منظمات مدنية ألمانية قلقة بشأن مستقبل عملها في مصر
١٠ مارس ٢٠١٧
رغم التوافق على تنظيم أوضاعها القانونية، لا تزال مؤسسات مدنية ألمانية بمصر متشككة إزاء قدرتها على العمل بحرية مستقبلا داخل البلاد. وأعربت المنظمات الألمانية السياسية في مصر عن تفاؤل حذر بسبب ضبابية وضعها القانوني.
إعلان
أصبح نشاط تلك المؤسسات صعبا بصورة قد تصل إلى الاستحالة منذ إصدار محكمة مصرية حكما ضد موظفين اثنين في مؤسسة "كونراد أديناور" الألمانية المقربة من الحزب المسيحي الديمقراطي، الذي تتزعمه المستشارة أنغيلا ميركل. وكانت ميركل أوضحت خلال زيارتها للقاهرة يوم الخميس قبل الماضي أنه تم مناقشة قوانين المؤسسات السياسية الألمانية في مصر، والتي تساهم في التعاون وتطوير المجتمع المدني. مُشيرة إلى أنه تم تذليل الصعوبات والاتفاق على إبرام بروتوكول سياسي قانوني لعمل المؤسسات الألمانية في مصر، ليتم توقيعه في ألمانيا بتصديق البرلمان المصري.
ويقول مدير قسم المكاتب الخارجية في مؤسسة "فريدريش ناومان" الألمانية المقربة من الحزب الديمقراطي الحر، أولريش نيمان: "لكن ظروف العمل ستكون على نحو أكثر تضييقا مما كان عليه الوضع من قبل". ومن المنتظر أن تتولى لجنة مصرية الرقابة على نشاط هذه المؤسسات في المستقبل. وعن ذلك قالت متحدثة باسم مؤسسة "فريدريش إبرت" الألمانية المقربة من الحزب الاشتراكي الديمقراطي: "لا نعلم كيف ستعمل هذه اللجنة ونوعية القرارات التي ستتخذها"، مضيفة أن مستقبل المؤسسات الألمانية السياسية في مصر غير محسوم بوجه عام وأن الاحتمالات تتراوح بين القمع التام والعمل الحر على نطاق واسع للمؤسسات.
يذكر أن البرلمان المصري وافق في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي على قانون يقوض نشاط المنظمات غير الحكومية. وينص القانون على إخضاع كافة منظمات المجتمع المدني الأجنبية والمصرية التي تتلقى دعما ماليا من الخارج للمراقبة من جهة سلطات مختصة، بالإضافة إلى حظر النشاطات "ذات السمات السياسية" لهذه المنظمات.
ويلزم القانون تلك المنظمات بالحصول على تصريح من لجنة مختصة عند نشر نتائج أبحاث ميدانية أو استطلاعات رأي. لكن القانون لم يدخل حتى الآن حيز التنفيذ، بحسب بيانات نواب برلمانيين. وترى مؤسسة "كونراد أديناور" تقدما تجاه مستقبل عمل المؤسسات الألمانية في مصر، "إلا أنها لا ترى في ذلك حلا لحالتها الخاصة"، حسبما ذكر المتحدث باسم المؤسسة توبايس بوت. وأوضح بوت أن استئناف نشاط "كونراد أديناور" في مصر مرتبط بإلغاء الأحكام القاضية التي لا تزال سارية ضد اثنين من موظفيها، مشيرا إلى أن هذه مسألة قضائية وليست سياسية.
يذكر أن السلطات المصرية اتهمت مؤسسة "كونراد أديناور" بالعمل في مصر بصورة غير شرعية. وخضع المدير السابق للمكتب أندرياس ياكوبس للتحقيق. وفي مطلع حزيران/يونيو عام 2013 قضت محكمة مصرية على ياكوبس بالسجن لمدة خمسة أعوام وعلى موظفة ألمانية أخرى في المكتب لمدة عامين بتهمة "إدارة منظمة أجنبية على نحو غير شرعي" و"التحويل غير الشرعي للأموال". وقبل صدور الحكم غادر المتهمان البلاد بعد خروجهما من الحبس بكفالة مالية، ولا يزال حكم المحكمة ساريا حتى اليوم.
ح.ز/ ع.ج (د.ب.أ)
الربيع العربي- انتكاسة يتخللها بريق أمل
في الذكرى الخامسة لما عُرف إعلاميا بالربيع العربي، والذي انطلق من تونس وامتد إلى مصر وليبيا وسوريا والبحرين فاليمن، تقرع موجات اللاجئين والنازحين المليونية أبواب الإنسانية. حصيلة العام الخامس "للربيع العربي" في صور.
صورة من: Reuters/P. Hanna
بدأت احداث "الربيع العربي" في تونس بمدينة سيدي بوزيد بعد أن احرق الشاب محمد البوعزيزي نفسه احتجاجا على مصادرة عربته مصدر رزقه، فخرج الشباب والعاطلون عن العمل وعمال النقابات متظاهرين محتجين ونجحوا في وقت قياسي في اسقاط حكومة زين العابدين بن علي الذي فرّ من البلد الى السعودية .
صورة من: picture-alliance/AP Photo/Salah Habibi
ارسى التغيير في تونس ديمقراطية ودستورا جديدا شاركت في صياغته مختلف القوى السياسية. ونجحت القوى الإسلامية متمثلة بحزب النهضة بالفوز في الانتخابات التشريعية لكنها فشلت في تحقيق مطالب الشعب. وفي انتخابات 2014 نتحقق التغيير الديمقراطي وفازت أحزاب جديدة في البرلمان، رغم ذلك ما زالت فئات كبيرة من الشعب ترى أنها لم تنل أي نصيب من "الكعكة الديمقراطية".
