"الخوذ البيضاء" السورية تفوز بجائزة "نوبل البديلة"
٢٢ سبتمبر ٢٠١٦
أعلنت مؤسسة "رايت ليفيلهوود" السويدية عن منح جائزتها "نوبل البديلة" لمنظمة الخوذ البيضاء السورية بالإضافة إلى ثلاثة فائزين آخرين، وتنشط المنظمة السورية في المناطق المدمرة، وتقدم المساعدة والإسعاف للمصابين.
إعلان
تم اليوم الخميس (22 أيلول/ سبتمبر2016) إعلان منظمة "الخوذ البيضاء" السورية، التي تساعد ضحايا الحرب من المدنيين، أنها من بين الفائزين بالجائزة التي يطلق عليها اسم "جائزة نوبل البديلة". وأعلنت مؤسسة "رايت ليفيلهوود" فوز المنظمة، المعروفة أيضا بـ "الدفاع المدني السوري" تقديرا "للشجاعة والتعاطف والتلاحم الإنساني الفائق في إنقاذ المدنيين".
وقالت لجنة الجائزة إن المنظمة السورية، وهي أول فائز بالجائزة من سوريا، يعمل معها نحو ثلاثة آلاف عنصر كرسوا حياتهم لإنقاذ الناس وسط المنازل المدمرة ويكافحون الحرائق ويقدمون الإسعافات الأولية، معرضين أنفسهم لأخطار كبيرة. وسيحصل كل من المنظمة، وثلاثة فائزين آخرين وهم صحيفة "جمهوريت" التركية المستقلة والناشطة المصرية في قضايا حقوق الإنسان مزن حسن والناشطة الحقوقية سفتلاناغانوشكينا على 750 ألف كرونه (87 ألف دولار).
وقال المدير التنفيذي للمؤسسة أولي فون أوكسكول إن الدفاع المدني السوري فاز بالجائزة بسبب نشاطه الشجاع والناجح في المساعدة في إنقاذ الناس، الأمر الذي كثيرا ما يعرض أفراد المجموعة للخطر. وأضاف "يأتون بعد سقوط القنابل وينقذون الناس من تحت الأنقاض وركام المنازل التي قصفت لأن الكثيرين يظلون أحياء تحت هذه المنازل، والعمل الذي يقومون به ينطوي على خطر كبير عليهم بالطبع لأن الطائرات كثيرا ما تعود وتقصف المبنى ذاته مرة أخرى." وتابع قوله "نعطيهم الجائزة ليس فقط لشجاعتهم والتزامهم الذي يمارسون به عملهم لكن بسبب كفاءتهم ونجاحهم في المساعدة على الأرض."
وتنشط منظمة "الخوذ البيضاء" في المناطق التي تسيطر عليها الفصائل المسلحة. وكان أفرادها يعملون بمهن مختلفة قبل الحرب في سوريا، إلا أنهم انخرطوا جميعا في إطار المساعدة وإسعاف المصابين.
إلى ذلك أعرب متطوعون في منظومة "الخوذ البيضاء" السورية عن سعادتهم بالفوز بجائزة رايت لايفليهود السويدية وقال إبراهيم الحاج المتحدث باسم المنظومة من مدينة حلب المحاصرة، لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) :"هذا أفضل خبر سمعناه ويعد بارقة أمل في هذه الأيام العصيبة التي نعيشها ... وقد كافأنا الله على عملنا الإنساني". وقال المتطوع عبد الرحمن حسن :"نشعر بسعادة غامرة لأن الناس في الخارج رأوا ما نفعل وعرفوا رسالتنا وكافؤونا"
وتأسست جائزة رايت لايفليهود عام 1980 لتكريم ودعم "من يقدمون أجوبة عملية ونموذجية لأكثر التحديات التي تواجه البشرية.
ع.أ.ج/ ع ج ( د ب ا، رويترز)
حلب وأخواتها في الحصار..كابوس سوريا الإنساني!
دخلت هدنة هشة حيز التنفيذ في سوريا مساء يوم الاثنين. قد تخفف هذه الهدنة معاناة وآلام السوريين، الذي تُركوا طوال سنوات نهباً للحرب والجوع والمرض. إنها مأساة كبيرة، ولاسيما في المدن والمناطق المحاصرة.
