منظمة ألمانية: الترحيل إلى كابول ودمشق ينتهك القانون الدولي
٧ يونيو ٢٠٢٤
أعربت منظمة "برو أزول" المدافعة عن حقوق اللاجئين عن رفضها القاطع لمقرح ترحيل اللاجئين الخطرين إلى سوريا وأفغانستان. فيما حذر مصدر حكومي عن حزب الخضر من أن الترحيل إلى أفغانستان يعني عمليا الاعتراف بطالبان.
إعلان
أعربت منظمة "برو أزول" الألمانية المعنية بالدفاع عن حقوق اللاجئين عن رفضها القاطع لمقترح المستشار أولاف شولتس إعادة تطبيق قواعد ترحيل المجرمين الخطرين من اللاجئين الأفغان والسوريين إلى موطنهم.
ووصف المدير التنفيذي للمنظمة، كارل كوب، الخطط بأنها "غير قانونية"، وقال في تصريحات لصحيفة "أوغسبورغر ألغماينه" الألمانية الصادرة اليوم الجمعة (السابع من حزيران/يونيو 2024) إن "القانون الدولي يحظر بوضوح أي عمليات ترحيل إلى أفغانستان وسوريا... هناك خطر التعرض للتعذيب ولعقوبات لاإنسانية في كلا البلدين"، مضيفاً أن الأمم المتحدة شددت على ذلك مراراً.
وقال كوب: "لقد صدمتنا جميعا الجريمة التي وقعت في مانهايم، لكن لا ينبغي للحكومة الألمانية تقويض القانون الدولي، بل عليها الاعتماد على وسائل الدولة الدستورية الألمانية... الحظر المفروض على التعذيب ينطبق بشكل مطلق على الجميع، بمن فيهم المجرمين. يجب عدم تقويض هذا المبدأ المهم".
وكان شولتس قد أعرب عن تأييده لترحيل المجرمين الخطيرين من الأفغان وسوريا إلى موطنهم في أعقاب مقتل شرطي على يد أفغاني في مانهايم. وقال شولتس في خطاب حكومي ألقاه أمام البرلمان الألماني (بوندستاغ) أمس الخميس: "يجب ترحيل هؤلاء المجرمين، حتى لو جاءوا من سوريا وأفغانستان... لا يوجد هنا مكان للخطيرين من المجرمين العتاه والإرهابيين".
ولم يذكر المستشار بالضبط كيف يريد أن يجعل ذلك ممكناً، مشيراً إلى أن وزارة الداخلية الألمانية تعمل على التنفيذ العملي، مضيفا أنها تجري بالفعل مناقشات مع البلدان المجاورة لأفغانستان.
ومن جهتها، قالت مفوضة حقوق الإنسان في الحكومة الفيدرالية، لويز أمتسبرغ، المنتمية لحزب الخضر، لصحيفة "تاس" الألمانية: "أسست حركة طالبان نظاماً غير إنساني في أفغانستان منذ عام 2021، يعاني في ظله النساء والأطفال على وجه الخصوص. تتطلب كل عملية ترحيل إلى أفغانستان التعاون مع هذا النظام الإرهابي الإسلاموي وبالتالي الاعتراف عملياً بطالبان. في رأيي، سيكون ذلك خطأً كبيراً".
كما وصف عضو البوندستاغ من حزب الخضر، يوليان باهلكه، كلام المستشار أولاف شولتس بإمكانية الترحيل إلى أفغانستان بأنه "بعيد عن الواقع". و"غير ممكن" قانونياً.
انتخابات البرلمان الأوروبي تنطلق لأربعة أيام
02:11
ونفذ أفغاني الجمعة الماضية هجوم طعن في مسيرة لحركة "باكس أوروبا" المعادية للإسلام في مدينة مانهايم، ما أسفر عن إصابة خمسة مشاركين في المسيرة وإصابة شرطي بجروح بالغة أودت بحياته فيما بعد. وأثار الهجوم جدلاً حول تخفيف الحظر المفروض على عمليات الترحيل إلى أفغانستان.
ومنذ وصول حركة طالبان إلى السلطة في أفغانستان في آب/أغسطس 2021، لم تعد ألمانيا ترحل أي شخص إلى أفغانستان. وقبل ذلك التوقيت كانت ألمانيا تعيد الرجال الأفغان فقط ممن تصنفهم السلطات على أنهم مجرمين أو يشكلون تهديداً إرهابياً.
ومن بين العديد من السوريين والأفغان الذين قدموا إلى ألمانيا كطالبي لجوء في السنوات العشر الماضية، هناك أفراد ارتكبوا جرائم خطيرة داخل البلاد أو تعتقد الشرطة أنهم قادرون على تنفيذ هجوم إرهابي. وعلى الرغم من أن العقبات القانونية، التي تحول دون ترحيل أولئك الذين يشكلون تهديداً محتملاً، أقل من تلك التي يواجهها الأشخاص الآخرون المطلوب منهم مغادرة البلاد، فإن هناك صعوبات قانونية وعملية في التنفيذ.
