منظمة الصحة العالمية: فقدنا الاتصال بموظفينا في غزة
٢٨ أكتوبر ٢٠٢٣
قال مدير منظمة الصحة العالمية إن المنظمة فقدت الاتصال بموظفيها في غزة مبدياً قلقه على سلامتهم، فيما أكد الجيش الإسرائيلي أنه لا يمكنه ضمان أمن وسلامة الصحفيين وقال إن حماس تتعمد تنفيذ عملياتها بالقرب منهم.
إعلان
قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس إن المنظمة لم تعد على اتصال بموظفيها ومنشآتها الصحية وشركائها الآخرين في قطاع غزة المحاصر.
وكتب تيدروس يوم الجمعة (28 أكتوبر/ تشرين الأول 2023) على موقع إكس يقول: "هذا الحصار يجعلني أشعر بقلق بالغ على سلامتهم والمخاطر الصحية المباشرة للمرضى الضعفاء". وأضاف: "نحث على توفير الحماية على الفور لجميع المدنيين والسماح بوصول المساعدات الإنسانية بشكل كامل".
وفي مشاركة ثانية، كتب أدهانوم كلمة واحدة فقط هي "لماذا؟"
مخاوف على سلامة الصحفيين
قال الجيش الإسرائيلي لوكالتي رويترز وفرانس برس الدوليتين للأنباء إنه لا يستطيع ضمان سلامة صحفييهما العاملين في قطاع غزة الذي يتعرض لقصف وحصار إسرائيلي منذ نحو ثلاثة أسابيع.
وكتب الجيش الإسرائيلي رسالة إلى وكالتي رويترز وفرانس برس هذا الأسبوع بعد أن طلبتا ضمانات بألا تستهدف الضربات الإسرائيلية الصحفيين التابعين لهما في غزة.
وجاء في رسالة الجيش الإسرائيلي أن "جيش الدفاع الإسرائيلي يستهدف جميع الأنشطة العسكرية لحماس على امتداد غزة"، وأضافت الرسالة أن حماس تتعمد تنفيذ عمليات عسكرية "على مقربة من الصحفيين والمدنيين".
وقال الجيش الإسرائيلي أيضاً إن ضرباته المكثفة على أهداف تابعة لحماس قد تصيب مباني محيطة بأضرار وإن صواريخ حماس قد يتم إطلاقها بطريقة خاطئة أيضا فتقتل أشخاصا داخل غزة. واختتمت رسالة الجيش الإسرائيلي بالقول "في ظل هذه الظروف، لا يمكننا ضمان سلامة موظفيكم، ونحثكم بشدة على اتخاذ جميع التدابير اللازمة لسلامتهم".
ولم تعلق حماس على الفور حين سئلت عما قاله الجيش الإسرائيلي بخصوص تنفيذها عمليات عسكرية بالقرب من مكان تواجد صحفيين في غزة. ولم يتسن لرويترز معرفة عدد المؤسسات الإخبارية الأخرى العاملة في غزة التي تلقت الرسالة نفسها من الجيش الإسرائيلي. ولم يقدم الجيش الإسرائيلي تعليقا على الفور.
وقالت رويترز وفرانس برس إنهما قلقتان بشدة على سلامة الصحفيين في غزة. وقالت رويترز في بيان رداً على تلقيها الرسالة "الوضع على الأرض مروع وعدم رغبة الجيش الإسرائيلي في تقديم ضمانات لسلامة فرقنا يهدد قدرتها على نقل أخبار هذا الصراع دون خوف من الإصابة أو القتل".
وقال فيل شيتويند، مدير فرانس برس غلوبال نيوز، إن مؤسسته الإخبارية تلقت الرسالة نفسها. وأضاف شيتويند "نحن في وضع مخاطرة لا يصدق ومن المهم أن يفهم العالم أن هناك فريقا كبيراً من الصحفيين يعملون في ظروف خطورة قصوى".
