منظمات تنتقد وعود مجموعة السبع بشأن اللقاحات للدول الفقيرة
١٤ يونيو ٢٠٢١
اعتبرت منظمة الصحة العالمية ومنظمات أخرى أن وعود مجموعة السبع بمنح مليار جرعة من اللقاح المضاد لكورونا مع الدول الفقيرة، قليلة جدا ومتأخرة كثيرا، مطالبة بـ"التحرك الآن" من أجل تلقيح 70% على الأقل من سكان العالم.
إعلان
قال مدير عام منظمة الصحة العالمية تيدروس ادهانوم غيبريسوس "نرحب بالإعلانات السخية عن هبات باللقاحات (التي وعدت بها دول مجموعة السبع) ونشكر القادة، لكن نحن بحاجة إلى أكثر من ذلك وبشكل أسرع".
وخلال قمتهم في نهاية الأسبوع في إنكلترا، أعلن قادة دول مجموعة السبع عن هبة بمليار جرعة من اللقاح- بالواقع 870 مليون جرعة تضاف إلى التعهدات التي سبق أن قطعت منذ شباط/فبراير- إما جرعات أو في شكل مساعدة مالية لنظام التوزيع الدولي "كوفاكس".
من جانبه دعا كارل بيلدت المبعوث الخاص لمنظمة الصحة العالمية للآلية الدولية المكلفة تسريع الوصول إلى أدوات مكافحة كوفيد 19 إلى "التحرك الآن". وقال رئيس الوزراء السويدي السابق "من أجل إنهاء الوباء بشكل فعلي، هدفنا يجب أن يكون تلقيح 70% على الأقل من سكان العالم بحلول اجتماع مجموعة السبع مجددا في ألمانيا السنة المقبلة. هذا الهدف يمكن بلوغه بدعم من مجموعة السبع ومجموعة العشرين معا. لتحقيق ذلك، نحن بحاجة إلى 11 مليار جرعة".
وقبل قمة مجموعة السبع كانت هيلين كلارك التي تشارك في رئاسة فريق خبراء مكلف تقييم الإدارة العالمية للوباء، قد دعت الدول الغنية إلى "إعادة توزيع مليار جرعة من اللقاح بحلول مطلع أيلول/سبتمبر ومليار جرعة أخرى بحلول مطلع السنة المقبلة".
ووفقا لحساباتها، فإن الدول المرتفعة الدخل خصصت 4,3 مليار جرعة لعدد سكان إجمالي يبلغ 1,16 مليار نسمة. حتى مع احتساب جرعتين لكل شخص، "لا يزال هناك مليارا جرعة يتعين إعادة توزيعها" كما قالت رئيسة الوزراء النيوزيلاندية السابقة.
وسلمت منصة كوفاكس حتى 14 حزيران/يونيو أكثر من 85 مليون جرعة في 131 دولة ومنطقة، وهو أقل بكثير مما كان متوقعا. لكن تقاسم الجرعات ليس سوى أحد محاور خطة المعركة الصحية لمجموعة السبع.
وتضمنت الوثيقة النهائية للقمة سلسلة من الالتزامات لمنع وباء جديد. وهي خفض المهلة لتطوير اللقاحات والعلاجات والتشخيصات على أمل أن يكون العالم جاهزا في أقل من 100 يوم للتعامل مع مرض مفاجئ. وسيركز الشق الآخر على تعزيز المراقبة الصحية وتنفيذ إصلاح منظمة الصحة العالمية لجعلها أكثر قوة.
وأبدت إيلونا كيكبوش مؤسسة مركز الصحة العالمية التابع لمعهد الدراسات العليا الدولية والتنمية في جنيف، شكوكا أيضا حيال الرغبة التي أبدتها مجموعة السبع لتعزيز منظمة الصحة العالمية قائلة "سأصدق هذه النقطة حين تزيد المساهمات في منظمة الصحة العالمية". بالنسبة لمنظمة الصحة العالمية وشركائها، تعتبر مسألة التمويل أمرا حاسما أيضا للقضاء على الوباء.
لا يزال يلزم أكثر من 16 مليار دولار (13,2 مليار يورو) هذه السنة لتمويل مبادرة تسريع الوصول إلى اللقاحات بشكل كامل. وهو نقص في الأموال يدعو كارل بيلدت إلى سده "في حال أردنا أن تنقل العلاجات بما يشمل الأكسجين والفحوصات التي نحتاجها بشكل طارئ إلى الدول الفقيرة".
غير أنه بالنسبة إلى منظمة أوكسفام، فإنه من الضروري قبل كل شيء حل مسألة تعليق براءات الاختراع بشأن اللقاحات بهدف تسريع إنتاجها. وقال ماكس لوسون من أوكسفام إن قادة مجموعة السبع "يقولون إنهم يريدون تلقيح العالم بحلول نهاية السنة المقبلة لكن أفعالهم تظهر أنهم أكثر اهتماما بحماية الاحتكارات وبراءات الاختراع الخاصة بشركات الأدوية العملاقة".
وتشاطره هذا الرأي أرونا كاشياب، من هيومن رايتس ووتش، وتقول إن "التركيز على اللقاحات وتقديم هبات لا يكفي. إن فشل مجموعة السبع في دعم إعفاء موقت بدون لبس للقواعد العالمية للملكية الفكرية، هو مراوحة قاتلة".
