منظمة حماية البيئة: مدن ألمانية بحاجة إلى مساحات خضراء أكثر!
١ أغسطس ٢٠٢٤
يمتص الأسفلت والخرسانة في المدن أشعة الشمس، ما يؤدي إلى سخونة الجو بشكل لا يطاق في فصل الصيف، فضلاً عن قلّة المساحات الخضراء. وهذا بالضبط ما تفتقد إليه بعض المدن الألمانية، وفق المنظمة الألمانية لحماية البيئة.
إعلان
العديد من المدن في ألمانيا لا تحمي سكانها بشكل كاف من حرارة الصيف، وفق المنظمة الألمانية لحماية البيئة، نقلاً عن مجلة "شتيرن" الألمانية. إذ يوجد بهذه المدن عدد قليل للغاية من الأشجار والمساحات الخضراء. ونتيجة لذلك، تتحول هذه المدن إلى "جحيم”، كما انتقدت المنظمة. وتابعت: "إن الاتجاه المستمر نحو المزيد من الخرسانة وتقليل المساحات الخضراء أمر مثير للقلق".
وفي فحص درجات الحرارة داخل المدن، قامت المنظمة الألمانية لحماية البيئة بتقييم بيانات الأقمار الصناعية ومسح تقديري للمساحات الخضراء في 190 مدينة يزيد عدد سكانها عن 50 ألف نسمة. والنتيجة: فشل 24 مدينة في كلتا الفئتين، وكان أداء 82 مدينة أخرى ضعيفًا في فئة واحدة على الأقل. وفي الوقت نفسه، قامت المنظمة الألمانية لحماية البيئة أيضاً بتوزيع 84 بطاقة خضراء على المدن ذات القليل من الأسفلت نسبياً والكثير من المساحات الخضراء.
برلين جيدة نسبياً
كان أداء المدن في جنوب ألمانيا سيئًا بشكل خاص، بينما صنفت المنظمة الألمانية لحماية البيئة، مدنا في شمال الراين وستفاليا، وشمال الراين الغربي على أنها مثالية. كما جاء أداء برلين جيداً نسبياً، حيث جاءت في المركز الحادي والعشرين، وهي أفضل بكثير من هامبورغ أو ميونيخ أو فرانكفورت.
وفي ضوء تغير المناخ، شددت المنظمة الألمانية لحماية البيئة، على أهمية المساحات الخضراء. إذ أن للأشجار الكبيرة على وجه الخصوص، تأثير مبرد. وتدعو المنظمة الألمانية إلى وضع معايير على مستوى البلاد للزيادة في المساحات الخضراء، على سبيل المثال في ساحات المدارس.
الحكومة تطور إستراتيجية جديدة
قدمت وزيرة البناء الألمانية، كلارا غايفيتز، للتو استراتيجية للحماية من الحرارة. كما توصي بزيادة الحدائق وأشجار الشوارع والأسطح الخضراء. ومن أجل ضمان عدم جفاف النباتات خلال فترات الحر والجفاف الطويلة، يوصى بإنشاء مناطق يمكن أن يتسرب منها المطر.
ورأت المنظمة الألمانية لحماية البيئة في ذلك خطوة أولى مهمة. ويحتاج كبار السن والأطفال والأشخاص ذوو الإعاقة على وجه الخصوص، وكذلك سكان الشقق سيئة العزل، إلى حماية أفضل من الحرارة.
إ.م
مدن تختنق.. العالم بحاجة إلى حدائق أوسع
تعاني أغلب المدن الكبرى من نقص في المساحات الخضراء، العالم العربي ليس استثناء. جولة في أهم مدن العالم التي تلون مساحاتها بلون الحدائق الاخضر تكشف عن أهمية وجود حدائق في مدن الأسمنت.
صورة من: Getty Images/AFP/L. Robayo
الصين تحاول
تشير إحصائيات صادرة عن "المنتدى الثقافي لمدن العالم" للفروق الشاسعة في تخطيط المدن حول العالم. ففي مدينة شينزهن الصينية يتم تخصيص 40% من المساحة للمناطق الخضراء، بالرغم من ازدهار قطاع البناء. كما تعمل العاصمة بكين على زيادة المساحات الخضراء بها، والتي تزيد اليوم عن 45 % من المساحة الكلية.