صورة من: Reuters/B. Khabieh
الأطفال...الحلقة الأضعف
في بؤرة الاهتمام العالمي تقع حلب. فالمدينة المُقسمة أضحت رمزاً لفظاعات الحرب. وفي القسم الشرقي، الذي يحاصره النظام السوري، هناك نقص في كل شيء: الماء، الطعام، المسكن، العلاج الصحي. يعيش في ظل هذه الظروف المأساوية حوالي 100 ألف طفل.
صورة من: Reuters/A. Ismail
الحصار كسلاح في الحرب
إلى جانب حلب هناك 18 مدينة (كمدينة مضايا في الصورة) وهي منطقة مقطوعة كلياً عن العالم الخارجي. وحسب بيانات الأمم المتحدة يقطن في هذه المدن والمناطق المحاصرة ما يقارب 600 ألف مواطن. يشترك كل أطراف النزاع في استخدام الحصار كسلاح في الحرب. إدخال المواد الإغاثية الإنسانية إلى بعض المناطق يتطلب موافقة الحكومة السورية، وكثيرا ما ترفض منح التراخيص لذلك مرة تلو الأخرى.
صورة من: Reuters/O. Sanadiki
داريا...مدينة مقاومة
كانت داريا من أولى المدن المنتفضة ضد النظام السوري في عام 2011. تحصن فيها مناهضو النظام السوري. وقام النظام بفرض الحصار عليها ما يقارب أربع سنوات وترك قاطنيها يتضورون جوعاً. في آب/ أغسطس الماضي سلَم مناهضو الأسد المدينة، ورحلوا إلى مناطق المعارضة في إدلب (في الصورة).
صورة من: picture-alliance/ZUMA Press
المشافي هي الأخرى عليلة
ليس بوسع المشافي في سوريا بعد الآن تقديم الخدمات الطبية للمرضى. "قد لاتوجد ضمادات وأدوية مما يجعل القيام بعملية استئصال الزائدة الدودية أو عملية ولادة قيصرية أمرا شبه مستحيل"، كما يشتكي رئيس "منظمة أطباء بلا حدود في ألمانيا"، فولكر فيسترباركي.
صورة من: Getty Images/AFP/O. H. Kadour
الموت في كل مكان
يقول رئيس "منظمة أطباء بلا حدود في ألمانيا"، فولكر فيسترباركي إنه خلال خمسة أشهر الماضية تدمرت المشافي الثمانية في الجزء الشرقي المحاصر من مدينة حلب أو تعرضت لأضرار. القلة القليلة الباقية من الأطباء السوريين يخاطرون بحياتهم لعلاج المرضى. "ليس الأمان موجوداً في أي مكان"ـ يضيف فيسترباركي.
صورة من: picture-alliance/AA/E. Leys
أطلال مدينة مُقسمة
الوضع جد مأساوي في القسم الشرقي من مدينة حلب، المحاصر من قبل النظام السوري وحلفائه. يعيش هناك حوالي 300 ألف شخص. وقد دمر القصف اليومي لطائرات النظام السوري والطائرات الروسية آلاف المنازل. في الأسبوع الماضي وحده لقي أكثر من مائة إنسان مصرعهم نتيجة هذا القصف.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Alhalbi
نقص في كل شيء
هناك نقص في ماء الشرب والطعام والكهرباء في حلب. وهذا ينطبق أيضاً على الجزء الغربي من المدينة، الذي يسيطر عليه النظام. غير أن معاناة السكان هناك لا يمكن نقلها للعالم الخارجي، حيث لا يسمح النظام بدخول الصحفيين إليها.
صورة من: Reuters/A. Ismail
شوارع برائحة الموت
يندر أن يخرج النلاس إلى شوارع وأسواق حلب، خوفاً من القصف الجوي، يقول أحد مراسلي الإذاعة المحلية، "راديو حارة". أغلب المحالات التجارية مغلقة ولم تعد هناك حياة طبيعية. الحاضرة المليونية أضحت واحدة من أخطر مدن العالم.
صورة من: Reuters/A. Ismail
بين السجن الصغير والسجن الكبير
بالرغم من أن الهدنة تمنح للناس متنفساً لبعض الوقت وتخفف من معاناتهم قليلاً، إلا أن سكان المدن المحاصرة يستمرون في العيش مقطوعين عن العالم الخارجي وعن المساعدات الإنسانية. ووصف الأب الفرنسيسكاني، فراس لطفي، الذي يوزع الماء والطعام، الوضع هناك قائلا: "هنا يعيش الناس وكأنهم في سجن كبير".