منظمات: من المستحيل توزيع المساعدات بالغوطة في خمس ساعات
٢٧ فبراير ٢٠١٨
انتقدت منظمات إغاثية عالمية الهدنة التي أعلنت عنها روسيا في الغوطة الشرقية من طرف واحد وهي خمس ساعات يوميا. ورأت منظمة الصليب الأحمر أنه من المستحيل إدخال قافلة مساعدات إلى الغوطة خلال هذه المدة القصير.
إعلان
صرحت منظمة "أنقذوا الأطفال "Save the Children للإغاثة أن المهلة المحددة بخمس ساعات يوميا هي غير كافية من أجل عمليات الإنقاذ، وانتقدت المنظمة الدولية هذا الوقت القصير مؤكدة أنه "لا يسمح بتوزيع المساعدات أو إنقاذ الجرحى، ولا يوفر أجواء آمنة من أجل عمليات الإنقاذ".
من جهته ذكر الصليب الأحمر في بيان أنه مستعد لدخول الغوطة الشرقية مع الهلال الأحمر السوري لإيصال المساعدات بيد أنه من المستحيل إدخال قافلة إنسانية في غضون خمس ساعات.
وكانت الغارات تواصلت في الغوطة الشرقية اليوم الثلاثاء (27 فبراير/ شباط 2018) رغم وقف إطلاق النار الذي دعت إليه الأمم المتحدة ورغم الهدنة التي أعلنتها روسيا حليفة الرئيس السوري بشار الأسد لمدة خمس ساعات يوميا.
وقال ينس لايركه، المتحدث باسم الأمم المتحدة في الشؤون الإنسانية، خلال إفادة في جنيف "وردت إلينا تقارير هذا الصباح تفيد باستمرار القتال في الغوطة الشرقية". وأضاف "من الواضح أن الوضع على الأرض في حالة لا تسمح بدخول القوافل أو خروج حالات الإجلاء الطبي".
لا تحسّن في الأوضاع الإنسانيّة لسكان الغوطة الشرقيّة
01:01
بيد أن الجيش الروسي اتهم الفصائل المعارضة السورية بشن "هجوم" على قوات النظام في الغوطة الشرقية قرب دمشق وذلك خلال "الهدنة الإنسانية" التي أعلنتها موسكو. وقال المسؤول عن المركز الروسي للمصالحة في روسيا يوري ايفتوشنكو في بيان "خلال الهدنة الإنسانية، واصل مقاتلو المجموعات المسلحة مهاجمة مواقع القوات الحكومية" في الغوطة الشرقية قبل أن "يشنوا هجوما" في هذه المنطقة.
وبالرغم من أن روسيا صوتت لصالح قرار مجلس الأمن الدولي حول وقف إطلاق النار في سوريا لمدة شهر، إلا أنها أعلنت عن هدنة "إنسانية" لمدة خمس ساعات يوميا من طرف واحد في الغوطة الشرقية. وقالت روسيا إنها تهدف بذلك لفتح ممر آمن لخروج الجرحى والمدنيين. وتتهم دمشق المعارضة بالهجوم على الممر الآمن لمنع المدنيين من الخروج. لكن مقاتلي المعارضة ينفون ذلك
ع.أ.ج/ أ.ح (أ ف ب، د ب ا)
الغوطة الشرقية.. أطراف الحرب وضحاياها من المدنيين
في وجه الهجوم الشرس للنظام السوري وحلفائه تستميت فصائل المعارضة في الغوطة الشرقية في الدفاع عن آخر معاقلها قرب العاصمة. ما هي أبرز أطراف النزاع على الجانبين؟ وما حجم معاناة السكان هناك؟
صورة من: Getty Images/AFP/H. Al-Ajweh
"جيش الإسلام"
يعد "جيش الإسلام" أبرز فصائل المعارضة في المنطقة، والذي أسسه وتولى قيادته زهران علوش عام 2013 إلى حين مقتله إثر غارات جوية روسية عام 2015. وتكون "جيش الإسلام" نتيجة اتحاد أكثر من 45 فصيلاً من "الجيش الحر". ويضم قرابة 10 آلاف مقاتل ويسيطر على نصف مساحة منطقة الغوطة الشرقية وتحديداً مدينة دوما ومحيطها.
