منظمة ألمانية تطالب بمهمة جديدة لإنقاذ اللاجئين بالمتوسط
١٦ أغسطس ٢٠١٩
دعت منظمة ألمانية المستشارة ميركل لإطلاق مبادرة لإنقاذ اللاجئين في المتوسط ونقلهم إلى داخل الأراضي الأوروبية، محذرة من خطورة إعادتهم إلى ليبيا، فيما دعت ميركل إلى استئناف عمليات الإنقاذ بجهود حكومية على غرار مهمة "صوفيا"
إعلان
دعت منظمة "برو أزول" (Pro Asyl) الألمانية لإغاثة اللاجئين المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل إلى العمل على المستوى الأوروبي لاستئناف خدمات الإنقاذ الحكومية للاجئين في البحر المتوسط. وقال غونتر بوركهارت، المدير التنفيذي للمنظمة، اليوم الجمعة (16 آب/ أغسطس 2019): إن مبادرة مناسبة للمستشارة ستكون جديرة بالدعم. وأضاف لوكالة الأنباء الفرنسية (أ. ف. ب): "لا ينبغي إعادة اللاجئين، الذين تم إنقاذهم إلى ليبيا، ولكن يجب السماح لهم بالذهاب إلى أراض في بلدان الاتحاد الأوروبي".
وتابع بوركهارت "برو أزول تطالب المستشارة أنغيلا ميركل بإنهاء تعاونها مع أمراء الحرب الليبيين". وأوضح المدير التنفيذي لمنظمة برو أزول: "عندما يُعاد اللاجئون إلى ليبيا، ينتهي بهم المطاف في معسكرات العبيد. دول شمال إفريقيا ليست آمنة؛ هناك أمن للاجئين في أوروبا فقط".
ومن جانبها أكدت الحكومة الألمانية اهتمامها بإرسال مهمة إنقاذ بحرية رسمية جديدة في البحر المتوسط على غرار مهمة "صوفيا" الأوروبية. وقال المتحدث باسم الحكومة، شتيفن زايبرت، في برلين اليوم الجمعة: "شاركنا عن قناعة في هذه المهمة"، مضيفا أنه لا يوجد حاليا اتفاق داخل الاتحاد الأوروبي على مسألة توزيع اللاجئين الذين يتم إنقاذهم في عرض البحر المتوسط، وتابع: "سنرحب بالمشاركة في مهمة جديدة إذا تم التوصل لهذا الاتفاق".
وكانت ميركل قد دعت مساء أمس الخميس إلى استئناف عمليات الإنقاذ من قبل جهات حكومية. وقالت ميركل على هامش حفل توديع وزيرة الدفاع الألمانية السابقة، ورئيس المفوضية الحالية، أورزولا فون دير لاين في برلين "بالتأكيد كان الأمر سيكون جيدا لو كانت لدينا عملية صوفيا بسفن تابعة لدول للمساهمة في عمليات الإنقاذ في البحر".
يذكر أن الاتحاد الأوروبي أوقف في مارس/ آذار الماضي مهمته البحرية "صوفيا" لإنقاذ اللاجئين في وسط البحر المتوسط. ومنذ ذلك الحين، لا يوجد سوى متطوعين مع سفن خاصة، يقومون بإنقاذ اللاجئين من الغرق.
انزال مهاجرين في إيطاليا وترك 134 بالسفينة
في هذه الأثناء أعلنت منظمة "أوبن أرمز" الخيرية الإسبانية اليوم الجمعة أنه تم السماح لعدد من المهاجرين بالنزول منسفينة "أوبن أرمز" للإنقاذ كانوا عالقين في البحر المتوسط لأسبوعين، في جزيرة لامبيدوزا الإيطالية ، ولكن لا يزال هناك 134 مهاجرا على متن السفينة.
وقالت المنظمة عبر صفحتها على موقع تويتر إن 3 أشخاص ومرافقا تم "إجلاؤهم بشكل عاجل" في وقت متأخر من ليلة أمس الخميس بسبب "مشاكل صحية". وقال النشطاء إنه يجب نقل باقي المهاجرين الباقين والبالغ عددهم 134 مهاجرا إلى البر في أقرب وقت ممكن.
ص.ش/ع.ج.م (أ ف ب، د ب أ)
إنقاذ المهاجرين من الغرق في المتوسط لا ينهي مأساتهم
عام 2018 كان مأساويا للمهاجرين عبر المتوسط، إذا ارتفع عدد الضحايا بشكل مضطرد. لكن عام 2019 لا يدعو إلى التفاؤل، إذ باتت مهمة "صوفيا" لإنقاذ المهاجرين في المتوسط مهددة بالانتهاء والخلاف مستمر حول استقبال من يتم إنقاذهم.