صورة من: DW/S. Mersch
أراد الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك في الخامس والعشرين من كانون الثاني/ يناير 2011 الاحتفال بيوم الشرطة التقليدي ومنع التظاهرات خوفا من شرارة قد تقود إلى انتفاضة ضد حكمه، رغم ذلك خرجت تظاهرات حاشدة عمت مدن مصر ونادت بإسقاط نظام حكم مبارك الذي تربع على راس هرم السلطة لثلاث عقود.
صورة من: Reuters/M. Abd El Ghany
التغير في مصر أوصل "الإخوان المسلمين" ومحمد مرسي إلى الحكم، لكن فئات كبيرة من الشعب استاءت من تعامل "التنظيم الإسلامي" مع السلطة وخرجوا بالملايين مدعومين من الجيش مطالبين بإسقاط "حكم الإخوان". البعض عد ذلك "نكسة للديمقراطية" فيما وصفه آخرون بـ"العملية التصحيحية".
صورة من: picture-alliance/AP Photo/Khalil Hamra
مر الربيع العربي في ليبيا بشكل مختلف تماما عن تونس ومصر، إذ لم تستطع القوى المدنية إنهاء حكم معمر القذافي الذي قمع الثورة بشتى الطرق، وسرعان ما تحولت الثورة بعد ذلك إلى صراع مسلح تمكن فيه "الثوار" بمساعدة قوات الناتو من قتل القذافي واسقاط نظامه، لكنهم عجزوا بعدها عن الاتفاق على نظام بديل.
صورة من: DW/E. Zouber
العملية الديمقراطية في ليبيا بدأت وما زالت متعثرة حتى اليوم رغم الاتفاقات الكثيرة التي حصلت بين الأطراف المتصارعة. ومنذ صيف عام 2014 تتنافس حكومتان إحداهما في طرابلس والأخرى في الشرق على إدارة البلد. وفي تطور جديد أعلن المجلس الرئاسي الليبي هذا الشهر عن تشكيل حكومة وفاق وطني جديدة، في إطار خطة الأمم المتحدة لتوحيد الفصائل المتناحرة في ليبيا.
صورة من: imago/Xinhua
"الربيع العربي" ربيع الشباب في اليمن، انطلق في شباط/ فبراير 2011، مطالبا بإنهاء حكم علي عبد صالح الذي استمر لأكثر من ثلاثين عاما. وبعد ضغط محلي وخليجي كبير وافق صالح على تسليم السلطة لنائبه عبد ربه منصور هادي وغادر اليمن في كانون الثاني/ يناير 2012.
صورة من: picture-alliance/dpa
نفي علي عبد ألله صالح من اليمن لم ينه نفوذه في البلد. وبقيت فئات من الشعب والجيش موالية له عشائريا وسياسيا. في 2015 نجح "الثوار" الحوثيون وبالتعاون مع قوات موالية لصالح في نزع السلطة من الرئيس هادي، ما جعل دول الخليج وبقيادة السعودية تدخل حربا مباشرة لإعادة السلطة لهادي.
صورة من: Reuters/K. Abdullah
تظاهرات الربيع العربي بدأت سلمية في سوريا في مارس/ آذار 2011 مطالبة بإنهاء سلطة حزب البعث و حكم عائلة الأسد المستمر منذ عام 1971. لكن بشار الأسد واجه "التظاهرات" بإصلاحات "شكلية" تضمنت منح الأكراد بعض الحقوق ورفع حالة الطوارئ وتشكيل حكومة جديدة، فيما واصل قمعه للمحتجين وبدأ بشن عمليات عسكرية ضدهم.
صورة من: dapd
بعد أشهر من الاحتجاجات اتخذ الربيع العربي في سوريا منحى آخر وأصبح البلد يعج بكثير من الفصائل المسلحة التي فشلت في توحيد صفوفها ضد النظام. الفراغ الأمني والسياسي في سوريا هيأ الأجواء لتنظيمات مسلحة ذات توجهات إسلامية إيدلوجية متطرفة، مثل تنظيم "داعش"و" النصرة" للسيطرة على مناطق واسعة من البلد.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Aboud
في البحرين بدأت الاحتجاجات في شباط / فبراير 2011 في ساحة اللؤلؤة ونادت بتغييرات سلمية وإصلاحات سياسية لصالح الأغلبية الشيعية في البلد وإنهاء سيطرة العائلة المالكة على الحكم وسلطة مجلس الوزراء التابع لها، ما أثار حفيظة دول الخليج وخاصة السعودية فأرسلت قوات تحت مظلة قوات درع الجزيرة وقمعت الحركة، لكن الاضطرابات ما زالت تتفجر من وقت لآخر.
صورة من: picture-alliance/dpa
بعد مرور خمسة أعوام على " الربيع العربي" لم يتبق من هذا التغيير إلا بعض النقاط المضيئة، كما في التجربة التونسية وبعض الامتيازات للشباب في مصر. اما ليبيا واليمن وسوريا والبحرين فما زالت ابعد ما تكون عن الاستقرار، والمستقبل فيها يبدو بلا افق مضيء. نتاج الربيع العربي قوافل من النازحين ، وملايين اللاجئين يتدفقون على اوروبا والمانيا على وجه الخصوص.