منظمة ألمانية: لا يمكن مساعدة الأفغان دون تعاون مع طالبان
١٤ أغسطس ٢٠٢٣بعد عامين من تولي طالبان السلطة في أفغانستان، دعت منظمة ألمانية غير حكومية بنهج عملي في التعامل مع الجماعة الإسلامية المتشددة.
وقالت المديرة الإقليمية في المنظمة المعنية بمنطقة آسيا، إلكه جوتشالك، في تصريحات لصحف شبكة "دويتشلاند" الألمانية الإعلامية الصادرة الاثنين (14 آب/ نيسان 2024)، "لا يمكن تحقيق شيء للسكان الذين يعانون إلا بالتعاون مع طالبان، وليس بالعمل ضدهم"، موضحة أنه خلال العامين الماضيين جرت محاولات متكررة فيما يتعلق بالدعم الدولي للضغط على طالبان لإنهاء سياساتها المزدرية للإنسانية، وقالت: "لكن هذا الضغط لم يؤثر فيهم على الإطلاق"، مضيفة أنه لا ينبغي تسييس المساعدات الإنسانية.
وأشارت جوتشالك إلى أن "الغرب بحاجة إلى مزيد من الحوار مع طالبان"، موضحة أن الأمر هنا لا يتعلق بالتعرف عليهم، وقالت: "سواء أحببنا ذلك أم لا، علينا أن نتعاون معهم"، مؤكدة أن هناك حاجة ماسة إلى تمثيل ألمانيا في الموقع، وقالت: "لا توجد سفارة، ومع ذلك يجب على الحكومة الألمانية أن تطلع بنفسها على الوضع في أفغانستان"، موضحة أنه بذلك سيكون من الأسهل إقامة اتصالات تؤسس لقنوات حوار مع من هم في السلطة.
يُذكر أن الجيش الألماني انسحب من أفغانستان في حزيران/يونيو .2021 وفي 15 آب/أغسطس من نفس العام سيطرت حركة طالبان على كابول دون أي مقاومة تقريبا بعد هجوم سريع. وشاركت ألمانيا في عملية إجلاء عسكرية دولية.
وتتولى لجنة في البرلمان الألماني حاليا التحقيق في مهمة نشر القوات المسلحة الألمانية التي استمرت 20 عاما في أفغانستان والظروف الفوضوية التي أعقبت تولي طالبان للسلطة.
"جريمة ضد الإنسانية"
ومن القضايا الملحّة معاملة طالبان للنساء رغم تعهداتها بضمان التعليم للنساء عند استيلاءها على السلطة مجددا في آب/أغسطس 2021. غير أنه سرعان ما أقصيت النساء والفتيات من معظم المدارس الثانوية والجامعات والإدارات العامّة، ومنعن من دخول المتنزّهات والحدائق العامّة والصالات الرياضية والحمّامات العامّة، كما ألزمن على تغطية أنفسهن بشكل كامل لدى خروجهن من المنزل.
والشهر الماضي، أمرت طالبان بإغلاق آلاف صالونات التجميل التي تديرها نساء في كل أنحاء البلاد، وهي غالبا ما تكون مصدر الدخل الوحيد للأسر وأحد الأماكن القليلة المتبقية لتجمّع النساء خارج المنزل.
وكردٍّ على ذلك، دعا مبعوث الأمم المتّحدة الخاص للتعليم العالمي غوردون براون في مقابلة إذاعية الخميس الماضي إلى تصنيف معاملة حكومة طالبان للنساء والفتيات في أفغانستان "جريمة ضد الإنسانية"، لكونها "أبشع وأشرس وأشمل انتهاك لحقوق الإنسان يحدث في جميع أنحاء العالم اليوم (...) وهو يلحق بشكل منهجي بملايين الفتيات والنساء في جميع أنحاء أفغانستان"، حسب براون.
وأكّد الزعيم الأسبق لحزب العمال البريطاني أنّه يرغب في رؤية عقوبات تُفرض على "الأفراد المسؤولين عن هذه السياسة".
و.ب/ح.ز (أ ف ب، د ب أ)