ع.ج.م/أ.ح (أ ف ب)
جنسيات مختلفة.. تعرّف على أشهر اللقاحات المرخصة عبر العالم
رخصت منظمة الصحة العالمية للقاحين اثنين فقط لأجل الاستخدام الطارئ، إلّا أن هناك عددا من اللقاحات التي تستخدم في دول العالم، ومن بينها ثلاثة في الاتحاد الأوروبي. نتعرف على أبرز سبعة لقاحات.
صورة من: imago images/Jochen Eckel
لقاح بيونتيك/ فايزر
طورته بيونتيك الألمانية مشاركة مع فايزر الأمريكية. تبلغ نسبة فعاليته حسب آخر التجارب السريرية 95 بالمئة. هو أوّل لقاح ضد كورونا ترخص له منظمة الصحة العالمية. يستند إلى تقنية الحمض النووي الريبي (mRNA)، وهو اللقاح الأكثر انتشاراً في العالم الغربي، غير أنه تلقّى انتقادات بسبب صعوبة تخزينه، إذ يحتاج إلى 70 درجة مئوية تحت الصفر للإبقاء على فعاليته.
صورة من: Tom Brenner/REUTERS
موديرنا
ثاني لقاح يرخص له الاتحاد الأوروبي بعد بيونتيك/ فايزر. طورته شركة موديرنا الأمريكية بالتعاون مع معاهد الصحة الوطنية الأمريكية للأمراض المعدية. وصلت فعاليته إلى 95 بالمئة. يعتمد التقنية نفسها تقريبا (mRNA)، لكن شروط تخزينه أقل صرامة ويحتاج 20 درجة تحت الصفر. ورغم ذلك بقيت كميات توزيعه في العالم أقلّ من اللقاح الأول، ما قد يفسر بسعره الذي يبلغ 33 دولارا للجرعة عكس اللقاح الثاني البالغ 20 دولارا.
صورة من: Jens Krick/Flashpic/picture alliance
سبوتنيك V
هو أول لقاح في العالم يعلن مطوروه فعاليته ضد كورونا رغم أنه لم يكن حينها قد اجتاز المرحلة الثالثة. طوّره معهد جماليا الحكومي الروسي، وتصل فعاليته إلى 92 بالمئة حسب الأرقام الروسية لكن مع تردد علمي غربي بسبب قلة المعطيات المنشورة حوله. استوردته عدة دول منها المجر والجزائر وصربيا والإمارات. يتميز بسهولة نقله وثمنه الرخيص (10 دولارات) وهو يستخدم تقنية نواقل الفيروسات الغدية (أو الغدانية).
صورة من: Sergei Bobylev/TASS/dpa/picture alliance
أسترازينيكا/ أكسفورد
اللقاح الثاني الذي ترخصّ له منظمة الصحة العالمية والثالث للاتحاد الأوروبي. أرخص اللقاحات لكنه كذلك أقلها فعالية (70 بالمئة) كما شككت دول كثيرة في فعاليته بخصوص كبار السن وكذلك ضد النسخ المتحورة. طورته شركة أسترازينكا البريطانية-السويدية بالتعاون مع جامعة أكسفورد. استوردته عدة دول بعد مساهمة معهد مصل الهند في إنتاجه. عملية نقله وتخزينه سهلة وهو كذلك يستخدم تقنية الناقل الغدي.
صورة من: Frank Hoermann/Sven Simon/imago images
سينوفارم
طورته شركة سينوفارم المملوكة للدولة الصينية مع معهد بكين للمنتجات الحيوية. طرحته الإمارات أولا قبل أن ترخص له الصين، ثم استوردته عدة دول منها المغرب والأردن ومصر. وصلت نسبة فعاليته حسب مصنعيه إلى 79 بالمئة لكن المعطيات العلمية غير منشورة بالشكل المطلوب. يستخدم تقنية حقن الفيروس المعطل، وأكبر غموض يلفه هو ثمنه، إذ ذكرت عدة تقارير أن الجرعة لا تقل عن 30 دولارا بينما ذكرت أخرى سعرا أقل أو أعلى.
صورة من: Zhang Yuwei/AP/picture alliance
كورونافاك
أنتجته شركة سينوفاك الصينية، لكن الترخيص له داخل الصين أخذ وقتا أطول. نسبة فعاليته مثيرة للجدل إذ أظهرت اختبارات في البرازيل أنها لم تتجاوز 51 بالمئة، غير أن اختبارات أخرى في تركيا التي كانت من أوائل من رخصوا له رفعت الفعالية إلى 91 بالمئة. يستخدم التقنية نفسها للقاح سينوفارم، وتحوم حوله الكثير من الأسئلة بسبب قلة المعطيات، خاصة ثمنه الذي لم ترد معطيات عنه وإن كانت تقارير قد قدرته بعشرة دولارات.
صورة من: Murat Cetinmuhurdar/Presidential Press Office/REUTERS
جونسون آند جونسون
طورته شركة "جونسون آند جونسون" الأمريكية، وبدأت جنوب إفريقيا باستخدامه رغم عدم الترخيص به في الولايات المتحدة أو أوروبا، بعدما تبين لها أنه قادر على مواجهة النسخة المتحورة، عكس ما أظهرته تجارب أولى. تصل نسبة فعاليته عالميا إلى 66 بالمئة عالميا و72 في أمريكا. يمتاز عن غيره أنه من جرعة واحدة، ما يقوّي حظوظه للانتشار أكثر. يستخدم تقنية نواقل الفيروس الغدية، وهو سهل التخزين.
صورة من: Thiago Prudencio/DAX/ZUMA Wire/picture alliance