منظمة ألمانية تحذر من إبعاد اللاجئين مباشرة من اليونان
٢٩ يناير ٢٠١٦
حذرت منظمة برو أزيل الألمانية، التي تعنى بشؤون اللاجئين، من مقترحات تروج بين دوائر صنع القرار في الاتحاد الأوروبي، وتتعلق بإبعاد اللاجئين إلى تركيا بمجرد وصولهم إلى اليونان، معتبرة أن ذلك يضرب حقوق الإنسان في الصميم.
إعلان
انتقدت منظمة "برو أزيل" الألمانية اليوم (الجمعة 29 يناير/ كانون الثاني 2016) اقتراح هولندا القاضي بإبعاد اللاجئين مباشرة من اليونان نحو تركيا. وقال المدير التنفيذي للمنظمة غونتر بوكهارد "إن تركيا ليست بلدا آمنا، إن ذلك يلغي تماما العمل بحقوق الإنسان". وأضاف أن تركيا ستصبح بذلك "مخزنا لأوروبا". وأشارت المنظمة الألمانية إلى تقارير أنجزتها منظمات حقوقية تؤكد ممارسة الاعتقالات العشوائية في صفوف اللاجئين من قبل السلطات التركية وإبعادهم جماعيا نحو سوريا أو العراق.
وحسب تقرير نشرته صحيفة "دي فولكسرانت"، فإن الرئاسة الهولندية للاتحاد الأوروبي تسعى لإقناع الدول الأعضاء بضرورة العمل على إبعاد اللاجئين إلى تركيا بمجرد وصولهم إلى اليونان. وحسب تقرير الصحيفة، فإن تركيا واليونان وبلدان أخرى تؤيد الاقتراح الهولندي. وبهذا الصدد أوضح ديديريك سامسوم، رئيس الفريق النيابي للحزب الديمقراطي الاشتراكي الحاكم في هولندا، أن الدول الأعضاء ستلتزم مقابل ذلك بالسماح لحوالي 250 ألف لاجئ بدخول أوروبا بطريقة قانونية. كما اقترحت المفوضية الأوروبية بتصنيف تركيا كبلد آمن، ما سيسهل الإجراءات القانونية لعملية الترحيل.
انقسام كبير في ألمانيا بعد أحداث كولونيا
أعمال التحرش الجنسي التي قام بها أجانب يشتبه أن غالبيتهم من اللاجئين تسببت في موجة استياء واسعة في ألمانيا دفعت البعض إلى المطالبة بتشديد القوانين لترحيل الجناة وجعلت البعض يطالب بتفادي تجريم فئة معينة داخل المجتمع.
صورة من: picture alliance/dpa/D. Reinhardt
الكثير من اللاجئين يعول على المستشارة الألمانية في إيواء أكبر عدد ممكن ممن فروا من أعمال الحرب وظروف العيش القاهرة للاستقرار في ألمانيا. لكن أعمال التحرش الجنسي التي قام بها مؤخرا لاجئون في كولونيا جلبت للمستشارة ميركل سيلا من الانتقادات وحملت سياستها مسؤولية ما حدث.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Hoppe
زعيم الحزب الاجتماعي المسيحي المحافظ هورست زيهوفر وجد في اعتداءات الأجانب في كولونيا على نساء ألمانيات ليلة رأس السنة فرصة للتأكيد على طلبه الرئيسي المتمثل في تحديد سقف أعلى لعدد اللاجئين المسموح لهم بدخول ألمانيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Hoppe
بعد أحداث كولونيا هبت كثير من الأحزاب للمطالبة بتعديل القوانين لتسهيل ترحيل الأجانب الذين يرتكبون جنايات، غير أن زعيم حزب الخضر تشيم أوزدمير اعتبر أن القوانين السائدة كافية لمعاقبة من يخل بالقانون. في المقابل طالب حزب الخضر بدعم الشرطة والعدالة بالموظفين والتجهيزات.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Willnow
يوليا كلوكنير زعيمة الحزب المسيحي الديمقراطي في ولاية رينانيا بلاتينا اعتبرت أن نسبة لا يستهان بها من الرجال المنحدرين من دول عربية لا تحترم المرأة. وتطالب كلوكنير باعتماد وثيقة تفاهم مع كل لاجئ تضبط الحقوق والواجبات لخدمة الاندماج.
صورة من: Reuters/K. Pfaffenbach
الرئيس يواخيم غاوك الذي سبق له أن زار مخيمات اللاجئين في لبنان والأردن حث المواطنين على ضبط النفس وحذر من الترويج لصورة عدائية للإسلام.
صورة من: DW/K.Kroll
أعمال التحرش التي مارسها لاجئون في كولونيا قوت جناح المبادرات الشعبية المناهضة للأجانب مثل حركة بغيدا التي تظاهر أنصارها لوقف تدفق اللاجئين على ألمانيا. وتعارض هذه الحركة بوجه خاص إيواء لاجئين من دول إسلامية بدعوى أن ثقافتهم لا تنسجم مع القيم الغربية.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Kappeler
أيمن مازييك رئيس المجلس المركزي للمسلمين في ألمانيا حذر من وضع المسلمين تحت شبهة عامة، وقال بأنه لا يمكن ربط أعمال كولونيا بالدين أو الوطن الأصلي، معتبرا أن الجناة كانوا شبانا يتحركون تحت تأثير الكحوليات.
صورة من: picture-alliance/dpa
تجاوز عدد الشكاوى التي تلقتها الشرطة في كولونيا 500 شكاية غالبيتها من نساء تعرضن للتحرش الجنسي. وخرجت بعض النسوة للاحتجاج ضد ما حصل لشجب كل أشكال التحرش والعنصرية.
صورة من: Reuters/W. Rattay
لاله أكغون من الحزب الاشتراكي الديمقراطي وهي من أصول تركية اعتبرت أن المتحرشين ضد النساء أمام محطة القطار الرئيسية بكولونيا يعانون من الكبت في بلدانهم الأصلية، وفي ألمانيا بلاد الحرية أطلقوا العنان لهواجسهم الشخصية. وتقول أكغون إن هؤلاء الرجال يحملون صورة عدائية ضد المرأة.
صورة من: picture alliance/dpa/D. Reinhardt
9 صورة1 | 9
وسبق لمنظمة "برو أزيل" أن أكدت أن هناك "هناك تطورا مأسويا" في سياسة اللجوء في أوروبا وانتقدت "أوروبا الأسلاك الشائكة" وكون دول الاتحاد تتصرف حسب مصالح وطنية قصيرة المدى. وأضاف بوركهارد: "هناك مخاطرة بأوروبا كاتحاد للقيم". كما رأى بوركهارد أن طريقة تعامل أوروبا مع اللاجئين يضر بها كاتحاد اقتصادي وأن التكدس المروري عند المعابر الحدودية في دول الاتحاد يكلفها أموالا ويكبح حراكها الاقتصادي. وحسب بوركهارد، فإن الاتحاد الأوروبي يلقي بنفسه حاليا في أتون أزمة هائلة.