1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW
حقوق الإنسانشمال أمريكا

الصين وإيران والسعودية.. العالم يشهد أكبر عدد من الإعدامات!

٢٩ مايو ٢٠٢٤

يقول ناشط حقوقي: "يحاول البعض إلباس عقوبة الإعدام ثوب العدالة. لكن في الواقع يتعلق الأمر بإرضاء الدوافع الأكثر حيوانية في المجتمع. ولا علاقة لعقوبة الإعدام بالعدالة. إنها انتقام وهكذا ستبقى".

صورة رمزية للإعدام شنقاً
حسب التقرير السنوي لمنظمة العفو الدولية، تم في جميع أنحاء العالم إعدام ما لا يقل عن 1153 شخصاً في 2023صورة من: Sascha Steinach/IMAGO

في مقالته التي كتبها عام 1957 بعنوان "تأملات في عقوبة الإعدام"، جادل ألبير كامو بشدة ضد عقوبة الإعدام. بالنسبة للكاتب والفيلسوف الفرنسي لم يكن الإعدام وسيلة للعدالة، بل تعبيراً عن الانتقام.

عند النظر إلى أحدث الأرقام الصادرة عن منظمة العفو الدولية، نخرج بنتيجة مفادها أن الأمور تبدو سيئة بالنسبة للعدالة العالمية.

حسب التقرير السنوي للمنظمة المعنية بحقوق الإنسان، تم في جميع أنحاء العالم إعدام ما لا يقل عن 1153 شخصاً في العام الماضي: بقطع الرأس، أو الشنق، أو إطلاق النار، أو التسميم. وزادت نسبة إنهاء الحياة بواقع 31 بالمائة، مقارنة بـ 883 عملية إعدام في عام 2022. والرقم لم يسجل منذ عام 2015، عندما وثقت منظمة العفو الدولية 1634 حالة إعدام.

الصين تتقدم على إيران والسعودية

ومن بين الدول الـ 16 التي نفذت عمليات إعدام، تتحمل عدد قليل من الدول المسؤولية عن الزيادة الشديدة: نفذت إيران ما يقرب من ثلاثة أرباع (853 على الأقل) عملية إعدام، في حين قامت المملكة العربية السعودية 15 بالمائة (172) عملية إعدام. كما نفذت الصومال (38 حكماً على الأقل) والولايات المتحدة (24) حالة إعدام.

وارتفع عدد أحكام الإعدام الجديدة الصادرة على مستوى العالم في عام 2023 بنسبة 20 بالمئة مقارنة بالعام السابق ليصل إلى 2428 حكماً في 52 دولة.

وتعتقد منظمة العفو الدولية أن عمليات إعدام كثيرة تجري في الصين. ونظراً لتكتم الدولة، فإن تقرير منظمة العفو الدولية لا يحتوي على أي معلومات حول الآلاف من الأشخاص الذين تم إعدامهم. وينطبق الشيء نفسه على كوريا الشمالية وفيتنام، المشتبه في قيامهما بتنفيذ عمليات إعدام على نطاق واسع.

تقيم ريناتا ألت، السياسية من الحزب الديمقراطي الحر (الليبرالي) ورئيسة لجنة حقوق الإنسان والمساعدات الإنسانية في البرلمان الألماني (بوندستاغ)، إحصاءات الإعدام بالقول: "الزيادة الهائلة في عمليات الإعدام في جميع أنحاء العالم أمر صادم. ولا تظهر أرقام منظمة العفو الدولية سوى قمة جبل الجليد، حيث لا توجد بيانات دقيقة عن بعض البلدان".

وتعتبر منظمة العفو الدولية انخفاض عدد الدول التي نفذت فيها عمليات الإعدام بمثابة نجاح. تقول يوليا دوشروف، الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية في ألمانيا: "تتخلى المزيد والمزيد من البلدان عن الممارسة القاسية لعقوبة الإعدام". وانخفض العدد من 20 في عام 2022 إلى 16 في عام 2023. ولم تعد عمليات الإعدام تُسجل في بيلاروسيا واليابان وميانمار وجنوب السودان. وحتى الآن، ألغت 144 دولة عقوبة الإعدام.

هولندا: مخاوف على الأسرة في إيران

03:06

This browser does not support the video element.