صورة من: Getty Images/C. McGrath
ارتفاع كبير في عدد الغرقى
أعلنت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين أن عدد الضحايا على مسار الهجرة بين ليبيا والاتحاد الأوروبي ارتفع بأكثر من الضعف في عام 2018 ، إذ بلغ معدل الوفاة واحدا من بين كل 14 مهاجرا عبروا هذا الطريق وسط البحر المتوسط. وكان المعدل واحدا من بين كل 38 عام 2017 .
صورة من: Getty Images/AFP/A. Paduano
ستة غرقى كل يوم
حسب إحصائيات الأمم المتحدة بلغ إجمالي عدد المهاجرين الذين عبروا البحر المتوسط إلى أوروبا عام 2018 نحو 117 ألف شخص، وتوفي في البحر المتوسط 2275 على الأقل، مقارنة بـ 172 ألف مهاجر عبروا إلى أوروبا عام 2017 ووفاة 3139 شخصا. وحسب المفوضية، فإن البحر المتوسط شهد موت ستة أشخاص يوميا في المتوسط العام الماضي.
صورة من: picture-alliance/dpa/AP/Küstenwache Lybien
منع سفينة "سي ووتش 3" من الرسو
في آواخر عام 2018 أنقذت سفينة "سي ووتش 3"، التي تملكها منظمة إغاثة ألمانية وترفع علم هولندا، مهاجرين كانوا يستغيثون في البحر قبالة السواحل الليبية، لكن تم منعها من الرسو في إيطاليا أو مالطا.
صورة من: picture-alliance/dpa/Sea-Watch.org
البحث عن ملاذ آمن
بقيت "سي ووتش 3" مع المهاجرين على متنها تمخر عباب البحر بحثا عن ملاذ آمن، وتزامن ذلك مع استمرار الخلاف بين الدول الأوروبية حول استقبال هؤلاء المهاجرين، حيث رفضت إيطاليا استقبالهم مطالبة هولندا وألمانيا بذلك، لأن السفينة ترفع علم الأولى، بينما تتخذ المنظمة المالكة لها من برلين مقرا لها.
صورة من: Getty Images/AFP/F. Scoppa
توتر بين فرنسا وإيطاليا
في ظل الخلاف بين الدول الأوروبية حول استقبال المهاجرين الذين يتم إنقاذهم من الغرق في المتوسط، تصاعد التوتر بين فرنسا وإيطاليا، إذ تتهم روما باريس بأنها سبب الفوضى الحالية في ليبيا، وترى إيطاليا أن هذا الوضع غير المستقر يدفع المهاجرين إلى الهرب من ليبيا للوصول إلى الشواطئ الإيطالية عبر البحر المتوسط، وهو ما يشجع على تهريب البشر.
صورة من: picture alliance/CITYPRESS 24/f. Passolas
ألمانيا لن تستمر في مهمة "صوفيا"
مع تصاعد التوتر والخلاف الأوروبي حول ملف الهجرة واللاجئين، أعلنت ألمانيا أنها لن ترسل أي بديل للفرقاطة التي تنتهي مشاركتها في مهمة الاتحاد الأوروبي لإنقاذ المهاجرين في البحر المتوسط "صوفيا" في أوائل شباط/ فبراير المقبل.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Assanimoghaddam
مصير مجهول!
مهمة "صوفيا" لإنقاذ اللاجئين من الغرق باتت مهددة بالانتهاء، لأن الأمر متعلق بموقف دول الاتحاد الأوروبي مجتمعة، إذ يجب أن توافق عليها كل الدول الأعضاء في الاتحاد. وعلاوة على ذلك تطالب إيطاليا بتغيير قواعد وشروط المهمة. في هذا السياق صرح وزير الداخلية الإيطالية ماتيو سلفيني أن سفن المهاجرين التي كان يتم إنقاذها ترسو في الموانئ الإيطالية وبالتالي "إما يجب تغيير القواعد، أو إنهاء المهمة".
صورة من: picture-alliance/dpa/G. Lami
بارقة أمل
لكن رغم كل هذا الخلاف والتوتر، هناك بارقة أمل في تحسن الوضع خلال العام الجاري وتجاوز الدول الأوروبية لخلافاتها حول ملف الهجرة واللاجئين. فقد أعلن رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي أن اتفاق تقاسم مهاجرين مع ستّ دول أوروبية أخرى (فرنسا وألمانيا والبرتغال ومالطا ورومانيا ولوكسمبورغ) سيتيح إنزال وإنقاذ المهاجرين العالقين على متن سفينة"سي ووتش 3". إعداد: عارف جابو