وقالت لجنة حماية الصحفيين إن 27 صحفيا على الأقل قتلوا منذ بدء الحرب، معظمهم في غزة لكن هناك من لقي حتفه منهم أيضا في إسرائيل وجنوب لبنان. وجاء في أحدث بيانات للجنة أن 22 صحفيا فلسطينيا وأربعة إسرائيليين ولبنانيا واحدا قتلوا حتى يوم الجمعة 27 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
الأردن: إسرائيل بدأت الحرب البرية
قال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، مساء الجمعة، إن إسرائيل شنت للتو حرباً برية على غزة، وستكون النتيجة كارثة إنسانية ذات أبعاد أسطورية لسنوات قادمة، حسبما أوردت وكالة الأنباء الأردنية (بترا).
وأضاف في تغريدة على موقع (اكس) أن التصويت ضد القرار العربي في الجمعية العامة للأمم المتحدة يعني الموافقة على هذه الحرب التي لا معنى لها، وهذا القتل الذي لا معنى له، مضيفاً أن الملايين سوف يراقبون كل صوت "التاريخ سيحكم".
وحذر الصفدي أن حرب إسرائيل على غزة "تدفع المنطقة إلى الهاوية". وأضاف في تغريدة : "يجب على المجتمع الدولي أن يقف ضدها بشكل لا لبس فيه"، وأكد أن دعم القرار العربي هو تعبير لا بد منه عن الرفض العالمي لهذه الكارثة قائلاً: "العواقب سوف تطارد الجميع".
وتبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة، مشروع القرار العربي الذي تقدم به الأردن، بموافقة 120 دولة عليه. ويدعو القرار إلى وقف الحرب في غزة وهدنة إنسانية فورية ودائمة ومستدامة في قطاع غزة. وعارض القرار 14 دولة وامتنع عن التصويت 45 دولة.
"غزة ستكون مختلفة"
من ناحيته، قال مارك ريجيف، مستشار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن إسرائيل تكثف الضغوط على حركة حماس، وعملياتها العسكرية مستمرة، وغزة ستكون مختلفة تمامًا.
وقال ريجيف في تصريحات لشبكة فوكس نيوز الأمريكية : "إننا نكثف الضغوط على حماس. ونزيد الضغوط التي يتعرضون لها". وعملياتنا العسكرية جارية". وأضاف في التصريحات التي أوردتها صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية: "سيظلون يتلقون ضرباتنا العسكرية حتى نقوم بتفكيك آلتهم العسكرية وحل بنيتهم السياسية في غزة. وعندما ينتهي هذا، ستكون غزة مختلفة تماماً".
يشار إلى أن حركة حماس، وهي مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى على أنها منظمة إرهابية.
وتواصل إسرائيل هجماتها الجوية غير المسبوقة على قطاع غزة منذ 21 يوما ما أسفر عن مقتل 7326 فلسطينيا، حسب السلطات الصحية التابعة لحماس. وذلك رداً على الهجوم الإرهابي الذي نفذته عناصر مسلحة من حركة حماس على مناطق عدة جنوبي إسرائيل وأسفر عن مقتل نحو 1400 شخص، وإصابة المئات وأسر نحو 224 رهينة من جنسيات مختلفة، حسبما ذكرت السلطات الإسرائيلية.
ع.ح./ع.ش./ز.أ.ب (د ب أ ، رويترز)
معبر رفح.. تحديات كبيرة تواجه شريان الحياة الوحيد لسكان غزة
الوضع الإنساني في غزة كارثي حسب تأكيدات منظمات مستقلة. المساعدات الإنسانية بدأت بالتدفق أخيراً عبر معبر رفح، لكن حجمها يبقى "ضعيفا" بسبب الحاجيات الكبيرة، خاصة مع خروج عدة مستشفيات عن الخدمة وارتفاع حصيلة القتلى والجرحى.
