منظمة ألمانية تناشد أوروبا للعمل على رفع الحصار عن اليمن
١٦ يناير ٢٠١٨
ناشدت منظمة "دعم الشعوب المضطهدة" الألمانية المفوضية الأوروبية للعمل على إنهاء الحصار الذي تفرضه السعودية على اليمن، فيما حذرت الأمم المتحدة في تقرير جديد من التدهور الشديد للأوضاع الانسانية في هذا البلد.
إعلان
وفي رسالة نُشر مضمونها اليوم الثلاثاء (16 يناير/ كانون الثاني 2018)، بعثتها منظمة "دعم الشعوب المضطهدة" إلى المفوضية الأوروبية، جاء ما يلي "ستكون كارثة من صنع بشري، إذا ما قامت السعودية بوقف تخفيف الحصار المفروض على جارتها كما جرى الحديث في 19 من يناير/ كانون الثاني". وأضافت الجمعية الحقوقية "ارتفعت الأسعار إلى مستوى قياسي جدا، وحتى القلة من الناس التي استفادت من إجراءات تخفيف الحصار، بدأت تخشى على حياتها".
وصرح كمال سيدو المختص في الشؤون اليمينية داخل الجمعية، "حين سيتم إقفال المنافذ الجوية والبرية والبحرية، فإن أسعار المواد الغذائية والوقود سترتفع مجددا. واليمن سيتم عزله عن العالم واستخدام الجوع كأداة حرب، وهو ما يعد جريمة بحق الانسانية".
وتزامنت رسالة الجمعية الألمانية، مع إعلان الأمم المتحدة بأن أكثر من 22 مليون شخص بحاجة إلى مساعدات في اليمن حيث يزداد خطر حصول مجاعة بسبب النزاع مع المتمردين الحوثيين المدعومين من ايران، والحكومة المدعومة من التحالف العربي الذي تقوده السعودية.
وأشار تقرير جديد لمكتب تنسيق الشؤون الانسانية التابع للأمم المتحدة إلى أن 22,2 مليون يمني (76% من السكان) بحاجة الى المساعدة في هذا البلد الفقير بزيادة 1,5 مليون شخص خلال الاشهر الستة الماضية.
وتابع التقرير ان خطر حصول مجاعة في تزايد إذ يعاني 8,4 ملايين شخص من الجوع في مقابل 6,8 ملايين في 2017. وتشمل هذه الارقام أكثر من نصف محافظات البلاد من بينها 72 منطقة من أصل 95 هي الأكثر تعرضا لخطر المجاعة.
وأضاف التقرير أن اكثر من 1500 مدرسة في البلاد تعرضت لأضرار أو دمرت بالكامل نتيجة النزاع المستمر منذ ثلاث سنوات، كما تحتل مجموعات مسلحة بعض المدارس.
وكانت الامم المتحدة قد أعلنت العام الماضي ان اليمن يشهد "اسوأ أزمة انسانية في العالم". بينما أشارت منظمة الصحة العالمية الى أن انتشار وباء الكوليرا في البلاد منذ نيسان/ابريل الماضي أسفر عن وفاة أكثر من 2200 شخص.
وفي خبر ذي صلة ناشدت جمعية المفوضية الأوروبية للعمل على إنهاء الحصار التي تفرضه السعودية على اليمن.
و.ب/ح.ز (د ب أ، رويتر، DW)
السعودية والمستنقع اليمني - حرب مكلفة
رغم مرور 33 شهراً على بدء العمليات العسكرية السعودية ضد الحوثيين وحليفهم السابق علي عبد الله صالح، إلا أن تلك الحملة لم تحقق الكثير؛ فالكلفة الاقتصادية كبيرة والتنديد الدولي يتصاعد ومؤخراً أصبحت الرياض في مرمى الصواريخ.
صورة من: Reuters/K. Abdullah
تقود السعودية منذ 26 مارس/آذار 2015، تحالفاً عربياً في اليمن ضد الحوثيين وحليفهم السابق الرئيس المقتول علي عبدالله صالح. يقول المشاركون فيه إنه جاء استجابة لطلب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي بالتدخل عسكرياً لحماية اليمن. وذلك بعد بسط الحوثيين وقوات صالح نفوذها على مناطق واسعة.