صورة من: picture alliance / dpa
اسطنبول تختنق
بحلول عام 2050، سيعيش أكثر من ثلثي البشر في الحضر بحيث سيتمكن جزء منهم فقط من الحياة في مدن ستتيح لهم الاستمتاع بالطبيعة، وفقا للأمم المتحدة. وتعتبر اسطنبول واحدة من أقل المدن امتلاكا للمساحات الخضراء في العالم، فقد خصصت إدارة المدينة 2.2% فقط من مساحتها للحدائق العامة بداية من عام 2015. ومن ثم اقترحت الحكومة تحويل الساحات العامة القديمة لمتنزهات.
صورة من: Reuters/M. Sezer
نيويورك والبحث عن الصحة
تشجع الحدائق العامة على ممارسة الرياضة، كما يساعد قضاء الوقت وسط الطبيعة على الحفاظ على صحة نفسية أفضل حيث يساعد على تفريغ الضغوط بالإضافة إلى تنمية التواصل الاجتماعي. وبالرغم من سمعتها كمدينة إسمنتية، يحمل حوالي ربع مساحة مدينة نيويورك اللون الأخضر بفعل الحدائق المنتشرة بمناطق صناعية سابقة للسماح لسكان المدينة الأمريكية بالاستمتاع بها.
صورة من: picture-alliance/robertharding/E. Rooney
طوكيو تعاني
تنقي الأشجار والنباتات الهواء، ولهذا فإن وجود المساحات الخضراء يعمل بفاعلية على توفير هواء نظيف نتنفسه. وتزيد أهمية ذلك في المدن المزدحمة مثل العاصمة طوكيو، والتي تحتوي 7.5% من مساحتها على مناطق خضراء، وفقا لدراسة أجراها مكتب التطوير الحضري. ويعاني الكثير من سكان عاصمة اليابان، والذي يزيد عددهم عن 9 مليون نسمة، من الحساسية نحو تلوث الهواء.
صورة من: Imago/Aurora Photos/T. Martin
لوس أنجلس وحرارة الأسمنت
يؤدي الإسمنت إلى ارتفاع الحرارة بالمدن ويجعل السكان أكثر تأثرا بموجات الحرارة المرتفعة، وهذا يعرف باسم "أثر الجزر الحرارية الحضرية"، أي أن المدن تكون أكثر دفئا من المناطق المحيطة بها. إلا أن المساحات الخضراء تقدم حلا للمشكلة لعملها على خفض حرارة الجو. وبالرغم من أن الحدائق العامة تمثل حوالي 35% من مساحة مدينة لوس أنجلس الأمريكية، فإن المدينة مازالت تعاني من ظاهرة ارتفاع درجة الحرارة.
صورة من: Iwan Baan
أشجار باريس تواجه الفيضان
تتمثل أهمية أخرى للمساحات الخضراء في امتصاص المياه للحد من فيضان المياه الذي شهدته باريس في عام 2018، حيث تغطي الخضرة 9.5% من مساحة العاصمة الفرنسية. يمكن للمساحات الخضراء المخطط لها صد المياه المصاحبة للعواصف وحماية المناطق السكنية منها، بما يجعل تلك المساحات الخضراء عاملا ضروريا في نظام إدارة الفيضان بالمدينة. وتعمل باريس على زراعة 20 ألف شجرة جديدة بحلول عام 2020.
صورة من: Getty Images/AFP/L. Marin
بوغوتا تريد المزيد..
بوغوتا في كولومبيا هي واحدة من المدن النشطة، التي تخصص حوالي خمسة بالمئة من مساحاتها للمساحات الخضراء. فبينما تنمو مساحة المدن وتزداد ثراءً، تحتاج إلى تحقيق التوازن ما بين التنمية الاقتصادية على المدى القصير والتأثير على المناخ العالمي وصحة المواطنين على المدى الطويل. لويزه أزبرون/ د.ب.