منظمة دولية: زيادة هائلة لأعداد ذوي الاحتياجات الخاصة باليمن
٢٠ مايو ٢٠٢٢
أعربت "المنظّمة الدوليّة للمعوّقين" في تقرير عن قلقها من "الزيادة الهائلة" في أعداد ذوي الاحتياجات الخاصة في اليمن وهشاشة وضعهم، في البلد الذي دمّرته سبع سنوات من الحرب. وتعتبر هذه الفئة هي "الأكثر تضرّراً من الصراع".
إعلان
بحسب تقرير حصلت وكالة "فرانس برس" على نسخة منه، يعاني قرابة 4,8 مليون شخصٍ من إعاقة واحدة على الأقلّ من بين 30 مليون نسمة في اليمن، وفق أرقامٍ للأمم المتحدة. وقبل بداية الحرب عام 2014 كان العدد يقارب ثلاثة ملايين.
ومع ذلك لا يمكن التحقّق من هذا الرقم بسبب غياب البيانات الرسميّة الموثوقة. وترتبط هذه الزيادة بشكلٍ مباشر بالحرب ولا سيّما الإصابات الناجمة عن استخدام الأسلحة المتفجّرة (الضربات الجويّة، الألغام وغيرها) والتي تؤدي إلى بتر الأطراف.
ياسمين دايلمَن مسؤولة "المنظمّة الدوليّة للمعوّقين" ومقرّها عدن، ومعدّة التقرير عن مصير الأشخاص ذوي الإعاقة في اليمن تقول لفرانس برس، إنّ عدد ذوي الاحتياجات الخاصة شهد زيادة هائلة منذ بدء الصراع" وغالباً ما يكون هؤلاء "أوّل المنسيين". وتضيف مسؤولة المنظّمة أنّ "الصدمات النفسيّة والاضطرابات النفسيّة-الاجتماعيّة ازدادت أيضاً بشكلٍ حادّ".
وفي هذا الإطار، وبمواجهة "انهيار النظام الصحّي"، يجد ذوي الاحتياجات الخاصة أنفسهم "الأكثر تضرّراً من الصراع" بسبب "الصعوبة الشديدة في الوصول إلى الخدمات الصحيّة والمراكز الاستشفائيّة"، إضافة إلى افتقار الإدارة المحليّة للتمويل، وفقاً للتقرير.
اليمن البلد المنسي في ظل الحرب بأوكرانيا
02:05
وتشرح ياسمينا دايلمَن في اتصال هاتفي مع "فرانس برس"، أنّ الأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة يضطرّون أحياناً للسفر ثلاثة أيّام وسلوك طرقات خطرة للحصول على رعاية صحيّة أوليّة، بسبب غياب البنى التحتيّة المناسبة على مقربة منهم. وتضيف "إنّه لمن المزعج أن نرى هؤلاء يواجهون هذا القدر من التحديات" مشيرة إلى أنّ الصمّ على سبيل المثال لا يجرؤون على الخروج من منازلهم لأنهم غير قادرين على سماع أصوات الانفجارات".
وتسبّبت الحرب في اليمن بمقتل قرابة 380 ألف شخص بشكل مباشر أو بسبب تداعيات الحرب، ونزوح الملايين إلى مخيّمات مؤقتة. ووفق منظمات إنسانيّة، يعيش جزء كبير من السكّان في ظروف جوع حادّ تقارب المجاعة.
وفي هذا الصدد، أدّى النزاع في أوكرانيا التي كانت توفر نحو ثلث إمدادات القمح إلى اليمن، إلى ارتفاعٍ حاد في أسعار الخبز ما يفاقم الوضع على الأرض، بحسب ياسمين دايلمن التي عبّرت عن خشيتها من آثار هذه الحرب على المساعدات الإنسانيّة التي يقدّمها المجتمع الدولي. غير أنّ الهدنة الهشّة منذ بداية نيسان/أبريل أعطت أملاً قل مثيله للسكّان الذين يواجهون إحدى أسوأ المآسي الإنسانيّة في العالم.
ع.ش/ ص.ش (أ ف ب)
جدلية الحرب والحياة.. مشاهد من صراع اليمنيين من أجل البقاء
من وسط المأساة يتعطش اليمنيون لحياة طبيعية، فلا تكاد وطأة الحرب تخِفّ حتى تبدأ الحياة بالانتعاش فتفتح أسواق وحدائق ويعود كثيرون إلى بيوتهم بعد نزوحهم عنها. جولة مصورة تعكس إصرار اليمنيين على الحياة وصراعهم من أجل البقاء.