خ.س/و.ب (د ب أ، ك ن أ)
إنقاذ رغم أنف السياسة.. منظمة إغاثة أوروبية تحصل على "نوبل البديلة"
إنقاذ رغم أنف السياسة.. منظمة إغاثة أوروبية تحصل على "نوبل البديلة"
صورة من: Salvatore Laporta//KONTROLAB/IPA/picture alliance
تتويج لجهود منظمات الإنقاذ
منظمة " إس أو إس ميديتيرانيه" الأوروبية تفوز بجائزة رايت لايفليهود، المعروفة باسم " جائزة نوبل البديلة"، لعام 2023 إلى جانب ناشطة حقوقية في غانا، ونشطاء في البيئة من كينيا وكمبوديا. فوز المنظمة الاوروبية جاء تكريما "لعملياتها الإنسانية للبحث والإنقاذ في البحر المتوسط" حسب اللجنة، ما يلقي الضوء على جهود منظمات الإنقاذ رغم المصاعب الكبيرة التي تواجهها.
صورة من: Flavio Gasperini/SOS Mediterranee/AP/picture alliance
متطوعون لإنقاذ المهاجرين
تأسست المنظمة في مايو/أيار عام 2015 لأجل المساهمة في إنقاذ أرواح المهاجرين غير النظاميين الذي يعبرون البحر المتوسط، بعدما ارتفعت أرقام الغرقى بشكل كبير، خصوصاً مع انفجار موجة اللجوء من سوريا، وارتفاع عدد المهاجرين القادمين من إفريقيا. تقول المنظمة إن التأسيس جاءَ بعد فشل الاتحاد الأوروبي في منع وقوع وفيات بين هؤلاء المهاجرين، ونجحت في إنقاذ حوالي 34 ألف شخص منذ تأسيسها.
صورة من: Vincenzo Circosta/AFP/Getty Images
إنقاذ الجميع أياً كانوا
المنظمة هي غير حكومة، أوروبية المنشأ ولا تتبع لبلد معين، لكنها تملك فرقاً في ألمانيا، وفرنسا وإيطاليا وسويسرا. ويمولها في الغالب متبرعون خواص. تؤكد أن عملها يتأسس على الإنسان وكرامته بغض النظر عن أصوله وجنسيته ودينه وموقفه السياسي وغير ذلك، إذ تؤكد أن حقوق الإنسان تطبق على الجميع، ومن ذلك إنقاذ المهاجرين في البحر المتوسط.
صورة من: SOS Mediteranee/dpa/picture alliance
طواقم متخصصة تجوب البحر المتوسط
موّلت المنظمة سفينة الإنقاذ أكواريوس التي نشطت بين عامي 2016 و2018، وحاليا تمول المنظمة سفينة أوشن فايكينغ. يصل طول هذه الأخيرة إلى 59 مترا وعمقها إلى 15 مترا. يعمل فيها طاقم للإبحار من تسعة أشخاص، بالإضافة إلى طاقم طبي، وتحتاج يوميا لمصاريف عمل تقدر بـ14 ألف يورو، حسب موقع المنظمة، وهي من أكبر سفن الإنقاذ الموجودة في البحر المتوسط.
صورة من: Fabio Peonia/LaPresse/AP/picture alliance
ليست مجرد سفينة إنقاذ
تقدم هذه السفينة خدمات استقبال المهاجرين وتقديم الرعاية ومن ذلك توفرها على قسم خاص بالرعاية العاجلة وقسما خاصاً للنساء والأطفال. بسرعة تصل إلى 14 عقدة (26 كلم في الساعة)، تعد سفينة أوشن فايكينغ أسرع من أكواريوس، كما تملك رادارين وكاميرتين بالأشعة تحت الحمراء، ما يعطي خياراً أفضل للمنظمة في عمليات الإنقاذ للوصول إلى المهاجرين المهددين بالغرق.
صورة من: Jeremias Gonzalez/AP/picture alliance
طريق ليبيا-إيطاليا.. المنفذ الأكثر خطراً
عملت "إس أو إس ميديتيرانيه" أولاً في المياه الدولية بين إيطاليا وليبيا، بحكم أنها طريق العبور الأكثر شهرة بين المهاجرين. كان عملها أسهل عندما كان مركز تنسيق الإنقاذ البحري الإيطالي ( MRCC ) هو المكلف بالإنقاذ، لكن بعدما تولت السلطات الليبية أمر التنسيق، صعبت كثيرا مهمة هذه المنظمة، بسبب عدم تجاوب طرابلس مع محاولاتها للتواصل.
صورة من: Flavio Gasperini/SOS Mediterranee/dpa/picture alliance
عراقيل من إيطاليا وليبيا
تقول المنظمة إن السلطات الليبية تعترض سبيل الكثير من المهاجرين في المياه الدولية وتعيدهم بشكل غير قانوني إلى ترابها، رغم أن لا يمثل مكانا آمنا لهم. واجهت كذلك مشاكل مع إيطاليا، ومن ذلك منع سفينتها من دخول المياه الإيطالية لعدة أسابيع عام 2022، ما خلق أزمة عابرة بين روما وباريس التي عرضت استقبال السفينة قبل أن تعدل روما عن موقفها الرافض.
صورة من: Salvatore Laporta//KONTROLAB/IPA/picture alliance