منظمة الصحة: استفحال الجوع والمرض واليأس بالسودان بسبب الحرب
علي المخلافي رويترز
٨ أغسطس ٢٠٢٥
قالت كبيرة مسؤولي الطوارئ بمنظمة الصحة إن "العنف المتواصل دفع المنظومة الصحية في السودان إلى حافة الهاوية، مما زاد من حدة أزمة يخيم عليها الجوع والمرض واليأس" وإن "الجوع يزيد من تفاقم عبء المرض"، محذرةً من سوء تغذية حاد.
سيدة مع أطفالها في الفاشر صورة من: UNICEF/Xinhua/picture alliance
إعلان
قالت منظمة الصحة العالمية اليوم الجمعة (الثامن من أغسطس/آب 2025) إن الجوع والمرض ينتشران في السودان الذي مزقه الحرب في ظل ظهور مجاعة بالفعل في مناطق عدة ومعاناة 25 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي الحاد، فضلا عن تسجيل نحو 100 ألف حالة إصابة بالكوليرا منذ يوليو/تموز الماضي 2025.
وشرد الصراع الدائر في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع الملايين وقسم البلد إلى مناطق متناحرة في ظل استمرار وجودقوات الدعم في الغرب، فضلا عن أن خفض التمويل يعرقل المساعدات الإنسانية.
جوع ومرض ويأس
وقالت إلهام نور، كبيرة مسؤولي الطوارئ بمنظمة الصحة في بيان: "لقد دفع العنف المتواصل المنظومة الصحية في السودانإلى حافة الهاوية، مما زاد من حدة أزمة يخيم عليها الجوع والمرض واليأس".
وأضافت: "الجوع يزيد من تفاقم عبء المرض"، مضيفة أن من المتوقع أن يعاني نحو 770 ألف طفل دون سن الخامسة من سوء التغذية الحاد هذا العام. وقالت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين اليوم الجمعة إن الكوليرا تفشت أيضا في مخيم للاجئي دارفور في شرق تشاد المجاورة.
الفاشر في إقليم دارفور.صورة من: UNICEF/Xinhua/picture alliance
تعليق إعادة توطين اللاجئين بسبب العدوى
وقال باتريس أهوانسو، المنسق بالمفوضية، إن تفشي المرض في مخيم دوقي للاجئين تسبب حتى الآن في 264 حالة إصابة و12 وفاة، مما دفع المفوضية إلى تعليق إعادة توطين اللاجئين من الحدود مع السودان لمنع حدوث حالات جديدة.
وقال أهوانسو في إفادة صحفية في جنيف "من دون اتخاذ إجراءات عاجلة - مثل تعزيز الوصول إلى العلاج الطبي والمياه النظيفة والصرف الصحي والنظافة الصحية، والأهم من ذلك إعادة التوطين من الحدود - فإن حياة عدد من الأشخاص تصبح مهددة".
تحرير: عباس الخشالي
السودان: نار الحرب تأكل الأخضر قبل اليابس
خلفت الحرب في السودان آثاراً سلبية كبيرة على الغطاء النباتي والغابات لا سيما في ولايات دارفور وكردفان، حيث أدت العمليات العسكرية المستمرة إلى تدمير مساحات واسعة وزيادة معدلات قطع الأشجار لتلبية احتياجات الوقود والبناء.
صورة من: Sam Mednick/AP/picture alliance
تدهور الغطاء النباتي
فقد السودان نحو 90% من غاباته بعد انفصال الجنوب، حيث كانت معظم الغابات الاستوائية تقع في الإقليم الجنوبي. وبحسب تقرير نشرته صحيفة التغيير السودانية في آب/أغسطس 2024، أكد "مرصد حرب السودان" أن صوراً التُقطت في حي الخرطوم بيلي بمدينة نيالا (عاصمة ولاية جنوب دارفور) أظهرت عدداً كبيراً من الأشجار التي تعرضت للجفاف الكامل وماتت، وأخرى تعرضت للجفاف الجزئي نتيجة الحر الشديد خلال العام الماضي.
صورة من: Adrien Vautier/Le Pictorium/MAXPPP/dpa/picture alliance
القطع الجائر
وأكد عدد من المواطنين لبرنامج "السودان الآن" الذي تبثه قناة DW عربية الألمانية، أنهم باتوا يعتمدون بشكل رئيسي على الحطب الذي يتم جمعه من الغابات والمناطق المجاورة، بالرغم من إدراكهم للتأثيرات البيئية السلبية الناتجة عن هذه الممارسات.
صورة من: Sam Mednick/AP/picture alliance
ندرة في مصادر الحطب
كما أدى تدفّق أعداد كبيرة من النازحين إلى مخيمات النزوح في دارفور إلى مزيد من الضغط على الموارد البيئية، ما نتج عنه استنزاف الموارد الطبيعية ومنها الحطب. ما سبق نتج عنه تراجع كبير في الغطاء الشجري، خاصة في المناطق التي استقبلت أعداداً كبيرة من الفارين من مناطق النزاع.
صورة من: Samir Bol/Anadolu Agency/picture alliance
اقتصاد الصمغ العربي في السودان
يساهم تراجع الغطاء الغابي في السودان في تسارع التصحر وتدهور الأراضي الزراعية والرعوية، مما يهدد سبل عيش المجتمعات الريفية. كما أدى هذا التدهور إلى تراجع إنتاج الصمغ العربي، أحد أهم صادرات البلاد، والذي يُستخرج من أشجار السنط ويُستخدم عالمياً في الصناعات الغذائية والدوائية ويعد السودان من أكبر مصدري الصمغ العربي في العالم.
صورة من: Ashraf Shazily/AFP
السودان يخسر ثروته الخضراء
في ظل غياب الدولة، أصبحت الغابات عرضة للاستغلال من قبل المدنيين والمسلحين والتجار، دون أي اعتبار للتوازن البيئي أو التنوع الحيوي. يُستخدم الخشب والفحم النباتي كمصدر رئيسي للطاقة المنزلية في معظم المناطق، وهو ما أدى إلى تراجع كبير في المساحات الغابية. وتشير تقارير بيئية إلى أن السودان يفقد سنوياً آلاف الهكتارات من غطائه الغابي، في ظل ضعف الرقابة وتراجع جهود إعادة التشجير.
صورة من: AFP/Getty Images
تأثيرات طويلة الأمد
في تقرير نُشر قبيل انعقاد مؤتمر "كوب 16" لمكافحة التصحر، حذّرت الأمم المتحدة من أن إزالة الغابات وتدهور التربة يقوضان قدرة الأرض على التكيف مع تغير المناخ، ويقودان إلى خسائر فادحة في التنوع البيولوجي، واستنزاف موارد المياه، وتفاقم مستويات الفقر، خصوصًا في المناطق الريفية.