صورة من: Essa Ahmed/AFP/Getty Images
يعاني سكان اليمن عموما ليس فقط من شح المياه ولكن أيضا من صعوبة الوصول إليها. مصدر الماء الآبار والأمطار الصيفية، وضاعفت الحرب من معاناة الحصول عليها...
صورة من: Eman Al-Mekhlafi/DW
والحصول على المياه النظيفة، في بعض الأحيان، صار هما من هموم اليمنيين الكثيرة. ويضطر السكان لشراء المياه، أو الاعتماد على فاعلي الخير الذين يوزعون المياه في حاويات موزعة في شوارع المدينة.
صورة من: Farouk Moqbel
خلّف النزاع في اليمن عشرات آلاف من القتلى ودفع نحو 80 في المئة من السكّان للاعتماد على الإغاثة الإنسانية وسط أسوأ أزمة إنسانية في العالم، وفقاً للأمم المتحدة. وتسبّب كذلك بنزوح نحو 3.3 ملايين شخص. والمأساة ما تزال مستمرة..
صورة من: Farouk Moqbel
أطفال اليمن هم أكثر الفئات تضررا من الحرب وتداعياتها بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، وقدرت اليونيسيف أن عدد الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية في اليمن قد يصل إلى 2.4 مليون بنهاية عام 2020.
صورة من: Reuters/K. Abdullah
من أسباب الوضع الكارثي على سكان اليمن انهيار سعر العملة المحلية أمام العملات الأجنبية، ووجود إصدارين من العملة الوطنية (قديم وجديد)، وما نجم عن ذلك من ارتفاع جنوني في أسعار السلع المستوردة. وزاد الوضع المعيشي تعقيدا عدم صرف مرتبات موظفي الدولة منذ سنوات، وفقد الآلاف لمصادر دخلهم.
صورة من: Eman Al-Mekhlafi/DW
الحصول على الاحتياجات الأساسية بات مهمة شاقة في الكثير من الأحيان. أزمات إسطوانات الغاز المنزلي المتكررة شاهد على تردي الخدمات.
صورة من: Farouk Moqbel
عادت بعض الأسر اليمنية إلى استخدام الأدوات التقليدية كالحطب بسبب أزمات الخدمات المتكررة والأوضاع الاقتصادية الصعبة
صورة من: Farouk Moqbel
يطل اليمن على البحرين الأحمر والعربي الغنيين بالثروة السمكية، لكن غلاء الأسعار والمعارك وارتفاع تكاليف الصيد والنقل والمخاطر الأمنية جعلت الحصول على السمك رفاهية لا يستطيع المعدم أن يحلم بها (الصورة من عدن)
صورة من: Getty Images/AFP/S. Al-Obeidi
حتى تصل الأسماك إلى "سوق الصيد" في مدينة تعز (جنوب غرب اليمن) تكون أسعارها قد تضاعفت.
صورة من: Eman Al-Mekhlafi/DW
ترتفع أسعار المواد الخضار والفواكه خصوصا في المدن التي تدور داخلها أو حولها المعارك، مثل مدينة تعز (الصورة). وفي هذه الحالة يلجأ الباعة إلى إدخال المواد الغذائية من خلال طُرُق بديلة وعرة ملتفة وهو ما ينعكس على ارتفاع أسعارها.
صورة من: Eman Al-Mekhlafi/DW
المقابر في اليمن تحولت إلى مزارات تشبه الحدائق، لكنها ليست للفسحة، بقدر ما هي تعبير عن زيادة أعداد قتلى الحرب أو موتى الأمراض والأوبئة.
صورة من: Farouk Moqbel
على الجانب الموازي هنا الفرح فوق ركام الحرب! شباب يحتفلون في عرس في الشارع. الموسيقى تصدح وتطغي أحيانا على صوت الرصاص. لكن في اليمن إطلاق الرصاص ليس فقط بسبب الحرب، ففي الأعراس يطلق الرصاص عادة في الجو للتعبير عن الفرح، إلأ أن ذلك اصبح يثير الرعب لدى البعض بسبب الحرب.
صورة من: Eman Al-Mekhlafi/DW
رغم الحرب والأوضاع الصعبة، وقيود العادات والتقاليد الاجتماعية والتضييق على الحريات، إلا أن الحياة تستمر. شباب وشابات قرروا أن يعزفوا للحب وللحياة ولمستقبل أفضل..