صورة من: Mahmoud Khaled/Getty Images
بدء تدفق المساعدات لقطاع محاصر
عشرات الشاحنات، المحملة بالمساعدات الإنسانية، دخلت إلى غزة عبر معبر رفح قادمة من مصر. الشاحنات محملة بالأدوية والمستلزمات الطبية وكميات من الأغذية. الأمم المتحدة تقول إن 100 شاحنة على الأقل يجب أن تدخل غزة بشكل يومي لتغطية الاحتياجات الطارئة، وسط تأكيدات أن ما دخل بعد فتح المعبر يبقى قليلاً للغاية، بينما تؤكد مصادر مصرية وجود العشرات من الشاحنات التي تنتظر دورها للعبور.
صورة من: Mahmoud Khaled/Getty Images
شريان الحياة الوحيد في زمن الحرب
معبر رفح هو المعبر الرئيسي لدخول غزة والخروج منها في الفترة الحالية، بعد فرض إسرائيل "حصاراً مطبقاً" على القطاع، وقطع الكهرباء والماء والتوقف عن تزويده بالغذاء والوقود، في ظل الحرب الدائرة مع حركة حماس. لا تسيطر إسرائيل على المعبر لكنه توقف عن العمل جراء القصف على الجانب الفلسطيني منه. وبتنسيق أمريكي، تم الاتفاق على إعادة فتح المعبر لدخول المساعدات، بشروط إسرائيلية منها تفتيش المساعدات.
صورة من: Ahmed Gomaa/Xinhua/IMAGO
"ليست مجرد شاحنات"
الخلافات على تفتيش الشاحنات أخذت وقتاً كبيرا، ما أثر على وصول سريع للمساعدات. الأمم المتحدة أكدت أن العمل جارِ لتطوير نظام تفتيش "مبسط" يمكن من خلاله لإسرائيل فحص الشحنات بسرعة. أنطونيو غوتيريش صرح من أمام معبر رفح: "هذه ليست مجرد شاحنات، إنها شريان حياة، وهي تمثل الفارق بين الحياة والموت لكثير من الناس في غزة"، واصفاً تأخر دخول المساعدات (لم تبدأ إلّا بعد أسبوعين على بدء الصراع) بـ"المفجع".
صورة من: Ahmed Gomaa/Xinhua/IMAGO
إجراءات مشددة منذ زمن
تشدد مصر بدورها القيود على معبر رفح منذ مدة، ويحتاج المسافرون عبره إلى تصريح أمني والخضوع لعمليات تفتيش مطولة ولا يوجد انتقال للأشخاص على نطاق واسع، خصوصاً في فترات التصعيد داخل غزة. دعت القاهرة مؤخراً جميع الراغبين في تقديم المساعدات إلى إيصالها إلى مطار العريش الدولي، لكنها رفضت "تهجير" الفلسطينيين إلى أراضيها ودخولهم عبر معبر رفح، واقترحت صحراء النقب.
صورة من: Majdi Fathi/apaimages/IMAGO
توافق أمريكي - إسرائيلي على معبر رفح
بعد أيام على الحرب، توافق جو بايدن وبنيامين نتانياهو على استمرار التدفق للمساعدات إلى غزة . بايدن قال إن "المساعدات الإنسانية حاجة ملحة وعاجلة ينبغي إيصالها"، وصرح مكتب نتياهو أن "المساعدات لن تدخل من إسرائيل إلى غزة دون عودة الرهائن"، لكنها "لن تمنع دخول المساعدات من مصر" بتوافق أمريكي - إسرائيلي على عدم استفادة حماس منها، التي يصنفها الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى كحركة إرهابية.
صورة من: Evelyn Hockstein/REUTERS
غزة بحاجة إلى وقود
رفضت إسرائيل أن تشمل المساعدات الوقود، وهو ما انتقدته وزارة الصحة التابعة لحماس في غزة، قائلة إن القرار "سيُبقي أرواح المرضى والمصابين في غزة في خطر". وكالة الأونروا أكدت أن الوقود المتوفر لديها في القطاع غزة "سينفد قريباً، ودونه لن يكون هناك ماء ولا مستشفيات ولا مخابز ولا وصول للمساعدات". لكن مدير إعلام معبر رفح البري قال إن ستة صهاريج وقود دخلت يوم الأحد (22 تشرين الأول/ أكتوبر).
