منظمات دولية تحذر من مجاعة في غزة بسبب الحصار المستمر
علاء جمعة أ ف ب
١٤ مايو ٢٠٢٥
حذرت منظمات دولية، منها أطباء العالم وأوكسفام، من كارثة إنسانية وشيكة في غزة، متوقعة "مجاعة جماعية" إذا استمرت إسرائيل في منع دخول المساعدات الغذائية، وسط أوضاع معيشية مزرية تهدد حياة 2.4 مليون فلسطيني.
بحسب منسق منظمة أطباء العالم في الأراضي الفلسطينية، فإن "الفترة المقبلة ستكون حرجة، وقد نشهد مجاعة جماعية إذا لم تُفتح الحدود بسرعة"صورة من: Hani Alshaer/Anadolu/picture alliance
إعلان
أطلقت منظمات غير حكومية بارزة، مثل أطباء العالم، أطباء بلا حدود، وأوكسفام، تحذيرات عاجلة من خطر "مجاعة جماعية" في قطاع غزة، نتيجة منع إسرائيل دخول المساعدات الغذائية إلى القطاع المحاصر. وتأتي هذه التحذيرات وسط تفاقم الأوضاع الإنسانية بعد 18 شهرًا من الحرب، مما يهدد حياة ملايين السكان.
خلال مؤتمر صحفي عبر الفيديو، قال محمود إسليم، منسق منظمة أطباء العالم في الأراضي الفلسطينية، إن "الفترة المقبلة ستكون حرجة، وقد نشهد مجاعة جماعية إذا لم تُفتح الحدود بسرعة". وطالب بإنشاء ممرات إنسانيةغير مشروطة ووقف فوري لإطلاق النار. من جانبه، أكد محمد صالح، مدير مستشفى العودة قرب جباليا، أن المستشفى استقبل 1500 حالة سوء تغذية منذ أكتوبر، محذرًا من ارتفاع الوفيات إذا استمر الحصار.
إسرائيل تكثف عملياتها في غزة مع تفاقم المجاعة.
02:05
This browser does not support the video element.
وفقًا لتقرير التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، يواجه القطاع مستوى "حرجًا" من خطر المجاعة. وأشارت بشرى الخالدي من منظمة أوكسفام إلى أن مساعدات بقيمة 2.5 مليون دولار، كافية لإطعام مليون شخص، تنتظر عند الحدود. ووصفت الوضع المروع، حيث يضطر البعض لأكل لحوم الخيول بسبب ندرة الغذاء.
أزمة إنسانية متفاقمة
وبعد عام ونصف من القصف الإسرائيلي، أصبح 90% من شبكة مياه الشرب في غزة خارج الخدمة، مما يجبر السكان على استخدام مياه ملوثة، ما يزيد من انتشار الأمراض. ومع استمرار الحصار، يعتمد 2.4 مليون نسمة على مساعدات محدودة للغاية. وفي ظل إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو عن خطط لتصعيد عسكري في القطاع، تتفاقم المخاوف من كارثة إنسانية غير مسبوقة.
تدعو المنظمات الإنسانية المجتمع الدولي إلى الضغط لفتح الحدود وتأمين وصول المساعدات الغذائية والطبية. ويؤكد المسؤولون أن الوقت ينفد لمنع كارثة إنسانية تهدد حياة ملايين الفلسطينيين في غزة.
تحرير: فلاح الياس
معبر رفح.. "شريان الحياة" لسكان غزة ونافذتهم الضيقة نحو العالم
يمثل معبر رفح بين مصر وقطاع غزة المنفذ الوحيد لنحو مليوني فلسطيني على العالم الخارجي. نشأ المعبر في ظروف خاصة وتعرض للإغلاق كثيراً بسبب حروب وخلافات سياسية.. فما هي قصته؟
صورة من: Hatem Ali/AP/picture alliance
معبر رفح .. شريان حياة
لا يختفي اسم "معبر رفح" من وسائل الإعلام منذ بدء الاشتباكات بين حماس والجيش الإسرائيلي، إذ يُعد المنفذ الرئيسي الذي تدخل منه المساعدات المختلفة من غذاء ودواء ووقود وغيرها إلى قطاع غزة. كان المعبر حجر أساس في اتفاق الهدنة الأخير بين الطرفين حيث تم الاتفاق على عبور المئات من شاحنات المساعدات المختلفة يومياً إلى جانب خروج حملة الجنسيات الأجنبية والمرضى والمصابين الفلسطينيين من خلاله.
صورة من: Fatima Shbair/AP/picture alliance
نقطة الاتصال بالعالم الخارجي
في أقصى جنوب قطاع غزة، وعند صحراء سيناء في الجانب المصري، يُشكل معبر "رفح" البري المنفذ الرئيسي للقطاع إلى العالم. يوجد في غزة ستة معابر أخرى منها ايريز (حاجز بيت حانون) في الشمال وكرم أبو سالم جنوب شرق القطاع لكنها تقع جميعاً تحت السيطرة الإسرائيلية بالكامل. يبقى معبر رفح هو نقطة الاتصال الوحيدة بين قطاع غزة والعالم الخارجي.
صورة من: Mustafa Hassona/Anadolu/picture alliance
كيف نشأ المعبر؟
نشأ المعبر عقب توقيع مصر وإسرائيل اتفاقية السلام عام 1979 وانسحاب إسرائيل من سيناء عام 1982. قبل عام 1967 لم تكن هناك حدود بين رفح المصرية والفلسطينية لكنهما فصلتا بعد تنفيذ الشق الخاص من ااتفاقية ترسيم الحدود. خُصص المعبر لعبور الأفراد فيما خصص معبر كرم أبو سالم الذي تسيطر عليه إسرائيل لعبور البضائع.