عقوبة الإعدام كوسيلة قمع

وكما هو الحال غالباً في البلدان التي تنفذ عقوبة الإعدام، تُستخدم عقوبة الإعدام أيضاً كأداة سياسية. يقول قول ماكس مايساور خبير عقوبة الإعدام في منظمة العفو الدولية في ألمانيا لـ DW: "عمليات الإعدام العلنية وسيلة للقمع السياسي والردع الاجتماعي". وهذا ينطبق بشكل خاص على إيران التي استخدمت سلطاتها عقوبة الإعدام بشكل متزايد لبث الخوف والرعب في نفوس المواطنين وتعزيز سلطتها، كما جاء في تقرير منظمة العفو الدولية.

ومن بين عمليات الإعدام، تم تنفيذ أكثر من 60 بالمائة بسبب جرائم لا ينبغي أن يعاقب عليها بعقوبة الإعدام بموجب القانون الدولي، بما في ذلك جرائم المخدرات على وجه الخصوص. يقول ماكس مايساور إنه "تم تنفيذ ما لا يقل عن 246 عملية إعدام في إيران في عام 2020. بينما ارتفع الرقم في التقرير الحالي إلى أكثر من 853".

ولذلك دعت رئيسة لجنة حقوق الإنسان والمساعدات الإنسانية في البرلمان الألماني، ريناتا ألت، في تصريح مكتوب لـ DW الاتحاد الأوروبي إلى ممارسة المزيد من الضغوط على نظام الملالي.

اعترافات منتزعة تحت التعذيب

وعلى الجانب الآخر من الخليج، في المملكة العربية السعودية، الدولة التي تحتل المرتبة الثالثة من حيث عدد عمليات الإعدام، يرى نشطاء حقوق الإنسان أن الوضع تحسن، ولكن ليس كما ينبغي: انخفض عدد أحكام الإعدام المنفذة بشكل طفيف بنسبة اثني عشر بالمائة ليصل إلى 172 حكماً.

ولكن يشير تقرير منظمة العفو الدولية إلى عمليات انتزاع "الاعترافات" عن طريق التعذيب، وصدور أحكام إعدام بما يتعارض مع القانون الدولي وبعد محاكمات غير عادلة.

وضرب التقرير هنا المثال بحالة المعلم السابق محمد الغامدي، الذي حُكم عليه بالإعدام في يوليو/تموز 2023. جريمته: منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي تنتقد الحكومة. وحسب التقرير فإن المملكة العربية السعودية هي الدولة الوحيدة التي نفذت عقوبة الإعدام بقطع الرأس في العام الماضي.

تنفذ عمليات إعدام بحقنة مميتة في الولايات المتحدةصورة من: Dave Martin/AP/dpa/picture alliance

الولايات المتحدة الأمريكية وأفريقيا جنوب الصحراء

تشعر منظمة العفو الدولية بالقلق من زيادة عمليات الإعدام في الولايات المتحدة الأمريكية، من 18 حالة إلى 24 حالة. وتم تقديم مشاريع قوانين لتنفيذ عمليات الإعدام رمياً بالرصاص في ولايتي أيداهو وتينيسي بالولايات المتحدة، في حين تدرس ولاية مونتانا توسيع قائمة المواد المستخدمة في الحقن المميتة.

وتحتل الصومالالمركز الخامس في إحصائيات عقوبة الإعدام حيث سجلت منظمة العفو الدولية "زيادة كبيرة في عمليات الإعدام": قفزت من 11 في عام 2022 إلى 38 في عام 2023. وفي منطقة أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، ارتفعت أحكام الإعدام المسجلة "بشكل كبير" بنسبة 66 في المائة: تم إعدام 494 إنسان.

الدبلوماسية في مكافحة عقوبة الإعدام

تحاول ألمانيا الضغط على الدول التي تطبق عقوبة الإعدام، وذلك في الغالب من خلال المناقشات الثنائية، ومن خلال مذكرات الاحتجاج الرسمية، ومن خلال إثارة القضية في الاجتماعات الدولية. ولكن كل ما سبق لا يكفي بالنسبة لمنظمة العفو الدولية.

ويقول الناشط الحقوقي وخبير عقوبة الإعدام في المنظمة الحقوقية في ألمانيا ماكس مايساور: "نريد أن تولي الحكومة الألمانية المزيد من الاهتمام لمكافحة عقوبة الإعدام وأن تنفذ إجراءات دبلوماسية واضحة على البلدان التي تلفت الانتباه".

بالمناسبة، يتفق ماكس مايساور بشكل كامل مع ألبير كامو: "يحاول البعض إلباس عقوبة الإعدام ثوب العدالة. لكن في الواقع يتعلق الأمر بإرضاء الدوافع الأكثر حيوانية في المجتمع. ولا علاقة لعقوبة الإعدام بالعدالة. إنها انتقام وهكذا ستبقى".

أعده للعربية: خالد سلامة

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW