منظمة: أكثر من 1400 مهاجر قضوا في المتوسط منذ بداية العام
٤ يوليو ٢٠١٨
في وقت يشتد فيه النقاش في أوروبا لإيقاف تدفق اللجوء إليها، لقي أكثر من 1400 مهاجر حتفهم في البحر المتوسط منذ بداية العام. أحد أسباب ازدياد العدد هو "استغلال خوف الناس من تشديد الإجراءات الأوروبية" من قبل المهربين.
إعلان
أعلنت المنظمة الدولية للهجرة الثلاثاء (الثالث من تموز/ يوليو 2018) أن عدد القتلى والمفقودين بين المهاجرين في البحر المتوسط منذ بداية العام أعلى بنسبة 40% مقارنة بالتقديرات السابقة.
وأوضحت المنظمة ومقرها جنيف أنه يعتقد أن 1405 شخصا لقوا حتفهم منذ بداية العام وحتى أول تموز/يوليو الجاري، وذلك بعد أن أعلنت الاثنين أن العدد تجاوز الـ1000 شخص.
وقالت جوليا بلاك، المتخصصة في جمع البيانات بالمنظمة إن الزيادة لا ترجع إلى حوادث جديدة لقوارب المهاجرين. وأضافت أنه بدلا من ذلك، فقد استغرقت وقتا للتأكد من عدد المهاجرين المفقودين في ثلاثة حوادث وقعت يومي 19 و 20 حزيران/يونيو الماضي.
وكان ما لايقل عن 215 شخصا قد لقوا حتفهم في هذه الحوادث. وشملت الإحصاءات التي تم الإعلان عنها يوم الثلاثاء 03 تموز/يوليو أيضا 218 مهاجراً غرقوا قبالة الساحل الليبي في واقعتين منفصلتين يومي الجمعة والأحد.
أسباب غرق المهاجرين
وفي السياق ذاته، تحدث رئيس بعثة المنظمة الدولية للهجرة إلى ليبيا عثمان البلبيسي عن "زيادة مقلقة في الوفيات قبالة السواحل الليبية"، مشيراً إلى أن مهربي البشر يستغلون خوف الناس من تشديد الإجراءات الأوروبية في البحر المتوسط.
من جانبه أفاد الباحث الإيطالي ماتيو فيلا بأن خطر وفاة المهاجرين الذين يحاولون عبور البحر انطلاقاً من ليبيا قد ازداد بشكل حاد الشهر الماضي.
وكتب فيلا ،الذي يعمل في معهد "آي.إس.بي.آي" للأبحاث، على تويتر :"توفي 10% تقريبا أو فقدوا عند مغادرة الساحل الليبي في الفترة من أول حزيران/يونيو إلى 2 تموز/يوليو".
ووفقا لحسابات فيلا ، فإن من بين ما يقرب من 7 آلاف شخص شرعوا في الرحلة، وصل نحو 42% إلى إيطاليا، وتمت إعادة 48% آخرين إلى ليبيا ، وتوفي ما لا يقل عن 10% أو فقدوا.
وقدم الباحث ثلاثة أسباب للزيادة الحادة في معدلات الوفاة.
السبب الأول هو أن المنظمات غير الحكومية تقوم بتنفيذ عمليات إنقاذ أقل بكثير، بعد أن قامت الحكومة الإيطالية الجديدة الشعبوية بطرد سفنها من الموانئ الإيطالية.
وقال إن السبب الثاني هو أن سفن الشحن مترددة في إنقاذ المهاجرين، لأن ذلك يستلزم عمليات مكلفة لتغيير الاتجاه ونظرا لأن السفن التي يوجد على متنها مهاجرون "تُحتجز لأيام انتظاراً في الموانئ" ، على حد قول فيلا.
وأضاف أن السبب الثالث هو أن "حرس السواحل الليبي يعاني من نقص في عدد الموظفين ويفتقر إلى التجهيزات اللازمة".
إيطاليا: سنغلق الحدود بوجه اللاجئين "غير الحقيقيين"
وكانت الحكومة الإيطالية أعلنت يوم الاثنين (2 تموز/يوليو)، أنها ستتبرع بمزيد من السفن لمساعدة خفر السواحل الليبي في اعتراض المهاجرين الذين يتجهون إلى أوروبا عبر البحر.
وقال بيان حكومي بعد اجتماع لمجلس الوزراء إن السفن ستأتي من الأسطول الحالي لخفر السواحل وشرطة الجرائم المالية والجمركية في إيطاليا المعروفة باسم "جوارديا دي فينانزا".
ونقلت وكالة الأنباء الإيطالية (أنسا) عن وزير النقل والبنية التحتية دانيلو تونينيلي قوله إن ليبيا ستحصل على 12 سفينة، من بينها 10 من خفر السواحل.
وقال وزير الداخلية ماتيو سالفيني لتلفزيون "راي" الحكومي إن إيطاليا ستبقى مفتوحة أمام اللاجئين الحقيقيين، في حين "يجب عدم السماح للآخرين بمغادرة بلادهم والموت في الطريق".