صورة من: Said Khatib/AFP
دعم أوروبي لإسرائيل مع ضمان المساعدات لغزة
بعد جدل حول تجميدها للمساعدات، ضاعفت المفوضية الأوروبية مساعداتها الإنسانية لغزة ثلاث مرات لتصل إلى أكثر من 75 مليون يورو، مع "تأييدها حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد إرهابيي حماس". الاتحاد الأوروبي أكد أنه يدرس فرض "هدنة إنسانية للسماح بتوزيع المساعدات". ألمانيا علقت المساعدات التنموية للفلسطينيين لكنها أبقت على الإنسانية منها، وأولاف شولتس رحب ببدء إرسال المساعدات، قائلا: "لن نتركهم وحدهم".
صورة من: FREDERICK FLORIN/AFP
مطالب عربية بوقف إطلاق النار
ربطت عدة دول عربية بين دخول المساعدات وبين وقف إطلاق النار. وأعلنت دول الخليج دعماً فورياً لقطاع غزة بقيمة 100 مليون دولار، فضلاًَ عن مبادرات منفردة لعدة دول في المنطقة. الدول العربية التي شاركت في "قمة القاهرة للسلام" دعمت بيان مصر، الذي دعا إلى "وقف الحرب الدائرة التى راح ضحيتها الآلاف من المدنيين الأبرياء على الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي".
صورة من: Khaled Desouki/AFP/Getty Images
"عدم التخلي عن المدنيين الفلسطينيين"
وزيرة التنمية الألمانية سفنيا شولتسه بعثت بخطاب إلى كتل أحزاب الائتلاف الحاكم قالت فيه إن احتياجات ومعاناة الناس في غزة وفي أماكن أخرى يمكن أن تزداد. وأدانت هجوم حماس ووصفته بأنه هجوم وحشي وغادر. وقالت :" نحن لا نواجه حركات نزوح كبيرة ووضع إمدادات منهارا وحسب بل إننا نواجه أيضا أعمالا حربية نشطة وكان من بينها التدمير الأخير للمستشفى الأهلي في غزة الذي كانت تشارك وزارة التنمية الألمانية في دعمه".
صورة من: Leon Kuegeler/photothek.de/picture alliance
ضريبة إنسانية باهظة للحرب
بدأت الحرب بهجوم دموي لحماس في السابع من أكتوبر، خلّف مقتل أكثر من 1400 إسرائيلي أغلبهم من المدنيين، فضلاً عن اختطاف أكثر من مئتين. ردت إسرائيل بقصف متواصل للقطاع، ما أوقع أكثر من خمسة آلاف قتيل وتدمير بنى تحتية وتضرّر 50 بالمئة من إجمالي الوحدات السكنية في القطاع، بينما نزح أكثر 1,4 مليون شخص داخل غزة حسب الأمم المتحدة، فضلا عن مقتل العشرات في الضفة الغربية وسط مخاوف من تمدد الصراع إقليمياً.
صورة من: YAHYA HASSOUNA/AFP/Getty Images
هجوم حماس الإرهابي
مشهد يبدو فيه رد فعل فلسطينيين أمام مركبة عسكرية إسرائيلية بعد أن هاجمها مسلحون تسللوا إلى مناطق في جنوب إسرائيل، ضمن هجوم إرهابي واسع نفذته حماس يوم 07.10.2023، وخلّف مقتل أكثر من 1400 إسرائيلي أغلبهم من المدنيين واختطاف أكثر من مائتين. ويذكر أن حركة حماس هي مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى على أنها منظمة إرهابية. إ.ع/ ع.خ / م.س.