صورة من: Getty Images/AFP/A.AlmohibanyGetty Images/AFP/A.Almohibany
"فيلق الرحمن"
يعد "فيلق الرحمن" ثاني أكبر الفصائل المعارضة في الغوطة الشرقية، بعد "جيش الإسلام". وتأسست نواته الأولى التي كانت تسمى بـ"لواء البراء" في آب/ أغسطس 2012، وتغير اسم الجماعة المسلحة مع تزايد أعداد أفرادها إلى فيلق "الرحمن". وتضم الجماعة ما يقرب من تسعة آلاف مقاتل وتسيطر على ما يسمى بالقطاع الأوسط الذي يضم مدناً عدة أبرزها عربين وحموريه، بالإضافة إلى أجزاء من حي جوبر في شمال شرق دمشق.
صورة من: Getty Images/AFP/A.Eassa
"حركة أحرار الشام"
تنفرد "حركة تحرير الشام" بالسيطرة على أجزاء من مدينة حرستا ومحيطها على أطراف الغوطة الشرقية. وخاضت إلى جانب "هيئة تحرير الشام" عدة معارك ضد قوات النظام في المنطقة، رغم الخلاف الكبير بينهما.
صورة من: Getty Images/AFP/B. al-Habibi
"هيئة تحرير الشام"
تضم "هيئة تحرير الشام"، والتي كانت تُعرف سابقاً بجبهة النصرة (فرع القاعدة في سوريا)، مئات المقاتلين إلى جانب عدد كبير من المقاتلين الأجانب. ويترأسها في الغوطة المدعو بالشيخ أبوعاصي. وتقتصر سيطرتها على بعض المراكز المحدودة في القطاع الأوسط في الغوطة.
صورة من: Rami Al-Sayed/AFP/Getty Images
النظام السوري وحلفاؤه
على الجانب المقابل يخوض جيش النظام السوري وحلفاؤه من ما يُطلق عليها "القوات الرديفة" معارك شرسة ضد قوات المعارضة. ولا يعرف على وجه الدقة من هي المجموعات والميلشيات التي تساند الأسد في الحرب في منطقة الغوطة. هذا ويتم الحديث عن مشاركة ميلشيات تابعة لإيران وأخرى عراقية وحزب الله اللبناني.
صورة من: Reuters/O. Sanadiki
واشنطن تتهم وموسكو تنفي
نفى الكرملين ضلوع روسيا في القصف على الغوطة الشرقية. وقال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للصحافيين "إنها اتهامات لا أساس لها" بعدما اتهمت الخارجية الأميركية روسيا بأنها "مسؤولة" عن هذه الهجمات.
صورة من: picture-alliance/dpa/Sputnik/E. Shtukina
المدنيون يدفعون الثمن دائماً
يعيش في المنطقة المحاصرة من الغوطة الشرقية قرابة 400 ألف شخص، وهي منطقة مؤلفة من مدن وبلدات ومزارع تحاصرها قوات النظام والميليشيات الموالية لها منذ 2013. وتعد الغوطة الشرقية آخر معقل لمقاتلي المعارضة قرب دمشق. ولاقى منذ بداية الغارات الجوية والقصف، الذي يشنه النظام السوري على الغوطة الشرقية، لحد الآن أكثر من 417 مدني حتفه، من بينهم نحو مئة طفل، وأصيب مئات آخرين بجروح.
صورة من: picture alliance/abaca/A. Al Bushy
تفاقم الوضع الإنساني
ولليوم السادس على التوالي قصفت طائرات حربية الغوطة الشرقية. وذكرت منظمات خيرية طبية إن الطائرات أصابت أكثر من عشرة مستشفيات الأمر الذي يجعل مهمة علاج المصابين شبه مستحيلة. وصرحت منظمة "أطباء بلا حدود" أن القصف أدى إلى هدم وتدمير 13 مشفى وعيادة تدعمها. إعداد: إيمان ملوك