صورة من: AFP/Getty Images/F. Nureldine
يرى مراقبون أن الكلفة الباهظة مالياً وبشرياً في ظل الفشل في تحقيق انتصارات على أرض المعركة أدخل المملكة السعودية في مأزق، لا سيما مع انخفاض واردات النفط وهو ما تجسد في تفاقم العجز في الموازنة العامة للمملكة.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Pain
أعلن وزير المالية السعودي، محمد بن عبد الله الجدعان، أن العجز في الميزانية السعودية خلال الربع الثالث من العام الجاري 2017 بلغ 7.48 مليار ريال، وبلغ الدين العام بنهاية الربع الثالث من السنة المالية الحالية 8,375 مليار ريال سعودي.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/Hasan Jamali
وبعد مرور ما يقرب من 33 شهراً على بدء هذه الحملة العسكرية تتزايد الصعوبات على المملكة بشأن التدخل العسكري في اليمن، إذ ان التفهم الدولي الذي قوبل به التدخل العسكري في بدايته اختفى وحل بدلاً منه انتقادات دولية لا سيما على الصعيد الإنساني.
صورة من: picture-alliance/abaca/Balkis Press
أكدت "منظمة هيومن رايتس ووتش" أن التحالف العربي بقيادة السعودية استخدم صواريخ عنقودية في عدة هجمات بمحافظة حجة شمال غرب اليمن ممّا أدى إلى سقوط قتلى وجرحى بين المدنيين. ودعت المنظمة إلى تشكيل لجنة دولية لتقصي الحقائق.
صورة من: DW/M. al-Haidari
وخلّفت هذه الحرب أوضاعاً إنسانية وصحية صعبة، وجعلت نحو 80% من سكان البلاد، البالغ عددهم حوالي 27 مليون نسمة، بحاجة إلى المساعدات. وتسبب النزاع في اليمن بمقتل أكثر من 8750 شخصاً منذ آذار/مارس 2015 وإصابة عشرات الآلاف من المدنيين والمقاتلين بجروح ونزوح مئات الآلاف، بينما غرق البلد الفقير بأزمة غذائية وصحية كبرى.
صورة من: obs/UNO-Flüchtlingshilfe/UNHCR/M. Hamoud
ووفقاً لإحصاءات الأمم المتحدة فقد "بلغ إجمالي الوفيات بسبب مرض الكوليرا 2230 حالة، في حين بلغ عدد وفيات وباء الديفتيريا أكثر من 300 حالة، كما تفشت الأمراض بسبب انعدام الأمصال الواقية.
صورة من: picture-alliance/dpa/H. Al-Ansi
شكل مقتل الرئيس السابق والحليف السابق للحوثيين، علي عبد الله صالح، في الرابع من ديسمبر/ كانون الأول على أيدي الحوثيين ضربة أخرى للجهود السعودية التي راهنت على قدرة صالح على حسم الوضع عسكرياً بعد أن انقلب على الحوثيين قبل أيام من مصرعه.
صورة من: Reuters/Houthi Security Services Media
في 19 ديسمبر/ كانون الأول أعلنت السعودية تصديها لصاروخ باليستي أطلقه الحوثيون باتجاه الرياض، في حين أعلن التحالف العربي اعتراض صاروخ أطلقه مسلحو جماعة الحوثي في 4 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي. وعلى خلفية ذلك، وجهت السعودية هجوماً حاداً على إيران، واتهمتها بتزويد الحوثيين بمثل هذا الصواريخ.
صورة من: Reuters
أكد بهنام بن طاليبل المحلل في مؤسسة الدفاع عن الديموقراطيات لفرانس برس أن هذه الصواريخ تعتبر "استنزاف إيراني لأموال السعودية، والهدف هو إطالة أمد الحرب". وقال إن رغبة إيران الواضحة في المخاطرة بنقل صواريخ إلى الحوثيين تشير إلى أن ساحة المواجهة في اليمن "ربما ليست هامشية لإيران كما كان يعتقد من قبل".
صورة من: Getty Images/AFP/S. al-Obeidi
فرضت السعودية حصاراً خانقاً على منافذ اليمن البحرية والجوية بعد إطلاق الصاروخ في اتجاه الرياض، بسبب مخاوفها من تهريب الأسلحة إلى داخل اليمن، ما أدى إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية في اليمن، وأدى إلى زيادة الضغوط الدولية على الرياض. إعداد: علاء جمعة