وفي حزيران/يونيو 2017 ، انطلق ما يقرب من 25 ألف شخص للقيام بهذه الرحلة، ووصل 90% منهم إلى إيطاليا ، فيما تم اعتراض 8% آخرين من قبل السلطات الليبية وتوفي 2% أو فقدوا.
ويشار إلى أن إجمالي عدد المهاجرين والوفيات بين المهاجرين في البحر المتوسط مازالت أقل من العدد الذي تم تسجيله خلال نفس الفترة من العام الماضي.
وكان 2268 شخصاً قد لقوا حتفهم أثناء محاولتهم الوصول للشواطئ الأوروبية خلال النصف الأول من عام 2017.
وقد وصل نحو 101 ألف مهاجر للشواطئ الأوروبية في الفترة ما بين كانون الثاني/يناير و حزيران/يونيو العام الماضي، مقارنة بـ 45800 هذا العام. وقد انخفضت أعداد المهاجرين الذين وصلوا أوروبا بنسبة 80% ليصل عددهم إلى 16600 عام 2018.
وعلى العكس، شهدت إسبانيا زيادة في أعداد المهاجرين بنسبة 140% لتبلغ 15400 مهاجرا في حين سجلت اليونان زيادة بنسبة 50% ليبلغ عدد المهاجرين 13500 مهاجر.
مآسي المتوسط.. مقبرة الأحلام والهاربين بحثاً عن الحياة
يعرّف البحر الأبيض المتوسط بمقبرة الأحلام، حيث ابتلع المتوسط المئات من المهاجرين الحالمين بالوصول إلى شواطئ أوروبا عبر قوارب الموت. معرض صور يوثق لأكثر حوادث الغرق مأساوية منذ حادثة لامبيدوزا عام 2013.
صورة من: picture-alliance/dpa
في 21 شباط/ فبراير 2017 عُثر على 74 جثة لمهاجرين جُرفت إلى الشواطئ الليبية شمالي غربي مدينة الزاوية، حيث لقوا حتفهم بعد غرق المركب الذي كانوا يحاولون العبور به إلى أوروبا. وظهر صف طويل من أكياس الجثامين البيضاء والسوداء على الشاطئ، في صور نشرها فرع الزاوية للهلال الأحمر الليبي على صفحته على فيسبوك.
صورة من: picture alliance/AP Photo/IFRC/M. Karima
اعتبر في 27 تشرين الأول/ أكتوبر 2016 حوالي 100 شخصا في عداد المفقودين بعد يوم من غرق قارب يحمل مهاجرين غير شرعيين قبالة السواحل الليبية، وفي 11 تشرين الثاني/ نوفمبر أعلنت مجموعات إنسانية دولية ما يقارب 250 شخصاً في عداد المفقودين ويخشى أنهم ماتوا غرقاً وذلك إثر تحطم سفينة جديدة في المتوسط. وفي 17 تشرين الثاني/نوفمبر وخلال حوالي 48 ساعة تحطمت أربع سفن ما أدى لغرق 340 مهاجراً.
صورة من: Reuters/Marina Militare
تم العثور على جثث 26 مهاجراً قبالة السواحل الليبية في الثالث والعشرين من شهر حزيران/يوليو 2016، وفي 21 أيلول/سبتمبر من العام نفسه انقلب قارب يحمل مئات المهاجرين قبالة مدينة رشيد الساحلية المصرية، حيث بلغ عدد القتلى 164 شخصاً وهم عدد الذين تمكنت فرق الإنقاذ من انتشالهم خلال الأيام التالية.
صورة من: Getty Images/AFP/M. El Shahed
كانون الثاني/يناير 2016 شهد غرق أكثر من 30 مهاجراً في حادثتي انقلاب زورقين بشكل منفصل، وفي 26 أيار/مايو تم فقدان 20-30 شخص يعتقد أنهم لقوا حتفهم غرقاً قرب السواحل الليبية، وفي 31 أيار/مايو تم العثور على حطام إحدى السفن التي تقل مهاجرين وسط المتوسط بين شمال أفريقيا وإيطاليا، والتي تعود لأحد السفن الثلاثة التي تحطمت وأودت بحياة حوالي 1000 مهاجر، خلال أسبوع تقريباً.
صورة من: AP
العاشر من حزيران/يوليو 2015 شهد غرق أكثر من 20 مهاجراً بعد أن انقلب قاربهم وتحطم أثناء توجهه من تركيا إلى اليونان. وفي 14 من الشهر نفسه تم العثور على ما يقارب 100 جثة لمهاجرين قرب سواحل مدينة تاجوراء الليبية، بحسب وسائل الإعلام. في السادس والعشرين من آب/أغسطس تم العثور على جثث 50 مهاجرا قبالة سواحل ليبيا، في حادثتين منفصلتين، وفقا لتقارير مجموعة تعنى بشؤون المهاجرين مقرها جزيرة مالطة.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Solaro
شهر أيار/مايو 2015 شهد إعلان نهاية عمليات البحث التي استمرت لمدة 34 أسبوع وتم من خلالها إنقاذ حياة حوالي 7000 مهاجر، كما تم الإعلان في نفس اليوم عن غرق 10 مهاجرين على الأقل، فيما أفادت منظمة "أنقذوا الطفولة" بعد يومين أن عدد الذين لقوا حتفهم يزيد عن 40 في ذلك اليوم.