صورة من: BOB DAUGHERTY/AP/picture alliance
إدراة مشتركة وفق اتفاقية أوسلو
سمحت اتفاقية أوسلو لممثلي السلطة الفلسطينية بالتواجد في المعبر. لكن منذ الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة عام 2005 وإلى اليوم تغيرت ظروف المعبر عدة مرات وفقاً للتطورات الأمنية والعسكرية في القطاع. تم إغلاق المعبر مع انتفاضة عام 2000 وبعدها ظل ما بين الإغلاق والفتح، فيما شددت مصر إجراءات العبور من وقتها وحتى اليوم.
صورة من: Terje Bendiksby/NTB/picture alliance
من يتحكم في المعبر؟
سيطرت إسرائيل على المعبر خلال احتلالها للقطاع وحتى عام 2005 الذي انسحبت فيه من غزة. تم توقيع "اتفاقية الحركة والوصول" عام 2005 والتي جمعت بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية وبرعاية أمريكية، وهي الاتفاقية التي أقرت بأن يخضع المعبر للسيطرة الفلسطينية - الإسرائيلية برعاية أوروبية تراقب حق الجانب الفلسطيني في العبور والتبادل التجاري بما لا يمس الأمن الإسرائيلي.
صورة من: picture alliance / ASSOCIATED PRESS
ضرورات أمنية
عملت مصر وإسرائيل على تقييد الحركة من غزة وإليها منذ أن فرضت حركة حماس سيطرتها على القطاع في 2007 حين وصل الصراع بين حماس وحركة فتح إلى ذروته. تقول الدولتان إن ذلك ضروريا لأسباب أمنية. ورهنت مصر التعامل مع المعبر بموافقة كل من إسرائيل والسلطة الفلسطينية بالضفة الغربية. وخلال الحرب الأخيرة فرضت إسرائيل حصاراً شاملاً على قطاع غزة في 9 أكتوبر/تشرين الأول.
صورة من: Hatem Ali/AP/picture alliance
بين إغلاق وفتح المعبر
في عام 2010 قررت مصر فتح المعبر بشكل أكبر عقب ما عرف بواقعة "أسطول الحرية". ومع أحداث ثورة يناير/ كانون الثاني 2011، أمر المجلس الأعلى للقوات المسلحة في مصر باقتصار فتح المعبر على الحالات الطارئة. لم يفتح المعبر بشكل كامل إلا مع ثورة 25 يناير لكن منذ عام 2013 عاد الوضع إلى ما كان عليه سابقاً. في عام 2017، فُتح المعبر أمام حركة الأفراد الحاصلين على تصريح أمني مع الخضوع لعمليات تفتيش صارمة.
صورة من: Hatem Ali/AP/picture alliance
مخاوف مصرية
تكمن أكبر مخاوف مصر في أمرين؛ الأول هو حدوث تدفق هائل للاجئين الفلسطينيين الفارين من الحرب عبر معبر رفح. والثاني وهو الأخطر ويتمثل في احتمال دخول مسلحين إسلاميين إلى البلاد، خصوصاً وأن مصر تواجه جماعات إسلامية متشددة في سيناء وذلك على مدار أكثر من 10 سنوات. لذلك تولي مصر أهمية مشددة لتأمين معبر رفح.
صورة من: Hatem Ali/AP/picture alliance
تطبيق إجراءات مشددة
لا تسمح السلطات المصرية للفلسطينيين بمغادرة غزة بسهولة، إذ يجب على الفلسطينيين الراغبين باستخدام معبر رفح التسجيل لدى السلطات الفلسطينية المحلية قبل سفرهم بنحو شهر وقد يتم رفض طلبهم إما من قبل السلطات الفلسطينية أو المصرية دون إبداء الأسباب. وفيما يشكو فلسطينيون من سوء معاملة على المعبر، تُبقي إسرائيل سيطرتها كاملة على ما يمر عبر القطاع خوفاً من وصول أي مساعدات خاصة لحركة حماس.
صورة من: Mohammed Talatene/dpa/picture alliance
الأولوية للحالات الإنسانية
أعطيت الأولوية في الاتفاق الأخير بين حماس وإسرائيل لعبور المساعدات الإنسانية والحالات المرضية وخصوصاً الأطفال الخُدج (غير مكتملي النمو) حيث أصدر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قراراً باستقبالهم في المستشفيات المصرية.
صورة من: Egypt's State Information Center/Xinhua/picture alliance
مخاوف من كارثة إنسانية
في مؤتمر صحفي كبير عقد في أكتوبر/تشرين الأول 2023، حذر الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيرش من أمام بوابات المعبر في الجانب المصري من استمرار إغلاقه، منذراً بحدوث كارثة إنسانية إن لم تدخل المساعدات الإنسانية إلى غزة، وشدد على ضرورة ضمان عبور قوافل المساعدات بعدد كبير من الشاحنات كل يوم إلى قطاع غزة لتوفير الدعم الكافي لسكانه.
صورة من: picture alliance/dpa
القصف يعرقل انتظام عمل المعبر
خلال الحرب الأخيرة، أكدت مصر عدة مرات أن المعبر مفتوح من جانبها وأنه لم يتم إغلاقه منذ بدء الأزمة الراهنة، لكن تعرض مرافقه في الجانب الفلسطيني للدمار بسبب الغارات الإسرائيلية يحول دون انتظام عمله بشكل طبيعي، وفق ما ذكرت الخارجية المصرية. إعداد: عماد حسن.
صورة من: Russia Emergencies Ministry/dpa/picture alliance