مهاجرا لقوا حتفهم إثر 4 حوادث غرق منفصلة في المتوسط قبالة جزيرة لامبيدوزا الإيطالية. في حين أعلنت منظمة "أنقذوا الطفولة" في الخامس عشر من نيسان/إبريل أن ما يقارب 400 شخص في عداد المفقودين بعد حادثة غرق قارب كان يحمل 550 شخصاً قبالة سواحل ليبيا في 12 نيسان/إبريل، بينما تم إنقاذ 144 شخص كانوا على متن القارب، وانتشال 9 جثث.
صورة من: picture alliance/AP Photo/E. Morenatti
في الرابع من كانون الأول/ديسمبر 2014 عثر خفر السواحل الإيطالي على 16 جثة تعود لمهاجرين كانوا على متن زورق صغير المهاجرين على بعد 75 كيلومترا من ليبيا وعلى بعد 185 كيلومترا عن جزيرة لامبيدوزا الإيطالية.
صورة من: picture-alliance/ROPI
أعلنت منظمة الهجرة العالمية في 15 أيلول/سبتمبر 2014 عن غرق 700 شخص، وقالت المنظمة إن حوالي 500 من الغرقى قتلوا بحادثة غرق متعمد من قبل تجار البشر حيث قاموا بإغراق قارب كان على متنه حوالي 500 شخص كان متوجهاً إلى أوروبا من مصر. في حين لم تكن الذكرى السنوية الأولى لحادثة لامبيدوزا أقل مأساوية إذ تم في الثالث من تشرين الأول/أكتوبر 2014 انتشال جثث 130 مهاجراً في حادثتي غرق سفينتين قرب الساحل الليبي.
صورة من: picture alliance/AP Photo/E. Morenatti
في الثاني عشر من أيار/مايو 2014 لقي 40 مهاجراً على الأقل حتفهم بعد غرق سفينة في المياه المفتوحة بين ليبيا وإيطاليا. وفي 2 حزيران/يوليو تمكنت القوات الإيطالية من انتشال 45 جثة من قارب مهاجرين غرق قبل ثلاثة أيام. بينما سجل الخامس والعشرون من شهر آب/أغسطس رقماً مأساوياً جديداً إذ عثر على 220 جثة مهاجر غرقوا في ثلاثة حوادث غرق لسفن وقوارب بين السواحل الليبية والإيطالية.
صورة من: picture-alliance/AA/H. Erdinc
في العشرين من كانون الثاني/يناير 2014 لقي 9 أطفال وثلاث نساء حتفهم غرقاً خلال محاولة خفر السواحل اليوناني سحب قارب للمهاجرين بالقرب من جزيرة فارماكونيزي اليونانية إلى الشاطئ. وفي السادس من شباط/ فبراير تم الإبلاغ عن 5 جثث تعود لمهاجرين حاولوا السباحة قرب سبتة الاسبانية على السواحل الإفريقية الشمالية.
صورة من: Reuters/Y. Behrakis
في الثالث من شهر تشرين الأول/ أكتوبر 2013 غرق قارب للمهاجرين بالقرب من جزيرة لامبيدوزا جنوب إيطاليا، فيما اعتبر أعنف حادث بحري في تاريخ أوروبا الحديث. وتم العثور على 366 جثة وبقي أكثر من هذا العدد في عداد المفقودين. وفي الحادي عشر من أكتوبر/تشرين الأول غرق قارب في مياه المتوسط قرب مالطة وتمكنت القوات الإيطالية والمالطية من إنقاذ 186 شخص في حين بقي حوالي 200 شخص في عداد المفقودين.