دقت منظمة أوكسفام الإغاثية البريطانية ناقوس الخطر بسبب الأوضاع الإنسانية الكارثية في اليمن. وذكرت المنظمة أن 16 مليون يمني محرومون من مياه صالحة للشرب بسبب المعارك البرية الدائرة والغارات الجوية التي تقودها السعودية.
إعلان
أصدرت منظمة أوكسفام الإغاثية البريطانية بيانا اليوم الثلاثاء (26 أيار/ مايو 2015) قالت فيه إن قرابة 16 مليون يمني لا يحصلون على مياه صالحة للشرب، ما ينذر بعواقب صحية كبيرة على هذا البلد الذي يشهد معارك طاحنة وصراعا عنيفا على السلطة. كما يتزامن صدور البيان مع مرور شهرين على الحملة العسكرية العربية بقيادة السعودية ضد المتمردين الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح.
#وجاء في البيان أن "الغارات الجوية المستمرة والقتال البري ونقص الوقود تسببت بقطع المياه الصالحة للشرب عن ثلاثة ملايين شخص إضافي منذ بدء الحرب في اليمن، ليرتفع بذلك عدد اليمنيين الذين لا يملكون إمدادات المياه النظيفة والصرف الصحي إلى 16 مليون شخص على الأقل". وأشارت المنظمة إلى أن هذا العدد يمثل ثلثي سكان البلاد تقريبا.
وأوضحت أوكسفام في البيان أن "الناس يجبرون على شرب مياه غير نظيفة نتيجة لتفكك شبكات المياه المحلية، وبذلك تصبح الأمراض خطرا حقيقيا يهدد حياة الناس". وأشارت المنظمة خصوصا إلى أمراض مثل الملاريا والكوليرا والإسهال.
رحى الحرب تطحن اليمنيين وتزيد معاناتهم
لا يسمع في العديد من مدن اليمن غير صوت المدافع وصواريخ طائرات التحالف العربي واطلاقات مقاومة الطائرات. وسط هذا تزداد معاناة الإنسان اليمني الذي كان أصلا ضحية صراعات سياسية طويلة وعقود من الفقر والفساد الحكومي.
صورة من: picture alliance/abaca
دقت المنظمات الدولية وعلى رأسها اليونيسيف ناقوس الخطر مشددة على أن نصف سكان اليمن باتوا بحاجة إلى مساعدات إنسانية في مجالات العلاج و المياه و الغذاء و الأمن والمأوى ، أو كل ذلك مجتمعا.
صورة من: AP
استمرار الحملة الجوية بقيادة السعودية والقتال الدائر بين اللجان الشعبية وبين الحوثيين زاد من معاناة الانسان اليمني الذي يعيش بالأصل في أفقر بلدان شبه الجزيرة العربية.
صورة من: Reuters/Str
هذه الطوابير تننتظر حقها من المساعدات الغذائية. ولأن اليمن يستورد عن طريق البحر 90 بالمائة من احتياجاته الغذائية، وبسبب انسحاب كثير من شركات الشحن فإن 20 مليون يمني باتوا مهددين بالجوع.
صورة من: picture alliance/abaca
تتفاقم ازمة المحروقات في مناطق القتال بشكل خاص، حتى ان الناس ينتظرون اياما كي تصل نوبتهم لشراء بضعة لترات من الوقود باسعار باهضة جدا.
صورة من: picture alliance/abaca
أما عملية توزيع الإمدادات فإنها تستغرق أسابيع بسبب تضرر شبكات الدعم اللوجستي بفعل العنف ونقص الوقود.
صورة من: picture alliance/abaca
الوقود معضلة إضافية، إذا أن النقص فيه أصاب المستشفيات وإمدادات الغذاء بالشلل، وقال برنامج الغذاء العالمي إن الحاجة الشهرية من الوقود قفزت من 40 ألف لتر إلى مليون لتر.
صورة من: picture alliance/abaca
وفي 10 نيسان/ أبريل الماضي، حطت في مطار صنعاء أول طائرة تابعة للجنة الدولية للصليب الاحمر محملة بـ16 طنا من المساعدات الطبية قبل أن تتبعها طائرة اخرى لصندوق الامم المتحدة للطفولة "يونيسف".
صورة من: AFP/Getty Images/M. Huwais
أثناء الزيارة التي قام بها وزير الخارجية الأمريكية جون كيري، أعربت السعودية عن نيتها في إقرار هدنة إنسانية لمدة خمسة أيام تسمح بدخول المساعدات الإنسانية للبلد.
صورة من: Reuters/A. Harnik
ولإقرار الهدنة اشترطت السعودية التزام الحوثيين بوقف جميع الأعمال "العدوانية" باليمن، ورغم إعلانها وقف عاصفة الحزم قبل أسابيع إلا أن الغارات لا زالت متواصلة.
صورة من: AFP/Getty Images
الحوثيون من جهتهم يحملون السعودية ما آلت إليه أوضاع البلاد، فيما تراوح العملية العسكرية مكانها. ولم يتضح إذا كات الغارات الجوية قد نجحت في حرمان الحوثيين من المنشآت ومخازن السلاح..
صورة من: picture-alliance/dpa
..كما أن الغارات أوقفت تقدم الحوثيين في الجنوب، إلا أنها لم تحدث أي تغيير جوهري في المعطيات ميدانيا، وسط احتدام المعارك في عدة محافظات بين القوات الموالية للرئيس هادي وبين مقاتلي الحوثيين .
صورة من: Reuters
11 صورة1 | 11
يذكر أن اليمنيين يعتمدون بشكل كبير على حفر الآبار وعلى المياه التي تنقل عبر الصهاريج، إلا أن الخيار الأخير "لم يعد متاحا لمعظم اليمنيين"، بحسب أوكسفام، التي أشارت أيضا إلى أن "سعر المياه المنقولة بالشاحنات تضاعف ثلاث مرات تقريبا" في عدد من المحافظات اليمنية.
من جانبها، قالت غريس أومير مديرة مكتب أوكسفام في اليمن "إذا لم يكن القتال ونقص الوقود ونقص الإمدادات الطبية وقلة النوم بسبب القصف وتصاعد الأسعار كافيا، فإن أكثر من ثلثي سكان اليمن لا تصلهم حاليا المياه النظيفة أو خدمات الصرف الصحي". وأضافت "هذا الرقم يعادل سكان برلين ولندن وباريس وروما مجتمعة".
وتحذر الأمم المتحدة ووكالات الإغاثة العالمية من وضع إنساني "كارثي" في اليمن الذي هو أساسا من أفقر دول العالم.