صورة من: Reuters/Y. Behrakis
وفي 19 نيسان/أبريل 2015 تم الإعلان عن اختفاء ما يقارب 700-950 شخص، ويخشى أنهم لقوا حتفهم غرقاً على بعد 200 إلى الجنوب من جزيرة لامبيدوزا الإيطالية، فيما تم إنقاذ 28 شخصاً فقط، وانتشال 24 جثة بعد ما يقارب 24 ساعة. وبعد يوم واحد أي في العشرين من نيسان/أبريل تمكنت عناصر خفر السواحل اليونانية من إنقاذ 83 شخصاً وانتشال 3 جثث إثر انقلاب قارب للمهاجرين وتحطمه قرب جزيرة رودس اليونانية.
صورة من: Getty Images/A. Koerner
في 11 شباط/فبراير 2015 أعلنت وكالة اللاجئين في الأمم المتحدة أن أكثر من 330 مهاجرا لقوا حتفهم إثر 4 حوادث غرق منفصلة في المتوسط قبالة جزيرة لامبيدوزا الإيطالية. في حين أعلنت منظمة "أنقذوا الطفولة" في الخامس عشر من نيسان/إبريل أن ما يقارب 400 شخص في عداد المفقودين بعد حادثة غرق قارب كان يحمل 550 شخصاً قبالة سواحل ليبيا في 12 نيسان/إبريل، بينما تم إنقاذ 144 شخص كانوا على متن القارب، وانتشال 9 جثث.
صورة من: picture alliance/AP Photo/E. Morenatti
في الرابع من كانون الأول/ديسمبر 2014 عثر خفر السواحل الإيطالي على 16 جثة تعود لمهاجرين كانوا على متن زورق صغير المهاجرين على بعد 75 كيلومترا من ليبيا وعلى بعد 185 كيلومترا عن جزيرة لامبيدوزا الإيطالية.
صورة من: picture-alliance/ROPI
أعلنت منظمة الهجرة العالمية في 15 أيلول/سبتمبر 2014 عن غرق 700 شخص، وقالت المنظمة إن حوالي 500 من الغرقى قتلوا بحادثة غرق متعمد من قبل تجار البشر حيث قاموا بإغراق قارب كان على متنه حوالي 500 شخص كان متوجهاً إلى أوروبا من مصر. في حين لم تكن الذكرى السنوية الأولى لحادثة لامبيدوزا أقل مأساوية إذ تم في الثالث من تشرين الأول/أكتوبر 2014 انتشال جثث 130 مهاجراً في حادثتي غرق سفينتين قرب الساحل الليبي.
صورة من: picture alliance/AP Photo/E. Morenatti
في الثاني عشر من أيار/مايو 2014 لقي 40 مهاجراً على الأقل حتفهم بعد غرق سفينة في المياه المفتوحة بين ليبيا وإيطاليا. وفي 2 حزيران/يوليو تمكنت القوات الإيطالية من انتشال 45 جثة من قارب مهاجرين غرق قبل ثلاثة أيام. بينما سجل الخامس والعشرون من شهر آب/أغسطس رقماً مأساوياً جديداً إذ عثر على 220 جثة مهاجر غرقوا في ثلاثة حوادث غرق لسفن وقوارب بين السواحل الليبية والإيطالية.
صورة من: picture-alliance/AA/H. Erdinc
في العشرين من كانون الثاني/يناير 2014 لقي 9 أطفال وثلاث نساء حتفهم غرقاً خلال محاولة خفر السواحل اليوناني سحب قارب للمهاجرين بالقرب من جزيرة فارماكونيزي اليونانية إلى الشاطئ. وفي السادس من شباط/ فبراير تم الإبلاغ عن 5 جثث تعود لمهاجرين حاولوا السباحة قرب سبتة الاسبانية على السواحل الإفريقية الشمالية.
صورة من: Reuters/Y. Behrakis
في الثالث من شهر تشرين الأول/ أكتوبر 2013 غرق قارب للمهاجرين بالقرب من جزيرة لامبيدوزا جنوب إيطاليا، فيما اعتبر أعنف حادث بحري في تاريخ أوروبا الحديث. وتم العثور على 366 جثة وبقي أكثر من هذا العدد في عداد المفقودين. وفي الحادي عشر من أكتوبر/تشرين الأول غرق قارب في مياه المتوسط قرب مالطة وتمكنت القوات الإيطالية والمالطية من إنقاذ 186 شخص في حين بقي حوالي 200 شخص في عداد المفقودين.