أصبح مجلس الأمن الدولي ساحة صراع بين روسيا وأميركا حول قرارات بشأن التحقيق في اتهامات باستعمال النظام السوري غازات سامة في دوما، فيما أعلنت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية أنها سترسل لجنة تحقيق إلى سوريا "قريباً".
إعلان
قالت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية في بيان اليوم الثلاثاء (10 نيسان/ أبريل 2018) إن مفتشين من المنظمة سيسافرون إلى مدينة دوما السورية للتحقيق في تقارير عن هجوم أودى بحياة ما يصل إلى 60 شخصا. وذكرت المنظمة أنها "طلبت من الجمهورية العربية السورية وضع الترتيبات الضرورية لمثل هذه البعثة". وأضاف البيان أن "هذا تزامن مع طلب من الجمهورية العربية السورية والاتحاد الروسي للتحقيق في مزاعم استخدام أسلحة كيماوية في دوما. الفريق يستعد للانتشار في سوريا قريبا".
وفي السياق نفسه قال دبلوماسيون إن روسيا أبلغت مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أنها ستطرح مسودتي قرارين بشأن سوريا للتصويت اليوم الثلاثاء لأنها لا تتفق مع نص أمريكي لمشروع قرار يهدف لإجراء تحقيق جديد لتحديد المسؤول عن هجمات كيماوية في سوريا.
ومن المقرر أن يصوت المجلس المؤلف من 15 بلدا على مسودة القرار الأمريكية في وقت لاحق اليوم الثلاثاء. وقال دبلوماسيون إن روسيا طلبت من المجلس أن يصوت أيضا على مسودة أعدتها لإجراء تحقيق جديد في هجمات بأسلحة كيماوية في سوريا.
وأضاف الدبلوماسيون أن من المرجح أن تستخدم روسيا حليفة دمشق حق النقض (الفيتو) ضد القرار الأميركي. ولكي يصدر القرار فإنه يحتاج لتسعة أصوات مؤيدة مع عدم استخدام أي من الدول الدائمة العضوية وهي روسيا والصين وفرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة لحق النقض.
وقالت روسيا إنها ستطرح للتصويت بعد ذلك مشروع قرار آخر يدعم تحديدا إرسال محققين من منظمة حظر الأسلحة الكيميائية إلى موقع هجوم دوما المزعوم الذي وقع السبت الماضي.
ع.خ/ (ا ف ب، د ب ا ،رويترز)
هجوم كيماوي جديد في سوريا ..هذه المرة في دوما ومدنيون ضحايا بالعشرات
نددت واشنطن وعواصم أوروبية بالهجوم المفترض بـ"غازات سامة" في مدينة دوما بالغوطة الشرقية. سوريا وروسيا تنفيان استخدام النظام السوري أسلحة كيماوية. منظمات إنسانية ونشطاء يؤكدون سقوط عشرات الضحايا في صفوف المدنيين.
صورة من: picture-alliance /AP/dpa
أثارت تقارير حول هجوم مفترض بـ"غازات سامة" استهدف السبت الماضي (السابع من نيسان/أبريل 2018) مدينة دوما في الغوطة الشرقية تنديداً دولياً. وطلبت 9 دول، بمبادرة من فرنسا، عقدَ اجتماع عاجل لمجلس الأمن الاثنين لبحث تقارير عن الهجوم الكيميائي المفترض في دوما.
صورة من: picture-alliance /AP/dpa
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان عن "21 حالة وفاة جراء الاختناق وإصابة 70 آخرين" من دون أن يتمكن من "تأكيد أو نفي" استخدام الغازات السامة. إلا أن الحصيلة التي أوردتها منظمة الخوذ البيضاء (الدفاع المدني في مناطق سيطرة الفصائل) تراوحت بين 40 و70 قتيلاً جراء القصف بـ"الغازات السامة"، وفق قولها.
صورة من: picture alliance/AP Photo/Syrian Civil Defense White Helmets
فيما تحدثت المنظمة والجمعية الطبية السورية الأميركية (سامز) عن وصول "500 حالة" إلى النقاط الطبية. وأشارتا إلى أعراض "زلة تنفسية وزرقة مركزية وخروج زبد من الفم وانبعاث رائحة واخزة تشبه رائحة الكلور".
صورة من: picture-alliance/AA/M. Bekkur
أدان الرئيسان الأمريكي ترامب والفرنسي ماكرون "الهجمات الكيميائية التي وقعت في 7 نيسان/أبريل ضد سكان دوما". وكتب ترامب على تويتر "قتل كثيرون بينهم نساء وأطفال في هجوم كيميائي متهور في سوريا"، مضيفا "الرئيس بوتين وروسيا وايران مسؤولون عن دعم الأسد الحيوان. سيكون الثمن باهظا". فيما قال المتحدث باسم الحكومة الألمانية إن "ملابسات استخدام الغاز السام هذه المرة تشير إلى مسؤولية نظام الأسد".
صورة من: Reuters/Y. Gripas
يأتي تصريح ترامب بعد عام ويوم على ضربة أمريكية استهدفت قاعدة عسكرية للجيش السوري رداً على هجوم كيماوي في خان شيخون أودى بالعشرات في شمال غرب البلاد. وأبدى وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان "قلقه البالغ"، مؤكداً أن بلاده "ستتحمل مسؤولياتها كاملة باسم الكفاح ضد انتشار الأسلحة الكيماوية".
صورة من: picture alliance/AP Photo/Russian Defense Ministry Press Service
دمشق اعتبرت أنّ الاتهامات الموجهة لها في هذا السياق هي "أسطوانة مملة غير مقنعة"، فيما وجهت روسيا تحذيرا لواشنطن من تدخل عسكري "بذرائع مختلقة" نافية استخدام النظام السوري أسلحة كيميائية.
صورة من: Reuters/O. Sanadiki
وتزامن الاستخدام المفترض لـ"غازات سامة" قبيل إعلان دمشق أمس الأحد اتفاقًا لإجلاء فصيل جيش الإسلام "خلال 48 ساعة" من دوما، الجيب الأخير تحت سيطرة الفصائل المعارضة في الغوطة الشرقية.
صورة من: Reuters/O. Sanadiki
يذكر أن محققي جرائم الحرب التابعون للأمم المتحدة وثقوا في السابق 33 هجوما كيماويا في سوريا ونسبوا 27 منها إلى الحكومة السورية التي نفت مرارا استخدام هذا النوع من الأسلحة. وفي عام 2013 قتل 1429 شخصا من بينهم أطفال في هجوم كيميائي بغاز السارين في الغوطة الشرقية، بحسب الولايات المتحدة. كما تم رصد غاز السارين في هجوم في أبريل 2017 على بلدة خان شيخون أدى إلى مقتل اكثر من 80 شخصا.